,’
بقية القصة .. ~
بقيت بالفندق مايقرب من شهرين ونصف عملت فراشا ثم مساعدا للطباخ ثم مديرا للفندق
وخلال تلك الفترة تعرفت على مسؤولون من رواد الفندق وأذكر منهم وزير التجارة سابقاً رحمه الله تعالى
وهو محمد عمر توفيق ذلك أنه كان يعمل موظفا مسؤولا بمجلس الوزراء كما عرفت
وكان يجلس بجواري بالمكتب دائما ٌ ويسألني بعض الأسئلة ويثني ويمدح على أبناء غامد ورجولتهم وقد
عرض عليّ وظيفة بمجلس الوزراء كاتباً أو شيء من هذا القبيل لكنني رفضت ذلك أنه ولأول مره أعمل موظفاً
مسؤولا بالفندق ..
ويحضر لي الطعام الجيد والخدمة الممتازة وفي ذلك السن البالغ 18 سنة فكيف أحصل على وظيفة جيدة مثلها ؟
هكذا كنت أفكر وللأسف كان تفكيرا سلبياً ..
مع العلم أنه لم يتم التفاهم مع صاحب الفندق نصرة فرعون على الراتب ولا أعرف كم كانت الأجرة وكل مايهمني
أنني أصبحت مسؤولاً .
وخلال خدمتي بالفندق كان يحضر اليّ من جماعتي أو الوادي وأستضيفهم مثل علي بن حزم رحمه الله تعالى , وكذلك
أخي صالح بن يحيى الشراحي ..!
حيث طلب مني مبلغا بسيطا كقرضة حسنة لإنهاء موضوع ؤخصته الخاصة بالسياقة المتوقفة على دفع المبلغ وقدره 50 ريال .
عندها ذهبت للمدير وطلبت منه المبلغ قدمه لي بكل احترام وتقدير ثم سلمته لأخي صالح وخلال تلك الأيام حضر الي
ابن خالتي رحمه الله تعالى وهو فايز بن عطره من حصن أباالزين كان يدرس بالمعهد العلمي بالرياض واستقبلته
بالفندق واستضفته وطلب مني أن أتقدم انا واياه للمعهد الصحي المفتتح حديثا بالرياض لكنني ترددت قليلا بسبب عدم
وجود الشهادة الأبتدائية فأفادني أن الشهادة يمكن الحصول عليها من وزارة المعارف آنذاك .
وبالفعل ذهبت في اليوم الثاني بعد الاستئذان من صاحب الفندق الى وزارة المعارف وقابلت أخ عزيز من محضرة
هو صالح بن ركبان كان يعمل كاتب آله بالوزارة وأشار علي بتقديم معروض الى وزير المعارف آنذاك هو المرحوم بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز ..
وقدمت المعروض له , ولم يكن بمكتبه سوى الفراش ومدير المكتب سألني رحمه الله تعالى بكل تواضع من أي القبائل ؟
أجبته ياطويل العمر أنا من غامد فقال : والنعم كانت شخصيته أمامي مهيبة ثم شرح لي على المعروض الى قسم الامتحانات بالوزارة ..,
وحصلت على وثيقة تفيد بحصولي على الشهادة الإبتدائية عام 1377 هـ
ولا زلت أحتفظ بها حتى الآن ..,
ثم بعد ذلك مررت وطبعا كعابي على وزارة الصحة وتقع بجوار وزارة المعارف وقدمت طلبا للإلتحاق بالمعهد الصحي !
وقُبل طلبي بكل تأكيد
كان المسؤول عن المعهد هو الدكتور / رشدي الجابي وجنسيته سوري وكان كل الوزارة يعمل فيها موظفون من الدول العربية
من سوريا ولبنان وفلسطين ومصر .
طبعا كان ممن تقدم لهذا المعهد من بني غامد كطلبه 3 أشخاص منهم علي بن صارم من محضره وفايز بن عطره
وبالطبع محاكيكم ..!
وتم اعطائنا موعد للمقابلة الشخصية وللإلتحاق بالمعهد بنهاية شهر شوال 1378 هـ
عدت الى الفندق وطلبت من المدير أن يسمح لي بزيارة والدتي وأخي علي بالطائف وطبعا هذا من الأعذار وقد منحني
ذلك المدير اجازة مدتها 10 ايام ومن ثّم العودة الى الفندق ذلك أن المدير نصرة فرعون وثق في عملي وفي أمانتي
وأصبح كمن لايستغني عني ..!
حيث كنت مخلصا ومتفانيا بالعمل , طلب مني أن أجلس على المكتب وهو بجانبي وقال : يا ابني أنت عملت لدي فراش
لمدة يومين ومساعد طباخ لمدة 17 يوم وبيقة الشهرين مديرا للفندق , وقد حسبت لك من الرواتب والأجور هو مبلغ
850 ريال لكامل المدة مع اضافة اكرامية مبلغ 50 ريال وايضا 50 ريال مصاريف للسفر والعودة للفندق !
أي مبلغ 950 ريال .. وأقسم أن ذلك المبلغ أول مبلغ من عرق جبيني أستلمه في حياتي .. قمت بعد ذلك بتوديعه
ومن ثم ذهبت حسب الموعد الى المعهد الصحي وانضممت مع الطلبة المقبولين وعددهم 20 طالبا من مختلف مناطق المملكة ..!
وحين تم قبولي وانتسابي للمعهد مررت على صاحب الفندق وأعلمته بالأسباب اللتي دعتني لترك الفندق فأكبر فيّ
الطموح ومن ثم دعا لي بالتوفيق وطلب مني أن أزور الفندق دائماً .
وهكذا التحقت بالمعهد الصحي وكان قسما داخليا وبه سكن واكرامية راتب شهري قدره 200 ريال
والحمدلله على ذلك ..