شخاميت .. وشخاميط

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوفارس

جلت بنظري كثيرا ... وتذكرت اسماء البلاد .. والابار . . والسفوح

وفي الوادي كان لكل شي .. اسم ... كل البلاد ( الركايب ) لها اسماء .. والابار

وحتى بعض الشجر ... فذاك خوط التهامي .... وتلك مشمشمة العباده ... وهذه حماطة المسيد

يعني يا بو فارس شفت ذولي كلهم ولا شفتني ( فلاحه )


رائع - واصل ولك الخير كله

 

 

اهلين وسهلين
حي الله الشباب والمتشببين واهل الحل والعقد
انا لي فترة عن الساحات
انشغلت الله لا يشغلنا الا بطاعته بين الجامعه والنادي والبيت والابناء
بس تصفحت الساحات اليوم ووجدت موضوع ابا فارس
ودورة الخليج ومربعات محمد رمضان وحظي احسن شوي من اخي ابا فارس
فقد شارك اخي محمد في افتتاح الدورة الثانية بالرياض عام 1392هـ
وكان خالي محمد ابو علامة عندنا بالرياض وكان الوالد حريص على رؤية اخي محمد فذهب بنا الى جبل بجوار ملعب الملز واصبحنا نشاهد الافتتاح ونحن في قمة الجبل كنت حينها دون العشر سنوات ودارت الايام والسنون ونحن الان في الدورة العشرين وتغير كل شي حتى الشمس يا ابافارس لم تعد هي تلك الشمس التي نعرفها واحيانا اشعر انها تشرق من اي مكان وليس بالضرورة الشرق
عموما انا في شوق للساحات وشدني الموضوع وساحاول التعليق على الكثير من الموضوعات السابقة ان سمح الوقت

 

 

لا أدري إن كان مسموح لي أن أشخبط معك يا أبا فارس هنا....

فإني أشم هنا رائحة المكان.... وعبق الزمان....

عندما توفي والدي رحمه الله تعالى عنَّ لي أن أخرج الديرة... أحسست برغبة جامحة في ذلك

رأيت أبي حينها في كل جزء من الوادي

كان الجو بارداً... بارداً جداً

لكني شعرت بالدفء وأنا أتأمل الطرقات فقد كنت أرى حينها جميع من مشى عليها ودرج

من هنا كان الطريق إلى البيت بعد يوم حافل بالدراسة

ومن هنا كان يسير فلان ومن هناك فلان دون ذكرللأسماء

هنا وقف أبي ذات يوم وقال لي بأسى واضح... لم يكن أحد يجرؤ أن يتخطى الركيب ماشياً

والآن تعبره السيارة من وسطه

لم تكن هناك ثلم في أطراف البلاد والآن كل ركيب طايح في الثاني

الأركوض وسط الركيب و..و..وتمتم ببعض الكلمات وصمت واحترمت صمته

تذكرت كل ذلك وأنا أجول بنظري في أنحاء الوادي وكأنني أنا الذي زرعت وقلعت وبنيت وردمت

ليتك تصحو يا أبي لترى أن الدركترات والشيولات أصبح لها صولة وجولة

في الركايب والوسايف والجنبى فلم يعد لها حدود معروفة....

ليتك تصحو يا أبي من غفوتك لترى أننا نحتاج لإثبات أنك رويت هذه الأرض بعرقك...

وأن كل جزء بل كل ذرة من تراب هذه الأرض قد ضميته بيدك

الأرض يا أبي لم تعد الأرض

والشمس لم تعد الشمس

والإنسان لم يعد الإنسان

نم يا أبي قرير العين فلم يعد هناك ما يبهج

 

 

على طاري الراديو

أذكر أنّ الوالد حفظه الله قام بشراء
راديو مع مسجل في آن .
والسبب ليسجل من خلاله أسماء الناجحين
من المرحلة الإبتدائية وكان من بين الأسماء
وهو مادفع الوالد لذلك :

الطالب : سعيد بن مسفرعطيه أبوعالي
من مدرسة : زيد بن حارثة

وأذكر انّ أول دورة خليج تابعتها كانت
في بغداد وكما أظن عام 1978 ميلادي
عندما فزنا على قطر 7 وكانت إنطلاقة السهم
الملتهب ماجد عبدالله .

دائماً ترتبط الباحة عندي وتحديداً الوادي
بجدتي لوالدتي رحمها الله وببيتها
وأتذكر أنني آخر مرة زرت فيه بيتها بالحلة رحمها
الله كان عام 1407 للهجرة بعد وفاة جدي دغسان
رحمه الله بأيام .

وهنا يحضرني قول أبوبكر سالم :

الزمن ماتغير
بس أهل الزمن ويلاه متغيرين
رحمتك رحمتك
رحمتك يامعين

لذلك أذهب إلى أنّ التغير بنا نحن .


حفظك الله ياأبا فارس
ودام هذا التألّق .

 

 

....

هلا بك .... يا أبوأديب

الرادي ....

كان هذا الصندوق الصغير هو مايربطنا بالعالم

نتجمع حواليه ... ونحركه ونوجهه يمينا ويسارا .. الى ان يصفى البث ..

ونتسمر ونتسامر .. حواليه ..

ومع الايام اصبح لدينا احترافيه .. في تصفيته

الرادي يعلمك حسن الانصات ... ويطلق العنان للخيال

وبالذات لشباب مثل جيلنا يسمعون عن الحضاره اكثر مما يرون

...

لا ازال اذكر مواقع الاذاعات على مؤشر الرادي الناشيونال الابيض

واتذكر بعض الكلام الذي كان يقال ولا نفهم معناه مثل ... نلفت عناية مستمعينا في شمال افريقيا باننا سنتحول الى الموجه القصيره 3.3 ميقاهرتز

..

وأذكر ..

اذاعة لندن ودقات ساعة بيق بن قبل نشرات الاخبار ... وهدوء مذيعينها

اذاعة الرياض ... وموسيقى اخبارها الطويل ... وقول المذيع بعد ان يقرأ الموجز: هذا وفي النشرة انباء اخرى متفرقه

اذاعة صوت العرب .... ومذيعينها الثوريين ..

سكون الليل بالوادي وعتمته وهو يسكب عذوبة على صوت أم كلثوم الساعه السابعه ليليا من اذاعة اسرائيل .. ليحلق بنا بعيدا .. بعيدا

..

 

 

....

هلا بك ... يا أبوخالد ...

متوسطة النجاح كانت النقلة الاولى بحياتنا ..

يومها خرجنا من الوادي ... و من سطوة دغسان رحمه الله ... ومدرسين مدرسة وادي العلي ...

واختلطنا بطلاب من باقي القرى

واصبح بامكاننا ان نفطر بعض الايام . فول وتميس ... ونلعب مرزان رأس مشحوكة

... وعندما اتذكر مرحلة المتوسطة الان .... يبرز اسم الاستاذ صالح الحجي رحمه الله

كمعلم اثر في حياتنا كثير ... وخلق فينا حماسا للدين ... وتحرير القدس ..

وفخرا بالاسلام والتاريخ الاسلامي والمعارك .. والبطولات

... ورغم شدته الظاهره في تعامله معنا ... الا انه كان الاقرب لكل منا ..

لا ازال اذكر كلمته التي يرددها كثيرا : عونطجي

رحمه الله .. كان رجلا بأمه ... ومربي للاجيال بكل ماتحمل هذه الكلمة

وبالمناسبة كانت الشده في التعليم .. منتشره تلك الايام ...

ففي المرحلة الابتدائيه كان دغسان رحمه الله شديدا معنا ... لدرجة اننا لا نستطيع ان نلعب في العصر بالقرية خوفا منه

ولكن كان كلا منا يشعر انه اباه ...

وبالمرحلة الثانوية كان ناصر بشيه يعاملنا بقسوة .. بل ولا يسمع منا ...

وايضا محمد بن غنام بالمعهد ..... ولكن اعتقد لولا تلك القسوة وتلك الشخصيات لما انتظمنا بالدرسة ... وعبرنا

..

 

 

ما اجمل ما اتيت به والغريب 0 كيف كنت انا غائب عن المداخله والمشاركه 0 وعلى سيرة الكوره 0 كانت تقام المباريات في ملعب الصبان بجده 0 ولما تكون مباراة الوحده والاتحاد فالزحمه الكبرى ولكي نظمن اماكن كنت اتبرع بعمل الغداء واطبخه في الملعب 0 مقابل دفع قيمة تذكرتي وكان الامر لا يخلو من صعوبه 0 ويحتاج الى الفتونه لاحتمي مكان لثلاثه او اربعه انفار وكنت في وقتها فتوه والله المستعان 0 واذا وجدت نفسي في موقف صعب 0 كنت استدعي من بين المعارضين والمقاومين لي 0 للغداء معنا مقابل مساعدتي في حماية المكان 0 الله يحسن الخاتمه 00

 

 

....

حياك الله يا أبوياسر .... ورحم الله سعد .. وجمعك به على سرر . متقابلين

..

كانت الرياح الاتية من الشرق على الوادي ( النجدية ) قارسة .. وجافة ..

وتحيل كل شيء .. وجوه الناس والشجر .. والارض .. الى لون واحد ... أشهب ( وينتعش سوق الوزلين )

... ومن هنا كان الشخموت .. والذي ينبت باماكن لا تصلها الرياح عادة ...

نبته غضه بحياة جديده ولون راوي ...

.. حتى انه كان من عبارات الناس الدارجة ..اذا بيمدحون بنت جميله ولا تخرج من البيت

( بأنها كما الشخموت )

...

 

 

...

هلا بك .. يا أبوفيصل

قرأت ذكرياتك عن الدمام بموضوع أبوياسر بالساحة العامة ..

وشعرت أن حنينا ممتزجاً بالحب للشرقية يتسرب من بين أسطرك ...

ولم نعد الان ياأبافيصل نستطيع أن نميز القطيف من صفوى .. أو دارين وعنك والنابية ... أصبحت كلها مدينة واحدة ...

...

.. إنها أقدار ...

لم يكن يخظر ببالي في مامضى .. أنني ساعيش يوماً بالشرقية ..

واليوم .. أكملت واحد وعشرين سنة .. بالجبيل . ولا أعرف كيف مرت .. وتسرب معها العمر

كانت أيامنا الاولى فيها مع دخول صدام حسين الكويت ...

وما رافقها من إشاعات و هجرة للعوائل .. والاجانب ... حتى فرغت المدن الصغيرة

وكنت للتو عائد من خارج المملكة ... أرسلنا عوائلنا الى الغربية .. وبقينا شهور طويلة مرابطين في العمل ..

وفقدنا الكثير من الزملاء .. رحمهم الله

كانت الشرقية في أسوأ صورها حينها ..... صحاري قاحلة .. وبرد .. وحرب .. وكمامات لا تفارقنا ...

وكما يقول زميل لنا في مذكراته .... ( لم نكن خائفين من الموت ولكن لم نكن مستعدين له )...

وعدت الازمة على خير .... وحفظ الله الشرقية .. وأزدهرت الحياة بعدها .. ونمت المدن

وبدأنا نتاقلم معها ... بصعوبة ..

الى أن ألفناها وألفتنا

واليوم .. عندما يسألني الناس هل ستعود الى جده بعد التقاعد ... أشعر بتردد

وأحس بان الشرقية اصبحت جزءا مني ... واتذكر اغنية قديمة من تراث البحارة تقول :

الهوى شرقي .. وقلبي هاوي الشرقية

..

..

كان بجوارنا .. اسكافي باكستاني نمت بيننا علاقة .. جميلة بحكم المامي ببعض كلمات الاردو .. وطيبة الرجل

قبل فترة .. أخبرني أنه قرر العودة لباكستان والإستقرار في وطنه الحقيقي

فسألته عن السبب فقال منذ 25 سنة وأنا أعيش في هذا الدكان الصغير

لدي في باكستان عمارتان .. مؤجره

لقد أمضيت عمري في هذا الدكان حتى أبيضت لحيتي وشاب رأسي

سألته ومالذي ستفعله إذا عدت

قال : سأشتري كرسي وأضعه على الرصيف المقابل لعمائري وأنظر لغربة 25 سنة

هكذا نحن ياأبافيصل ...

.

 

 

.

*****

الكل هاجر من الديرة للبحث عن لقمة العيش أو للدراسة أو لأسباب آخرى إلا من رحم ربي وسهل له سبل المعيشة فيها أو اجبرته الظروف العائلية وغيرها على البقاء وكأن الهجرة ثورث للأجيال

نخرج من هموم الهجرة وعودة الطيور المهاجرة ونتذكر بعض المعلبات التي غزت الديرة مع المسافرين وتجار المنطقة ومنها المربى



هي شخبطة على هامش الشخاميت

تحياتي

*****