يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-2008, 11:09 PM   رقم المشاركة : 1

 



إمام المرسلين فداك روحــــي *** وأرواح الأئمة والدعــــــــــاة

رسول العالمين فداك عرضي *** وإعراض الأحبة والتقـــــــــاة

ويا علم الهدى يفديك عمــري *** ومالي يا نبي المكرمــــــــــات

ويا تاج التقى تفديك نفســـــي *** ونفس أولي الرئاسة والـــولاة

فداك الكون يا عطر السجايــا *** فما للناس دونك من زكـــــــاة

فلو جحد البرية منك قـــــــولا *** لكبوا في الجحيم مع العصـــاة

وذكرك يا رســـــــول الله زاد *** تضاء به أسارير الحيـــــــــاة

وما لجنان عدن مـــــن طريق *** بغير هداك ياعلم الهـــــــــــداة





جزء من قصيدة ( من شبكة فلسطين ) في مدح الرسول عليه أفضل صلاة وأزكى تسليمـ

شكرا لك ~ عبدالرحيم بن قسقس ~



.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-11-2008, 06:56 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ حِينَ أَسْلَمَ


الْحَمْدُ لِلّهِ ذِي الْمَنّ الّذِي وَجَبَتْ = لَهُ عَلَيْنَا أَيَادٍ مَا لَهَا غِيَرُ
وَقَدْ بَدَأْنَا فَكَذّبْنَا فَقَالَ لَنَا = صَدَقَ الْحَدِيثَ نَبِيّ عِنْدَهُ الْخَبَرُ
وَقَدْ ظَلَمْت ابْنَةَ الْخَطّابِ ثُمّ هَدَى = رَبّي عَشِيّةً قَالُوا : قَدْ صَبَا عُمَرُ
وَقَدْ نَدِمْت عَلَى مَا كَانَ مِنْ زَلَلٍ = بِظُلْمِهَا حِينَ تُتْلَى عِنْدَهَا السّوَرُ
لَمّا دَعَتْ رَبّهَا ذَا الْعَرْشِ جَاهِدَةً = وَالدّمْعُ مِنْ عَيْنِهَا عَجْلانُ يَبْتَدِرُ
أَيْقَنْت أَنّ الّذِي تَدْعُوهُ خَالِقُهَا = فَكَادَ تَسْبِقُنِي مِنْ عِبْرَةٍ دِرَرُ
فَقُلْت : أَشْهَدُ أَنّ اللّهَ خَالِقُنَا = وَأَنّ أَحْمَدَ فِينَا الْيَوْمَ مُشْتَهِرُ
نَبِيّ صِدْقٍ أَتَى بَالِق مِنْ ثِقَةٍ = وَافَى الأَمَانَةَ مَا فِي عُودِهِ خَوَرُ



*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-12-2008, 06:04 PM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

قصيدة بشرى النبوءة

للشاعر اليمني عبد الله البردوني


بـشـرى مــن الـغيب ألـقت فـي فـم الـغار = وحـيـا وأفـضـت إلــى الـدنـيا بـأسـرار
بـشـرى الـنـبوة طـافـت كـالـشذا سـحـرا = وأعـلـنـت فـــي الـربـا مـيـلاد أنــوار
وشــقـت الـصـمـت والأنــسـام تـحـملها = تــحـت الـسـكـينة مـــن دار إلـــى دار
وهــدهـدت مــكـة الـوسـنـى أنـامـلـها = وهــــزت الـفـجـر إيــذانـا بـإسـفـار
فـاقـبل الـفـجر مــن خـلـف الـتلال وفـي = عـيـنـيـه أســـرار عــشـاق وســمـار
كــأن فـيـض الـنـدى فــي كــل رابـية = مــوج وفــي كــل سـفـح جــدول جـار
تـدافـع الـفـجر فــي الـدنـيا يــزف إلـى = تـاريـخـهـا فــجـر أجــيـال وأدهـــار
واسـتـقـبل الـفـتـح طـفـلا فــي تـبـسمه = آيـــات بــشـرى وإيــمـاءات إنـــذار
وشــب طـفـل الـهـدى الـمـنشود مـتـزرا = بــالـحـق مـتـشـحا بـالـنـور والــنـار
فــي كـفـه شـعـلة تـهـدي وفــي فـمـه = بـشـرى وفــي عـيـنيه إصــرار أقــدار
وفـــي مـلامـحـه و عــد وفــي دمــه = بــطـولـة تــتـحـدى كــــل جــبـار
وفـــاض بـالـنور فـاغـتم الـطـغاة بــه = والـلـص يـخـشى سـطوع الـكوكب الـساري
والـوعـي كـالـنور يـخـزى الـظالمين كـما = يـخـزي لـصـوص الـدجـى إشـراق أقـمار
نــادى الـرسـول نــداء الـحـق فـاحتشدت = كـتـائـب الــجـود تـنـضي كــل بـتـار
كــأنـهـا خــلـفـه نــــار مـجـنـحة = تــجـري وقــدامـه أفـــواج إعــصـار
فــضـج بـالـحق والـدنـيا بـمـا رحـبـت = تــهــوي عـلـيـه بــأشـداق وأظــفـار
وســــار والـــدرب أحــقـاد مـسـلـخة = كــأن فــي كــل شـبـر ضـيغما ضـاري
وهـــب فــي دربــه الـمـرسوم مـنـدفعا = كـالـدهـر يــقـذف أخــطـارا بـأخـظار
فـأدبـر الـظـلم يـلـقى هــا هـنـا أجــلا = وهـــا هــنـا يـتـلـقى كـــف حـفـار
والـظـلم مـهـما احـتـمت بـالبطش عـصبته = فـلـن تـطـق وقـفـة فــي وجــه تـيـار
رأى الـيـتـيـم أبـــو الأيــتـام غـايـتـه = قــصـوى فـشـق إلـيـها كــل مـضـمار
وامــتـدت الـمـلة الـسـمحا يــرف عـلـى = جـبـيـنـها تــــاج إعــظـام وإكــبـار
مـضـى إلــى الـفـتح لا بـغـيا ولا طـمـعا = لـــكــن حــنـانـا وتـطـهـيـرا لأوزار
فــأنـزل الـجـور قـبـرا وابـتـنى زمـنـا = عـــدلا 000 تــدبـره أفــكـار أحــرار
يــا قـاتـل الـظـلم صـالـت هـاهنا وهـنا = فـظـايـع أيـــن مـنـها زنــدك الــواري
أرض الـجـنوب ديــاري وهــي مـهد أبـي = تــئـن مـــا بــيـن سـفـاح وسـمـسار
يــشـدهـا قــيــد ســجـان ويـنـهـشها = ســـوط ويـحـدو خـطاها صــوت خـمـار
تـعـطـي الـقـياد وزيــرا وهــو مـتـجر = بـجـوعـها فـهـو فـيـها الـبـايع الـشـاري
فـكـيـف لانــت لـجـلاد الـحـمى عــدن = وكــيـف ســاس حـمـاها غــدر فـجـار
وقـــادهــا زعـــمــاء لا يــبـررهـم = فــعــل وأقـواهـلـهم أقـــوال أبـــرار
أشــبـاه نــاس وخـيـرات الـبـلاد لـهـم = ووزنــهـم لا يــسـاوي ربـــع ديــنـار
ولا يـصـونـون عــنـد الــغـدر أنـفـسهم = فـهـل يـصـونون عـهـد الـصـحب والـجار
تـــرى شـخـوصـهم رسـمـيـة وتــرى = أطـمـاعهم فــي الـحـمى أطـمـاع تـجـار
أكـــاد أســخـر مـنـهم ثــم تـضـحكني = دعــواهــم أنــهـم أصــحـاب أفــكـار
يـبـنـون بـالـظـلم دورا كـــي نـمـجدهم = ومـجـدهـم رجـــس أخــشـاب وأشـجـار
لا تـخـبـر الـشـعـب عـنـهـم إن أعـيـنه = تـــرى فـظـائعهم مــن خـلـف أسـتـار
الآكــلـون جـــراح الـشـعـب تـخـبـرنا = ثــيـابـهـم أنـــهــم آلات أشـــــرار
ثـيـابـهم رشـــوة تـنـبـي مـظـاهـرها = بــأنـهـا دمــــع أكــبـاد وأبــصـار
يــشــرون بــالـذل ألـقـابـا تـسـتـرهم = لـكـنـهـم يـسـتـرون الــعـار بـالـعـار
تـحـسـهم فــي يــد الـمـستعمرين كـمـا = تــحـس مـسـبـحة فــي كــف سـحـار
ويــــل وويـــل لأعـــداء الــبـلاد إذا = ضــج الـسـكون وهـبـت غـضـبة الـثـار
فـلـيـغنم الــجـور إقـبـال الـزمـان لــه = فــــإن إقــبـالـه إنــــذار إدبــــار
والــنــاس شـــر وأخــيـار وشــرهـم = مــنــافـق يــتــزيـا زي أخـــيــار
وأضـيـع الـنـاس شـعـب بــات يـحـرسه = لــــص تــسـتـره أثـــواب أحــبـار
فـــي ثــغـره لــغـة الـحـاني بـأمـته = وفـــي يــديـه لــهـا سـكـين جــزار
حــقـد الـشـعـوب بـراكـيـن مـسـمـمة = وقــودهــا كــــل خـــوان وغـــدار
مـــن كــل مـحـتقر لـلـشعب صـورتـه = رســـم الـخـيـانات أو تـمـثـال أقـــذار
وجــثـة شـــوش الـتـعـطير جـيـفـتها = كـأنـهـا مـيـتـة فـــي ثــوب عـطـار
بــيـن الـجـنـوب وبـيـن الـعـابثين بــه = يـــوم يــحـن إلــيـه يــوم" ذي قــار"
يـاخـاتـم الـرسـل هــذا يـومـك انـبـعثت = ذكــراه كـالـفجر فــي أحـضـان أنـهـار
يــا صـاحب الـمبدأ الأعـلى وهـل حـملت = رســالــة الــحــق إلا روح مــخـتـار؟
أعـلـى الـمـبادئ مــا صـاغـت لـحـاملها = مــن الـهـدى والـضـحايا نـصـب تـذكـار
فـكـيـف نــذكـر أشـخـاصـا مـبـادئـهم = مـبـادئ الـذئـب فــي إقـدامـه الـضاري ؟!
يــبــدون لـلـشـعب أحـيـانـا وبـيـنـهم = والـشـعب مــا بـيـن طـبـع الـهر والـفار
مــا أغـنـيك يــا" طــه " وفــي نـغمي = دمـــع وفــي خـاطـري أحـقـاد ثــوار ؟
تـململت كـبـريـاء الــجـرح فـانـتزفت = حـقـدي عـلـى الـجور مـن أغـوار أغـواري
يــا" أحـمـد الـنـور" عـقوا إن ثـأرت فـفي = صــدري جـحـيم تـشـظت بـيـن أشـعاري
" طـــه " إذا ثــار إنـشـادي فــإن أبــي = " حـسـان " أخـبـاره فــي الـشعر أخـباري
أن ابــن أنـصـارك الـغـر الألــى قـذفـوا = جــيـش الـطـغاة بـجـيش مـنـك جــرار
تـظـافرت فــي الـفـدى حـولـيك أنـفـسهم = كــأنـهـم قــــلاع خــلـف أســـوار
نـحـن الـيـمانين يــا" طــه " تـطـير بـنا = إلـــى روابـــي الــعـلا أرواح أنـصـار
إذا تــذكــرتَ " عــمــارا " وســيـرتـه = فـافـخـر بــنـا إنـنـا أحـفـاد " عـمـار"
"طــه " إلـيـك صــلاة الـشـعر تـرفـعها = روحـــي وتـعـزفـها أوتـــار قـيـثـار


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2008, 03:45 PM   رقم المشاركة : 4

 

.

*****

الهمزيّة النبويّة

( وُلِدَ الهـُدى فالكائناتُ ضياءُ )

لأمير الشعراء أحمد شوقي


وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضياءُ = وفَمُ الزمانِ تبسُّمٌ وثناءُ
الروحُ والملأُ الملائكُ حَولَهُ = للدينِ والدُنيا به بُشَراءُ
والعَرْشُ يزهو والحظيرةُ تزدهي = والمنتهى والسِّدرةُ العصْماءُ
وحديقةُ الفُرقانِ ضاحكةُ الرُبا = بالتُرجُمان شَذيَّةٌ غنّاءُ
والوحيُ يقطرُ سَلْسَلاً من سلسلٍ = واللوحُ والقلمُ البديعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامى الرُسْلِ فهي صحيفةٌ = في اللوحِ واسم محمدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجلالةِ في بديعِ حروفِهِ = ألِفٌ هنالِكَ واسم ( طه ) الباءُ
يا خيرَ مَنْ جاء الوجودَ تحيةً = مِن مُرسَلينَ إلى الهُدى بك جاؤوا
بيتُ النبيِّين الذي لا يلتقي = إلا الحنائفُ فيه والحُنَفاء ُ
خيرُ الأُبُوَّةِ حازَهم لك آدمٌ = دون الأنام وأحرزتْ حَوّاءُ
هُم أدركوا عِزَّ النُبُوَّةِ وانتهت = فيها إليكَ العِزَّةُ القَعْساءُ
خُلِقَتْ لبيتك وهو مخلوقٌ لها = إنّ العظائمَ كُفْؤها العُظَمَاءُ
بِكَ بَشّر اللهُ السماءَ فزُيِّنَت = وتضوَّعَت مِسْكاً بِكَ الغَبْراءُ
وبدا مُحَيَّاكَ الذي قَسَماتُهُ = حَقٌّ وغُرَّتُهُ هُدىً وحَياءُ
وعليهِ مِن نورِ النبوِّةِ رَوْنَقٌ = ومِنَ الخليلِ وهَدْيِهِ سِيماءُ
أثنى المسيحُ عليهِ خلف سمائِهِ = وتهلّلَت واهتزتِ العذراءُ
يومٌ يتيهُ على الزمانِ صَباحُهُ = ومَساؤهُ بمُحمَّدٍ وضّاءُ
الحقُ عالي الرُكنِ فيه مُظَفَّرٌ = في المُلْكِ لا يعلوعليه لِواءُ
ذُعِرَتْ عُروشُ الظالمين فزُلزِلتْ = وعَلَتْ على تيجانِهـم أصْداءُ
والنارُ خاويةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ = خَمَدَت ذوائِبُها وغاضَ الماءُ
والآيُ تَتْرى والخَوارِقُ جَمَّةٌ = جِبريلُ رَوّاحٌ بها غَدّاءُ
نِعْمَ اليتيمُ بَدَتْ مَخايِلُ فَضلِهِ = واليُتْمُ رِزْقٌ بعضُهُ وذَكاءُ
في المَهْدِ يُسْتَسْقَى الحَيا برجائِهِ = وبِقصْدِهِ تُسْتَدْفَعُ البَأْسَاءُ
بِسِوى الأَمانةِ في الصِّبا والصِدْقِ لَمْ = يَعْرِفْهُ أهلُ الصِدْقِ والأُمَنَاءُ


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-23-2008, 06:09 PM   رقم المشاركة : 5

 

.

*****

أحمد الرفاعي



يا مَنْ لهُ الأخلاقُ ما تهوى العُلا = منها وما يَتَعَشَّقُ الكُبَرَاءُ
لَو لَمْ تُقِمْ دِيناً لقامت وحدَها = دِيناً تُضيءُ بنورِهِ الآناءُ
زانَتْكَ في الخُلُقِ العظيمِ شمائلٌ = يُغرَى بِهِنَّ ويولَعُ الكُرَمَاءُ
أمّا الجمالُ فأنتَ شمسُ سمائِهِ = ومِلاحةُ الصِدِّيقِ منكَ أياءُ
والحُسْنُ مِن كَرَمِ الوجوهِ وخَيرُهُ = ما أُوتِيَ القُوّادُ والزُعَمَاءُ
فإذا سَخَوْتَ بَلَغْتَ بالجُودِ المَدى = وفعلتَ ما لا تفعلُ الأنواءُ
وإذا عَفَوْتَ فقادِراً ومُقدَّراً = لا يستهينُ بعَفْوِكَ الجُهلاءُ
وإذا رحِمْتَ فأنتَ أُمٌّ أو أبٌ = هذانِ في الدنيا هُما الرُحَمَاءُ
وإذا غَضِبْتَ فإنّما هي غَضْبَةٌ = في الحقِّ لا ضِغْنٌ ولا بَغْضاءُ
وإذا رضِيتَ فذاكَ في مَرْضاتِهِ = ورِضى الكثيرِ تَحَلُّمٌ ورِياءُ
وإذا خطبتَ فلِلْمنابِرِ هِزَّةٌ = تَعْرو النَدِيَّ وللقلوبِ بُكاءُ
وإذا قضَيْتَ فلا ارتيابَ كأنّما = جاءَ الخُصُومَ مِنَ السماءِ قَضاءُ
وإذا حَمَيْتَ الماءَ لم يُورَدْ ولو = أنَّ القياصِرَ والمُلوكَ ظِماءُ
وإذا أجَرْتَ فأنتَ بَيْتُ اللهِ لَمْ = يَدخُلْ عليهِ المُسْتجيرَ عداءُ
وإذا ملكْتَ النفسَ قُمْتَ بِبِرِّها = ولَوْ أنَّ ما ملكتْ يداكَ الشاءُ
وإذا بنَيْتَ فخيرُ زَوجٍ عِشْرَةً = وإذا ابتَنَيْتَ فدونَكَ الآباءُ
وإذا صَحِبْتَ رأى الوفاءَ مُجَسَّماً = في بُرْدِكَ الأصحابُ والخُلَطاءُ
وإذا أخذتَ العهدَ أو أعْطَيْتَهُ = فجميعُ عهدِكَ ذِمَّةٌ ووفاءُ
وإذا مَشَيْتَ إلى العدا فَغَضَنْفَرٌ = وإذا جَرَيْتَ فإنّكَ النَكْبَاءُ
وتَمُدُّ حِلْمَكَ للسفيهِ مُدارياً = حتى يضيقَ بِعرضِكَ السُفَهاءُ
في كلِّ نفسٍ مِن سُطاكَ مَهَابَةٌ = ولكلِّ نفْسٍ في نَداكَ رجاءُ
والرأيُ لم يُنْضَ المُهَنَّدُ دونَهُ = كالسيفِ لم تُضْرَبْ بِهِ الآراءُ
يا أيُّها الأُمِّيُّ حَسْبُكَ رُتْبةً = في العِلْمِ أن دانَتْ بِكَ العُلَماءُ
الذِكرُ آيةُ ربِّكَ الكُبرى التي = فيها لباغي المُعجِزاتِ غَناءُ
صَدْرُ البيانِ لهُ إذا التقت اللُّغى = وتقدَّمَ البُلَغاءُ والفُصَحاءُ
نُسِخَتْ بِهِ التوراةُ وهي وضيئةٌ = وتخلَّفَ الإنجيلُ وهو ذُكاءُ
لمّا تَمَشّى في الحِجازِ حكيمُهُ = فُضَّتْ عُكاظُ بهِ وقامَ حِراءُ
أزرى بمنطِقِ أهلِهِ وبيانِهم = وحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ
حسدوا فقالوا : شاعرٌ أو ساحرٌ = ومِنَ الحسودِ يكونُ الاستهزاءُ
قد نالَ بالهادي الكريمِ وبالهُدى = ما لَم تَنَلْ من سُؤْدُدٍ سيناءُ
أمسى كأنّكَ مِن جلالِكَ أُمّةٌ = وكأنّهُ مِن أُنسِهِ بيداءُ
يوحَى إليكَ الفوزُ في ظُلُماتِهِ = متتابعاً تُجلى به الظُلْماءُ
دينٌ يُشَيِّدُ آيةً في آيةٍ = لَبِناتُهُ السُّوراتُ والأضواءُ
الحقُّ فيه هو الأساسُ وكيف لا = واللهُ جلَّ جلالِهِ البَنَّاءُ
أمّا حديثُكَ في العقولِ فَمَشْرَعٌ = والعِلْمُ والحِكَمُ الغَوالي الماءُ
هو صِبْغَةُ الفُرْقانِ نفحةُ قُدْسِهِ = والسِينُ من سوراتِهِ والراءُ
جَرَتِ الفصاحَةُ مِن ينابيعِ النُهى = مِن دَوْحِهِ وتفَجَّرَ الإنشاءُ
في بحْرِهِ للسابحِينَ بِهِ على = أدَبِ الحَياةِ وعِلْمِها إرساءُ
أتَت الدهورُ على سُلافَتِهِ ولَم = تَفْنَ السُلافُ ولا سَلا النُدَماءُ
يا أيُّها المُسْرَى بِهِ شَرَفـاً الى = ما لا تنالُ الشمسُ والجَوْزاءُ
يتساءلونَ وأنتَ أطْهَرُ هَيْكَلٍ = بالروحِ أم بالهَيكلِ الإسراءُ
بِهِما سَمَوْتَ مُطَهّرَينِ كِلاهُما = نورٌ ورَيحانِيَّةٌ وبهاءُ
فَضْلٌ عليكَ لذي الجلالِ ومِنَّةٌ = واللهُ يفعَلُ ما يرى ويشاءُ
تغشى الغُيوبَ من العوالِم كلّما = طُوِيَتْ سَماءٌ قلِّدَتْكَ سماءُ
في كل مِنطقة حواشى نورها = نونٌ وأنتَ النُقطةُ الزهْراءُ
أنتَ الجمالُ بها وأنتَ المُجتلى = والكفُّ والمِرآةُ والحَسْناءُ
اللهُ هَيَّأَ من حظيرةِ قُدْسِهِ = نُزُلاً لذاتِكَ لم يَجُزْهُ عُلاءُ
العَرْشُ تحتكَ سُدَّةً وقوائماً = ومناكِبُ الروحِ الأمينِ وِطاءُ
والرُسْلُ دونَ العَرْشِ لم يُؤذَنْ لَهُمْ = حاشا لغَيرِكَ مَوعِدٌ ولِقاءُ



*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2008, 05:27 PM   رقم المشاركة : 6

 

.

*****

في السير من رواية يونس شعر لأبي الصديق بكر رضي الله عنه في قصة الغار


قَالَ النّبِيّ وَلَمْ يَزَلْ يُوَقّرُنِي = وَنَحْنُ فِي سَدَفٍ مِنْ ظُلْمَةِ الْغَارِ
لا تَخْشَ شَيْئًا ; فَإِنّ اللّهَ ثَالِثُنَا = وَقَدْ تَوَكّلَ لِي مِنْهُ بِإِظْهَارِ
وَإِنّمَا كَيْدُ مَنْ تَخْشَى بَوَادِرَهُ = كَيْدُ الشّيَاطِينَ كَادَتْهُ لِكُفّارِ
وَاَللّهُ مُهْلِكُهُمْ طَرّا بِمَا كَسَبُوا = وَجَاعِلُ الْمُنْتَهَى مِنْهُمْ إلَى النّارِ
وَأَنْتَ مُرْتَحِلٌ عَنْهُمْ وَتَارِكُهُمْ = إمّا عَدُوّا وَإِمّا مُدْلِجٌ سَارِي
وَهَاجِرٌ أَرْضَهُمْ حَتّى يَكُونَ لَنَا = قَوْمٌ عَلَيْهِمْ ذَوُو عِزّ وَأَنْصَارِ
حَتّى إذَا اللّيْلُ وَارَتْنَا جَوَانِبُهُ = وَسَدّ مِنْ دُونِ مَنْ تَخْشَى بِأَسْتَارِ
سَارَ الأُرَيْقِطُ يَهْدِينَا وَأَيْنُقُهُ = يَنْعَبْنَ بِالْقَرْمِ نَعْبًا تَحْتَ أَكْوَارِ
يَعْسِفْنَ عَرْضَ الثّنَايَا بَعْدَ أَطْوُلِهَا = وَكُلّ سَهْبٍ رِقَاقٍ التّرْبِ مَوّارِ
حَتّى إذَا قُلْت : قَدْ أَنْجَدْنَ عَارِضَهَا = مِنْ مُدْلِجٍ فَارِسٍ فِي مَنْصِبٍ وَارِ
يُرْدِي بِهِ مُشْرِفَ الأَقْطَارِ مُعْتَزَمٌ = كَالسّيدِ ذِي اللّبْدَةِ الْمُسْتَأْسِدِ الضّارِي
فَقَالَ كُرّوا فَقُلْت : إنّ كَرّتَنَا = مِنْ دُونِهَا لَك نَصْرُ الْخَالِقِ الْبَارِي
أَنْ يَخْسِفَ الأَرْضَ بِالأَحْوَى وَفَارِسِهِ = فَانْظُرْ إلَى أَرْبُعٍ فِي الأَرْضِ غُوّارِ
فَهِيلَ لَمّا رَأَى أَرْسَاغَ مَقْرَبِهِ = قَدْ سُخْنَ فِي الأَرْضِ لَمْ يَحْفِرْ بِمِحْفَارِ
فَقَالَ هَلْ لَكُمْ أَنْ تُطْلِقُوا فَرَسِي = وَتَأْخُذُوا مَوْثِقِي فِي نُصْحِ أَسْرَارِ
وَأَصْرِفُ الْحَيّ عَنْكُمْ إنْ لَقِيتُهُمْ = وَأَنْ أُعَوّرَ مِنْهُمْ عَيْنَ عُوّارِ
فَادْعُوَا الّذِي هُوَ عَنْكُمْ كَفّ عَوْرَتَنَا = يُطْلِقْ جَوَادِي وَأَنْتُمْ خَيْرُ أَبْرَارِ
فَقَالَ قَوْلاً رَسُولُ اللّهِ مُبْتَهِلاً = يَا رَبّ إنْ كَانَ مِنْهُ غَيْرُ إخْفَارِ
فَنَجّهِ سَالِمًا مِنْ شَرّ دَعْوَتِنَا = وَمُهْرَهُ مُطْلَقًا مِنْ كَلْمِ آثَارِ
فَأَظْهَرَ اللّهُ إذْ يَدْعُو حَوَافِرَهُ = وَفَازَ فَارِسُهُ مِنْ هَوْلِ أَخْطَارِ


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-01-2008, 02:48 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم بن قسقس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 17
عبدالرحيم بن قسقس is on a distinguished road


 

.

*****

أبو عزة عمرو بن عبد الله بن عثمان بن جمح يمدح رسول الله عليه الصلاة والسلام


من مبلغ عني الرسول محمدا = بأنك حق والمليك حميد
وأنت امرئ وتدعو إلى الحق والهدى = عليك من الله العظيم شهيد
وأنت امرئ بوئت فينا مباءة = لها درجات سهلة وصعود
فإنك من حاربته لمحارب = شقي ومن سالمته لسعيد
ولكن إذا ذكرت بدرا وأهله = تأوب ما بي حسرة وقعود

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008, 07:27 PM   رقم المشاركة : 8

 

.

*****

نعود لحسان بن ثابت رضي الله عنه

قومي الذين هم آووا نبيهم = وصدقوه وأهل الأرض كفار
إلا خصائص أقوام هم سلف = للصالحين مع الأنصار أنصار
مستبشرين بقسم الله قولهم = لما أتاهم كريم الأصل مختار
أهلا وسهلا ففي أمن وفي سعة = نعم النبي ونعم القسم والجار
فأنزلوه بدار لا يخاف بها = من كان جارهم دارا هي الدار
وقاسموه بها الأقوال إذ قدموا = مهاجرين وقسم الجاحد النار
سرنا وساروا إلى بدر لحينهم = لو يعلمون يقين العلم ما ساروا
دلاهم بغرور ثم أسلمهم = إن الخبيث لمن والاه غرار
وقال إني لكم جار فأوردهم = شر الموارد فيه الخزي والعار
ثم التقينا فولوا عن سراتهم = من منجدين ومنهم فرقة غاروا


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-07-2008, 09:56 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 









وُلِـد الُهدى فالكائنات ضياء = وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناء
الروح والملأ الملائـك حـوله= للدين والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو والحظيرة تزدهي= والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ= واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية= من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه= ومســاؤه بمحمــد وضاء
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت= وعلـت على تيجانهم أصـداء
نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه= واليـتم رزق بعضه وذكاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا= منها وما يتعشق الكبـراء
لو لم يُقم دينًا لقامت وحدها= دينا تضــيء بنوره الآناء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ= يُغري بهن ويُولع الكـرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى= وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا ومقدَّرًا= لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ= هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة= في الحق لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة= تعرو الندِيَّ وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما= جاء الخصومَ من السـماء قضاء
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ ولو= أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله لـم= يدخل عليه المسـتجير عـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته= فجميـع عهدك ذمـة ووفاء
يا أيها الأمي حســبك رتـبةً= فـي العلم أن دانت بك العلماء
الذكـر آية ربك الكبرى التي= فيها لباغي المعجـزات غناء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى= وتقـدم البلغاء والفصـحاء
حسدوا فقـالوا: شاعرٌ أو ساحر= ومن الحســود يكون الاستهزاء



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-06-2009, 04:42 PM   رقم المشاركة : 10

 

.

*****

قصيدة للشاعر شرف الدين البوصيري (608 - 696 هـ)
بعنوان ( بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ )
وأسمه: محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله



بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ = وتُغْتَفَرُ الخطايا والذُّنُوبُ
وأرجو أن أعيشَ بهِ سعيداً = وَألقاهُ وَليس عَلَيّ حُوبُ
نبي كامل الأوصافِ تمت = محاسنه فقيل له الحبيبُ
يُفَرِّجُ ذِكْرُهُ الكُرُباتِ عنا = إذا نَزَلَتْ بساحَتِنا الكُروبُ
مدائحُه تَزِيدُ القَلْبَ شَوْقاً = إليه كأنها حَلْيٌ وَطيبُ
وأذكرهُ وليلُ الخطبِ داجٍ = عَلَيَّ فَتَنْجلِي عني الخُطوبُ
وَصَفْتُ شمائلاً منه حِساناً = فما أدري أمدحٌ أمْ نسيبُ
وَمَنْ لي أنْ أرى منه محَيًّاً = يُسَرُّ بحسنِهِ القلْبُ الكئِيبُ
كأنَّ حديثَه زَهْرٌ نَضِيرٌ = وحاملَ زهرهِ غصنٌ رطيبُ
ولي طرفٌ لمرآهُ مشوقٌ = وَلِي قلب لِذِكْراهُ طَروبُ
تبوأ قاب قوسين اختصاصاً = ولا واشٍ هناك ولا رقيبُ
مناصبهُ السنيّة ليس فيها = لإنسانٍ وَلاَ مَلَكٍ نَصِيبُ
رَحِيبُ الصَّدْرِ ضاقَ الكَوْنُ عما = تَضَمَّنَ ذلك الصَّدْرُ الرحيبُ
يجدد في قعودٍ أو قيامٍ = له شوقي المدرس والخطيبُ
على قدرٍ يمد الناس علماً = كما يُعْطِيك أدْوِيَة ً طبيبُ
وَتَسْتَهْدِي القلوبُ النُّورَ منه = كما استهدى من البحر القليبُ
بدت للناس منه شموسُ علمٍ = طَوالِعَ ما تَزُولُ وَلا تَغِيبُ
وألهمنا به التقوى فشقتْ = لنا عمَّا أكَنَّتْهُ الغُيُوبُ
خلائِقُهُ مَوَاهِبُ دُونَ كَسْبٍ = وشَتَّانَ المَوَاهِبُ والكُسُوبُ
مهذبة ٌ بنور الله ليست = كأخلاق يهذبها اللبيبُ
وَآدابُ النُّبُوَّة ِ مُعجزاتٌ = فكيف يَنالُها الرجُلُ الأديبُ
أَبْيَنَ مِنَ الطِّباعِ دَماً وَفَرْثاً = وجاءت مثلَ ما جاء الحليبُ
سَمِعْنا الوَحْيَ مِنْ فِيه صريحاً = كغادية عزاليها تصوبُ
فلا قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ لَدَيْها = بفاحِشَة ٍ وَلا بِهَوى ً مَشُوبُ
وَبالأهواءُ تَخْتَلِفُ المساعي = وتَفْتَرِق المذاهب وَالشُّعوبُ
ولما صار ذاك الغيث سيلاً = علاهُ من الثرى الزبدُ الغريبُ
فلا تنسبْ لقول الله ريباً = فما في قولِ رَبِّك ما يَرِيبُ
فإن تَخُلُقْ لهُ الأعداءُ عَيْباً = فَقَوْلُ العَائِبِينَ هو المَعيبُ
فَخالِفْ أُمَّتَيْ موسى وَعيسى = فما فيهم لخالقه منيبُ
فَقَوْمٌ منهم فُتِنُوا بِعِجْلٍ = وَقَوْماً منهمْ فَتَنَ الصَّليبُ
وَأحبارٌ تَقُولُ لَهُ شَبِيهٌ = وَرُهْبَانٌ تَقُولُ لَهُ ضَرِيبُ
وَإنَّ محمداً لرَسولُ حَقٍّ = حسيبٌ فينبوته نسيبُ
أمين صادقٌ برٌّ تقيٌّ = عليمٌ ماجِدٌ هادٍ وَهُوبُ
يريك على الرضا والسخط وجهاً = تَرُوقُ به البَشَاشَة ُ وَالقُطوبُ
يُضِيءُ بِوَجْهِهِ المِحْرابُ لَيْلاً = وَتُظْلِمُ في النهارِ به الحُروبُ
تقدمَ من تقدمَ من نببيٍّ = نماهُ وهكذا البطلُ النجيبُ
وصَدَّقَهُ وحَكَّمَهُ صَبِيّاً = من الكفار شبانٌ وشيبُ
فلما جاءَهم بالحقِّ صَدُّوا = وصد أولئك العجب العجيبُ
شريعتُهُ صراطٌ مُستقيمٌ = فليس يمسنا فيها لغوبُ
عليك بها فإن لها كتاباً = عليه تحسد الحدق القلوبُ
ينوب لها عن الكتب المواضي = وليست عنه في حال تنوبُ
ألم تره ينادي بالتحدي = عن الحسن البديعِ به جيوبُ
وَدَانَ البَدْرُ مُنْشَقّاً إليه = وأفْصَحَ ناطِقاً عَيْرٌ وَذِيبُ
وجذع النخلِ حنَّ حنينَ ثكلى = لهُ فأَجابهُ نِعْمَ المُجِيبُ
وَقد سَجَدَتْ لهُ أغصانُ سَرْحٍ = فلِمَ لا يؤْمِنُ الظَّبْيُّ الرَّبيبُ
وكم من دعوة في المحلِ منها = رَبَتْ وَاهْتَزَّتِ الأرضُ الجَدِيبُ
وَروَّى عَسْكراً بحلِيبِ شاة ٍ = فعاودهم به العيش الخصيبُ
ومخبولٌ أتاهُ فثاب عقلٌ = إليه ولم نخلهُ له يثوب
وما ماءٌ تلقى وهو ملحٌ = أُجاجٌ طَعْمُهُ إلاّ يَطِيبُ
وعينٌ فارقَتْ نظراً فعادت = كما كانت وردّ لها السليبُ
ومَيْتٌ مُؤذِنٌ بِفِراقِ رُوحٍ = أقام وسرِّيَتْ عنه شعوبُ
وثَغْرُ مُعَمِّرٍ عُمراً طويلاً = تُوفي وهو منضودٌ شنيب
ونخلٌ أثمرتْ في دون عامٍ = فغارَ بها على القنوِ العسيبُ
ووفى منه سلمانٌ ديوناً = عليه ما يوفيها جريب
وجردَ من جريدِ النخلِ سيفاً =فقيل بذاك للسيفِ القضيب
وهَزَّ ثَبِيرُ عِطْفَيْهِ سُروراً = به كالغصنِ هبتهُ الجنوبُ
ورَدَّ الفيلَ والأحزابَ طَيْرٌ = وريحٌ مايطاقُ لها هبوبُ
وفارسُ خانها ماءٌ ونارٌ = فغيِضَ الماءُ وانطفَأَ اللَّهيبُ
وَقد هَزَّ الحسامَ عليه عادٍ = بِيَومٍ نَوْمُه فيه هُبوبُ
فقام المصطفى بالسيفِ يسطو = على الساطي به وله وثوبُ
وريعَ له أبو جهلٍ بفحلٍ = ينوبُ عن الهزبرِ له نيوبُ
وشهبٌ أرسلتْ حرساً فخطتْ = على طرسِ الظلامِ بها شطوبُ
ولم أرَ معجزاتٍ مثل ذكرٍ = إليه كلُّ ذِي لُبٍّ يُنِيبُ
وما آياته تحصى بعدٍّ = فَيُدْرِكَ شَأْوَها مني طَلوبُ
طفقتُ أ‘دُّ منها موجَ بحرٍ = وَقَطْراً غَيْثُهُ أَبداً يَصُوبُ
يَجُودُ سَحابُهُنَّ وَلا انْقِشَاعٌ = وَيَزْخَرُ بَحْرُهُنَّ ولا نُضُوبُ
فراقك من بوارقها وميضٌ = وشاقك من جواهرها رسوبُ
هدانا للإله بها نبيٌّ = فضائله إذا تحكى ضروبُ
وأَخبَرَ تابِعِيِه بِغائِباتٍ = وليس بكائن عنه مَغيبُ
ولا كتبَ الكتابَ ولا تلاه = فيلحدَ في رسالته المريبُ
وقد نالوا على الأمم المواضي = به شرفاً فكلهم حسيبُ
وما كأميرِنا فيهم أميرٌ = ولا كنقِيبنا لهمُ نقيبُ
كأن عليمنا لهم نبيٌّ = لدعوتِهِ الخلائقُ تستجيبُ
وقد كتبتْ علينا واجباتٌ = أشَدُّ عليهمُ منها النُّدوبُ
وما تتضاعفُ الأغلالُ إلاَّ = إذا قستِ الرقابُ أو القلوبُ
ولما قيلَ للكفارِ خُشْبٌ = تحكَّمَ فيهم السيفُ الخشيبُ
حَكَوْا في ضَرْبِ أمثلة ٍ حَمِيراً = فوَاحِدُنا لألْفِهِمُ ضَرُوبُ
وما علماؤنا إلا سيوفٌ = مواضٍ لاتفلُّ لها غروبُ
سَراة ٌ لم يَقُلْ منهم سَرِيُّ = لِيَومِ كَرِيهَة ٍ يَوْمٌ عَصِيبُ
ولم يفتنهمُ ماءٌ نميرٌ = من الدنيا ولا مرعى ً خصيبُ
ولم تغمضْ لهم ليلاً جفونٌ = ولا ألفتْ مضاجعها جنوبُ
يشوقكَ منهم كل ابنِ هيجا = على اللأواء محبوبٌ مهيبُ
له مِنْ نَقْعِها طَرْفٌ كَحِيلٌ = ومِنْ دَمِ أُسْدِها كَفٌّ خَضِيبُ
وتنهالُ الكتائبُ حين يهوى = إليها مثلَ ما انهال الكثيبُ
على طرق القنا للموتِ منه = إلى مهجِ العدا أبداً دبيبُ
يُقَصِّدُ في العِدا سُمْرَ العَوالي = فيَرْجِعُ وهْوَ مسلوبٌ سَلوبُ
ذوابلُ كالعقودِ لها اطرادٌ = فليس يشوقها إلا التريبُ
يخرُّ لرمحهِ الرُّوميُّ أني = تيقنَ أنه العودُ الصليبُ
ويَخْضِبُ سَيفَهُ بِدَمِ النَّواصي = مخافة َ أن يقالَ به مشيبُ
له في الليل دمعٌ ليس يرقا = وقلبٌ ما يَغِبُّ له وجِيبُ
رسول الله دعوة َ مستقيلٍ = من التقصيرِ خاطرهُ هبوبُ
تعذَّر في المشيبِ وكان عياً = وبُردُ شبابه ضافٍ قشيبُ
ولا عَتْب على مَنْ قامَ يَجْلو = محاسِنَ لا تُرَى معها عيوبُ
دعاك لكلِّ مُعْضِلة ٍ أَلَّمتْ = به ولكلِّ نائبة ٍ تَنُوبُ
وللذَّنْبِ الذي ضاقَتْ عليه = به الدنيا وجانبُها رَحيبُ
يراقبُ منه ما كسبت يداه = فيبكيه كما يبكي الرقوبُ
وأني يهتدي للرشدِ عاصٍ = لغاربِ كل معصية ٍ ركوبُ
يَتُوبُ لسانُهُ عَنْ كلِّ ذَنْبٍ = وَلم يَرَ قلبَهُ منه يَتُوبُ
تقاضتهُ مواهبكَ امتداحاً = وَأوْلَى الناسِ بالمَدْحِ الوَهوبُ
وأغراني به داعي اقتراحٍ = عليَّ لأمرهِ أبداً وجوبُ
فقلتُ لِمَنْ يَحُضُّ عَلَى َّ فيه = لعلَّكَ في هواهُ لي نَسيبُ
دَلَلْتَ عَلَى الهَوَى قلبي فَسَهْمي = وَسَهْمُكَ في الهَوَى كلٌّ مُصيبُ
لجودِ المصطفى مُدَّت يدانا = وما مدتْ له أيدٍ تخيبُ
شفاعَتهُ لنا ولكلِّ عاصٍ = بقدرِ ذنوبه منها ذنوبُ
هُوَ الغَيْثُ السَّكُوبُ نَدًى وَعِلْماً = جَهِلْتُ وما هُوَ الغَيْثُ السَّكوبُ
صلاة ُ الله ما سارت سَحابٌ = عليه ومارسا وثوى عسيبُ


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir