.
كانت الحياه في الوادي . . . تسير على وتيره واحده  . . وتكاد تتشابه الايام . . . والسنيين.. 
الا من مسافر يعود . . . ويفرح به كل  اهل الوادي . . . 
ويذهبون للسلام عليه. . . ويتناقلون اخباره . واخبار المدن والغائبين . . . ويعودون لحياتهم  . . 
واغلب اعتماد الناس بعد الله على الزراعه . .  والمطر . .  وماتنتجه الارض . . .  
   ثم بدا . . . جيل درس في مدرسة وادي العلي  ( تاسست عام 1374 هـ  ) 
وتخرج من معهد المعلمين بعرا  في بدايات الثمانينات بالعمل بالتدريس في الوادي والقرى المجاوره . .
وبدات اعدادهم تتزايد كل عام . واصبح لهم تاثير ولو محدود على حياة الناس في الوادي . . . ( كان راتب المعلم 460 ريال )
وفي بداية التسعينات  . . . كانت . . . بداية التحول في حياة الناس وما تعارف عليه ببداية الطفره .
وذلك يعود وقتها لارتفاع اسعار النفط  وارتفاع الرواتب ( الى حدود الالف ) 
وايضا في هذه المرحله  دخلت الكهرباء الوادي من الظفير بجهود الاهالي ودعمهم  (رحبان والمردد كانت الكهرباء قد وصلتهم من عرا قبل هذا العام )
وتزامنت دخول الكهرباء . . .  والطفره . . . مما  احدث نقله كبيره في معيشة الناس . .  واسلوب حياتهم .
. .  وبدات  . . .  الاضاءه . . . والثلاجه . . . والفرن . . .والمكوى . . . والمسجل . . . تدخل في استخدامات الناس
واصبح يوجد في الوادي ولاول مره بالاضافه الى كل المواد الغذائيه  . . . دجاج مثلج  . .  وبيبسي بارد .  . (عند صالح الاعمى الله يرحمه ) 
واشترى اغلب المدرسين دبابات هوندا حتى اصبح في الوادي في خلال فتره وجيزه  اكثر من عشرين دباب ( هوندا 70 احمر) 
وانتشرت المسجلات ( اشرطة عبدالباسط عبدالصمد الله يرحمه  . . .  وطبعا ام كلثوم   . . واكيد بعض اشرطة العرضه  )
وركب في المساجد ميكرفونات واصبحت الطرقات (المساريب ) مضاءه. . . وبدأ السهر . والتجمعات بعد صلاة العشا .
ومنها بدات تتحول عادة الناس من العشاء بعد المغرب مباشره  . . . الى بعد صلاة العشا 
ولم تطل فترة الدبابات كثيرا   . . . فقد  بدأ الناس يشترون سيارات تويوتا ( هايلكس) وكان قيمتها وقتها حوالي 13000 ريال
. . . واصبح منظرها مالوف حوالي البيوت . . .
واصبحوا يركبون لها حنايا . . . ومقاعد في الصندوق . . . وبرنده فوق الغماره . . . 
وبدات تنتشر البيوت الجديده ( الاسمنت) 
وصار الناس يركبون ( دينموات) للماء في الابار توصل الماء للبيوت 
. . . واختفى منظر النساء . . وهن راجعات بالقرب . . . من الابار
واختفى ايضا مشهد الدخان ( الداخنه ) من فوق البيوت لان الناس اصبحوا يستخدمون الكهرباء في عمل الخبز   . . او يشترونه من عرا .
وكثر الذهاب الى الباحه وبلجرشي . . . لان الطريق صار معبد . . .  ( ولم يعد يقتصر على السوق  . .  صباح  الخميس )
واكتمل طريق الطائف الباحه  . .( الاسفلت )
 وصار السفر سهل .  . او استسهلوه الناس . . .
واصبح الناس يحبون المدن . . . ويتمنون يعيشون فيها . . . 
. . . وبدات الهجره . . . فانتقل اغلب المدرسين الى الطائف . . . وخريجين الثانويات الى الجامعات . . .
وايضا بدا يقتنع بعض الاباء والامهات بالانتقال والعيش مع ابنائهم في المدن .  . اما طلبا للعلاج . . . او حبا فيهم . . . وفي المدن 
. . . . . . . . . ومرت . . . .  السنيين 
وابتلعتنا المدن . . . . وزحمتها . . . وضعنا في تفاصيل الحياه الجديده . . . وتعقيداتها 
ولكن . . . بقي فينا . . . حنين . . . دفين لتلك الاياااااام
 نعوضه بان نتذكر . . .  قصيده قديمه لدغسان   . . . والا نسوي خبزه ومرقه اخر الاسبوع 
.