يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-19-2012, 02:06 PM   رقم المشاركة : 1161
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 


ذكريات رائعة
وحلقات مميزة نقلتها لنا
يامشرف عام 3
ونترقب باقي السلسلة لاعدمناك .
مادمنا نتحدث عن الطائف الذي أحببت
فترة إزدهاره الثقافي والفني والإجتماعي
من خلال جماليات صاغها الراحلين المبدعين
الأستاذ /سعدالثوعي والصديق عبدالله باهيثم رحمهما الله
فلاأنسى أنّه إحتضن أول زواج يقام في فندق لواحد
من الجماعة (زواج عبدالرحيم رمزي) وهو من الذكريات
التي نتمنى من أبورمزي سردها لنا لأن الفكرة بحد ذاتها
متجاوزة (تغريد جميل خارج السرب) والخطوة التي لاتقل
جمالاً هي فكرة مخيم العيد السنوي لأهالي المناشلة
ظهور الفكرة وملابساتها وتنفيذها وهذا مانتمناه من
أبوسامي ... هو توثيق جميل وهام نترقبه من :
رمزي إخوان على رأي أبوعبدالله .

 

 

   

قديم 01-19-2012, 03:29 PM   رقم المشاركة : 1162
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

مشرفنا العام 3
سلمت اناملك فيما نقلته لنا عن الطائف المأنوس لعديل السالمي وننتظر التكمله
بفارغ الصبر فلكما تحياتي وتقبل مروري ودمت بصحة وسلاااامه 0

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

قديم 01-19-2012, 07:25 PM   رقم المشاركة : 1163

 

معذرة يا مشرف رقم 3 إذا دخلت على موضوعك بالعرض .. وأضفت عليه بما يشبه ( شوية بهارات ) لزيادة نكهته .. حيث أن لدي ( 11 ) حلقة عن الطرب الحجازي وبالذات أحداثه التي كانت تدور في الطائف .. مع أنني عندما قرأت موضوعك كان لدي إحساس داخلي بأنه موجه إلي لأنني سبق وأن كتبت هنا مذكرات بهذا الخصوص عن ليالي الصيفية بالطائف والزواجات التي كانوا يسدون فيها الشارع ويعملون منصة لإقامة حفلات الطرب التي يشارك فيها كبار وصغار المطربين والمجال مسموح لكل عابر سبيل
ولا يفوتني أن أشير إلى أن تلك المرحلة السائدة في الثمانينات الهجرية وأوئل التسعينات كانت تشاهد تلك المواقف ولا تستنكر .. لعدم معرفة الناس بالرأي الشرعي حيال الغناء والطرب .. حتى أنه في في أحد حفلات الأندية الرياضية بمنطقة الطائف أواخر الثمانينات كان هناك حفل بالنادي أكثرفقراته طرب ومن الحاضرين مسئولي الإدارات الحكومية بما فيهم رئيس الهيئة .. وأنا أحب أن أضيف هذه المقالة للمؤرخ والكاتب الطائفي عبدالرحمن اللهبي .. كإضافة توثق الجانب التاريخي لما كان يدور بمدينة الطائف



الطرب الحجازي/11

سأقول كلمة عن "البيه,أبو سلطان,طارق عبدالحكيم"من سيؤرخ للفن في الحجاز لابد أن يقول(قبل طارق ,بعد طارق)هذه جملة أتحمل مسؤوليتها ولكن,من المشهور عن أهل الطائف أنهم لا يشق لهم غبار في (المحشات)ومن لا يعرف معنى (محش)فعليه سؤال العزيز(غازي الطايفي)أهل الطائف عندما يطرحون شخصا للحش ,يستهلون الحديث بذكر محاسنه حتى يصلوا الى كلمة (ولكن)وبعدها ,عينك ما تشوف إلا النور,ولكنهم لا يغتابون ولا يحقرون .
دعونا نعود للبيه,كانت فرصة لطارق عبد الحكيم تخلده أبد الدهر كان من الممكن أن يكون (سيد درويش الحجاز)ولكن أخذه ابن عم الطرب كما قال سيدي وحبيبي ذلك العلم صاحب الدكه في مكة البدوي الذي فاق الرجال أدبا وشعرا وثقافة ,ما تميل على جنب الا وأبو سعد هو السيد ,إنه حسين سرحان جاد الزمان علي بأن أجلس في مجلسة وأتعلم من أدبه وقد يكون لي معه يوما إن أسعف الدهر ,أقول أخذ طارق قول سيدي:

الم يلمم بك الطرب *****تطوف به ويجتذ ب
وأحور في يديه لضا**** وفي عينيه تضطرب
إذا ساقاك صا فية ..****كأن حبابها لهب
لا يذهبن بكم الخيال الى بنت الكرم فطارق ليس من أهلها ولكنه من أهل الكرم ذاته,فهو ابن ألمثناه ربة العنب والخوخ والمشمش والعناب والرمان قبل أن تعدي على عينها التي كانت ترويها ذات الماء السلسبيل تعدي عليها الأيادي ,إن عنبها هو ذاك العنب الذي قطف منه صهيب رضي الله عنه قطف عنقودا وجاء به لسيدي وحبيبي رسول الله عليه أزكى سلام بعد أن أدمى عيال الطائف عقبيه الشريفتين بالحصا فانتحى ودعا ذلك الدعاء الذي يهز الأنفس المتعلقة بالله ذاك المكان الذي يعرفه أهل الطائف توارثا من عهد النبوة وبني فيه مسجد يسمى مسجد الكوع ولكن حراس الدين أهملوه حتى تحول الى حظيرة أغنام حتى لا يصبح مزارا ككل آثار المصطفي عليه أزكى سلام وأحسب أن بناؤه أعيد لأمر ما ,هل تصدقوا أن أهل الطائف الأصليون حتى هذه الساعة لا يقاتلون إلا بالحصا .
سرحت بكم ,ماذا أفعل؟يلفني التاريخ الجميل بردائه فأنسى ما أنا بصدده وأمضي معه.
أقول طارق عبدالحكيم وهو الذي أصبح مسؤول الطرب الحجازي المعتمد ما كان أمينا معه ,فرط فيه ,لقد كان أمامه غرفتين,أما الأولى فهي مليئة بالجواهر الأصلية ولكنها تحتاج الى شيء من الكد لتلميعها وإعادة صياغتها وإخراجها كالبرق تخطف الأبصار,والأخرى بها "إكسسوارات براقة تزغلل العين ولكنها فالصو" والوصول لها سهل ميسور ,اختار طارق ما يزغلل العين ويدرس مع الزمن وأهمل الجواهر التي تبقى بقيمتها على مر الزمن.
أشعر بطعم علقم في حلقي فدعوا شهرزاد يدركها الصباح فتسكت عن الكلام المباح.

( إذا أتيحت لنا الفرصة بمشيئة الله ستكون حلقات هذا الموضوع بعد الإنتهاء حلقات الأخ مشرف3 )

 

 

   

قديم 01-20-2012, 07:56 AM   رقم المشاركة : 1164

 

أساتذتي واخوتي روّاد الذكريات ومحبيها

الوالد نايف بن عوضه

الفاضل عبدالحميد بن حسن

القدير علي أبو علامة

الرائع عبدالله أبو عالي

الكريم محمد سعد دوبح

لكم فائق الود وعبق الورد على سخائكم المعهود في التشجيع
ودعم استمراريتي بينكم أخت لكم وابنة


الأستاذ الرائد بن ناصر
ماذا أقول لك أستاذي
ماجئت به هو جمال الطائف ورحيق وردها وسلسبيل ينبوعها الفن الأصيل
يالذكريات الطائف عشت فيه فترة وجيزة لم ولن أنساها ماحييت كنت وقتها طفلة لم تعرف الحروف بعد
فقط تلهو تحت ظلال الطلح وتنتزع شوكة داستها فتركت أثراً جميلاً لايمحى من ذاكرتي ربما لي عودة بسرد شيء منها ،
ولكن بعد أن أسكب ذكريات الجميل عديل السالمي وتعقب أنت بجمالك

دمت ودامت الساحات منارة فكر وعلم وذكريات طيبة

 

 

   

قديم 01-20-2012, 08:02 AM   رقم المشاركة : 1165

 


(4)


فترة التسعينات كانت فترة ذهبية للطائف فالملك فيصل رحمه الله كان يحب قضاء فترة الصيف بكاملها تقريبا في الطائف إلا إذا كانت لديه ارتباطات خارجية وكنا نحن الصغار نسعد بمشاهدته في سيارته مع سيارة واحدة

فقط للحرس الملكي وسيارة شرطة وكان يمر رحمه الله من شارع السداد وكان دكان الوالد رحمه الله تحت عمارة السبيعي وكان الوالد رحمه الله يأخذني معه احيانا الى دكانه وكان موعد مرور موكب الفيصل رحمه الله متجها من شارع السداد الى الردف أوشهار حيث يزور بعض شقيقاته وعماته اللاتي كان يسكن بعضهن في حي شهار وعند مرور الموكب إمام دكان الوالد رحمه الله كنت اقفز إلى الرصيف واشارك جموع

المواطنين في تحية جلالته وكان يرد التحية ملوحا بيده للجماهير-كان الوالد رحمه الله يصلي المغرب والعشاء في مسجد ابن عباس وكنت ارافقه الى هناك وفي أيام الحج كان يكثر تواجد الأخوة اليمنيين في الطائف حيث كانوا يحرصون على المرور بالطائف في طريقهم لمكة وذلك لزيارة قبر عبدالله بن العباس رضي الله عنهما وكان هؤلاء لهم اجتهاد فقهي تبعا للمذهب الزيدي فتراهم يخلعون سراويلهم التحتية ويصلوا بالوزرة

والقميص وهم يتركون سراويلهم بجانب أعمدة المسجد وهنا يأتي أشقياء الأطفال والشباب ويخفون هذه السراويل عندما يدخل هؤلاء المساكين في الصلاة وظلت هذه الحركة تتكرر رغم اعتراض عقلاء الناس على ذلك الأمر ولكن لا فائدة حتى اقلع الكثير من هؤلاء اليمنيين عن عادتهم تلك التي لا نعرف نحن لها سببا وإن كنت أرجح أن لها علاقة بالمذهب الزيدي كما أسلفت -ومسجد عبدالله بن عباس رضي الله عنهما له شأن

كبير في الطائف فبالإضافة إلى كونه أكبر جامع في المدينة فإن الجنازات كانت ولا تزال يصلى عليها في هذا المسجد لتخرج بعد ذلك لمقبرة ابن العباس المجاورة وبرحة ابن العباس معروفة في الطائف حيث تقام فيها الحدود الشرعية من قصاص وجلد وغيره وعند وجود الملك فيصل يرحمه الله في الطائف كان يحرص على أن يصلي الجمعة في مسجد ابن العباس ولم يكن يأتي معه إلا سيارات قليلة تحمل بعض الأمراء المرافقين

والخوياء -كان حي السليمانية غير بعيد من جامع ابن العباس وقد ازيل هذا الحي قبل نحو 27 عاما وكان حيا عريقا مليئا بالبنايات الأثرية وقد ازيلت في غمضة عين ولم نعرف سببا لأزالة هذا الحي الذي حل محله ساحة لموقف السيارات ثم حولوا الساحة فترة من الزمن لأنشطة الترويح السياحي في اعوام 1414-1417هجرية قبل ان يتحولوا إلى المشهد في الخالدية لأقامة مخيمات التنشيط السياحي قد نتفهم ازالة الأحياء

القديمة ذات العبق التاريخي بجوار الحرم المكي والمدني بدعوى توسعة الحرمين الشريفين ولكن إزالة حي السليمانية العريق في الطائف يظل يترك في قلوب من كان يسكن هذا الحي غصة ويترك في أعينهم أكثر من سؤال.


(5)


أذكر أنه في التسعينات الهجرية أن الطائف كانت أكثر انفتاحا منها الآن والدليل كثرة الحفلات الغنائية فيها لجميع الفنانين فيها ويكفي أن الطائف شهدت إنطلاقة ابو عبدالله رحمه الله بالإضافة لطارق عبد الحكيم

وعبدالله محمد يرحمه الله وعبادي الجوهر و عبدالله مرشدي رحمه الله و غيرهم كثير وكانت هناك أماكن عرض افلام السينما فأتذكر ان هناك اماكن لعرض افلام السينما بالتذاكر في كل من نادي وج ونادي عكاظ

ومسبح عكاظ في البخارية وكان يسمى بسينما ابو الروس نسبة لأسم صاحبه وسينما في طريق الردف لصاحبها البلجون المعروف واذكر عند نجاحي من الصف السادس ابتدائي أخذني أخي الأكبر لسينما البلجون لمشاهدة فلم هندي به الكثير من الأكشن وحركات الأفلام الهندية المعروفة وكان هذا كمكآفأة لنجاحي واذكر شعوري بالفرح الطاغي عند دخولي صالة العرض التي هي عبارة عن حوش مكشوف وبه مدرجات للجلوس

عليها ثم شعوري بالخوف قليلا عندما أطفئت الأنوار ثم ذلك الشعور الطاغي بالدهشة والإثارة عند بدء عرض الفيلم وتحرك شخوص الفيلم أمامي على الجدار الذي كان فارغا قبل قليل ثم إندماجي مع الفيلم ولقطات

الأكشن والخوف على أبطال الفيلم من الأشرار واذكراني مكثت مدة من الزمن وأنا مفتون بما شاهدته وأحكيه لكل عيال الحارة بنوع من الفشخرة-وبعد ذلك أخذت رجلي على (دور السينما) في الطائف بصحبة أخي

الأكبر مني قليلا وشاهدنا الكثير من الأفلام الهندية والأميركية وبعض المصرية إلى إن أغلقت هذه الدور اظن في نهاية التسعينات أو بعد حركة جهيمان العتيبي عام 1400 هجرية - وكان مما يحسب للطائف أنها أول مدينة حسب ظني يقام فيها سيرك زائر وكان ذلك حسب ما أذكر في عام 1397 هجرية كان ذلك السيرك من مصر ود أخذوا الأذن من أمير مكة في ذلك الوقت الأمير فواز بن عبد العزيز وأقيم مخيم السيرك في

البرحة التي إمام ثانوية الفيصل بين حي معشي وحي الخالدية وكانت تجربة حضور السيرك في ذلك الوقت تجربة مثيرة كان سعر التذكرة عشرة ريالات وذهب معي أخي الذي يكبرني بأربع سنوات كانت فقرات البرنامج تشمل كل العروض التقليدية في أي سيرك من مشي على الحبل وترويض الأسود وخفة اليد والأكروبات ومن الفقرات التي لا ننساها مشاركة فتيات في عمر 14 و15 سنة في عروض ليونة الجسم وبلباس يشبه

لباس راقصات الباليه ولا تسل عن حالنا نحن المراهقين الذين نشاهد ذلك لأول مرة في مجتمعنا المحافظ طبعا اختلطت في نفوسنا مختلف المشاعر ما بين إعجاب ودهشة وذهول إلى غير ذلك من المشاعر ثم كانت الفقرة الأخيرة مع زمزم وزمزم هذه امرأة أظنها في الأربعين من عمرها حسب ما أتذكر خرجت علينا فوق مركبة تشبه مركبة الفضاء وهي مثبتة الرجلين على هذه المركبة أما رأسها فإلى الأسفل وشعرها مفرود

على طبيعته وهي تمد يديها وكأنها تحتضننا من بعيد والمركبة تدور بها على مدار الحلبة وهنا تتعالى صيحات الإعجاب والحسرة والآهات من المراهقين وغيرهم وأظن هذه الفقرة لم يكن بها أي نوع من الفن سوى فن جذب المراهقين لعرض آخر ودفع تذكرة أخرى عموما أظن ان السيرك أقام لمدة عشرة أيام بعرضين في اليوم الواحد وأظنها تجربة فريدة مرت علينا في الطائف .


(6)


كانت الطائف في فترة التسعينات وقبل ان تزداد وتيرة السفر للخارج في الصيف ملتقى الأحباب وبداية لقصص حب بريئة وطفولية - كان ينزل في بيت جيراننا سنويا اسرة كريمة من الرياض وكان لديهم عدد من الأولاد

والبنات في أعمارنا اوفوقها بقليل وكان رب الأسرة يعمل موظفا في الديوان الملكي وكانوا يستأجرون كامل الدور الثاني من جيراننا الذين هم أصلا من نجد واستوطنوا الطائف وما أن يصلوا حتى نبدأ في اللعب مع

اولادهم مختلف الألعاب ومن أشهرها الشرعد والدسيسة (الغميمة) والبرجون وطبعا بالنسبة لي احاول بشتى الطرق ان تكون رحاب من ضمن فريقي وعندها استغل الفرصة لأقدم لها في غفلة من الآخرين

الكارميلا التي اشتريتها من عم ناصر في البقالة المجاورة كطريقة بريئة لأثبات حبي لها وهو حب طفولي ومشاعر بريئة تخفق في صدري ولم أعرف أن هذا حب بل أعرف أني أرتاح كثيرا لرؤيتها واحب طريقة كلامها

معي عندما تقول لي يالله نلعب وكنت كثيرا ما أذهب مع أخيها الذي في نفس سني لحارة البخارية أو منشية شارع عكاظ لأنهما أقرب سوقين لحارتنا حارة جبل البازم وما حولها واسعد اكثر اذا طلبت شيئا معينا إمام

اخيها فيرد عليها بغلظة انه لا يعرف أين يجده وهنا انبري فورا اني اعرف من اين اجده وهنا تقابلني نظرتها الشاكرة التي تنسيني نظرة الغضب من أخيها وصديقي وهنا يصر أخوها انه لن يأتي لها بطلبها فتمد يدها

بالنقود لي ترجوني ان احضره لها وآخذ النقود وانطلق مع صديقي ولا اعدم وسيلة لإقناعه بالرضا عن شراء حاجة الغالية ويقفز قلبي فرحا أني اسعدتها - مضت تلك الأيام وانقطعوا عن زيارة الطائف وبدأوا يقضون

صيفيتهم في الخارج من نهاية التسعينات وانتهت قصة حب طفولية في مهدها






(7)


المكتبات في الطائف لها معي قصة فقد بدأ ولعي بالقراءة والكتب منذ كنت في السنة الثانية ابتدائي في مدرسة العزيزية الإبتدائية حيث كان أساتذتنا يذهبون بنا لمكتبة المدرسة وكان بها مجموعة من الكتب والقصص

الخاصة بالأطفال كقصص المكتبة الخضراء والقصص المدرسية كامل كيلاني وآخرون والمحلاة بالصور والرسوم الجميلة والمشوقة وكنت لا أمل من مشاهدة الصور مع محاولة قراءة ما يمكنني قراءته في تلك

المرحلة وكنت أفهم القصة كما يحلو لي من خلال قراءتي الخاطئة لبعض الكلمات وشيئا فشيئا تقدمت في قراءتي بمساعدة معلم مصري حنون اسمه أحمد رافع جزاه الله خيرا ورحمه إن كان حيا أو ميتا ثم استطعت

شراء بعض القصص من مكتبات عديدة في الطائف وأبدأ بمكتبة حسنون التي كانت مجاورة لبرج الحميدان في حي اليمانية أو حي حوايا كما يطلق عليه الآن وكان صاحب المكتبة يعرف الوالد يرحمه الله فكان يعطيني

بعض القصص مقابل قروش قليلة بطريقة التأجير وكنت التهم هذه القصص إلتهاما وصرت أتدرج في نوعية القصص ومستواها بإرشاد صاحب المكتبة صديق الوالد ومن المكتبات المعروفة في الطائف مكتبة الجيل

الجديد في برحة القزاز وكانت وكيلة توزيع بعض المجلات الشهيرة مثل مجلة العربي الكويتية التي كنا نتقاتل في الحصول عليها بداية كل شهر ميلادي ، ومن المكتبات التي اتذكرها مكتبة المؤيد التي كانت تقع في

شارع ثقيف وكنت اتردد عليها بعد وصولي المرحلة المتوسطة لأن نوعية الكتب فيها من النوع الأدبي والديني المتخصص - أما المكتبة التي لن أنساها زالتي كنت اترددعليها اكثر من مرة في الأسبوع فهي مكتبة

السيد التي كانت تقع في خان الملطاني وهو سوق قديم يعمل فيه الأخوة البخارية في خياطة الثياب وبيعها أما مكتبة السيد فهي خارج الخان من جهة مسجد الهادي لقد كانت هذه المكتبة فريدة من نوعها حيث أنها تبيع

الكتب المستعملة وكم وقعت على كنوز من الكتب في هذه المكتبة التي كان صاحبها أحد الأخوة اليمنيين وكنت تجده في مكتبته مستلقيا على خيشة وفي يده كتاب يقرأ فيه ثم بين الفينة والأخرى يبصق في قارورة بجانبه

فهو من مدمني الشمة وتجد الكتب مكومة في مجموعات من غير تنسيق أو ترتيب وإذا أردت كتابا معينا أشار لك بيده إلى أحد هذه الكومات وعليك أنت البحث فيها ولعل خاصية هذه المكتبة هو عنصر المفاجأة فيها

فأنتقد تجد حصيلة معتبرة من الكتب الجيدة وبأسعار رخيصة نسبيا أو تمكث ساعات في البحث والتنقيب وتخرج صفر اليدين ولقد كنت أمكث احيانا من بعد صلاة العصر للمغرب ولا أجد شيئا ذا بال وأحيانا أخرج بنوادر

من الكتب مما أذكره أني وجدته في هذه المكتبة ألف ليلة وليلة حادي الأرواح لبلاد الأفراح- رواية السقامات ليوسف السباعي -ثلاثية نجيب محفوظ-أعداد قديمة من مجلة العربي -مجلة المنهل روايات الهلال

وغيرها الكثير - وبعد عام 1402 هحرية انتقلت المكتبة لشارع خالد بن الوليد وفي شارع فرغي منه ثم أقفلت نهائيا بعد عام 1412 هجرية وكم لها في نفسي من مكانة وسبحان الدائم .


(8)


كيف مر خبر إغتيال الملك فيصل رحمه الله على مدينة الطائف؟
لا أنسى ذلك اليوم أبدا كان الوالد رحمه الله قد عاد من دكانه بعد صلاة الظهر وكان مستلقيا ينتظر الغداء وقد كنت عدت من المدرسة قبله وأذكر أني كنت في السنة الرابعة الإبتدائية أو الخامسة وكنت أجلس بجانب

الوالد رحمه الله أكتب واجبا مدرسيا وفجأة دخلت شقيقتي وهي تبكي أبويا الملك فيصل مات وقام أبي وهو يصيح ماذا ماذا لا حول ولا قوة إلا بالله وكانت أختي قد دخلت والمذياع في يدها وتحلقنا حول المذياع نستمع

للخبر الأليم وتفاعلنا نحن الصغار بالبكاء ونحن نسمع المذيع يشهق بالبكاء وتوالت بيانات الديوان الملكي طوال اليوم من خلال المذياع ثم لما حان موعد افتتاح التلفزيون وشاهدنا نشرة الأخبار الرئيسة لن أنسى أبدا

المذيع محمد صبيحي وهو يشهق بالبكاء ولا يكاد ان يتم قراءة أخبار ذلك اليوم يالله كم ذلك اليوم حزينا على الطائف كما على بقية المملكة ولكن كنا نشعر أن للطائف ارتباطا معينا بالفيصل رحمه الله من كثرة ما كنا

نراه فيها . كانت الأيام بعدها حزينة وقامت بعض المساجد بإذاعة القرآن من خلال مكبرات الصوت وأذكر أن المسجد الصغير الذي يقابل بيتنا كان يذيع القرآن الكريم يوم وفاة الفيصل واليوم التالي وأذكر صلاة الغائب

على الفقيد في مسجد العباس وارتبطت هذه المناسبة بنزول أمطار غزيرة هطلت على الطائف اكثر من اسبوعين حتى اضطرت البلدية أن تقوم بفتح سد عكرمة وكانت سيارات الشرطة تحذر البيوت التي على ضفة

الوادي من المكوث فيها وطالبتنا بالخروج إلى جبل البازم وكنا نحن من هذه البيوت ولكن الوالد رحمه الله لم يخرجنا وأظن انه لم يجد بيتا في الجبل حتى نخرج إليه واذكر جيدا خروجنا في آخر الليل من جهة الباب الذي

يطل على وادي وج ورؤيتنا للماء وقد وصل إلى نصف الدكة التي إمام بيتنا وأذكر دعاء الولد وقلقه من دخول السيل إلى داخل منزلنا ولكن بفضل الله مع ساعات الصباح الأولى بدأ الماء ينحسر قليلا وكان هذا إيذانا

بزوال الخطر واستمر الوادي بالجريان أياما عديدة بعد ذلك وتعطلنا عن الذهاب للمدرسة لعدم سلامة الطريق وخصوصا اننا كنا نذهب مشيا من بيتنا في سفح جبل البازم وعبر شارع خالد بن الوليد إلى أعلاه حيث تقع

مدرستي العزيزية الابتدائية في الركبان وقد ازيل مبنى المدرسة الذي كان مبنى مستأجرا وليس حكوميا وقامت مكانه عمارة حديثة وافتتح فيها مكتب للخطوط السعودية فترة من الزمن -وكان الطريق للمدرسة موحلا

لا يمكن السير فيه ورغم الحزن الذي كان يعم البلاد لوفاة الفيصل وحزننا نحن الأطفال ولكن تطرق إلينا بعض الفرح بهطول الأمطار مع التعطل عن الذهاب للمدرسة - وذكرياتنا عن الفيصل كثيرة وحبنا كان له كبيرا

ولن ننسى الأغنيات التي كانت عنه مثل فيصلنا يا فيصلنا الله يقوي فيصلنا كل الشعب يعيد ويقول الله يقوي فيصلنا وأغنية سلمك الله يا بو عبدالله سلمك الله سر بنا يا بو قلب كبير يا بو عبدالله .



(9)


نعم كان الفيصل له حب كبير في قلوب أهل الطائف خاصة رحمه الله -وقصة الأمطار وفيضان وادي وج بعد وفاته تقودني إلى الحديث عن وادي وج وأهميته في الطائف وهذا الوادي يقسم الطائف إلى قسمين شرق

الوادي وغربيه كان منزلنا على ضفة الوادي الغربية وكان مسيل الوادي الخفيف فرصة لخروجنا للتنزه والجلوس على العقوم التي تقع غرب الوادي وكان منظر المتنزهين مابين أفراد وعائلات مصطحبين معهم

الشاي والقهوة ومعهم أطفالهم من المناظر التي تعلق في الذاكرة وينطلق الأطفال في لعبهم وينزلون إلى المياه للعب فيها بينما يجلس الكبار على العقوم ينظرون إلى جريان الماء أمامهم ويتبادلون أطراف الحديث في

نزهة بسيطة لا تكلفهم شيئا سوى النزول من مساكنهم في جبل البازم مشيا على الأقدام وكان الوادي يسيل بقوة مع هطول الأمطار الغزيرة ثم يبدأ يخف جريانه خلال الأيام التالية مالم تنزل أمطار أخرى وإني لأذكر أنه

من النادر أن يمر علينا الأسبوع من غير أن تهطل الأمطار حتى لو كانت خفيفة ويحدث هذا أيضا في الصيف - كانت إمام منزلنا مباشرة صخرة كبيرة فوق العقم وكانت هذه الصخرة هي مكان نزهتنا في العصريات التي

يكون فيها المطر خفيفا أو عند جريان الماء الخفيف وكانت هذه الصخرة أيضا ملاذ هروبنا من السقايين الذين يوصلون الماء في براميل يحملونها على عربات تجرها الحمير (أكرمكم الله) وكنا من شقاوتنا عندما

يمرون أمام هذه الصخرة في الوادي أيام جفافه نختبئ خلف الصخرة ونرمي بالحصى على البراميل لنستمتع بصوت ارتطام الحصى بها وكان بعض هؤلاء يطاردوننا وهؤلاء يسببون المتعة لنا من خلال مغامرة

المطاردة أما الأغلب فإنهم يتجاهلوننا ويمضون في طريقهم (نسأل الله أن يغفر لنا) فما ذنب هؤلاء المساكين حتى نفعل بهم ذلك ولكنها شقاوة الأطفال وكان الوادي مصدر متعة لنا عندما يقف جريان الماء فننزل بطن

الوادي ونبدأ في البحث عن النباتات التي تنمو عقيب المطر فتنافس في تملكها فكلما وجد أحدنا نبتة من هذه النباتات صاح حلي أي ملكي وأحاط النبتة ثم نتوعد بعضنا بعدم أخذ نبات الآخر وقد نمكث حتى غروب الشمس

بجوار (أملاكنا) حتى يغلبنا النعاس فنضطر آسفين لترك غنائمنا وخصوصا بعد أن تصفق لنا أمهاتنا لنعود للمنزل ولا ننسى أن نتوعد بعضنا ونحن نغادر المكان بالويل والثبور لمن يخرب مزروعاتنا وفي صباح اليوم

التالي نسارع إلى هذه النباتات التي نجد بعضها قد خرب بأيدي آثمة فتندلع الخصومات بيننا وبين أطفال أقرب جيران لننا لأنهم اول ما يتبادر إلى ذهننا ولتهديدهم المسبق لنا وما أن تمر أيام لا ينزل فيها المطر خصوصا

في الصيف حتى تجف هذه النباتات تحت أشعة الشمس الحارقة فننتقل إلى لعبة أخرى نشغل أنفسنا بها وننسى (مزارعنا الصغيرة) يا لها من أيام حلوة لا يشغلنا فيها هم ولا تفكير إلا في حدود عالمنا الطفولي البرئ .

لنا عودة ببقية ذكريات عديل
متابعة مبهجة أتمناها لكم

 

 

   

قديم 01-21-2012, 07:20 AM   رقم المشاركة : 1166

 

يا مشرف 3 :
لك خالص شكري وتقديري على نشر ابداعات ( عديل السالمي ) التي جمعت لنا بين الاعجاب بفن الطائف والحزن على فراق الفيصل رحمه الله بيد اثيمة وذكريات طفولية مر بها الكاتب المبدع .
ولولم يتحقق لنا من نشرك لهذه الذكريات الا مشاركة الحبيب الغالي عبد الله بن ناصر والذي ادعوه باسمكم جميعا أن يكرمنا بما لديه ولديه الكثير والكثير إما نقلا عن ادباء من امثاله او من كنوزه وإن كنت اميل إلى الاخيرة كثيرا .
فهلّا اكرمتنا يا ابا فيصل .
اكرر الشكر وعظيم الامتنان لك يا مشرف 3 ولابي فيصل واطمع كما يطمع غيري في المزيد واثراء هذه الزاوية المتعطشة لابداعاتكما .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

قديم 01-24-2012, 11:09 AM   رقم المشاركة : 1167

 

الغالي 0 مشرف عام 3 0 أحييك على هذا النقل والتدوين للطايف الذي لم أكن أطيقالاقامه فيه الا لأوقات قصيرة لزيارة الأرحام والأقارب 0 إلى عام 1397 هـ عندما انتدبت للعمل في الطايف وكان يوما شؤما في نظري 0 إلا أنني بعد تمديد انتدابي لمدة عام 0 وبدأت جده في التوسع والازدحام بدأت نفسي تتوق للبقاء في الطايف وانا الذي كنت اعتبر من سمك جده لو خرجت من البحر تموت 0 والآن لا استطيع مفارقة الطايف وطابت لي الاقامه فيها لى اليوم لوجود مجموعه من الرجال الذي أتشرف بالالتقاء بهم كل ربوع وخميس في كل أسبوع 0 واحمد الله 0 أعجبني سردك البديع لكل مرحلة الطفولة وطموحها 0 وذكرتني السيرك 0 وكان أول من احضره 0 الأخ خلف جماح ألغامدي عافاه الله وشافاه وكم كان إقبال الناس عليه والاستمتاع بمشاهدة عروضه 0
الطايف مدينة الفن والفنانين 0 العظام وكان لي شرف صداقتهم والتعاون الفني معهم وهي جرأة مني 0 وخروج عن المألوف 0 فقد ارتبطت بصداقات مع طارق عبد الحكيم 0 وطلال مداح 0 وعبدا لله محمد 0 وعبدا لله مرشدي أشهر عازف عود 0 وعبدا لله ماجد0 ومحسن شلبي أشهر عازف كمان 0 وفطاحله لعب 0 المجرور 0 وموالاة 0 الحدري 0 كانت ليلي الطايف وجوه الجميل تخلد الذكريات وتبعث في القلب البهجة والسرور 0 كما ايقضت فينا تلك الذكريات فلك ألف شكر وتحي واحترام 00 والكلام يطول 0

 

 

   

قديم 01-26-2012, 07:59 AM   رقم المشاركة : 1168
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 

الأستاذان الفاضلان

عبدالحميد بن حسن

نايف بن عوضة

ممتن لقامتيكما هذا المرور الثرّ
ولاتبخلا بذكرياتكما عن تلكما المدينة الغالية
مصيفنا الأول ومهوى أفئدتنا الأجمل
الطائف

دمتما بود ونقاء قلب

والآن نواصل معكم آخر ماكتبه عديل السالمي
عن ذكريات الطائف في التسعينات الهجرية

(10)


مرت على الطائف أحداثا مهمة تميزت بها عن باقي مدن المملكة فأول مؤتمر كبير وعلى مستوى رؤساء الدول يعقد في المملكة عقد في الطائف ألا وهو مؤتمر القمة الإسلامي الذي كانت جلسته الافتتاحية في مكة

المكرمة في بيت الله الحرام أما باقي جلسات الأعمال فكانت في الطائف وذلك عام 1401 هجرية وعقدت جلسات المؤتمر في قصر المؤتمرات الذي أنشئ خصيصا وبسرعة قياسية في الطائف في حي معشي وأذكر

أني كنت وقتها في المرحلة الثانوية وشارك الكثير من الطلاب في الوقوف على طريق المؤتمرات والترحيب برؤساء الدول الإسلامية والتلويح بالأعلام تحية لهم واذكر كيف انقلبت الطائف إلى اللون الأبيض عندما

صبغت المباني التي تطل على الشوارع الرئيسية باللون الأبيض وكانت فترة تردد اسم الطائف فيها في جميع إذاعات العالم وكنت احس بالفخر عندما استمع لإذاعة مونت كارلو التي كان لها شأن في ذلك الوقت واسمع

إسم الطائف يتردد كثيرا فيها ومن الأحداث المهمة أيضا وفود الحكومة الكويتية وأمير الكويت إلى الطائف والسكن في فندق شيراتون الهدى أثناء أزمة احتلال الكويت من قبل العراق وأذكر انه تردد في ذلك الوقت

احتمال تعرض الطائف لصواريخ صدام عن طريق السودان وأثار ذلك الأمر بلبلة لدى سكان الطائف ولكن الحمد لله مرت تلك الأزمة على خير ، وحدث آخر مهم تبع ذلك وهو انعقاد مؤتمر المصالحة للفرقاء اللبنانيين

في قصر المؤتمرات في الطائف وخروج إتفاق الطائف الشهير الذي لا زال قائما حتى الآن ولو أنه تم التعديل على بعض بنوده في مؤتمر الدوحة -ثم انعقاد مؤتمرا للأفغان لبحث المشكلة الأفغانية في الطائف وبعد كل

هذا الزخم تتعرض الطائف للنسيان بل وللتنكر والتنقيص بها من البعض وتهميش دور الطائف كمدينة عريقة ذات تاريخ قريب وبعيد فسبحان الذي يغير ولا يتغير .


(11)


الطائف مليئة بأماكن للنزهة ولعل منها الهدى والشفا والردف والقديرة و سيسد وسد عكرمة وليا وجبرة والوهط والوهيط وغدير البنات وسأركز على الأخير وهذا الغدير يقع بعد الردف وهو الآن جاف ولكن مرت

عليه أياما كثيرة وهو ملئ بالماء ومزدحم بالمتنزهين والجلوس بعد العصر على حافة الغدير والأطيار والأشجار تحيط به لهو من المناظر الخلابة التي كنا نستمتع بها حتى وقت قريب ولكن بعد سنوات الجفاف وشح

المطر صار الغدير كئيبا مليئا بالقرود المؤذية وأهمل تماما من قبل البلدية وهو لو لقي العناية المناسبة وفكرت البلدية بمشروع لعمل بحيرة صناعية هناك تملأ بالماء الذي يمكن توفيره من السد القريب لو كان هناك

نظام تخزين فعال - اذكر اني كنت اذهب كثيرا للردف والغدير عند تتالي الأمطار وامتلاء الغدير وخصوصا عندما كنت في المرحلة الجامعية وأذكر أني كتبت محاولة شعرية ساذجة في تلك الأيام أيام المشاعر الملتهبة

والرومانسية وهذه بعض الأبيات التي اعرف أنها مكسورة


ومجرد محاولة فخذوها على عللها
يالهذه الأطيار ماتريد من الغدير
تهوي مسرعة فقدت المسير
ولكن يالجمالها حين تحط أو تطير
وتلك الشجيرات مائلة على الغدير
وكأني بها بالغدير تستجير
أو تشكو إليه ما الم بها من حر الهجير
كلمات خطرت في البال في جلسة هادئة وقت الأصيل عند غدير البنات لن انسي الغدير ولن انسي الطائف مرتع الصبا وموئل الذكريات
ومن أماكن النزهة في الطائف التي كانت لها مكانة خاصة في نفوس أهلها القديرة وهي منطقة فسيحة على طريق السيل بها بعض الجبال قليلة الإرتفاع وكان الأهالي والمصطافين يخرجون إليها عصرا ويبسطوا

فرشهم عند سفوح الجبال ليستفيدوا من ظلها وفي نفس الوقت يقوم بالانطلاق إلى الصخرة الشهيرة المعروفة بإسم الزحليقة وهي صخرة عجيبة منحدرة انحدار تدريجي بحيث أصبحت مكانا نموذحيا للأطفال كي يذهبوا

إلى أعلى الصخرة وينزلقوا إلى أسفلها (يتزحلقوا) وتمتد مسافة التزلج إلى مسافة خمسة أو ستة أمتار تقريبا وكم كنا نحن الأطفال نجد متعة في التزحلق على هذه الصخرة مالا نجده في أي زحليقة صناعية وكانت

صخرة الزحليقة من عوامل الجذب للأسر للذهاب للقديرة حيث يسعد الأطفال بالتزحلق على الصخرة بينما يقوم الكبار بتجاذب اطراف الحديث ويشربون الشاي ويسعدون بمراقبة أطفالهم وهم مستمتعين باللعب في هذه

الملاهي الطبيعية. يالجمال تلك الأيام وحلاوة النزهة البريئة البسيطة التي كنا نسعد بها في القديرة أما ما حصل للصخرة الشهيرة الآن فإنه دخلت ضمن حديقة الملك فيصل التي أنشأت قبل عدة سنوات وقد ذهبت

بأطفالي لهذه الحديقة قبل سنتيين وذهبت بهم لتلك الصخرة ولكنهم فضلوا عليها المراجيح والزحليقة الصناعية وإن جاملوني في البداية وصاحوا عندما رأوا الصخرة حلوة يا بابا ثم ملوا سريعا منها ويحق لهم فهم

يتنقلون بين الملاهي الكهربائية في عدة مدن وجربوا التروبوجان في الجبل الأخضر في طريق الهدا وهي العربات المتزلجة من أعلى الجبل فماذا ستعني لهم هذه الصخرة ؟ أظن لاشئ ولكنها تعني لنا الكثير فهي قطعة

من ذكرياتنا لايمكننا نسيانها أبدا - وعلى ذكر حديقة الملك فيصل بالقديرة فأظنها سميت بذلك لإرتباط القديرة بالملك فيصل رحمه الله فقد اعتاد قبيل الغرب أن ياتي بسيارته مع سائقه وخوي له وببساطة متناهية يفرش

له زولية في مكان ليس بعيدا عن الصخرة الشهيرة ويتناول القهوة ويجلس مابين الساعة أو اقل ثم يصلي المغرب وينصرف من غير موكب ولا حرس خاص سوى ما ذكرت آنفا وأظنه رحمه الله كان يخصص تلك الفترة

للتفكير في موضوع يشغله وما اكثرا لمواضيع والشاهد في الموضوع البساطة التي كان عليها رحمه الله في خروجه للنزهة إلى القديرة واختلاطه بالناس البسطاء وأذكر اني كنت في نزهة في أحد الأيام مع أهلي

وأشاروا لي إلى مكان الفيصل ولم يكن موجودا وقتها وقد روى أكثر من شخص رؤيته للملك فيصل في ذلك المكان أما انا لم أراه هناك ولكني كنت أراه في موكبه البسيط عند مروره بشارع السداد كما ذكرت في جزء

سابق من هذه الذكريات رحم الله الملك فيصل ورحم الله ايام القديرة.


(12)


بينما كنت أتنقل في اليوتيوب هذا الموقع الذي أشبهه بمصباح علاء الدين فهو يلبي طلباتك في المقاطع الطريفة والكوميدية والسياسية والتاريخية والغنائية صادفت أغاني فرقة بونى ام فأثارت شجوني وذكرتني بمرحلة

من مراحل حياتي في الطائف فأذكر في نهاية التسعينات في فترة المراهقة وبداية قيادة أخي الأكبر مني لقيادة السيارة وتذكرت خروجي معه في سيارة الداتسون 180k وتمشيتنا في الهدا وتجولنا في الخط الدائري

للهدا الذي كان حديث الإنشاء في ذلك الوقت وخصوصا في فترة ما بعد المغرب في الشتاء ليلة الخميس أو الجمعة ومعنا بعض الأصدقاء كان مسجل السيارة يدور بأغاني طلال مداح الحبيب أو محمد عبده أو فيروز أو

الست ام كلثوم على حسب الحالة المزاجية الطربية لذلك اليوم وأذكر أنه إذا كان هناك ضباب في الهدا ويحدث ذلك كثيرا فإننا نتحول لفرقة بوني ام ومن خلال اختراق الضباب نستمع لأغنية راسبوتين وما بيكر ودادي

كوول وبراون جيرل واذكر الجو الشاعري الجميل مع ضحكات الأصدقاء والموسيقى والضباب جو افتقدته كثيرا الآن وإن كنت استطيع ان اتجول في ضباب الهدا مع الموسيقى التي تسترجع ذكرياتي فأين أصدقاء

الأمس الذين تفرقوا في البلاد فمنهم من سكن الرياض أو جدة أو مكة المكرمة الله على تلك الأيام والله على أغاني فرقة أبا و تينا شارليز كم احس الحنين لتلك الفترة من حياتي في الطائف المأنوس - كان التجول

بالسيارة في الهدا في ذلك الوقت من العام واستماعنا لأغانينا المفضلة في الجو الضبابي الساحر مع تبادل النكات والقفشات من المتع المحببة لنا لم نكن نؤذي أحدا بصوت مسجلنا فالبرد يمنعنا من إنزال زجاج السيارة

ثم أصلا لا يوجد الكثير من الناس في ذلك الوقت من السنة في الهدا ونختم جولتنا بالعشاء في احد مقاهي الهدا وبعد صلاة العشاء مباشرة وكان يتكون من التميس الساخن وأطباق الفول والقلابة مع الجبن البلدي

والشاي الساخن المنعنش ونعود لبيوتنا قبل الساعة الحادية عشرة ليلا وإلا الويل لنا من الأهل ويكون عقابنا عدم الخروج في صباح الخميس للعب كرة القدم في الردف أو القديرة وهذا الخروج هو الفقرة التالية من

الترفيه لنهاية الأسبوع فقد كنا نستيقظ مبكرا وننطلق مع الأصدقاء للعب كرة القدم في منطقة الردف أو القديرة واحيانا الهدا بحيث نتفرغ من بعد ظهر الخميس لمراجعة دروسنا وحل واجباتنا فلا يأتي ظهر الجمعة إلا

ونحن قد فرغنا من مذاكرتنا ثم نذهب لصلاة الجمعة ويمكننا يوم الجمعة الخروج مع الأهل عصر الجمعة للنزهة العائلية أو زيارة بعض الأقارب وأشعر أننا كنا منظمين بطريقة أفضل من ما يحصل هذه الأيام لطلابنا

حسب مشاهدتي لما يفعلونه في إجازتهم .


(13)


أتذكر عندما كنت أدرس في ابتدائية العزيزية- الملك عبدالعزيز حاليا- أن المنطقة الغربية المجاورة للمدرسة كانت منطقة فضاء واسعة هي منطقة الركيب أو الركبان كما كانت تسمى وأصبحت الآن منطقة أسواق

شارع ابوبكر الصديق - كانت الغدران والتجمعات المائية الكبيرة تتكون بعد الأمطار الغزيرة التي تهطل على الطائف في فترة الشتاء وكنا نحن طلاب المدرسة نتجه إليها بعد الصرفة للعب في هذه المياه ومشاهدة

الأحياء المائية المتحركة في الغدير من يرقات وغيرها وكنا بطفولتنا البريئة نصيح فرحا برؤيتها قائلين سمك سمك ونمكث هكذا فترة في اللعب في هذه المياه قبل رجوعنا إلى منازلنا-كنت في تلك المدرسة مشاركا في

الكشافة وكنا نسمى في الإبتدائية بالأشبال وكان لنا لقاء أسبوعي بعد عصر السبت في مدينة نجمة التعليمية وهي عبارة عن مجمع تعليمي يقع ما بين شبرا وحي معشي وفي هذا المجمع أتذكر أن من مكوناته مباني

إدارة التعليم والمعسكر الكشفي وثانوية ومتوسطة دار التوحيد وهي من أعرق المدارس في المملكة فقد تخرج منها كثير من العلماء والأدباء-كنا نقوم بأنشطة متعددة في المعسكر الكشفي كل أسبوع فهناك النشاط

الرياضي ويشمل اللعب في ملاعب مدينة نجمة من كرة قدم وطائرة وسلة تحت إشراف القادة الكشفيين -وكان هناك نشاط اجتماعي ومن ضمنه النشاط الموسيقي نعم فقد كان في المدينة الكشفية غرفة بها كافة الآلات

الموسيقية من كمان وعود وإيقاع وغيرها وكان أفراد الكشافة الذين لهم ميول موسيقية يتعلمون العزف تحت إشراف مدربين احدهما كان من سوريا والآخر من فلسطين وكان هؤلاء الطلاب يعزفون المقطوعات

الموسيقية الحماسية في حفلات المعسكر الكشفي بحضور بعض المسئولين في ادارة التعليم كنا نقوم بين فترة وأخرى برحلات لضواحي الطائف نمارس خلالها أنشطة رياضية ومهارات كشفية من نصب الخيام

والرحلات الخلوية واعداد الطعام وكم كان القادة الكشفيين الذين هم في الأصل معلمين من سوريا والأردن وفلسطين والسودان ومصر جادين في تدريباتهم وأنشطتهم وأتذكر الأناشيد الحماسية التي كانوا يرددونها

علينا لنرددها إثناء سيرنا على الأقدام في الرحلة الخلوية ومما أتذكره نشيد كان في الأصل لسوريا ولكنهم حوروا فيه ليتناسب مع السعودية فكنا ننشد إن هلهلت هلهلنا لك يا سعودية حنا رجالك صفينا البارود قبالك

ونظل نرددها في حماس وبصوت عالي يتردد في جنبات جبرا أو القديرة أو الشفا حيث تكون الرحلات والمعسكرات الكشفية كانت أياما جميلة مليئة بالنشاط والحماس والحب للوطن


 

 

   

قديم 01-26-2012, 08:12 AM   رقم المشاركة : 1169

 

ومن أماكن النزهة في الطائف التي كانت لها مكانة خاصة في نفوس أهلها القديرة وهي منطقة فسيحة على طريق السيل بها بعض الجبال قليلة الإرتفاع وكان الأهالي والمصطافين يخرجون إليها عصرا ويبسطوا

فرشهم عند سفوح الجبال ليستفيدوا من ظلها وفي نفس الوقت يقوم بالانطلاق إلى الصخرة الشهيرة المعروفة بإسم الزحليقة وهي صخرة عجيبة منحدرة انحدار تدريجي بحيث أصبحت مكانا نموذحيا للأطفال كي يذهبوا

إلى أعلى الصخرة وينزلقوا إلى أسفلها (يتزحلقوا) وتمتد مسافة التزلج إلى مسافة خمسة أو ستة أمتار تقريبا وكم كنا نحن الأطفال نجد متعة في التزحلق على هذه الصخرة مالا نجده في أي زحليقة صناعية وكانت

صخرة الزحليقة من عوامل الجذب للأسر للذهاب للقديرة حيث يسعد الأطفال بالتزحلق على الصخرة بينما يقوم الكبار بتجاذب اطراف الحديث ويشربون الشاي ويسعدون بمراقبة أطفالهم وهم مستمتعين باللعب في هذه

الملاهي الطبيعية. يالجمال تلك الأيام وحلاوة النزهة البريئة البسيطة التي كنا نسعد بها في القديرة أما ما حصل للصخرة الشهيرة الآن فإنه دخلت ضمن حديقة الملك فيصل التي أنشأت قبل عدة سنوات وقد ذهبت

بأطفالي لهذه الحديقة قبل سنتيين وذهبت بهم لتلك الصخرة ولكنهم فضلوا عليها المراجيح والزحليقة الصناعية وإن جاملوني في البداية وصاحوا عندما رأوا الصخرة حلوة يا بابا ثم ملوا سريعا منها ويحق لهم فهم

يتنقلون بين الملاهي الكهربائية في عدة مدن وجربوا التروبوجان في الجبل الأخضر في طريق الهدا وهي العربات المتزلجة من أعلى الجبل فماذا ستعني لهم هذه الصخرة ؟ أظن لاشئ ولكنها تعني لنا الكثير فهي قطعة



أمّا بالنسبة لي فعن هذه الصخرة قلت

لو أعرّج عالقديره وصخرتن فيها كبيره
سيّبت فينا أثرها
جرح عالركبه وشجة
فوق حاجب ولد جارتنا عميره

 

 

   

قديم 01-28-2012, 11:37 AM   رقم المشاركة : 1170

 

يعجبني كثيرا ما كتبه الاستاذ عديل السالمي ولكن الذي يعجبني اكثر قدرته على دمج المعلومات المهمة عن الطايف وتاريخها وما عقد فيها من مؤتمرات وما ابرم فيها من اتفاقيات غيرت مجرى التاريخ في بعض الدول التي تخصها تلك الاتفاقيات مع ذكريات طفولته وريعان شبابه ليقدم للقارئ المعلومة والطرفة ، فتجده يراوح بين الجد والتسلية ويقدم باقة جميلة من المعلومات الثرية والتسلية البرية والمحصلة تاريخ مشرف لمدينة الطايف .
شكرا لك يا مشرف 3 ، ونحن في شوق لبقية الابداعات وفقك الله وحفظك من كل سوء ومكروه .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir