يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-2010, 03:31 AM   رقم المشاركة : 321

 


( الحلقـة الـرّابعة مِن الذكريات )
أيّـها الأحبــاب يسرّني في هـذه الحـلقة أن أقــدّم لكم فاصـلاً تراجيـديّاً مأسـاويّاً وأقـدّم إعتـذاري سلفاً لأنّني سـأدخِل إلى قلوبكم الحُـزن والأسى وهذا مالا أريده فأنا أحبّ أن أدخِـل السّرور إلى قلوب النّـاس لأنال بذلك الأجــر مِن الله تعالى ، وبموازنة بسيطة بين الحزن والأسى مِن جهة وبين الفـرح والسّرور مِن جهة أخرى يتبيّن الفـرق الشّاسع في الطّـرح وما الّذي نحبّه مِنها وما الّذي نكرهه !
وأتذكّـر في هذه الحلقة موقفين حصلا لي وأنا في الطّفولة المتـأخّرة مِن حياتي وقد تكون في سنّ العاشرة أو الحادية عشرة وكانت بالنّسبة لي وفي هذه السّنّ صعبة جدّاًومأساة كبيرة وها أنا ذا أسردهما لكم مع توصيتي لكم بجعل علبة المناديل الفاين قريبة مِنكم لتمسحوا بها دموعكم ههههه ! أوّل هذين الموقفين هو أنّه في يوم مِن الأيّام وقُبيل غروب الشمس بنصف سـاعة أو قـل بساعة إلاّ ربع تقـريباً أصـدر والـدي الثّـاني ســعد بن علي دوبــح ــ رحـمه الله ووالـدي ووالديكم وجميع المسلمين ــ أمره وطلب مِنّي أن أتبع خطّ السّيّارة مِن قـريتنا مـروراً بجـبل سليسلة ومشـوّف فجنب عــراء فحصـن بالـزّين مِن الغـرب فمع الطّريق اللتي فوق الدّار(قرية مِن قُرى العبّاس) فشرق القابل (قـرية مِن قُرى العبّاس) وصولاً إلى قرية دار الـرّمادة( وهذا الخـطّ القديم المتعرّج والعَسِر أصبح هكذا نظراً لتعاقب الأمطــار ، وفيه أخــاديد كثيرة وحـفر متعدّدة ) والمطلوب مِنّي البحث عن مسمار فقده وهو راجـعاً إلى البيت ، وهذا المسمار يـربط السّسته بالحــمّاله ويسمّى بالخـــابور ( يعــرفه السّـائقون القُدامى ) وقد سقط عليه رحمه الله مِن قــلاّبه عِندما كان يعمل في ذلك اليوم بقرية دار الرّمادة فلمّا عاد إلى البيت إفتقده وكلّفني بالبحث عنه وأنا لا أعرف قرية دارالرّمادة حِينها وقال لي إتّبع هذا الطّريق حتّى تنتهي إلى جُناب قبل الدّارالمسمّاة بقرية دارالرّمادة ولشدّة حرصي على العثور عليه ولمحبّتي لوالـدي سـعد مشيت ببطء شـديد أنظــر في الطّــريق يمنة ويسرة وما علمت أنّ الوقت سرقني فغـابت الشّمس قُبـيل الوصول إلى نهـاية الطّـريق فبقيت مواصـلاً السّير لعلّ وعسى أن أجـده والإجتـهاد في البحث عن ذلك المسمارحتّى نهاية الطّريق فلم أفلح ،عِندما وصلت الجناب قابلني رجل مِن قرية دارالرّمادة وطلب مِنّي أن أروح معه إلى بيته وأبيّت عِنده وهذه الشـهامة في أهل ذلك الـزّمـان تعرفـونها ولا أنسى ذلك الموقف الشّهم مِنه فقلت ما أقـدر لأنّ أهلي ينتظرونني فعدت في ظلمة اللّيل أتحسّس الطّريق وأتوجّس مِن الخـوف وأنا في تلك السّن الصّغيرة والجبال والأودية فيها مِن الكلاب الشّرسة ( أكـرمكم الله ) والذئاب المفترسة والثّعابين المخيفة والهوام وغيرها ومع الوحشة وعدم معرفتي بالرجوع مِن طريق أخرى قصيرة زاد الأمر صعوبة فعدت كالأعمى الّذي لا يبصر وليس له قائـد يقوده وكلّما سمعت حــركة أو دبيباً أوخشخشة مِن حولي أرتجف جِسمي وخفـق قلـبي ولكّنني تشجّعت وواصلت السّير حتّى أشرفت على العبّاس المأهولة بالسّكّان فاستأنست وسلكت الطّريق المـؤدّية إلى قـرية الرّيحــان وقبـيل الوصـول إلى الــرّيحان سمعت أصـواتاً كثيرة واستغاثات مِن هنا وهناك ومناشدات (تساؤلات) متنوّعة صـادرة مِن قـريتي الحبيبة رحبان والقريتين المجاورتين الرّيحان والحامِرة والقرية مِن طرفها إلى طرفها بحالة إستنفار قصوى أين سعد أين الحبيب ما بعد جا ؟ ماذا حصل له ؟ ما بعد وصل ؟ وصدر مِن بين تلك الأصوات أصوات حزينة صوت والدتي حفظها الله وجــدّتاي رحمهما الله أمّ أبي وأمّ أمّي وبعض قريبــاتي وجميعهنّ ينادونني بِحُرقة وبأعلى أصواتهنّ ياااااسعاااااد ويكـرّرونها فأجبتهم أوووووه فـردّد النّساء ومعظمهنّ مِن العجائز يا نافـدا الصّوت ومنهو صوته وين إنت ياحبيبي ؟ فقلت قريب ففرحوا وهلّلوا ولا تسألوني عن حالهم كيف ؟ وكيف كان حـالي ؟ فمِن باكٍ ومِن مغطرف فرحٍ ومستبشر وزاد الكـلام والنّقد لماذا ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ وكيف يصير هـذا ؟ ولم يصــدّقوا حتّى رأوني واقفاً بينهم ، وللعِــلم فما هناك بيت مِن بيوت رحبان إلاّ ولي فيه قـريب أو حبيب أو صلة رحم أو رضاع أو غير ذلك وبعد أن وصلت أخـذوني بالأحضان يقبّلونني ويضمّونني إلى صـدورهم ويحملونني على أكتافهم ومِن هذا الموقف بكيت في حينها كثيراً لماذا ؟ مِن بكائهم ! وفـرحت كثيراً لشعورهم هـذا ! ولم أصدّق برجوعي سالماً لكنّها عناية الله وللذكريات بقيّة في الحلقة الخامسة بمشيئة الله لأسْرد لكم الموقف المأساوي الثّاني ! وسـامحوني على التّطــويل حيث أنّني عشت تلك المأسـاة الصّعبة جِدّاً ! بأبعادها وكأنّها اليوم وقد إختصرتها لكم ولم أبْدِ بعض المواقف اللتي لا يصحّ أن تُقال هنا .

 

 

   

قديم 09-04-2010, 03:58 AM   رقم المشاركة : 322
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية العضو

مزاجي:










محمد سعد دوبح غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

اكمل يا أخي وقدوتي وتاج رأسي نحن في شوق للقصه الثانيه ولكن ودي اسألك ماذا كان دور والدي ووالدك رحمهما الله بعد ان هبو اهل القريه للعثور عليك 0

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

قديم 09-04-2010, 04:24 AM   رقم المشاركة : 323

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سعد دوبح مشاهدة المشاركة
اكمل يا أخي وقدوتي وتاج رأسي نحن في شوق للقصه الثانيه ولكن ودي اسألك ماذا كان دور والدي ووالدك رحمهما الله بعد ان هبو اهل القريه للعثور عليك 0
حيّا الله أبا خالد القصّة القادمة إن شاء الله بعد العيد بعد العودة مِن الدّيرة إن كان في العمر بقيّة ! أمّا والدي رحمه الله فكان مسافر على ما أظنّ ، أمّا والدي سعد رحمه الله فربّما بحث عَنّي ولكن إختلفت أنا وإيّاه في الطّريق هو سار مع الطّريق وأنا إختصرت طريقي ونزلت مِن العبّاس هذا ربّما ؛ فهو لم يتخلّ عنّي أبداً وربّما كان خوفه عليّ أكثر مِن الجميع وتأسّف على تكليفي بهذه المهمّة وقد كان رحمه الله يحبّني حُباً شديداً ويخاف عليّ كثيراً نظراً لبُعدي عن والدتي ! . لكنّ أهل القرية لم يتحرّكوا بعد فقد وصلت ربّما قُبيل صلاة العشاء واللّيل مظلم ولا قمر ولا هم يحزنون وربّما والدتك تتذكّر القصّة هذه . وأشكرك على مداخلتك أيّها الحبيب .

 

 

   

قديم 09-04-2010, 11:20 AM   رقم المشاركة : 324
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالحميد بن حسن
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالحميد بن حسن is on a distinguished road


 

حياك الله يا ابا محمد وحيا ذكرياتك الجميلة والحزينة في آنٍ واحد ، ودعنا ننظر للقصة من زاوية الثقة الكبيرة التي كان الآباء يولونها لابنائهم رغم حداثة سنهم وهذا لعمري من اساليب التربية الحديثة ولهذا ينشأ الابن وعنده ثقة كبيرة في نفسه ولا يهاب مما يكلف به من مهام كبيرة في مستقبله ... فهذا والدك الثاني العم سعد رحمه الله يكلفك بمهمة البحث عن مسمار سقط من سيارته القلاب طوال الطريق التي مر منها والمسافة ليست قريبة خاصة على طفل في مثل سنك عندما كلفت بالمهمة وفي طريق شبه خالي وعلى مقربة من نهاية النهار .
هكذا هي التربية التي كان نتاجها مثلك وشرواك فمنذ عرفتك ( ولا اقول ذلك مجاملة ولا مديحا ) وأنت رجل ناجح .
شكرا لك اخي الكريم على هذه الحلقة الرائعة من ذكرياتك وننتظر الحلقة الخامسة بفارغ الصبر فلا تطول علينا والا سنتبع توصيات بن ناصر عندما قال : سيصطحب بعض المحاربين القداما من شباب رحبان ويزورني في البيت لاخذ العلوم من راسي مباشرة ، فلو تأخرت سامر على ابي فيصل وبعض كبار المحاربين وننصاك في البيت وناخذ العلوم ولهذا انصحك لا تتأخر .
وكل عام وانتم بخير تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

قديم 09-04-2010, 03:23 PM   رقم المشاركة : 325

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن مشاهدة المشاركة
حياك الله يا ابا محمد وحيا ذكرياتك الجميلة والحزينة في آنٍ واحد ، ودعنا ننظر للقصة من زاوية الثقة الكبيرة التي كان الآباء يولونها لابنائهم رغم حداثة سنهم وهذا لعمري من اساليب التربية الحديثة ولهذا ينشأ الابن وعنده ثقة كبيرة في نفسه ولا يهاب مما يكلف به من مهام كبيرة في مستقبله ... فهذا والدك الثاني العم سعد رحمه الله يكلفك بمهمة البحث عن مسمار سقط من سيارته القلاب طوال الطريق التي مر منها والمسافة ليست قريبة خاصة على طفل في مثل سنك عندما كلفت بالمهمة وفي طريق شبه خالي وعلى مقربة من نهاية النهار .
هكذا هي التربية التي كان نتاجها مثلك وشرواك فمنذ عرفتك ( ولا اقول ذلك مجاملة ولا مديحا ) وأنت رجل ناجح .
شكرا لك اخي الكريم على هذه الحلقة الرائعة من ذكرياتك وننتظر الحلقة الخامسة بفارغ الصبر فلا تطول علينا والا سنتبع توصيات بن ناصر عندما قال : سيصطحب بعض المحاربين القداما من شباب رحبان ويزورني في البيت لاخذ العلوم من راسي مباشرة ، فلو تأخرت سامر على ابي فيصل وبعض كبار المحاربين وننصاك في البيت وناخذ العلوم ولهذا انصحك لا تتأخر .
وكل عام وانتم بخير تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال .
الحبيب أبو ياسر
ما عليك زود أخي الكريم فأنا وأنت أبناء جيل واحد ، وما جرى لأحدنا جرى للآخر وآباؤنا رحمهم الله زرعوا فينا الإقدام والجسارة في كل عمل ! وليس شرطاً أن يكون سنّ أحدنا يؤهّله للقيام بتلك المهمّة أو ذلك العمل مهما كانت الصّعوبة ؛ فنحن في دور التّدريب والإعداد للحياة ثمّ أنّنا لا نستطيع أن نقل ( لا ) هذه ليست في قواميسنا ، ونحن نفرح إذا كُلّفنا بعمل شاقّ لنثبت رجولتنا ونُريهم مِن أنفسنا ما يسرّهم حتّى ولو إنطبق علينا قول القائل ( غشيم ومتعافي ) .
وابشر يا أبا ياسر بعد العيد وبعد الرّجوع مِن الدّيره آتيكم بالهديّة الخامسة وهي الموقف الثّاني الّذي ذكرت في بداية الحلقة الرّابعة وأنا ما ودّي تتعنّون والله يكفينا شرّ المحاربين ( أنا أعْرَف بربعي مِن غيري ! والشّغلة متوارثة مِن الأجداد ) .
سعادتي يا أبا ياسر لا توصف بهذه المداخلة والفضل لِله ثمّ لك في هذه الزّاويه جعلتنا نفضفض كما يقولونه إخواننا المصريّين .
وكلّ عام وأنتم بخير تقبّل الله مِنّا ومِنكم الصِّيام والقيام وصالح الأعمال وجعلنا وإيّاكم مِن عتقائه مِن النّار في هذا الشّهر الكريم ومِن العائدين إن شاء الله .

 

 

   

قديم 09-19-2010, 05:56 AM   رقم المشاركة : 326

 

اخي سعد دوبح
كل عام وانتم بخير وعدتنا بالهدية الخامسة بعد العيد وجا العيد واقفى والهدية ما جت تجيبها ؟ والا نجي ؟

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

قديم 09-19-2010, 06:48 AM   رقم المشاركة : 327

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن مشاهدة المشاركة
اخي سعد دوبح
كل عام وانتم بخير وعدتنا بالهدية الخامسة بعد العيد وجا العيد واقفى والهدية ما جت تجيبها ؟ والا نجي ؟
الحبيب أبو ياسر
وأنت في صحّة وسلامة يالغالي وأنا عِند وعدي لكن ما بعد كمّلت الأيّام السّتّة والعِيد ما يكمل إلاّ بعد صيام السّتّ مِن شوّال عِندها تكون الفرحة إكتملت ! وإنّ الله يكفينا شرّ مجيئكم معزّره أنتم وجاهزين ! وبالأخصّ المحاربين يقودهم بن ناصر لكن سوف آجيكم قبل ما تجوني واحتاط للأمر مِن يقدر فيكم ؟ ما يقدر فيكم إلاّ الله .

 

 

   

قديم 09-19-2010, 11:28 PM   رقم المشاركة : 328

 

( الحَـــلقة الخامسة مِن الذّكريـــات )
أحبــابي بمنتديَيْ رحبان وساحات وادي العلي يطيب لي أن أتقدّم إليكم مهنّئاً بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمّتين الإسلاميّة والعربيّة أعواماً عديدة وأزمنة مديدة على الهُدى والتّقى والعفاف والغنى والسّؤدد والنّصر المؤزّر أيّاً كانت مذاهبهم وأيّاً كانت مشاربهم اللّهمّ آمين وكما وعدناكم في الحلقة الرّابعة فها أنا ذا أبدأ معكم في سرد الموقف الثّاني وهو لا يقلّ عن سابقه مِن حيث أحداثه وأحزانه فالسّنّ هو السّنّ والطّموح هو الطّموح لكن الوجهة تختلف فقد كان التّكليف هذه المرّة إلى ( قرية خَــفه ) ومناطه إيصال قطعتيْ زلّ للشّيخ بن مشرف جاء بها أبي عبد الله مِن جدّه وكان يقود سيّاره وايت وحيث أن الطّريق الموصله إلى قرية خفة عبر وادي فيق عَسِرة قليلاً نظراً لأنّها تمُرّ مِن طريق هي في الأصل مزارع طينيّة ومداخل ملتوية ويصعب إجتيازها لكثرة الأمطار والوحل والكفرات قد تغوص في الطّين ويصعب إخراجها مِنه ! فكلّفني الوالد عبد الله دوبح بإيصال قطعتي الزّلّ إلى بن مشرف بقرية خفة في مقابل مبلغ مالي يسيل له اللّعاب ( مدفوع مِن صاحب الزّل الّذي بعثه ) وهذه الأجرة مبلغ خمسة ريالات فقبلت دون تردّد وأنا والله لا أعرف هذه القرية وأين تقع ومعرفتي تتوقّف عِند ( قرية حصن بالزّين ) إكتسبتها عِند مصاحبتي ومرافقتي لجدّتي رحمها الله عِندما تريد زيارة أختها أمّ فايز بن سعيد بن عطره رحمهم الله .
ولكن وجدت دعماً لوجستيّاً مِن والدي عبد الله وصف لي الطّريق وأخبرني أنّ بعد حصن بالزّين شُعباً إسمه الذّنوب ( أجارنا الله وإيّاكم مِنها ) ومحاها عنّا وعنكم وأنّ بعد الذّنوب قرية إسمها ( بني حِــده ) وأنّ بعد بني حِــده تأتي ( قرية خَــفه ) اللتي يوجد بها الشّيخ بن مشرف وقال لي إذا لم تعرف الطّريق أسأل كلّ مَن تصادفه ويدلّوك ( الوقت على ما أعتقد بعد العصر ) فرأى مِنّي الإستعداد وسلّمني المبلغ وشدّ الزّلّ على ( حمارة خالي الضّويلع ) حيث لا تتوفّر لدينا هذه الوسيلة الحيّة وأركبني عليها ثمّ ودّعني فمضيت في طريقي والأمل يحدوني والخمسة الرّيال تدفّي جيبي وإلى قرية حصن بالزّين ما هناك مُشكلة ثمّ بدأت أسأل مَن أصادفه أين طريق بني حِــدة عَبْر الذّنوب فدلّوني فلمّا أن وصلت وادي بني حِــده بدأ المطر ينهمر على خفيف ثمّ إشتدّ شيئاً فشيئاً فلم أصادف في طريقي مَن أسأله عن ( قرية خَــفه ) والمطر يزداد قوّة والحمارة بدأت تتعمعم ويدي على جيبي لحفظ الغلّة والمقود بيدي الأخرى وأبو محمّد يجتهد في تنكّب الطّريق للوصول إلى ( قرية خَــفه ) فدلّني ربّ العِزّة والجلال وسلكت طريقاً أوصلني إلى القرية المقصودة وكان ذلك الوقت عِند مراويح الرّعيان بالغنم ربّما يكون قبل أذان المغرب بنصف ساعة ! وسألت عَن بيت بن مشرف مِن الرّعيان فدلّوني وكانت ملابسي غرقانه وحالتي حاله فلقيت بن مشرف نفسه واستلم مِنّي الوداعة ورحّب بي وأصرّ على أن أبيّت عنده وفي الصّباح أعود لأن الوقت متأخر وليل ولا يمديني ومِن هذا الكلام فقبلت ثمّ إستدعى أحد أبنائه وطلب مِنه الذّهاب إلى فلان مِن النّاس لا أعرفه وأن يقول له عشاك عِندنا عِندنا ضيف وطلب مِنّي أن أرافق إبنه إلى ذلك الرّجل فلم نجده أو أنّه إعتذر ( لقد نسيت ) أذّن المغرب ثمّ أذّن العِشاء ثمّ قدّم الكريم عشاءه هل تدرون ماهو إنّه ذلك المفطّح على صحن رزّ سليق ( أنا أستغرب ذبيحة لطفل مثلي والله لم يكن معنا أحد وكان يكفيني قرص وسمن ولبن ) لكنّه الكرم متأصّل في نفوس بعض النّاس ثمّ بقيت أسأل نفسي ربّما على شأن معرفته بأبي ويرى مِن الواجب إكرامي فبذلك يعطي الواجب لأبي ما إستطعت حلّها ! وعلمت فيما بعد وبعد أن عُيّنت أوّل ما عُيّنت مدرّساً بمدرسة خَـفه وبني حِــده أنّ بيت بن مشرف بيت كرم وشياخه وأنّه منافساً لبيت بن صقر ولبيت أبو رأس .
وضعوا الصّحن وعليه المفطّح وقال لي حيّاك الله يا بن دوبح هذا عشاك وجلس معي ومعنا إبنه الّذي أرسله ليس معنا أحد فمددت يدي وقبضت على لقمة رزّ أولاً على أساس آتي على اللّحم ثانياً وأثناء توجيه يدي إلى فمي دخل والدي عبد الله فتوقّفت ولم ألتهم تلك اللّقمة وشعرت أنّ وراء الأكمة ما وراءها وبدأت أعدّ للسّؤال جواباً وأنا في مِثل هذه الأمور أعجبكم ! فرحّب بِن مشرف بالوالد العزيز وحيّاه وطلب مِنه أن يقلط فما غادر الباب وقال كيف آكل وورائي الوالدة أزعجتنا يوم تأخّر سعد وأقامت الدّنيا ولم تقعدها وطلبت مِنّي أن أبحث عنه ( هذا كلامي أستشفّه مِن شدّة تأثّره وانفعاله وكأنّني أقرأ ذلك في كلامه ) وقال له صاحِب البيت طيّب خلّ الولد يتعشّى فقال بعد يمديه يتعشّى في بيتنا فرددت تلك اللّقمة في الصّحن ونهضت مع والدي عبد الله وطلب مِن بن مشرف أن يهبّط الحمارة أكرمكم الله مع الهبّاطه سوق السّبت بالغشامره وكان اليوم الثّاني هو يوم السّبت وركبت معه في الوايت وكُنت أتوقّع السّؤال مِنه فقال لي لماذا تأخّرت ؟ فقلت المطر أخّرني والحمارة ما قدرت تمشي والرّجال ما رضي يفكّني يقل دنا اللّيل ولا يمديك فوافقت .
وصلنا القرية وأتت المشاعر وانهالت الأسئلة لكن كُنت متماسكاً ليس كالموقف الأوّل رحت راكب ورجعت راكب بوسيلتين مختلفتين ولكنّني فقدت المال حيث أنّني لا أستحقّه هكذا قيل لي !!! هذا موقفي الثّاني وسلامتكم .

 

 

   

قديم 09-20-2010, 07:25 PM   رقم المشاركة : 329
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

الحبيب سعد الحديث معك ومنك لايمل فقصتك اليوم تتحدث عما كنا عليه من طاعة عمياء

لوالدينا ولاعمامنا وماحدث في قصتيك لخير دليل على ذلك واتمنى من شباب اليوم الاطلاع


لتعم الفائده وليعلم الجميع ان رضاء الله من رضى الوالدين وان احترام الكبير والعطف الصغير

امر واجب النفاذ يحتمه علينا ديننا تقبل مروري ايها الحبيب وفقك الله ورعاك

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

قديم 09-20-2010, 07:40 PM   رقم المشاركة : 330
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 


الأستاذ القدير : سعد بن محمد دوبح (أبامحمد)
هاأنت وبشيء من الوصف الجميل والدقيق تميط اللثام عن حقبة
سمعنا عن شظف عيشها وقسوة ظروفها واستقرار ثوابتها
نسمع أيضاً أنّ الحياة دروس ونجد انّ ذلك يتحقق وبنوع
من الفعالية في تلك الأزمنة .
أستاذي : لاتحرمنا من هذا النبع العذب المتدفق من الذكريات
والله أسأل أن يتقبل صيامك وقيامك ويرحم والدينا ووالديك وعيدك مبارك .

 

 
























التوقيع



   

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir