يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-28-2011, 12:49 AM   رقم المشاركة : 991

 

من دفاتري العتيقة سيرة ذاتية بكل عفويّة سأضعها هنا علها تروق للذكريات من هنا وهناك
تلبية لدعوة الأستاذ القدير عبدالحميد بن حسن بارك الله في عمره
ومعذرة سنخرج عن ذكريات مكة بعض الوقت لأعود بكم لذكرياتي مع القرية في الصغر
وهي عبارة عمايشبه المقامة الشعرية بعض الشيء وإن جانبت قصيدة الشعر كثيراً


رحلت عنها طفلة في عامي الرابع
أسير عابره
، ممتلئة براءة عفوية مغايره
لكنني أذكر تفاصيل الحياة الوادعة في قريتي
في بيت جدي الجميل فتحت عيني
مبصره
سلم خشب مؤدياً للسطح ذو سماء مقمره
وفي فناء بيتنا تحت عناقيد العنب
جدي صنع لي مرجمه
أرجم بها الطير إذا حط على أشجار
لوز مثمره
أيضاً صنع لي من خشب صندوق أخفي داخله
بعض حصى مبعثره
عمى الصغير كان يشري لي لعب
إذا نزل بلجرشي
وحمص عليه حلوى فاخره
ومعصباً أخضر مطرز بالقصب
وشنطة صغيرة وكندره
كنت ارتديها ميمنه في ميسره !
وفي المراعي راعيه أركض وألهو
حول جدي تحت ظل العرعره
شقيةً لا شاكره محبته
ولا بشيء من أدب مقدره
وكلبي ذو مفتاح فضي ذنبه
أمام صبية قريتي أجرجره !
كنت وحق ربنا صغيرة مدللـه
وجدتي (عليّة) تأتي إلينا زائره
بقفة مليئة باللوز والزبيب والثمر
كأنها أميرة حفية بأهلها موقره
فتصنع أمي قهوة لذيذة مبهره
وتدعو الجارات في وقت الضحى
على فطور صنعته بيديها الماهره !
تدور بالدله بكل فخر واعتزاز
فقهوة أمي دائماً محل تقدير الجميع فاخره
وفي الوداع لا يفوتها أن تمنح الجارات
من بخور المبخره !
وتنحل الكبار من هدايا جدتي
أمي لها شخصية حكيمة مؤثره
أذكر بأن قلبها غضب علي ذات يوم
لأنني دفعت من فوق الجدار بنت جارنا
في حفرة عميقة مشجره
لأخذها مرجمتي ؛ تلك الفتاة الماكره
فعمدت والدتي لرمة طويلة ملفلفه
فربطتني حول مرزح بيتنا
تصيح بي مزمجره !!!!
هذا جزاء المجرمه
وتلسع أقدامي عصاها الحاره
تقول يا بنيتي : توبي وكوني عاقله
فأستغيث جدتي حبيبتي
هيا انقذيني (مزهره)
لكن أمي أقسمت ألا تفك قيدي جدتي
حتى تقر عين جارتي فتنطلق من جدتي
بضع جمل ما كنت أفقه ما تقول !
فقط تعابير الغضب في وجهها مرتسمه
توحي إلي أنها مشفقةً مستنكره !
أما أبي بالكاد أذكر وجهه
فدائما مسافرٌ لمكة المكرمه
يرحل صباحاً أو مساءً باردٍ
في ليلة شديدة الرياح ممطره
الناس في ذاك الزمان يرحلون من القرى
إلى المدن بحثاً عن الدراهم والعمل
بهمة عالية ومقدره
ومنذ ذلك الزمان تطورت وسائل التنقل والسفر
فوق الجمال والبغال والحمير
حتى شٌغفنا بأزيز الطائره
مضت حياتي كيفما شاء القدير أن تكون
كبرت حتى صار عمري دون العاشره
ثم دخلت المدرسه مشتاقة إلى العلوم النادره
لكنني دخلتها يا للأسف متأخره
وكنت جدا شاطره
وعن سواعد اجتهادي دائما مشمره
بنهم أقرأ وأكتب في عجل حتى وصلت الجامعه
بسرعة الصاروخ كنت قادره
فصدمتي كانت بها كبيرة وخاسره
إذ جاء زوجي قائلاً : يا زوجتي تخيري
إما أنا أو الدراسه فكري
فكنت حقاً خائبه وحائره
نفذت في غضاضة أوامره
وكلما لبيت له مطالبه
أمعن بإذلالي 00
فكان مثل( 00000 )
لا يرعوي حتى رأينا آخره
واليوم قد أصبحت وحدي سابحه
وفي خضم أمواج الحياة الهادره
مكافحه لأسرتي ؛
قد صرت رباناً حصيف
يقود باقتدار باخره
حتى متى أوصلتها بر الأمان
أوصدت بابي باحتساب صابره
لربنا الكريم أشكو عثرتي
( حامدة أنعمه وشاكره )

 

 

   

قديم 11-28-2011, 01:54 AM   رقم المشاركة : 992
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 


نزهة المشتاق :

فتحت الصفحة بغية تدشين الحلقة الجديدة من ذكرياتي والتي الح علي استاذنا الفاضل عبد الحميد في تقديمها للقراء الإعزاء فإذا بي سائح بين سطور مشاركتك الجميلة اتنفس من رحيق ازهارها واستمتع بصوت مرجمتها واتألم لأنين كاتبتها وهي مصلوبة على مرزح سافلتها فآليت على نفسي ألا اقتطع من جمال الطرح بزيادة الكم ، لك مني التحية ولي الإعجاب بقدرتك على النظم والتصوير بعفوية زادت من جمال المقطوعة وتناسق جزئياتها ، انها إيذان بميلاد شاعرة من نوع فريد .

 

 
























التوقيع






   

قديم 11-28-2011, 12:18 PM   رقم المشاركة : 993

 

اختي نزهة المشتاق :
لم افاجأ بهذه المقامة الرائعة التي توجت بها مشاركاتك الجميلة لانك موهلة لتقديم مثل ذلك واكثر ، زادك الله من فضله .
وتقبلي خالص تحياتي وتقديري واحترامي .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

قديم 11-28-2011, 01:48 PM   رقم المشاركة : 994

 

الله الله يا نزهة المشتاق
هذه ملحمة
تستحق أن يطلع عليه كل من له ماضي يلهمه
أنتي ساردتي قصتك وكنتي ملهمه
وكل ماضينا يشدنا كالملزمة
نفخر به وننحني لريحه المفعمة
بودي أن استمر 0 ولكن شغلني إبداعك في التصوير والحبكة الشعرية الزجلية ووالله انك رائعة تقبلي تقصيري واحترامي 00

 

 

   

قديم 11-28-2011, 02:24 PM   رقم المشاركة : 995

 

أخي العزيز محمد بن عجير
رحم الله والدك ووالدي استمتعت بأسلوبك الراقي في السرد القصصي الجذاب وأتمنى لو أن كل ما كتبته يتم تجميعه في كتاب ولن يعز عليك ذلك فكل ما ورد يستحق التدوين والرجوع اليه
وذكرتني 0 سيارتك المازدا 0 سيارة مازدا جديده اشتراها الأخ الصديق اللواء على ابن احمد بعد أن تخلص من 0 الأبجر 0 وهو 0 كدلك 0 قديم يا ما كشتنا فيه 0 المهم المازده كان فيها أزرار يقفل الكهربة عموما 0 زى 0 ما تقول حراسه ونبهوه إلى ذلك في الشركة ونسي بعد مرور بعض الوقت 0 والرجال حاول بشتى الوسايل يمشي بسيارته الجديده ولكنها تتفتف 0 وعرضها على كثير من المهندسين ولم يحلو مشكلتها 0 قلت له فيه كهربائي ممتاز اسمه أبو البنات 0 خلينا نوديها عنده 0 وفعلا 0 وديناها وأول ما دخل فيها وشاف الأزرار 0 كبسه وطلب من صبيه واسمه حسن قال جيب المفك 0 فقلت أنا لابو احمد شفته ضغط على زر 0 حينها تذكر 0 وقال لو سمحت خذ عشرين ريال وأنا عرفت إنني السبب فقال أبو البنات 0 ولو 0 خلينا نحللها 0 قال حلال عليك وانت ابو الاولاد 0 وأنا استأهل 0 حقيقة استمعت بهذه الذكريات وليت عبدا لله حفظه الله يعرف عنها ليدرك حجم النعمة التي هو فيها 0 اقر الله به عينك وعين والدته وعذرا لتأخري لأنني كنت أتابع واستمتع تحياتي 00

 

 

   

قديم 11-28-2011, 08:36 PM   رقم المشاركة : 996

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
أما بعد :
فإنه من دواعي سروري واغتباطي أن أفاء الله علي بشيء من اعتدال المزاج .. وارتياح البال .. وقليل من العافية ولله الحمد .. مكنتني من قراءة تكملة لسطور قديمة لأخي أبو عبدالله كنت أطنه قد طنشها كما تطنش بعض المعاملات الهامة والمطالب الملحة في إداراتنا المبجلة .. إلا أن عودة مسلسل الذكريات لأبي عبدالله تؤكد لنا أن أبو عبدالله لازال عند وعده حتى لو مرت أشهر على اختفائه عن الساحة ..أنا أرى أنه نظر إليها ك ( معاملة ) لا بد أن تنجز بحكم طبعه الوظيفي الصارم .. لذا فقد ولدت من جديد هدية وتحفة من تلك السلسة الرائعة لأحداث مر عليها قرابة أربعة عقود .. سبح بنا في الخيال لكي نتذكر تلك الأيام خلال الأعوام ( 94 - 95 - 96 ) أيام بداية الطفرة المالية وأيام النزوح الجماعي من القرى إلى المدن وأيام البحث عن موطيء قدم بين من سبقونا .. أنا وكثير من الزملاء في البداية بالكاد تمكن بعضنا من إمتلاك دباب هوندا بكفرين 70 لون أحمر نربطه بسلسلة وقفل بباب العزبة التي شاركني فيها عدد من الزملاء : أحمد بن شويل وأحمد الجميلة وسعيد الزبير ثم شاركنا عدد من الإخوة فيما بعد الأخ صالح العبائر وحسن العفاس و ....

ذكرني أبو عبدالله بالمازدا .. كانت حلم من الأحلام لا يساويه الآن سوى امتلاك : لامبورغيني .. أو مزراتي .. أو بورش .. وقد قدر لي يوما ما أن أمتلك تلك السيارة التحفة عام 1396 مويل 76 بعد مناورة مع بائعها انتهت بسلام ولتلك المازدا سلسلة من الأحداث والذكريات آمل أن أجد ما يمكنني من سردها مستقبلا ولو أثقلت عليكم

المذكرات السابقة حفلت بتدخل قوي وهجوم كاسح من قبل أخي العزيز أبو حاتم سعدنا جميعا عندما سبح بنا الخيال لنشاطره أيام من جدية التعليم والمعلمين .. أيام الإخلاص والشعور بالمسئولية والإنتحار من أجل العمل .. ثم أعقبها بأحلى باقات السرد القصصي لعادات الزواج المكي والذي كان هو نفسه فارس الأحلام والعريس الحجازي المكي حيث اكتملت روعة الفرح بحشد هائل من الإمكانات الفنية التي قد لا تتوفر لأي عريس في مدينة أخرى غير مكة .. فإذا قورنت بعريس في الباحة آنذاك هنا لا توجد مقارنة لذوي الحظ التعيس وخاصة عندما يرى معيار دندنة العريس بمدى اتساخ ثوبه ( وإن كان هناك شيء من المبالغة .. إلا أن العريس من غير اللائق أن يكون ثوبه نظيف جدا يوم زواجه بينما والده وإخوته من شدة الإستعداد .. ليس لديهم الوقت الكافي لتغيير ملابسهم بأخرى نظيفة .. هذا أعتقد ما قبل عام 1390 )

أخيرا وفي سلسلة المذكرات توجت بذلك النظم القصصي الشعري الرائع للأخت ( نزهة المشتاق ) عندما سردت قصة حياة مختصرة كل سطر منها يذكرنا بحياة مرت علينا بكل حلاوتها ومرارتها .. أعادت لنا ذكريات : المرجمة والحذف - ( هذه أهم شيء بالنسبة لي ولأخوتي في درب النضال ضد - البرجوازيين - من القرى المجاورة وضد كل من يتجرأ للمرور بالقرب من نقاط التفتيش عند رؤوس مساريب القرية حيث يتم الفرز حسب المزاج والهوية لكل العابرين ) - من الذكريات أيضا مسألة ( المعصب ) فاللون الأصفر هو اللون السائد أما ( المعصب الأخضر ) فقد تنازل العرف به لكي يكون من نصيب ( العروس ) ...سعدنا باستعادة العديد من المصطلحات كلها جميلة إلا أن أجملها شكل ذلك الكائن البشري المربوط على ( المرزح )

والسلام عيلكم ورحمة الله وبركاته

البرجوازية : مصطلح ساد يوما ما في الأنظمة الثورية الشيوعية والإشتراكية ومما يدخل في هذا المعنى طبقة المواطنين الأثرياء حتى لو كان ثراؤهم شريفا إلا أنه ينظر إليهم على أنهم مصاصي دماء الشعوب .. وفي كثير من الدول سلبت منهم أملاكهم مما زاد عن حاجتهم الأساسية (يسمح له بامتلاك وحدة سكنية واحدة فقط وسيارة واحدة .....) والباقي يوزع على بقية الشعب

 

 

   

قديم 11-29-2011, 06:15 AM   رقم المشاركة : 997

 

أساتذتي الكرام

الأستاذ الرائع محمد عجير

الأستاذ المفضال
عبدالحميد بن حسن

الوالد الطيب
نايف بن عوضه

الأستاذ القدير
بن ناصر

يطيب لي مروركم وسروركم بتلك السيرة البسيطة للقروية الصغيرة
واعذروني فهي من بداياتي القديمة والتي لاترقى لمستوى القص الأدبي الرفيع الذي تتحفونا به
ولا القصيدة كونها يعتريها الكثير من الهنات العروضية
وقد سررت جداً بإشاداتكم وتشجيعكم الدائم لأختكم وابنتكم
وسأترك المجال للرواد ليسردوا لنا ذكرياتهم العطرة وسأتابع عن كثب
حتى نرجع للذكريات المكاوية أو كل بحسب منطقته اللتي عاش فيها أحلى وأغلى الذكريات

لكم الود ويانع الورد
تحايا تليق بمقامكم الكريم

 

 

   

قديم 11-29-2011, 09:30 PM   رقم المشاركة : 998
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 


الحلقة رقم 23

في العام الذي تخرجت فيه 1396هـ لم تكن نظرة الناس لرجل المباحث كما هي عليه الآن فثقتهم به صفرا ولا يكاد يقترب منه أحد وكأنه مصابا بالجرب وعندما يكون بعضهم في مجلس ما ويعلم أن من بين الحضور من يعمل في هذا القطاع فإن شيئا من الضيق قد يبدو عليه فتنطق به ملامح وجهه سواء بقصد أو عن غير قصد فضلا عن أنه قد يسمعك همسه إلى من بجواره محذرا إياه من وجود دبوس مع الحاضرين ! والغريب أن اولئك لا يضمرون شرا للدولة ولا لولي الأمر وربما لا يتداولون امورا تتعلق بشيء له علاقة بالسياسة وما في حكمها لا من قريب ولا من بعيد لكن ذلك يرجع إلى جهل الكثيرين منهم بطبيعة عمل رجل المباحث واعتقادهم بأنه سيف مسلط على الرقاب لا يتورع عن الإيقاع بالآخرين والنيل منهم والصعود على اكتافهم لا خوف من الله يردعه ولا يحتكم إلى دين أو ملّة أو ضمير ،

على ذكر الدبوس تذكرت نكتة طريفة للمرحوم راشد بن حزم غفرالله له واسكنه فسيح جناته ساوردها باختصار ، كنا معزومين ليلة من الليالي عند أخينا الفاضل عبد الرحمن بن رمزي في مكة وكنت برتبة مقدم حينها وكان الحاضرون جميعا لاتكلفة بيني وبينهم فدار حديث بين راشد وأحد الحاضرين له علاقة ببعض الظروف التي كانت تعيشها البلاد أيام غزو العراق للكويت وتواجد القوات الأمريكية على أراضي المملكة فقال له احد المتواجدين من باب الدعابة وبصوت مرتفع اسكت لايسمعك الدبوس فالتفت راشد إلي وقال هذا ماعاد بدبوس ، كبرت رتبته ، هذا مسمار ، مسمار بن سافرة !! ومن لايعرف مسمار بن سافرة عليه العودة إلى الديرة وتفقد أحد ( المصاريع ) وسيعلم مدى دقة الوصف (هم يعرفون الأولى عشان يعرفون الثانية ) !! عليك الشرح ياعبد الحميد .

أعود لموضوعي وأقول بأني قد احتلت كثيرا للخروج من قطاع المباحث العامة بسبب هذه النظرة السلبية مما دعاني في يوم من الأيام في بدايات عملي فيه إلى تقمص شخصية مريض نفسي لعل وعسى أن يلحظ ذلك رئيسي المباشر فيكتب عني تقريرا مفاده عدم صلاحيتي للاستمرار في هذا المجال فيتم نقلي إلى أي قطاع أمني آخر و تلك نظرة قاصرة مني وقتها حمدت الله كثيرا فيما بعد على أنها لم تستمر طويلا ولم تفض إلى ما كنت اهدف إليه .

حاولت في هذه المقدمة المقتضبة أن اقدم للقارئ الكريم نبذة عما كان يدور في اذهان بعض العامة عن هذا القطاع في ذلك الوقت وأنا منهم حتى لا يكون استغرابي من تطوع شخص للمجيء بنفسه لزيارتي وفي مقر عملي محل استغرابه ،

بالعودة إلى الموضوع الرئيس موضوع الزائر أقول عندما اخبرني الخفير المناوب بأن هناك شخصا سماني باسمي يريد مقابلتي خرجت مهرولا من غرفة المناوبة لأتعرف على هذا المجهول غير المنتظر فالجمتني المفاجأة ، !

لم يكن سوى الرجل الوقور محمد بن شويل إبن الخمسين سنة تقريبا وقتها والذي اخجل حتى من ظلّه، لقد جاء بمفرده صائما يقود سيارته بنفسه رغم منصبه الكبير وكثرة مشاغله محملا بكل ما لذّ وطاب من اصناف الطعام والشراب المعدّين داخل منزله ! فلِمَ كل هذا التقدير؟! ولمن ؟!
إنه لشخص في سن إبنه ضاقت به السبل حتى أودى به الحال أيامها إلى تقمص شخصية رجل مجنون هربا من العمل في المباحث العامة !
شيء لم اكد اصدقه !

هذا الرجل الفذ الخيّر اراد الفوز بأجر صائم ولم يدر حتى اللحظة أنه بهذا التصرف العفوي انتشل نفسا من الضياع وأعتقها من السير في طريق مظلم مجهول لايعلم بما يحفّه من مخاطر إلا الله ! لقد اعاد إليّ الثقة بنفسي بعد أن زعزتها نظرات الآخرين فتغير بذلك موقفي من كلما يدور حولي وزادني منه ذلك خجلا على خجل .

لم انبس ببنت شفه ، عانقته رغم أني لم أكن غائبا عنه ولا أدري ما إذا كان قد أحس ببرد دمعتي المنسابة على وجنتي وهي تلامس خديه أم لا لكن مثله لم يكن ليغفل عن ملاحظة ما خلفّه ذلك الموقف من ارتباك ظاهرعليّ كان من نتاجه ردة فعلي التي تجلت بوضوح في صمتي المطبق فما كان منه إلا أن ودعني متمنيا لي إفطارا شهيا وانصرف،

نقلت وبمساعدة أحد الأفراد ما احضره لي من طعام إلى غرفتي في حالة شرود ذهني لم اعهد لها مثيلا في نفسي من قبل وبدأت اتناول إفطاري.

في الحلقة القادمة بإذن الله نتعرف على وصية هذا الأب المعلم والتي اسداها لمحدثكم بعد أيام فقط من زيارته تلك وذلك عندما كنت في طريقي إلى الطائف للمشاركة في احتفالات عيد رمضان التي اقيمت على شرف الملك خالد رحمه الله في ذلك العام وهي وصية من العيار الثقيل والثقيل جدا ، فانتظروني !

 

 
























التوقيع






   

قديم 11-29-2011, 10:54 PM   رقم المشاركة : 999

 

مافعله الشيخ الجليل يكتب له في صحائفه يوم لاينفع مال ولابنون الامن اتى الله بقلب سليم وقد ورد في الحديث
مرت جنازة على الرسول صلى الله عليه وسلم فأثنى عليـها الصحابة بالخير، فقال صلى الله عليه وسلم: وجبت ثم مرت جنازة أخرى، فذكرها الصحابة بالشر،فقال صلى الله عليه وسلم: وجبت فسأل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم عما يريده بقوله هذا،فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض) [متفق عليه].
جعل الله مافعله معك ـــ وبالتأكيد قد فعله مع غيرك كثيرـــ في موازين حسناته واثابه على كل عمل خيًر قام به .
وقد قال الشاعر :ــ

من يفعل الخير لايعدم جوازيه لايذهب العرف بين الله والناس
امتعتنا ابو عبدالله بما سطرت وذكرتنا بأمثال الشيخ الجليل محمد بن شويل أطال الله في عمره
وجمعنا الله به مع والدينا جميعا في مستقر رحمته

إنه سميع مجيب

 

 

   

قديم 11-30-2011, 12:59 AM   رقم المشاركة : 1000

 

.

*****

اقتباس:

من مشركة نزهة المشتاق
وجدتي (عليّة) تأتي إلينا زائره
بقفة مليئة باللوز والزبيب والثمر
كأنها أميرة حفية بأهلها موقره
فتصنع أمي قهوة لذيذة مبهره
وتدعو الجارات في وقت الضحى
على فطور صنعته بيديها الماهره !
قدوم الجدة أو العمة أو الخالة أو الحميلة إلى بيت اهلها منظر ثابت في ذاكرة كل من عاش تلك الحقبة من الزمن وغالباً يكون الوصول مع شرقة شمس الصباح أو قبل غروبها وقد يكون لهذا التوقيت معنى في نفوسهن , وكانت القفة كما ذكرت الأخت نزهة المشتاق لا تخلو من اللباب والزبيب والريحان والكادي والموز والحمبص والحلاوة وربما السمن والعسل إن كانت الزيارة بهدف المباركة في مولود جديد

كان أطفال القرية يرقبون تلك القفة فوق رأس تلك السيدة القادمة من بعيد ويرغبون معرفة من هي ويتمنون شيء مما بقفتها ويغبطون صديقهم على قدوم قريبته وهو في المقابل يحدثهم بصلة القرابة ويشعرهم برغبته في الذهاب ليبشر اهله بقدومها

كبير العائلة يقرر تدبير لحم الغداء أو العشاء وربما يفكر في ذبح أحد خرافه (شركة) وهو سيأخذ القسم الأكبر لكي يكرم ضييفته وأهل بيته وجيرانه

الضيفة تقترب والاطفال يتابعون وصولها وأهل البيت يجهزون القهوة واللطف ويتجمهرون للترحيب وهي تبادلهم التراحيب وتقدم قفتها لكبيرة البيت التي بدورها تنولها لمن يصغرها لتضعها في العلية وبعد التحايا تأخذ مكانها بجوار مكان كبير العائلة وتأخذ نفس طويل ثم يقدم لها طاسة الماء ومعها تحمد الله وتشكره ويتبادلن النساء التراحيب والسؤال عن الأبناء والبنات والأقارب والجيران ومع الحديث تقدم القهوة واللطف

بعد القهوة تطلب الضيفة قفتها التي ينبعث منها رائحة الريحان والكادي لتقدم ما فيها والأطفال يترقبون ماذا ستقدم لهم وكبير العائلة يترقب علم ضيفته ليحدد سب قدومها ومدة بقائها وهل هي على وفاق مع زوجها وعيالها

زاوية أبا ياسر تعيدنا للماضي ولمورثنا الاجتماعي وذكريات الأيام بجمالها وقسوة أرضها وخضرة شجرها
ومعها يسطر الأخوة حديث الذكريات فلهم جميعاً كل تحية وتقدير


*****

 

 
























التوقيع

   

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir