يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة الجوانب المشرقة من التاريخ والسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-2009, 01:51 PM   رقم المشاركة : 1
الشيخ سعيد بن عبدالله عياش رائد لم يخذل اهله


 

الشيــخ سعيــد بـن عبـــد الله عيـــاش
رائـــد لــم يـــخذل أهلــــه


إعداد: الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي

الاسم: سعيد بن عبد الله بن عياش الغامدي
الشهرة: الشيخ سعيد بن عياش
المولد: ولد في 1/7/1346هـ بقرية من قرى بني ظبيان في منطقة الباحة، وهو الابن الثاني بعد أخيه أحمد الذي يكبره بكثير.
النشأة: نشأ في كنف والديه – رحمهما الله – يغدو ويروح مع أطفال القرية في رحلة يومية بين مزارع القرية وغالباً ما قام بمساعدة والديه في أعمال الزراعة والرعي إلى أن بلغ من العمر عشر سنوات.

اكتسب خلال هذه الفترة عادات حميدة أبرزها صلة الأرحام فقد كان يزور عماته وأعمامه مع والده، ويعود خالاته وأخواله مع والدته. حضر مع والده اجتماعات أهل القرية ومناسباتهم الاجتماعية مما عزز لديه فكرة الانتماء إلى أسرته وأهل قريته. تشبع بحب العمل واحترام الملكية الخاصة والعامة من خلال عمله بالزراعة.

نمت لديه غريزة الاعتماد على النفس بعد لله من خلال مشاركته في العمل الزراعي، وقيامه بمهام يكلفه بها أبوه لدى أصدقائه من أهالي القرى المجاورة وفي داخل القرية.

تعلم من رعاية الغنم، مع أنها كما يقول الشيخ، شوبهات لجده، الصبر والملاحظة وحسن المتابعة. فالراعي مسؤول عن اختيار أفضل المراعي وأحسن النباتات لغنمه، وعليه بذل رعايته للصغير والكبير منها وحمايتها من صقيع البرد وهطول المطر.


التعليم:

التحق بالمعلامة (كتاب القرية) وعمره عشر سنوات، ومكث فيها سنة كاملة درس أثناءها على يد الفقيه الشيخ الفاضل أحمد بن محمد جعاث وكان هذا الفقيه من أهل الفضل والعلم فقد تلقى علومه على مذهب الإمام الشافعي لدى علماء أجلاء في مدينة (زبيد) باليمن الشقيق. ولعلَّنا نذكر فضل الشيخ (جعاث) رحمه الله فقد كان عالم فرائض وشجع أهل قريته على تطبيق هذا العلم الجليل وتوزيع مواريثهم. وتصدى رحمه الله للفتيا لمن كان يقصده لذلك. وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.. ويقوم بكتابة رسائل القرويين إلى ذويهم المسافرين.

يذكر الشيخ سعيد بن عياش أن أستاذه الفقيه جعاث توقع مستقبل بعض طلابه بناء على ما رأى من حرص بعضهم على التعلم والقراءة فقال له: "أما أنت فسوف تتعلم وتقرأ" وكانت هذه العبارة دافعاً وحافزاً للشيخ سعيد على مدى رحلته العلمية الطويلة.

ويقول الشيخ عن أستاذه: " فهو أحمد بن محمد بن سعيد، إمام المسجد الجامع لقرية الجبل ببني ظبيان.. تلقى علومه بمدينة زبيد اليمينية، مقر العلم والعلماء في زمنه قبل العهد السعودي الميمون.. تولى الإفتاء لسعة علمه وسعة أفقه ومحبته لنشر العلم جزاه الله خير الجزاء.. ونال شهرة عظيمة في قبائل بني ظبيان وغامد وغيرهما. وكان يكتب المصحف الشريف حتى أنهاه بخط جميل يعتبر تحفة أثرية وهذا المصحف كان موجوداً عند حفيده عبد الله بن إدريس رحمه الله".

السفر إلى مكة:

اعتاد الناس السفر إلى مكة المكرمة وغيرها من المدن طلباً للرزق، ومثل أترابه من أبناء القرية قرر الشيخ السفر إلى مكة المكرمة والحزن والألم يعتصران قلب أمه بينما والده يتجلد ويقوي نفسه وقلبه قد انفطر على فراق ابنه سافر الطفل وقلبه مطمئن بالتصميم على النجاح على رغم الحنين إلى والديه وأقاربه وأهل قريته.

في مكة المكرمة اصطدم بواقع الحياة فلقمة العيش لا تأتي إلا بصعوبة فتقطعت "به السبل ولم يجد العمل الذي يجد فيه طموحه.. وذلك لقلة الأعمال" كما يقول ابنه المربي الفاضل خالد بن سعيد بن عياش. إلا أن الشيخ لم ييأس فقد عاد إلى القرية وارتحل عنها عدة مرات.

ثم سافر في أواخر الخمسينيات من القرن الهجري الماضي والأمل يحدوه في هذه الرحلة إلى (1) البحث عن عمل وإلى (2) طلب العلم. وكما اعتاد فقد ولَّى وجهه صوب مكة المكرمة.. وفي هذه المرة وبرغم الآثار الاقتصادية التي تركتها الحرب العالمية الثانية وجد عملاً يحفظ له كرامته ويوفر له الاتصال بالناس ومخالطة آخرين قد تكون درايتهم بأمور الحياة أوسع مما اكتسبه فتى الخامسة عشرة من العمر.

ألتحق بقصر الملك عبد العزيز آل سعود – يرحمه الله – لخدمة الفراشين الذين يعملون في قصر الملك. ومن مكة المكرمة انتقل إلى الرياض وبقي سنة كاملة ثاقت نفسه أثناءها إلى مكة؛ وغمره الحنين إلى والديه وأهله فقرر العودة إلى مكة المكرمة. ويقول الشيخ إنه في شهر ذي العقدة عام 1362هـ تلقى كتاباً من والده يخبره بأنه وأمه "يريدان الحج ورغبا في مقابلتي" نطلب السماح له بذلك وطلب راتبه السنوي وقدره ثمانون ريالاً فقط وتوجه صوب مكة المكرمة ولكن ولأسباب (إدارية) خارجة عن إرادته عاد إلى الرياض.

الدراسة والعمل بالخرج:

مكث في الرياض يرتب أفكاره، فدفعته نفسه التواقة إلى النجاح نحو السفر إلى المنطقة الشرقية. توقف في الخرج وقابل صديقاً له من قرية رحبان وهو الشيخ سعيد بن ناصر – يرحمه الله – فأشار عليه بالتقدم بدلاً عنه في وظيفة بمكتب البرقيات. وكان ذلك فاجتاز اختباراً تحريرياً ونجح في المقابلة الشخصية وكان هذا في عام 1364هـ. في الخرج انكب الفتى على الدراسة فالتحق بحلقة الشيخ سالم الحناكي قاضي السيح ودرس على يديه كتاب الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمهما الله وإلى جانب ذلك كان يدرس مواد النحو والحساب لدى مدرسين خصوصيين.

وفي تلك الفترة سمع عن الشيخ عبد العزيز بن باز قاضي الدلم بالخرج وأن طلاباً كثيرين درسوا ويدرسون لدى فضيلته وأنهم أبدعوا وتفوقوا.. هنا قرر شيخنا ابن عياش سلوك طريق المعالي. ولكن هذا الطريق محفوف بالصعاب. الدلم بعيدة والدراسة فيها تتطلب منه التفرغ وترك الوظيفة ووالده في قرية الجبل من بلاد غامد ينتظر مساعدات مادية منه تعينه – بعد الله – على أمور الحياة. اختار الشيخ الطريق الأصعب وسلك طريقه لكي يحقق أهدافه وطموحاته:

1. كتب إلى الشيخ ابن باز يستأذنه في "اللحاق به لطب العلم "فوافق – يرحمه الله –
2. كتب إلى والده في بلاد غامد يعلمه بقراره الصعب لأنه سيترك وظيفته ويتفرغ للدراسة ويستأذنه فوافق والده الشيخ عبد الله بن عياش – يرحمه الله – وكتب له يدعو له بالتوفيق.

وفي يوم 20 شوال عام 1364هـ انتظم ابن عياش عند الشيخ ابن باز للدراسة في إحدى الحلقات بالمسجد الجامع في الدلم وهي تبعد ثلاثين كيلاً عن مدينة الخرج. وتقرر ان يدرس الشاب ابن عياش المواد والمقررات الآتية:

• التفسير: 1. تفسير ابن كثير (تفسير سور مختارة).
2. البداية والنهاية (مواضيع مختارة).

• التوحيد: كتاب (الأصول الثلاثة) وكتاب (كشف الشهادات) للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

• الحديث: 1. عمدة الأحكام من كلام خير الأنام.
2. بلوغ المرام من أدلة الأحكام.
3. نخبة الفكر وشرحها في مصطلح الحديث.

• الفقه: 1. آداب المشي إلى الصلاة.
2. زاد المستقنع وشرحه.
3. كتب ابن تيميه وابن القيم وابن مفلح وغيرهم.

• اللغة العربية: 1. متن الآجرومية.
2. قطر الندى.
3. ألفية ابن مالك (مواضيع مختارة).

• التاريخ: 1. كتب متنوعة في السيرة النبوية وتاريخ الدول الإسلامية.

ولازم الشاب ابن عياش أستاذه وموجهه الشيخ عبد العزيز بن باز فترةً تربو على ستة أعوام امتدت من 20/10/1364هـ وحتى نهاية عام 1370هـ. وعندما نقول لازمه فإن ذلك يعني:

1. درس على يديه في الحلقة بالمسجد.
2. استمع إلى خطب الشيخ ومواعظه.
3. زاره في الأعياد والمناسبات
4. رافقه في رحلاته السنوية المعتادة إلى الرياض حيث كان الشيخ يقضي إجازاته الصيفية لمدة شهرين كل عام بالرياض.

انفتحت مغاليق العلم والمعرفة أمام ابن عياش فكان إذا رافق الشيخ ابن باز إلى الرياض يرتاد حلقة دروس مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – يرحمه الله – إلى جانب كبار العلماء وطلاب العلم حيث إن الشيخ ابن إبراهيم كان شيخاً ومعلماً للشيخ ابن باز. كانت دروس الشيخ المفتي تتمحور حول التوحيد والحديث والفقه. وكان الشيخ ابن إبراهيم – يرحمه الله – يدرس إلى جانب ذلك في شتى العلوم مثل التاريخ وفروعه، وكتب الشيخين البخاري ومسلم وكذلك كتب ابن تيميه وابن القيم إلى جانب التفسير.

ويقول الشيخ ابن عياش: "إن سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم كان يقوم بالنصح والإرشاد لجميع الناس، وكان يرد على المخالفين لمذهب أهل السنة والجماعة. ولا أظن أن شيخاً تولى التدريس لتلاميذ أكثر من تلاميذه الذين تخرجوا على يديه ليعلموا فيما بعد قضاةً ودعاة حتى إنهم بلغوا المئات فرحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء".

ولم يكتف ابن عياش بما سلف بل تاقت نفسه لدراسة أسرار قواعد اللغة العربية، فدرس النحو على يدي الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ – يرحمه الله – وبتأثير من دراساته أيام الطفولة على يد الشيخ جعاث فقد حرص ابن عياش على دراسة علم الفرائض.. وجد مبتغاه لدى الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ نفسه فدرس هذا العلم الكبير الثمين وبرع فيه.

ملازمة ابن عياش للشيخ ابن باز، ورحلاته معه إلى الرياض ومثابرته على دراسة العلوم الشرعية المختلفة لدى كبار العلماء طورت علاقة متميزة له مع سماحة المفتي وأخيه الشيخ عبد اللطيف.

لقي الطالب ابن عياش رعاية أبوية حانية من لدن الشيخ ابن باز خلال الفترة من عام 1364هـ حتى 1370هـ وفي هذه الفترة حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب إلى جانب دراساته المتعددة وامتدت رعاية شيخه ابن باز إلى أن عينه كاتباً في محكمة الدلم في 4/8/1367هـ واستمر في هذا العمل حتى يوم التاسع من شهر ربيع الأول عام 1370هـ.

ويقول فضيلة شيخنا سعيد بن عبد الله بن عياش عن شيخه وأستاذه سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز وقد لازمه في جميع أسفاره وحج معه إلى مكة المكرمة وزار معه المدينة المنورة: "كأنك تعيش مع الشيخ وكأنك بين أركان أكبر الجامعات".

واستميح القراء في أن أذكر لهم بأنني(كاتب هذه السطور) قد درست في المرحلة الابتدائية كتاب (الأصول الثلاثة)في التوحيد وكان مقرراً علينا طلاب السنة الثالثة الابتدائية عام 1371هـ وأيضاً درست في السنة الخامسة الابتدائية كتاب (كشف الشهيات) في التوحيد، وكذلك كتاب (آداب المشي إلى الصلاة) في الفقه وذلك عام 1372هـ.

مدرسة دار التوحيد بالطائف:

حلَّ عام 1370هـ والشاب ابن عياش يتطلع إلى مرحلة علمية أفضل من أجل مستقبل أفضل يحقق فيه نبوءة أستاذه الأول الشيخ جعاث. فكر في الدراسة النظامية واتجه تفكيره نحو مدرسة دار التوحيد بالطائف. ولا أشك أنه فاتح الشيخ ابن باز في ذلك فقد أصبح بمثابة الأب والمعلم والموجه.. واعتقد أن الشيخ ابن باز أيد رغبة طالبه النجيب.
رحل إلى الطائف والشوق إلى الحجاز وإلى أهله يملأ قلبه. تقدم للمدرسة فتم قبوله وانتظم للدراسة وعلائم التفوق تظهر عليه كل يوم ويذكرها مدرسوه عنه فتخرج فيها بشهادة المرحلة الثانوية عام 1374هـ وكانت مدة الدراسة خمس سنوات كان فيها من المتفوقين.

كلية الشريعة بمكة المكرمة

ها هو الشاب يعود إلى مكة المكرمة وفيها بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة. فيها كلية الشريعة ويدرس بها كبار العلماء من داخل المملكة وخارجها. يعود ابن عياش يروي ظمأه إلى العيش في مكة المكرمة، بل والدراسة فيها. وأثناء دراسته في الكلية واظب على حضور دروس فضيلة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ في الحرم المكي الشريف كل مساء. وتعرف أثناءها على ابنه الشيخ حسن الذي أصبح فيما بعد وزيراً للمعارف ثم وزيراً للتعليم العالي ونشأت بينهما صداقة ومودة واحترام.

أربع سنوات تمر ويتخرج الشيخ سعيد عبد الله بن عياش من كلية الشريعة متفوقاً على دفعته عام 1387هـ ويتم اختياره للعمل في سلك القضاء.

مشايخه وأساتذته:

كوَّن الشيخ ابن عياش لنفسه أسلوباً متميزاً يتلقى به العلم.. فهو في فترات من رحلته الدراسية زاوج بين الدراسة والعمل وخاصة في فترة إقامته بمدينة الدلم.. وفي النهاية قرر أن يشبع نهمته المتقدة في طلب العلم بالانضمام في إلى مدرسة دار التوحيد بالطائف ثم كلية الشريعة بمكة المكرمة.. فمن مشايخه وأساتذته – يرحمهم الله -:
1. سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاة ومفتي الديار السعودية.
2. سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة
3. فضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ
4. فضيلة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ المدرس بالمسجد الحرام.
5. فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في مادة التفسير.
6. الدكتور عبد اللطيف سرحان في مادة النحو.
7. الدكتور عبد السلام سرحان في مادة الأدب العربي.
8. علي محنوس في مادة التاريخ.
9. الشيخ السيد سابق.
10. الشيخ عبد المنعم النمر.





زملاؤه بالكلية:

يقول الشيخ إن زملاءه كثيرون وقد قاموا بخدمة البلاد في مواقع مختلفة وأبلوا بلاءً حسناً ويذكر منهم ممن سبقوه في الكلية على سبيل المثال في السنة الرابعة (النهائية):

1. عبد الله بن خميس الأديب والمؤرخ المعروف
2. إبراهيم الحجي وكيل وزارة المعارف سابقأً
3. الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن آل الشيخ، صديق حميم وعمل مديراً للتعليم في الطائف والباحة وبيشة.

وفي السنة الثالثة:

4. الشيخ علي بن سعد معجل – يرحمه الله – عمل قاضياً ثم انتقل للعمل مديراً للتعليم بالباحة.
5. الشيخ صالح الحصين رئيس الحرمين الشريفين.
6. الشيخ جابر الطيب – يرحمه الله – عضو محكمة التمييز.

زملاء درسوا وتخرجوا مع الشيخ في دفعة 1378هـ:

7. الشيخ محمد بن عبد الله النافع / رئيس هيئة الرقابة والتحقيق سابقأً / شقراء.
8. الشيخ إبراهيم بن عبيد / تعليم مكة / شقراء.
9. الشيخ محمد بن سعد العكوز / عضو هيئة التمييز / القصيم.
10. الشيخ محمد الهويش / مفتش قضائي بوزارة العدل / شقراء.
11. الأستاذ عبد الله الحصين / مدير التعليم بالطائف سابقأً ثم رئيس تحرير جريدة المدينة / شقراء.




القضاء أمانة

يذكر تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية أن القائد الموحد والمؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود – يرحمه الله – أمر بإنشاء كلية الشريعة في مكة المكرمة عام 1369هـ لإعداد القضاة ومدرسي العلوم الشرعية. وتقوم الكلية في كل عام باختيار الطلاب المتفوقين الذين تراهم صالحين لمهنة القضاة، ويتم ترشيحهم لسماحة المفتي رئيس القضاة.

صدر قرار سماحة رئيس القضاة ومفتي الديار السعودية آنئذٍ بتعيين الشيخ سعيد بن عبد الله ابن عياش ملازماً قضائياً في المحكمة الكبرى بمكة المكرمة على أن يعمل بمحكمة الطائف.

مارس الشيخ ابن عياش مسؤولياته بأمانة وإخلاص مدفوعاً بإيمانه أن العدل حق لكل إنسان وأنه لا يتحقق إلا على يد قاض عادل. برع في القضاء مما جعل رئيس القضاة يصدر قراره عام 1380هـ بتولية الشيخ سعيد بن عياش قضاء محكمة خميس مشيط بكاملها.



وفي ربوع عسير، وانطلاقاً من مدينة خميس مشيط أظهر الشيخ ابن عياش دراية وحصانة في حل القضايا، ومكافحة المظالم، ورد الحقوق إلى أصحابها.. ولا يزال أهالي منطقة عسير يذكرون عدل الشيخ وأفضاله.. ومبادراته في العمل الخيري من أجل تنمية أسرية تصلح أساساً لمجتمع آمن سليم.

وتقديراً لجهوده قرر وزير العدل ترفيع الشيخ إلى مرتبة (قاضي تمييز) في عام 1400هـ وأن يكون عمله في محكمة خميس مشيط تقديراً لرغبته وحفاظاً على استقراره الأسري والاستفادة من خبراته بالمنطقة وشؤونها.

وسعياً من وزارة العدل في الاستفادة من خبرات الشيخ ابن عياش انتدب للتفتيش على محاكم المنطقة الشرقية ومحاكم منطقة الحدود الشمالية ومحاكم الإمارات العربية المتحدة خلال عام 1400هـ أما في 1402هـ فقد انتدب الشيخ للتفتيش على محاكم قطاع تهامة من منطقة الليث إلى حدود المملكة الجنوبية.

بدأ الشيخ سعيد بن عياش مهمته التفتيشية بمحاكم المنطقة الشرقية وكان موضع الحفاوة والتقدير من جميع قضاة وعلماء المنطقة الشرقية. وقد منحني الشيخ شرف زيارته لمنزلي ومعه فضيلة الشيخ محمد بن زيد رئيس محاكم المنطقة الشرقية آنذاك وعدد من القضاة والوجهاء. وكانت ابتسامة الشيخ لا تفارقه أثناء الحديث، ورأيتها تعبيراً عن امتنان فضيلته للحب الذي يلقاه من جميع الحاضرين وما تزال.

البر بالوالدين

ولعلَّ ما رواه لي الأستاذ عبد الحميد بن حسن بن صوهد عن الأستاذ عبد الرحمن بن سعيد بن عياش عن والده تفيد القراء والقارئات عندما يتعاملون مع (الوالدين) الذين أوصى الرحمن تبارك وتعالى ببرهما "وَقُل رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً" }سورة الإسراء الآية 24{ وأشركهما بحمده سبحانه معه في الشكر "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" }سورة لقمان الآية 14{ ويقول عبد الرحمن بن سعيد بن عياش:

"مات جدي عبد الله بن عياش إثر سقوطه من فوق سطح منزله وأصيب بنزيف في المخ فارق الحياة على أثره عام 1400هـ.. وجاء والدي بعد وفاة جدي بساعة واحدة وهو يبكي بكاءً شديداً فانتقده من شاهده من أهل القرية والمعزين.. ولكن دون جدوى فلما استمر في البكاء قالوا له: "كيف تعلمنا أن نصبر ونحتسب عند المصاب.. وأنت لا تتوقف عن البكاء؟!" وبإلكاد قال لهم والدي الشيخ: أنا مؤمن بقضاء الله وقدره ولكل أجل كتاب ولكني بموته رحمه الله فقدت نهراً كبيراً من الأجر والدعاء.. وأرى ذلك النهر توقف وانقطع.. وإنا لله وإنا إليه راجعون".

"وبعد وفاة جدي واصل أبي زيارة والدته كل يوم أربعاء من كل أسبوع وإذا لم يستطع فإنه يأتي إلى القرية يوم السبت التالي.. وكانت جدتي تشفق عليه من عناء السفر وتطلب منه أن يكون ذلك مرةً في كل شهر وكان يرفض".

"والغريب أنه كان يحسب أيام غيابه في زيارة والدته ويخصمها من أيام إجازته العادية.. دون أن يطلب أحد منه ذلك ولكنها التقوى لدى والدي – حفظه الله – واستمر على هذا المنوال حتى توفيت جدتي – يرحمها الله – عام 1407هـ".

الكرم والسماحة

سمعت في صغري من كبير أسرتنا الشيخ علي (دغسان) بن سعد أبو عالي – يرحمه الله – عن شيخنا ابن عياش ما يشبه الأساطير. صبر ومصابرة، وجد ومثابرة، وحسن خلق، واحترام الناس في تواضع فتاقت نفسي لرؤياه.. ولم أتمكن من ذلك إلا عام 1399هـ فيما أعتقد عندما كنت في زيارة رسمية لمنطقة عسير. ذهبت إلى محكمة خميس مشيط للسلام عليه ولتقديم نفسي إليه. كان يتصدر غرفة فيها مكاتب وكراسي كثيرة، ونوافذها مفتوحةً للشمس.

أول مرة ألقى فيها الشيخ الذي هبَّ واقفاً – جزاه الله خيراً – ليرحب بي. وجهه أبيض كبياض ما سمعت عنه من جميل الصفات، وابتسامته عريضة تجلل وجهه الصبوح.

أجلسني إلى جانبه، وعندها شعرت أن الهيبة والجلال يملآن مكتبه، وأن الروعة تتملكني بكل معانيها.

أمرني – وتأدباً معه لا أقول دعاني – بالحضور إلى منزله بعد صلاة عشاء ذلك اليوم، وذهبت، وكان بمجلسه علماء وقضاة ومشايخ ووجهاء. قدمني إلى الحاضرين بذكر طيب لي ولأبي ولأسرتي. كان الشيخ يكرر الترحيب، وقدم الطعام وظل واقفاً حتى أطمأن علينا ثم جلس يشاركنا الحديث والعشاء.


وروى لي صديقي الأستاذ علي بن حسن بن صوهد أن والده سافر من منطقة الباحة إلى منطقة عسير لمرافقة ابنه سعد – يرحمهما الله – الذي عين مدرساً بتعليم عسير. اتجه والده فوراً إلى دار الشيخ ابن عياش في مدينة الخميس، وكانت مراداً لأصحاب الحاجات. استضافه الشيخ مع ابنه المدرس الجديد بضعة أيام حتى تعين بمدرسة قريبة من الخميس.. وأبدى الشيخ استعداده لبذل رعايته وتوجيهاته للمدرس الجديد. وقد كان ذلك حتى انتقل سعد للتدريس في منطقة الباحة

البر بالناس

كان الشيخ موضع ثقة المواطنين والمسؤولين، فكان منزله بمدينة خميس مشيط مراداً لأصحاب الحاجات يبثونه أسرارهم فتصدر توجيهاته الحكيمة والحليمة فنصب عليهم طمأنينة ذاتية وتشبثاً بالله قاضي الحاجات.

قام الشيخ سعيد بن عياش مع بعض أعيان مدينة خميس مشيط بتأسيس جمعية البر الخيرية في بداية التسعينات من القرن الهجري الماضي واستمر يديرها (كما يقول ابنه خالد) رئيساً لمجلس إدارتها لمدة عقدين من الزمان وحتى عام 1408هـ وهي أول جمعية خيرية بالمنطقة الجنوبية..

الاستقرار

وبعد الرحلة الطويلة في طلب العلم، والعمل في مجالات القضاء، وميادين أعمال البر قرر الشيخ أن ينحاز إلى مواصلة البحث العلمي والتدريس فطلب الإحالة على التقاعد عام 1412هـ وتم له ذلك فاختار مدينة الطائف مقراً لإقامته وذلك لطيب هوائها، وقربها من مكة المكرمة ومن الرياض ومن منطقة الباحة حيث يعيش أهله وذووه.




أسرة مثالية

أقام الشيخ ابن عياش أسرةً مثالية في ضوء التعاليم الإسلامية السمحة فقد رزقه الله عشرين ولداً منهم تسع بنات وفقد منهم أربعة أبناء.. فكان الحمد لله والثناء عليه والرضا بقدره ما بدر إلى خاطر الشيخ في كل مرة فقد فيها أحدهم. وتقرب إلى الله سبحانه بتربية من عاش منهم على تعاليم الإسلام فربى فيهم:

(1) التقوى (2) مخافة الله (3) الصبر (4) الرضا بما قسم الله وقدر (5) المثابرة على طلب العلم (6) الإخلاص في العمل (7) إعداد الأبناء ليكونوا آباء مسؤولين والبنات ليكن أمهات صالحات صابرات. فجاءت أدوارهم في خدمة المجتمع كما يلي:

1. عبد الرحمن / حصل على درجة الماجستير / عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بجدة / متقاعد.
2. خـــــالد / حصل على درجة البكالوريوس / معلم بمدرسة ثانوية الملك فهد بالطائف.
3. العميد الركن إسماعيل / القوات المسلحة.
4. العقيد الركن محمد /طيار بالقوات الجوية.
5. تركي / معلم بمدرسة المهلب بن أبي صفرة بالطائف.
6. عياش / علوم طبية / تخصص بصريات.
7. عبد الرحيم / أصغر الأبناء وهو طالب بكلية الهندسة بجامعة الطائف.

بناته تعلمن وتخرجن بشهادات الكفاءة المتوسطة والثانوية والجامعة، وعملن ويعملن في قطاع التعليم.



ماذا يعمل الآن؟



يقوم الشيخ حالياً بدراسة الأحاديث النبوية الشريفة وتخريجها وأنتجت هذه الفترة ثلاثة كتب مخطوطة تخضع للمراجعة النهائية وهي كما يلي:

1. (الإتحاف بتخريج أحاديث شرح المنتهى والكشاف) ويأتي هذا الكتاب في تسعة مجلدات تحتوي على (3600) ثلاثة آلاف وستمائة حديث.
2. القول الممتع بتخريج أحاديث الروض المربع مع فوائد منتقاة من حاشيتي العنقري وابن قاسم) ويقع هذا الكتاب في ثلاثة مجلدات.
3. (تخريج أحاديث وأخبار كتاب تاريخ القضاة) وهذا الكتاب حالياً بين يدي الشيخ قيد التأليف.

وإلى جانب القراءة والبحث والتأليف فإن الشيخ يستقبل طلابه ومحبيه يومياً في منزله بالطائف، وهو لا يكفُّ ولا يتوانى عن الدعوة إلى الله تعالى. وشيخنا بار بأهله وأصدقائه ومعارفه فهو وصول لهم، يسأل عنهم، ويزورهم، ويدعو لهم.



النتيجــــة

ونتيجة هذه الرحلة الشاقة في سبيل:

(‌أ) طلب العلم ونشره، والعمل في القضاء بهدف تحقيق العدالة.
(‌ب) تربية الأبناء والبنات من أجل بناء أسرة تكون نواةً صالحة في بناء مجتمع سليم، ومواصلة الأرحام والأصدقاء والمعارف.
(‌ج) البحث والتأليف.

وهكذا نجد أنفسنا أمام عالم موسوعي وفي حضرة رائد لم يخذل أهله. إنه الشيخ الفاضل سعيد بن عبد الله بن عياش بارك الله فيه، وأمدَّ في عمره، ونفعنا بعلمه إنه على كل شيء قدير.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 11-11-2009, 02:26 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

انعم وأكرم بها من نتيجـة

ونتيجة هذه الرحلة الشاقة في سبيل:
(‌أ) طلب العلم ونشره، والعمل في القضاء بهدف تحقيق العدالة.
(‌ب) وتربية الأبناء والبنات من أجل بناء أسرة تكون نواةً صالحة في بناء مجتمع سليم، ومواصلة الأرحام والأصدقاء والمعارف.
(‌ج) والبحث والتأليف.

ماذا نكون أمام هذا العالم الرائد الذي لم يخذل أهله وقبيلته وقبل ذلك نفسه التواقة للمعالي

أدعو الله عز وجل أن يمنح الشيخ الفاضل سعيد بن عبد الله بن عياش الصحة والعفية وأن يبارك فيه وأن يمدَّ في عمره وينفع بعلمه إنه على كل شيء قدير

سعادة الوالد والخال والمربي الدكتور سعيد أبو عالي تبقى دائماً تاج على رؤوسنا نتعلم منك شتى فنون العلم والمعرفة في شتى المجالات

لقد أتعبت من بعد يا أبا محمد بهذا الأسلوب الرائع في كتابة السير

لك مني كل محبة واحترام وتقدير

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-11-2009, 03:52 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

شكرا دكتورنا الغالي على طرحك لسيرة علم من اعلام غامد عامة وبني ظبيان خاصه0 وهنا اود ان
اقول ان الطيبين امثالك لاياتون الابالمواضيع الطيبه والسير العطره فحقا كل ماتكتبه يستحق المتابعه
والرد لمافيه من قيم اخلاقيه رائعه فانت رائد ساحاتنا العامره كما كنت رائدا في مجال التربيه والتعليم
فلك مني الشكر والتقدير واخلص التحايا دمت بصحة وسلامه وتقبل مروري0

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

رد مع اقتباس
قديم 11-11-2009, 04:44 PM   رقم المشاركة : 4

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

استاذنا الفاضل د 0 سعيد عطية أبو عالي

اسلوبك أخّاذ وعرضك لسيرة شيخنا رائع

جزاك الله خيراً ونفع بما سطرت

وكأننا أمام فلم وثائقي باخراج محترف من رواد الوادي

وننتظر المزيد من خبراتك وتوجيهاتك

محبكم
عبدالله بن أحمد العلاف

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
قديم 11-11-2009, 05:40 PM   رقم المشاركة : 5

 

يا دكتور / سعيد حفظك الله من كل سوء ليس لدي ما أضيفه على ماتفضلت به عن الشيخ سعيد ابن عياش أطال الله عمره وأحسن له خاتمته إلاّ أن والدي حسن إبن يحيى عندما عين شقيقي سعد أبن حسن رحمهما الله بعد تخرجه من معهد المعلمين الثانوي إلى منطقة عسير رافقه والدي في سفره حتى يطمئن عليه بأعتبار أن سعد لا يتجاوز عمره السادسة عشر وذهب الوالد للشيخ ابن عياش وكان قاضياً هناك ويحكي لي الوالد أن الشيخ أستقبلهم بكل ترحاب وأسكنهم عنده حتى باشر شقيقي سعد مدرساً في أحدى القرى القريبة من أبها ولم يتركهم الشيخ إلاّ بعد ما أطمئن الوالد على سعد وأستاذن الوالد من الشيخ بعد أن وعده أن يكون سعد في مقام أبنه ...حفظ الله الشيخ ورحم والدي وشقيقي بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جنته .

رفيق الصبا والشباب والشباب برضه : علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 11-11-2009, 08:18 PM   رقم المشاركة : 6

 



شكرا لك يا أبا محمد أن جليت لنا سيرة فضيلة الشيخ سعيد بن عياش هذا العلم الذي نفتخر به جميعا ، متعه الله بالصحة والعافية ومد في عمره .
أخبرني زميلي وصديقي الأستاذ عبد الرحمن سعيد عياش متحدثا عن والده وجده يقول :
كان والدي بارا بوالديه إلى درجة كبيرة حتى انه لم ينقطع عن زيارتهما وقضاء حاجاتهما بشكل مستمر رغم بعد المسافة بين مقر عمله في أبها وقريته قرية دار الجبل بمنطقة الباحة .
وروى لي قصة محزنة وهي قصة وفاة جده عبد ا لله حيث وافاه الأجل المحتوم عام 1400هـ اثر سقوطه من سطح منزله وأصيب بنزيف في المخ توفي على إثره وعندما اتصل بعض أهل القرية بالشيخ سعيد لينقلوا له الخبر تحرك من فوره ووصل القرية بعد وفاة والده بساعة فتأثر تأثرا كبيرا وكان يبكي بكاء شديدا فلامه من شاهده على هذه الحالة من أبناء قريته وأصدقائه وقالوا تبكي وكنت تعلمنا أن نصبر ونحتسب فلماذا أنت تبكي ؟ فقال : أنا لا ابكي تذمرا من قضاء الله وقدره فلكل اجل كتاب ولكن ابكي أن كان لي نهرا كبيرا من الأجر والدعاء وانقطع !!!
(انظروا إخواني الكرام عظم هذه الموعظة حيث وصف وجود والده وبره بالنهر الجاري وهناك من لديه بدل النهر نهران ولكن للأسف الشديد محروم منهما .)
ويقول الأستاذ عبد الرحمن :
استمر والدي في بر والدته بل ضاعف زياراته فكان يزورها كل أسبوع تقريبا إلا ما ندر وكان إذا اضطر للغياب يوم الأربعاء أو يوم السبت عن عمله لمشقة السفر أو مرض والدته يسجل تلك الأيام ويخصمها من إجازته العادية !!! ولم يطلب احد منه ذلك بل هي التقوى والورع لدرجة انه لم يبق له من رصيد إجازاته إلا قليلا ... واستمر على هذا الحال إلى أن توفيت والدته رحمها الله عام 1407هـ .
ومما يجدر ذكره أن شيخنا خرج من عمله كفافا لا يملك من حطام الدنيا ما يحمله غيره وما خرج الا بحب الناس له وذكره الطيب .
اسأل الله أن يختم له بالصالحات ويصلح ذريته ويجعل ثوابه الجنة إنه سميع مجيب .
شكرا لك يا دكتور سعيد مرة أخرى وجزاك الله خيرا .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 11-11-2009, 09:24 PM   رقم المشاركة : 7

 




الدكتور سعيد أبو عالي

شرف كبير لنا تواجدك بيننا

أسلوب رائع في السرد

جعلنا نعيش لحظات حياة الشيخ سعيد بن عياش لحظة لحظة

وننتقل معه من مدينة لمدينة

دمت بخير أبا محمد ومن تُحب




تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-12-2009, 01:03 AM   رقم المشاركة : 8

 

والله لااملك الا ان ادون سعادتي الكبيره والغامره بهذه الخدمه الجليله التي يقدمها منتدانا الجميل من سير اعلام المنطقه فهذا الرجل اسمع عنه لكني اليوم كاني صحبته اعواما اشكر الدكتور العزيز سعيد عطيه ابو عالي على الايجاز المفيد والمكتمل في حياة الشيخ الفاضل سعيد بن عياش ولكم اتمنى ان نعرف عن شيخه جعاث ومصحفه المكتوب بخطه وشيء من سيرته وادون شكري لابي ياسر في مداخلته المفيده

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 11-12-2009, 02:29 AM   رقم المشاركة : 9

 




عندما تطرح مثل هذه السيرة الحسنة - إن شاء الله - فإن الإنسان يبدأ يعيد ترتيب أوراق ما تبقى من الحياة .. لعله يستفيد ويصلح شأنه مستعينا بالسيرة العطرة للشيخ سعيد بن عياش.. أمد الله في عمره .. وهي سيرة مثالية .. وقدوة حسنة بإذن الله تعالى .. لا تحتاج إلى تعليق إضافي بعد أن بذل الدكتور : سعيد .. جهدا مختصرا ومفيدا .. لتوضيح معالم شخصية نسمع بها ولا نعرف عنها سوى القليل

وبودي لو تتاح الفرصة لأبنائنا الشباب لقراءة هذه التاريخ العصامي .. والتضحية النادرة بالأهل والوظيفة والمثابرة من أجل طلب العلم

بينما في الوقت الحاضر كل السبل ميسرة لاكمال التعليم في شتى العلوم والفنون .. ومع ذلك نجد الكثير من الاهمال وعدم المبالاة من شريحة ( إن شاء الله أنها محدودة من الشباب )

تحية لأبي محمد على هذه الدرر الناصعة من المواضيع القيمة

والله يتولى الجميع برعايته

محبكم : عبد الله بن أحمد بن نا صر


 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 11-12-2009, 09:22 AM   رقم المشاركة : 10

 

لله ما أثمر قلمك يا سعادة الدكتور في حقّ هذه السيرة العطرة من سموّ في الفكرة وروعة في الأسلوب وتميّز في السرد وإعجاز في البيان ،وإنّه لجهدٌ مبارك وعملٌ رائق وإنجازٌ عظيم من رجلٍ عظيم لرجلٍ عظيم ضرب بكفاحه وأخلاقه وأعماله القمة فاستحقّ الشكر والذكر و والإشادة .فشكر الله سعيك يا سعادة الدكتور وجزاك الله خيرا وسلّمك الله .

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir