تكملة رحلة طاشكند...
كان وصولنا العاصمة طاشكند الساعة 12 ونصف ليلا في ذلك المطار الكئيب وكانت السيارات التي تنقل الركاب من سيارات الجيش الأحمر القديمة جدا المهم دخلنا الصالة بعد إجراءات معقدة جدا وخرجنا بصعوبة بالغة أمضينا أكثر من ثلاث ساعات في التحقيق لماذا انتم هنا وماذا تريدون وأين تسكنون ووو المهم ذهبنا إلى فندق غالي جدا وفي نفس الوقت سيء جدا وبتنا ليلتنا واليوم الثاني على اتحاد القدم لبدء المشاورات وكانت إجراءات معقدة سوف أوردها للفائدة..
كان رئيس الجمهورية إسلام كريموف هو الرئيس الأعلى للرياضة والسبب أن البلاد بعد الاستقلال ( نهاية عام 1991م) دخلت في فساد رياضي من مراهنات ورشوة فاضطر أن يتدخل شخصيا وجعل وزيرة مسئولة تمثله شخصيا في كل شي رياضي وبالتالي عندما ذهبنا إلى اتحاد القدم الاوزبكي كان الاتحاد شبه مغلق ولا يوجد به الا شخص يقول انه الأمين العام وطبعا التحلل من الاشتراكية لا يزال في بدايته فمثلا لا يوجد فاكس في اتحاد القدم وأي مخاطبات خارج البلاد تتم عن طريق وزارة الخارجية الوحيدة التي يوجد بها فاكس .
حاولنا التفاهم مع ذلك الأمين ولكنه أوضح لنا صعوبة الأمر فذهبنا إلى رئاسة الوزارة وقابلنا السيدة المسئولة وكان هناك اجتماع رسمي تحدثت في بدايته عن أهمية الرياضة وعلاقة البلدين والإسلام ووو الخ حتى وصلنا إلى الطلب فقالت أعطني يومين للتفاهم مع الرئيس وسوف أقابلكم مرة أخرى وأشارت علينا بالذهاب إلى مقابلة حاكم ولاية طاشكند( أمير المنطقة) ، أخذنا موعد مع سيادته وقابلناه في مكتبه الأنيق المطل على حديقة كبيرة جدا وسط العاصمة وحاولنا إقناعه بوجهة نظرنا وبالمناسبة فأوزبكستان كلها حديقة أو جنينه كما يقال وطاشكند بالكامل تقع تحت أشجار كبير جدا ومع إن الوقت صيفا إلا أن الحرارة لا تتعدى 12 درجة مئوية .
بعد يومين أعطتنا المسئولة الرد وهو أن يلعب الفريق مباراة التأهل مع الجارة كازاخستان وإذا تحدد الفائز يتم مناقشة الموضوع وان أوزبكستان ترغب بحضور الفريق السعودي إلى طاشكند دعما لاستقلالها وإسلاميتها خاصة وان المملكة هي قلب الإسلام ولكن قد يتغير كل شي في المستقبل قدمنا لها كل التنازلات من تحمل كافة مصاريف البعثة من طاشكند وحتى العودة فقالت الرد بعد التأهل ، غادرنا طاشكند إلى عاصمة الفريق الأخر وهي المآتا عاصمة جمهورية كازاخستان وهنا طرفة أخرى للأمير عبدالرحمن حيث كان يقول نصف اسم هذه الدولة حلو ويقصد ( كازا) والتي هي مدينة الدار البيضاء بالفرنسية ولكن عندما أضافوا خستان فقد شوهوا الصورة الذهنية ....
المهم في المآتا واجهنا نفس المشكلة والتحفظ فلم نجد إجابة شافية والكل يتهرب ويرمي بالمسئولية على الآخر وهنا أسجل للتاريخ بان الرؤية من الأساس كانت في اعتقادي خطاْ وكان يجب آلا نذهب إلا بعد أن يتحدد الفريق المقابل لان المفاوضات هنا تكون جدية وحاسمة .
وأنا هناك قمت بزيارة سمرقند وقرقند وفيرقناه وهي مدن تاريخيه إسلامية جميلة ولكن البلد بشكل عام كانت فقيرة جدااا وبنيتها التحتية سيئة للغاية المهم قضينا ستة عشر يوما بين الدولتين ولم نصل إلى حل لعدم الرغبة من الفريقين بإعطاء إجابة قد تؤثر على علاقاته مستقبلا خصوصا وان أيا منهم لم يضمن الفوز على الآخر .
في العودة التقيت الأمير عبدالرحمن الذي كان منزعجا وخائفا علي لكوننا لم نتصل به الا مرة واحدة من هناك وشرحت الأمر واتفقنا أن نعيد الكره بعد تحديد الفريق المقابل وقدمت له تقريرا كاملا عن البلد والملاعب والفنادق والصعوبات وووو
المهم فاز الفريق الاوزبكي وتاهل لملاقاة النصر وبعث خطاب يرفض تماما إقامة المباراتين في الرياض ويطلب إقامتها في طاشكند وبالتالي بدء الأمير عبدالرحمن التحرك لترتيب طائرة خاصة للذهاب ولعب المباراة والعودة في نفس الليلة
الحلقة القادمة سنتحدث عما تطرق له الأخ العزيز بن ناصر عن احتجاز عبدالرحمن بن سعود في طاشكند ,,,
شكرا للمتابعة .. ولنا لقاء