ذكريات ومن هنا وهناك (الجزء الأول)

في الحلقة القادمة بإذن الله نتابع مإذا كان والدي رحمه الله قد نفّذ وصية الدكتور سعيد أم لا ؟ ولماذا ؟ وهل كان القدر يسعى لصالحي أم بعكس ماكنّا ننشده ؟

كيف تم إلتحاقي بكلية قوى الأمن الداخلي ؟

( الجزء الثاني )


كنت في الصف الثالث الإعدادي متفوقا في الرياضيات وهي بالمناسبة ثلاث مواد ( الجبر والحساب والهندسة ) وكان يدرسنا تلك المواد مدرس عراقي إسمه صلاح صادف أن كان في الباحة يوما من الأيام يراجع إدارة التعليم في أمر ما وعند عودته إلى مقر سكنه وعمله ( قرية عراء ) ركب مع والدي كأي راكب في سيارته ولما علم والدي بأنه مدرس في متوسطة النجاح سأله عني فأثنى علي خيرا ( فيما يخص المواد التي يُدرّسها هو بالطبع ) ونصح والدي بأن تكون الثانوية العامة وليس معهد إعداد المعلمين هي وجهتي بعد التخرّج ، بمعنى أن نصيحته وافقت ما جاءت به رسالة الدكتور سعيد التي
بعث بها إلى والدي من أقصى بلاد الغرب .


بعد أن صدح المذيع عبر موجات الأثير ( التي لم نكن نعرف معناها آنذاك ) بإسمي ضمن أسماء الناجحين من متوسطة النجاح ببني ظبيان لم يكن هناك على ما اعتقد من هو أسعد مني على الاطلاق ففي الخبر الذي كنا نستقبله عادة في الصيف ( موسم الصرام والدياس وشيل العلف وتقليب الديّسة ومقارعة الحمط الذي كان يتوغل في دهاليس الأنوف والآذان وأطراف الرموش وحتى في الدغادغ ) مهرب لي من الديرة إلى حيث أقرب معهد لاعداد المعلمين ( مدينة الطائف) التي كان ينتمي إلى معهدها آنذاك كل من تخرّج قبلنا بسنة دراسية واحدة ومن بينهم الأساتذة / عطية بن صالح آل عبادة وسعيد العنايا ومطر بن صالح وأحمد طويش وغيرهم ( رحم الله الميت منهم وأحسن خاتمة الحيّ ) إذ لم يكن لدي أدنى شك في أن والدي سيضرب بنصيحة الدكتور سعيد ونصيحة أستاذي العراقي عرض الحائط وسيأخذني إلي ذلك المعهد طمعا في مستقبل مضمون وعائد سريع بل واتباع لثقافة سائدة درج عليها الجميع إلا من كانت لديه نظرة أخرى للمستقبل البعيد وهم قلة لاتكاد تذكر في مجتمع مغلق كنا نعيش فيه .


بعد أن أدينا إمتحان الكفاءة وفي الفترة التي تسبق ظهور النتائج والتي لم تكن تقل عن شهر تقريبا كنا نستمع بشغف لسعيد العنايا رحمه الله والذي عاد من الطائف للتو وهو يحدثنا عن سكنى مدينة الطائف مع أن بعضنا قد مرّ بها أو زارها من قبل لكنّه عندما كان يتحدث (وكان بالمناسبة متحدثا جيدا ) ويذكر الخيول التي تجوب الشوارع في الصباح الباكر ويصف جمال بعض الأودية والأماكن ذات الأسماء الرنّانة ( الشفا ، الهدا ، الردّف ، شهار ، غدير البنات ، الوهط والوهيط ) بالإضافة إلي محاكاته لبعض مايبثه التلفاز من أغاني لأم كلثوم ، صباح ، وسميرة توفيق ، فضلا عن حديثه عن بعض الحفلات التي كان يحييها بين حين وآخر في المدينة مطربون كبار ( كنا نسمع عنهم ولم نرهم ) أمثال طارق عبدالحكيم وعبدالله محمد ، كل ذلك كان يفتح لنا نوافذ من الخيال الخصب نستبطئ معه ظهور النتائج لنتمكن من اللحاق بالركب .

لكن ما الذي حدث ؟؟؟؟؟

حدث مالم يكن في الحسبان !!!

وزارة المعارف بعد أسبوع واحد فقط من إعلان نتائج الكفاءة المتوسطة في الراديو وقبل وصول إستمارات التخرج إلى المدارس تزف بشرى لأهالي المنطقة مفادها إفتتاح معهد لإعداد المعلمين في الباحة !!!


فهل هناك بالنسبة لي ماهو اتعس من هذا ؟!

 

 

ذكريات جميلة أستمتعت بقراءتها لكلا القآصين الآخ عبد الله بن ناصر والآخ محمد عجير
ويؤسفني انقطاعي عن الدخول للساحات ولكن ( من جا ما ابطأ ) وأعجبتني نقزة
الحبيب عبد الله بن ناصر وقد نقزت كماها ولكن ليست بجرأة نقزة بن ناصر
سأكتبها إن شاء الله عما قريب أما معهد المعلمين الذي ذكره الآخ
محمد فأظنه معهد المعلمين الثانوي على أنقاض معهد المعلمين
الابتدائي ( بتاعنا ) شكرا لكما وتمسون وتصبحون على خير .

 

 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب

أما معهد المعلمين الذي ذكره الآخ
محمد فأظنه معهد المعلمين الثانوي على أنقاض معهد المعلمين
الابتدائي ( بتاعنا ) .

أستاذي الفاضل / رفيق الدرب

سررت كثيرا بتواجدك هنا وآمل أن تجد فيما أدونه من ذكريات مايروق لك ، أما المعهد الذي أعنيه فهو الذي اشرت إليه في مداخلتك ، لك جل تقديري .

 

 

الحلقة الثالثة :

وقع خبرعزم وزارة المعارف إفتتاح معهد لإعداد المعلمين في الباحة عليّ وقع الصاعقة على عكس أبي، فبورود الخبر تبخرت أحلام اليقضة التي كنت اعيش فيها وبدأت ملامح الصورة المخملية التي رسمتها لحياتي المستقبلية في مدينة الطائف تتوارى ولم يكن لي مفر من التكيف مع الواقع المرّ فحزمت حقائبي وتوكلت على الله وذهبت لاستلام إستمارة التخرج التي فاجأتني بنجاحي ( جوازاً ) فكانت صفعة أخرى إلى جانب الأولى وجدت حرارتها في كبدي .


لم تكتب للمعهد الجديد الولادة بعد فلم يكن له مبنى ولا موظفون والتقدم للإلتحاق به يتم في دهاليس إدارة التعليم بالمنطقة والتي انكب عليها الطلاب من كل حدب وصوب حتى ضاقت بهم جنباتها والأفنية المحيطة بها ومر أسبوع تبعه آخر فثالث والطلاب يذرعون ممرات إدارة التعليم ذهابا وإيابا دون وجود كلمة صادقة من مسؤول تريحهم من إتباع السراب فمعظمهم قدم من قرى نائية وبعيدة وهو مستأجر سكنا رغم قلة ذات اليد ويتناول وجباته في المطاعم ولا يدري ما إذا كان مقبولا أم لا ؟وهل سيفتتح المعهد بالفعل أم أن الأمر برمته خدعة ؟


الدراسة في بقية المراحل التعليمية قد انتظمت وقارب الشهر الأول من بدايتها على الأفول ولم تلح بارقة أمل للطلاب الذين تقدموا بملفاتهم إلى المعهد بقرب انفراج الأزمة فتجمهرالكثير منهم أمام مبنى الإدارة وقام آخرون بجمع مبالغ مالية من بعضهم البعض لدفع تكاليف برقيات شكوى يعتزمون رفعها للوزارة ( في هذا الموقف عرفت جرأة الزهارين وشجاعتهم ومدى اقدامهم ) وكثر الهرج والمرج في مظهر لم نكن نألفه ، وبعد مرور مايقارب خمسة وثلاثون يوما على إنتظام الدراسة في بقية المناحي التعليمية الأخرى جاء وفد من وزارة المعارف للبدء في فرز ملفات المقبولين،

فلم يظهر لي إسم في القائمة !



راجعت الأستاذ عبدالله العبادي رحمه الله فهو الشخص الوحيد الذي اعرفه في إدارة التعليم وبعد أن تقصى الخبر جاء ليقول لي بأن نسبتك لاتؤهلك للقبول بالمعهد فقد كانت أقل من المعدل المطلوب ببضع درجات !
صفعة ثالثة لم تخطر لي على بال !!!!


تواريت عن الأنظار في مكان منعزل لأني لم اذق طعم الفشل في أي مرحلة من مراحل تعليمي وانخرطت في نوبة بكاء شديد فقت بعدها لأبدأ التفكير ،

ماذا أفعل ؟ وإلى أين أتجه ؟ وماذا أقول لأبي ؟ ومن سيستقبل ملفي سواء في الثانوية العامة أو في غيرها بعد مرور شهر وخمسة أيام على بدء الدراسة ؟


أسئلة كثيرة تواردت على ذهني لم اجد لأي منها إجابة حتى فوجئت بخروج الموظفين من مكاتبهم إيذانا بانتهاء الدوام .

 

 

تواريت عن الأنظار في مكان منعزل لأني لم اذق طعم الفشل في أي مرحلة من مراحل تعليمي وانخرطت في نوبة بكاء شديد فقت بعدها لأبدأ التفكير ،

ماذا أفعل ؟ وإلى أين أتجه ؟ وماذا أقول لأبي ؟ ومن سيستقبل ملفي سواء في الثانوية العامة أو في غيرها بعد مرور شهر وخمسة أيام على بدء الدراسة ؟

سبحان الله : هذا الموقف المؤثرالحزين هو المنعطف الحقيقي في مجرى حياتك إلى ماكان يرجوه لك من نصح والدك بالأتجاه للثانوية العامة لإنها الخطوة الأولى إلى العلى

أنا قاعد مع جنب اللي دفك إلى هذه الزاوية نتفرج سوا على المتداخلين ونستمتع بمداخلاتهم على ذكرياتك الجميله الممتعة ...أنا بعيد عنكم ولا من جيلكم ولا تتوقع مني أتداخل ...شرهتي على هذا الساكت ..دفك وقاعد يتفرج ..ولا مزه من قلم .

 

 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن

أنا بعيد عنكم ولا من جيلكم ولا تتوقع مني أتداخل ...شرهتي على هذا الساكت ..دفك وقاعد يتفرج ..ولا مزه من قلم .

حياك الله يااباحسن

ليس مطلوب منك التعليق أو التداخل، مجرد تواجدك وامثالك هنا وتوقفكم لقراءة شخابيطي التي عفا عليها الزمن شرف كبير لي ونداء صريح للتواصل ،
أما الذي دفني وقاعد يتفرج فلا أقول له سوى ( وقل للشامتين بنا افيقوا ـــ سيلقى الشامتون كما لقينا )

لك الود .

 

 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير

أما الذي دفني وقاعد يتفرج فلا أقول له سوى ( وقل للشامتين بنا افيقوا ـــ سيلقى الشامتون كما لقينا )

كان لدي قناعة راسخة ولازالت

أن الناجحين يجب أن يكتبوا شيئا من سيرتهم ولكن المشكلة هو ذلك الشعور

الذي يلازم الكثير منهم بأن سيرته لا تستحق الكتابة وأنا أثق أن ذلك ليس ادعاءً

للتواضع ولكنه شعور يلازم الناجحين فقط؛ وهذا ما دفعني لمطالبة أبي عبدالله (الذي أفضل علي بصفات أعدها وسام فخر)

بكتابة نتف من السيرة الذاتية فهو عَلَم له رصيد كبير منا النجاح أتفاخر به في كل مجلس

يرد فيه ذكره فهو يتصف لمن يعرفه في داخل عمله من زملائه العسكريين ورجال المباحث

بأنه على قدر كبير من الحزم والعدالة مما يجعلهم يقبلون منه قسوته في الإدارة وحزمه الذي

لا يلين مقابل شعورهم بأنه لا يغمط حقهم، فما ورد ذكره أو سئل عنه أحد من العاملين معه

حتى رفع سيف يده ومدها كناية على استقامة منهجه وأنه لا يعرف اللف والدوران أو كما عبر

أحدهم أنه ( ما عنده كذه وكذه عنده كذه بإشارة بيده يمينا ويساراً ثم إلى الأمام)

واصل أبا عبدالله فأنا متربع مع المخيلين وفي نفس الوقت منتظر ( العزيمة اللهم أغثنا )

 

 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن فيصل

واصل أبا عبدالله فأنا متربع مع المخيلين وفي نفس الوقت منتظر ( العزيمة اللهم أغثنا )

مرحبا بأبي سهيل:

الحمد لله الذي سخر لنا شيخ المنتدى أخينا الفاضل علي بن حسن ليخرجك عن صمتك فقد إنتابني عليك شعور بالخوف من أن ينطبق بحقك ــ مع فارق التشبيه بالطبع ــ قول الحق سبحانه وتعالى ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريئ منك )

أما عن تربعك مع المخيّلين فلن يطول بإذن الله وبالنسبة للشق الآخر المتعلق بانتظار العزيمة فقد كان الوعد في / 2010 م ونحن الآن في/ 2011م وما فات مات ، وقد تعلمت في الأيام الأخيرة عند الشيخ يحي في الحرم أن من نذر أن يعص الله فلا يعصه وليكفر عن يمينه ولدينا عشرة مساكين ينتظرون الإطعام عند عبد الهادي أكاد أجزم أن إطعامهم أحد وجوه البِّر ونحن أناس ننشد الله والدار الآخرة .

بمعنى آخر الهرجه ذيك مامنها شئ !!! تعوّض الله .


لك التقدير كلّه .

 

 

اليوم عندما مطر أول ماهو تَقبَّض التراب وغرقت الصِّلِي وتبعها واشقة
ثم سالت السُرْبان ووصَّلت السواقي وتمَّلت البِلاد وفاضت
يعني الحمد لله مطر نعمة
وزرقت بعدها ويلا الشميسي إلا وهي ما شاء الله تبارك الله

وعوَّدت البيت وفتحت الساحات وتفاجيت بعلوم ابن عجير والمحكّم الثاني

قلت في نفسي ما ضريت يا أحمد بن فيصل

تدرون وش العلم

خذوني معكم عند عبدالهادي حقكم وعدوني واحد من الأيتام

كنت خايف عليكم من الشرهة لكن انتم ما كَشَرْتم

 

 

يا ابا سهيل :
يقول دغسان رحمه الله :
بعض الارشاد تنفعنا وبعض الحكم نوحل بها .
ما اكان افضل لك تلزم لسانك وتبطل الرهقة حقتك .. الرجال قال : ابشر بالعزيمة والثاني قال : وانا معك والثالث قال : كلنا معك وواحد قال: كلن يعزم لوحدة .. لو لزمت لسانك ما كان احسن لك .
آخر عرض ولا ترده وهذا العرض قد عرضته على بن ناصر ولا قبله وندم عليه وانا اقدمه لك ودك تقبله اهلا وسهلا ما ودك تقبله فذنبك على جنبك .
والعرض تزرق إلى عند القرموشي وتقل انا من طرف خالي فلان واضرب ملى كرشك فول وان ودك تاخذ بريال قلابه فما شي عدالة .
ما هو كدا يا خويه ؟