يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-2012, 08:13 PM   رقم المشاركة : 1
67 .. من ذاكرة طفل


 

67 .. من ذاكرة طفل ( 1 )

في ذلك الوقت لم يكن عمري بالكاد يتجاوز 7 سنوات. لم اكن ادري لماذا يطلون زجاج النوافذ بالدهان الازرق؟.

وايضا لم اكن ادري لماذا يشيدون اسوار من الطوب تتوسطها طبقة رملية امام مداخل المنازل؟.

لكن الشئ الوحيد الذي كنت اعرفه واسعد به ان ابي قد عاد من الجزائر بعد مهمة عسكرية له فيها غيبته عنا سنتين منذ يوم واحد فقط.

كان ذلك مع نهاية شهر مايو لسنة 1967 لكن فجأة وبدون مقدمات ارتدى ابي حلته العسكرية ذات النجوم الثلاث واغلق باب الشقة خلفه لنسأل امنا لماذا ابينا تركنا وذهب للجيش ولم يجلس معنا اجازته كما اخبرنا امس وكانت اجابة امي : عشان فيه حرب

المره الاولي التي اسمع كلمة حرب وادرك ان للحرب معني داخل قلب الطفل الصغير اقربها غياب الاب وابعدها اننا جمعنا خزين لم نعتاد عليه من الارز والسكر والزيت في المطخ.

وبعد ايام قليلة تنطلق صافرات الانذار في الاجواء ولاننا كنا نقطن في الطابق الرابع كان علي امي ان تحمل اخي الصغير الذي لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات بيد واليد الاخري تقبض علي يدي بقوة مهرولة درجات السلم واختي التي تكبرني تلاحقنا الي اسفل.

كان كل سكان العمارة من الطوابق العليا يجتمعون الي شقة جارة طيبة بالطابق الارضي الوحيدة التي فتحت شقتها لا ستقبال قاطني الادوار العليا من العمارة بدلا من مشقة الذهاب الي الخندق القريب.

كل الحضور كانوا من النساء والاطفال. الكل يفترشون ارض الصالة. الصمت سيد الموقف الا من بكاء بعض الاطفال الصغار والانوار مطفأة والاذان تستشوق سماع صافرة الامان ليعود كل الي شقته.

وتستمر بنا الساعات وتطول بنا الدقائق بين هذا احشد من النساء والاطفال الي ان تنطلق صافرات الامان وكان المحكوم عليه بالاعدام سمع حكم البراءة.

ويستمر صعودنا وهبوطنا في اليوم عدة مرات في الليل والنهار وانا لا ادري شئ سوي ان هناك حربا مع اسرائيل واننا سننتصر عليها وسنرميها في البحر كما اسمع من المذيع في جهاز الراديو (الترانزيستر فيليبس الذي احضره ابي معه في عودته من الجزائر) يردد وعشرات الطائرات الاسرائيلية التي كانت تسقطها قواتنا المسلحة الجاسورة كل ساعة (احمد سعيد في صوت العرب).

كانت تنتابني حالة من النشوة والزهو فيما نسمعه بما يدور علي ارض المعركة مثلي مثل اقراني ومن يكبرنا الي الخامسة عشرة لان من يتعدي ذلك السن من الذكور كان يلتحق قصرا بالقوات الشعبية والبنات كن يتدربن علي التمريض في المستشفيات.

وتأخذنا الحماسة ونحن نلهو في الشارع بما نسمع ونتابع ليهتف طفل يتقدمنا ونحن نردد من خلفه

حانحارب .. حانحارب .. اسرائيل الانارب

والانارب هذه جمع ارنب

ويمر اسبوع لتتوقف صافرات الانذار ويتوقف صعودنا وهبوطنا وتتلون وجوه الناس في الشارع بالقتامة والعبوس وقد توقف سقوط الطائرات الحربية الاسرائيلية في البيانات العسكرية التي كنا ننتظرها علي أحر من الجمر وقد ظننت ان الحرب قد انتهت واننا هزمنا اسرائيل شر هزيمة لذلك فتر حماسنا الطفولي في التظاهر في الشارع والهتاف.

وظننت ان قواتنا المسلحة الشجاعة قد رمت اسرائيل في البحر وان ابي سيعود الينا ليحكي كم من الجنود الاسرائلين قتلهم في ارض المعركة.

وتتأخر عودة ابي ويقتلنا الانتظار لنعيش مع امي حالة شديدة من التوتر والخوف الشديد اوقفت فطرتنا العفوية في اللعب الطفولي.

لم يكن لدينا احد من الاقارب من الدرجة الاولي في القاهرة حيث نقيم. فالأهل جميعا يقيمون بالقرية بوسط الدلتا ونحن الاسرة الوحيدة التي نزحت الي هنا.

كان لدينا اسرة مجاورة في الطابق الاسفل من العمارة مثلنا بالضبط. ابوهم ضابط بالجيش وقد غاب قبل بداية الحرب باسبوع ولم يعد. ذلك ماكان يعطي امي قليل من الصبر والامل.

كنا نجتمع امام التليفزيون الابيض والاسود ننتظرنشرات الاخبار عبر ساعات بثه القليلة نبحث عن اي شئ بعد ان تشاءمنا من سماع البيانات العسكرية في الراديو.

ويخرج الينا عبد الناصر في تلك الليلة المشؤمة ليعلن الهزيمة وتنحيه. ويبكي كل النساء ويبكي معهم كل الاطفال غير ان بكاءنا مع امي كان بكاءا حارا لاننا نبكي ابانا الذي لم يعد بعد ولا نعلم عنه شيئا.

كنت اتسلل الي الشارع العام الذي يبعد عن العمارة التي نقيم بها بامتار قليلة عندما كانت ترسلني امي الي محل البقالة لشراء بعض الاغراض لاري حشود من البشر في مجموعات يحملون يافتات قماشية ويرددون هتافات تنادي بعودة الزعيم الملهم الذي تنحي والذي لن نستطيع الحياة بدونه.
كنت اندس بين المتظاهرين لخطوات قليلة حيث سيواصلون طريقهم الي القصر الجمهوري الذي يبعد عنا لمسافة كيلو واحد لاعود مهرولا الي امي حتي لا تستأخرني.

اشياء كثيرة كانت تحدث وكنت لا افهمها ولا استوعبها لكن الشئ الوحيد الي كنت ادركه تمام الادراك ان ابي غاب عنا وقد لا يعود هكذا استشعرت من دموع امي المتواصلة والتي كانت تحاول ان تخفيها عنا غير ان شجاعتها كانت تخونها مع سؤال اخي الصغير الدائم اليها والمتكرر: امتي بابا بيرجع ياماما.


للذاكرة بقية ان شاء الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-02-2012, 11:51 PM   رقم المشاركة : 2

 

في انتظارك يا دكتور إبراهيم فأنت شاهد عيان

فلربما تغير شيئا من قناعاتي عن الرئيس الملهم

وإذا كان لي طلب عندك فهو أن تذكر آراء الناس كمالمستها في ذلك الحين بجانب رأيك لتكتمل الصورة

وإن كنت أود أن تضم هذه الذكريات إلى زاوية ذكريات ومن هنا وهناك فلك في القلب مكان

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 01:53 AM   رقم المشاركة : 3

 

...


هلا بك يادكتور ... وبذكرياتك

وبهذه العبارات السلسة ..

ومثل ماقال أبوسهيل .. نمني النفس ... بانطباعات من داخل الحدث ...

.. وسننتظرك .. والاجزاء القادمة


.. ولك الخير

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 02:28 AM   رقم المشاركة : 4

 


العزيز غامداوي
اطال الله عمرك وانت في ثياب الصحة والعافية
وابقى لك ذاكرتك
وانت شاهد عيان يروي لنا التفاصيل
ننتظر البقيه لتكتمل الصورة
لاسيما وانها باسلوب شيق
دمت بموفور الصحة

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 12:08 PM   رقم المشاركة : 5

 

بارك الله في جهودك يا دكتور ومتعك بالصحة والعافية .
اسلوبك شيق والحقبة التي تحدثت عنها في غاية الاهمية ، واضم صوتي إلى صوت الاخوين احمد فيصل وابو فارس .
وفقك الله وارجو الاستمرار في سرد ذكرياتك .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 01:11 PM   رقم المشاركة : 6

 

العزيز الغالي أقول أولا انك بحديث الذكريات تحرك الذكريات 0 وقد عملت أثناء الحربين بمكتب الاتصالات الخارجية 0 تكليف 0 وكان رحمة الله عليه الشيخ كمال ادهم يرابط معتا في المكتب ليل نهار ونحن ننقل ما يدور عبر وسابل الاتصال الخاصة التي أمر الملك فيصل بتوفيرها وكان رحمه الله يتابع ما يحدث وينتظر المعلومات 0 الى وقت صلاة الفجر ويتضح انه لا ينام قبل ذلك 0 ورابطنا على مدي 13 يوما لم نغادر لمنازلنا 0
الأحداث كانت رهيبة وتطوراتها اكبر وعلى أي حال انأ اتفق مع المثل القايل لا تسب جارك حتى تجاور غيره ولم يكن عبدا لناصر أسواء ممن اتى وهو القايل في قمة خلافه مع لسعوديه مثلي الأعلى الملك عبدا لعزيز لأنه ملك ثائر 0 كما ان الملك فيصل رحمه كان لا يرضى أن ينال احد من جمال عبدا لناصر حتى من اقرب الناس إليه وقد أشار إلى ذلك الامير عبدا لله الفيصل رحمه الله في محاضره في جامعة الملك عبدا لعزيز حيث قال أن أبي سمع أختي تلعن جمال وهو ينال من أبي فقال لها انأ لا أحب أن تكون لي ابنة 0 لعانة 0 قولي الله يهديه 0 هكذا هم العظماء 0 وهذه صفات آل سعود ولن يعوض جمال في مصر مهما كانت أخطاؤه 0 والشعب المصري ضحية زعماؤه 0
ذكريات أرى إحداثها بقلبي وعيني وإحساسي فانا اعرف مصر قبل وبعد ولكن شعب مصر ابي يستعص على الذل ولا يقبله تحياتي واعذرني إن تأخرت في مداخلاتي فالحال لا يخفى عليك تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 06:10 PM   رقم المشاركة : 7

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن فيصل مشاهدة المشاركة
في انتظارك يا دكتور إبراهيم فأنت شاهد عيان

فلربما تغير شيئا من قناعاتي عن الرئيس الملهم

وإذا كان لي طلب عندك فهو أن تذكر آراء الناس كمالمستها في ذلك الحين بجانب رأيك لتكتمل الصورة

وإن كنت أود أن تضم هذه الذكريات إلى زاوية ذكريات ومن هنا وهناك فلك في القلب مكان



اهلا بيك ابو سهيل ..

ولك عندي ماآمرت في الجزأ الثاني ان شاء الله وان كنت أميل ان اسجل الأحداث من ذاكرتي بقليل من الانطباعات حتي تكون محايدة, ويكون للقارئ الحرية في تكوين انطباعه.

اما عن نشر الموضوع في زاوية ذكريات أخونا وحبيبنا عبد الحميد ( ابو ياسر ) فبالفعل فكرت في ذلك مع بداية الفكرة في رأسي لكنني في آخر لحظة ترددت حتي لا اقطع احاديثكم الحامية عن الثعابين والحنشان الطريفة والداعبة والتي اتابعها واستمتع بها.


تحياتي العاطرة من القلب

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 06:26 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
غامداوي is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوفارس مشاهدة المشاركة
...


هلا بك يادكتور ... وبذكرياتك

وبهذه العبارات السلسة ..

ومثل ماقال أبوسهيل .. نمني النفس ... بانطباعات من داخل الحدث ...

.. وسننتظرك .. والاجزاء القادمة


.. ولك الخير


الفاضل والقدير ابو فارس

اسعدتني جدا مداخلتك وتوقفك عند موضوعي بالقراءة وكم هو عزيز علي مداخلتكم وهي بالنسبة لي من شخص احترم فكره العالي جدا واحترم فيه ثقافته الواسعة وجرأته بفكرة تكونت لدي من خلال متابعاتي لطرحكم ومداخلتكم .

ولا اخفيك سرا انك كنت السبب في تفكيري في هذا الطرح من خلال موضوعك المتميز عن الفول والتميس واهتمامك بالانتخابات الرئاسية في مصر بسؤال المصريين المجاورين لك في المطعم.

واستشعاري ان في الساحة من لديه اهتمام كبير بالشئون المصرية الداخلية.


تحياتي وتقديري واحترامي لشخصكم القدير ونزولا علي رغبتكم ورغبة ابي سهيل سأزيد قليلا من انطباعاتي واسجل بعض انطباعات الناس اثناء الاحداث ذاتها في الأجزاء اللاحقة ان شاء الله.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 06:51 PM   رقم المشاركة : 9

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي ابوعلامه مشاهدة المشاركة

العزيز غامداوي
اطال الله عمرك وانت في ثياب الصحة والعافية
وابقى لك ذاكرتك
وانت شاهد عيان يروي لنا التفاصيل
ننتظر البقيه لتكتمل الصورة
لاسيما وانها باسلوب شيق
دمت بموفور الصحة




آدام الله لك نعمة محبة الناس واعتزازهم فيك خوي ابو اديب

ويسعدني تشجيعكم في الاستمرار لكنني اخشي من احد الإخوان الذين اعزهم جدا وقد سبق له ان قال في موضوع من موضوعات ساحة صدى الوادي



واليوم دخل عبد الناصر ساحات الوادي الآمنة لكي يثير فتنة بين أعضائها
يعني ما سلمنا منه حياً وميتاً



طبعا اول حرف من اسمه خليه في سرك وبلاش تقوله



تحياتي .. وودي .. وحبي .. وتقديري .. وامتناني .. ومعزتي.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 07:23 PM   رقم المشاركة : 10

 

موضوع مهم جدا
سأتابع معكم الموضوع لا حقا

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir