يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-13-2010, 07:50 PM   رقم المشاركة : 1
( الحياء ) أنواعه وبعض مباحثه


 






عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ

فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ:

إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: أَنَّ مِنْهُ وَقَارَا وَمِنْهُ سَكِينَةً.

فَقَالَ عِمْرَانُ:

أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صُحُفِكَ؟.

وفي رواية لمسلم : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم :

الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ

قَالَ أَوْ قَالَ:

الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:51 PM   رقم المشاركة : 2

 


أولاً: تخريج الحديث:


الحديث أخرجه مسلم، في " كتاب الإيمان "

" باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان "

حديث (37)،

و أخرجه البخاري في "كتاب الأدب" "باب الحياء"، حديث (6117).

و أما رواية "الحياء خير كله" أو قال "الحياء كله خير"

فانفرد بها مسلم عن البخاري في نفس الباب والكتاب السابقين ،

و أخرجها أبو داود في "كتاب الأدب" "باب في الحياء" حديث (4796).

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:52 PM   رقم المشاركة : 3

 


ثانياً: شرح ألفاظ الحديث:


( بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ ): بشير بضم الباء أحد كبار التابعين و فضلائهم.

( الْحِكْمَةِ ) : هي في الأصل إصابة الحق عن طريق النظر الثاقب و العلم.

( أَنَّ مِنْهُ وَقَارَا وَمِنْهُ سَكِينَةً ) : أي أن الحياء منه ما يحمل صاحبه على أن يوقر غيره،

و يتوقر هو في نفسه،

و منه ما يحمل على أن يسكن عن كثير من المنهيات و المكروهات

و الأشياء التي لا تليق بذي المروءة.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:53 PM   رقم المشاركة : 4

 


ثالثاً: من فوائد الحديث:


الفائدة الأولى

الحديث دليل على على فضل الحياء و أنه محمود على كل حال

و هذا الحياء الشرعي حيث قال النبي صلى الله عليه و سلم

(( الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ )) و (( الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ )).

وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الحياء من الإيمان ))

فإن قيل:

هناك من الحياء ما يمنع صاحبه من قول الحق أو الأمر بالمعروف

و النهي عن المنكر فكيف نجمع بينه

و بين كون الحياء لا يأتي إلا بخير و أنه خير كله؟


والجواب: أن هذا الحياء ليس هو الحياء الشرعي الذي هو خير كله،

بل هو خجل و خور و عجز و مهانة و سمي حياءً مجازا و تشبيها

لأنه يشترك مع الحياء الشرعي في معنى الانكسار و الانقباض

وتعارف عند الناس أنه حياءً لكنه ليس حياءً شرعياً

و إن سمي حياءً فهو حياء مذموم ليس مقصوداً في الحديث .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:54 PM   رقم المشاركة : 5

 


الفائدة الثانية

اختلف في سبب إنكار عمران بن حصين - رضي الله عنه - و غضبه على بشير بن كعب

حينما قال له: " إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: أَنَّ مِنْهُ وَقَارَا وَمِنْهُ سَكِينَةً "

اختلف فيه على عدة أقوال:

* فقيل: لأن بُشيراً قال " أَنَّ مِنْهُ وَقَارَا وَمِنْهُ سَكِينَةً "

و (من) للتبعيض فيفهم منه أن من الحياء ما ينافي الوقار و السكينة و لذلك أنكر عليه،

و يؤيده رواية مسلم الأخرى "فقال بشير بن كعب:

إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة أن منه سكينة ووقاراً لله،

و منه ضَعْفٌ فغضب عمران".

وقيل: إنما غضب لأن بشيراً قال ذلك في معرض

من يعارض كلام الرسول صلى الله عليه وسلم بكلام غيره،

و يؤيده آخر الحديث حيث قال عمران

" أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و سلم وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صُحُفِكَ؟".

و قيل: إنما غضب لأنه خاف أن يخلط السنة بغيرها فسد ذريعة ذلك بالإنكار عليه.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:55 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


الفائدة الثالثة

من مباحث الحياء أيضاً ما يلي:

- تعريف الحياء .

الحياء هو تغير و انكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به،

وفي الشرع: خُلُقٌ يبعث على اجتناب القبيح و يمنع من التقصير في حق ذي الحق ،

هكذا عرفه ابن حجر في الفتح

[ انظر الفتح "كتاب الإيمان" "باب أمور الإيمان" حديث (9)] ،

و قيل في الحياء تعريفات أخرى غير هذا.

- للحياء نوعان :

حياء غريزي ، و حياء مكتسب .

النوع الأول : الحياء الغريزي :

وهو الذي يكون خِلْقة و جبلَّة و هذا النوع ليس مقصودا في حديث الباب

و لكنه يعين على المكتسب فهو سبب في الكف عن القبائح .

والنوع الثاني : الحياء المكتسب :

وهو المقصود لأنه هو الذي يكون معه نية تبعث صاحبه على فعل الطاعة

و تحجزه عن فعل المعصية،

فاستعمال الحياء على وفق الشرع يحتاج إلى نية وهذا يكون في المكتسب،

و قد جمع للنبي صلى الله عليه و سلم النوعان من الحياء

فكان في الغريزي أشد حياء من العذراء في خدرها،

و كان في المكتسب المثل الأعلى في البشرية صلى الله عليه و سلم.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:56 PM   رقم المشاركة : 7

 


- الحياء و الاستحياء من صفات الله تعالى

و هي صفة خبرية ثابتة بالكتاب و السنة و (الحيي) من أسماء الله جل و علا.

و دليل من الكتاب: قوله تعالى:

{ إنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيي أَن يَضْربَ مَثَلاً مَّا بَعوضَةً فمَا فوْقَهَا}


و قوله:

{وَ الله لاَ يَسْتَحيي مِنَ الحَق}


و من السنة: حديث أبي واقد- رضي الله عنه - في الصحيحين و فيه:

(( و أما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه، و أما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه )).

و حديث سلمان- رضي الله عنه - مرفوعاً

(( إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين ))

رواه أبو داود و الترمذي.

و حياء الرب جل و علا ليس كحياء المخلوقين الذي هو تغير و انكسار

بل هو حياء يليق بجلاله يكون فيه ترك ما ليس يتناسب

مع سعة رحمته و كمال جوده و كرمه و عظيم عفوه

فلا يفضح عبده إذا عصاه و جاهر بذلك

بل يستره استحياء من هتك ستره، قال ابن القيم في نونيته:

وهو الحيي فليس يفضح عبـده *** عند التجاهر منه بالعصيـان

لكـنه يلقي علـيه ستــره *** فهو الستير و صاحب الغفران

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:57 PM   رقم المشاركة : 8

 


- أعظم صور الحياء الحياء من الله

فمن استخف بالأوامر و النواهي الشرعية دل ذلك على عدم إجلاله لربه

و إعظامه و عدم حيائه منه جل و علا،

و أدل دليل على ذهاب الحياء من الله عند بعض الناس

أن تجده ضابطاً لسلوكه و أقواله و أفعاله عند من يحترمهم من البشر،

ثم هو إذا خلا منهم و لم يطلع عليه إلا رب البشر وجدته يتصرف بلا قيود،

و عن سعيد بن يزيد الأزدي- رضي الله عنه -

أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم:

(( أوصني قال: أوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي من الرجل الصالح))

قال المناوي- رحمه الله - :

(أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك)

قال ابن جرير: هذا أبلغ موعظة و أبين دلالة بأوجز إيجاز، و أوضح بيان،

إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح عن أعين أهل الصلاح،

و ذوي الهيئات و الفضل أن يراه وهو فاعله،

و الله مطلع على جميع أفعال خلقه،

فالعبد لإذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه

تجنب جميع المعاصي الظاهرة و الباطنة،

فيالها من وصية ما أبلغها و موعظة ما أجمعها
"

و لقد كان الرعيل الأول أشد الناس حياءً من الله تعالى

حتى تعدى حياؤهم لشيء لابد لهم منه

ففي صحيح البخاري سئل ابن عباس عن قول الله تعالى:

{ أَلا إِنَّهُمْ يثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ

إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
}

فقال:" أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء

و أن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم
"

و يفضوا إلى السماء أي ليس هناك ما يحجبهم من سقف و نحوه.

و كان أبو بكر الصديق يقول:

"استحيوا من الله فإني أذهب إلى الغائط فأظل متقنعا بثوبي حياءً من ربي".

و كان أبو موسى إذا اغتسل في بيت مظلم لا يقيم صلبه حياء من الله عز وجل.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:58 PM   رقم المشاركة : 9

 


_ المعاصي تذهب الحياء

قال ابن القيم- رحمه الله - :

" من عقوبات المعاصي ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب،

وهو أصل كل خير، و ذهابه ذهاب الخير أجمعه

فقد جاء في الحديث الصحيح " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ "
"


- الحياء أصل كل شيء

قال ابن القيم- رحمه الله - :

" فمن لا حياء له ليس معه من الإنسانية إلا اللحم و الدم و صورتهما الظاهرة،

كما أنه ليس معه من الخير شيء، و لولا هذا الخلق لم يقر الضيف،

ولم يوف بالوعد، و لم تؤد الأمانة، و لم تقض لأحد حاجة،

و لا تحرى الرجل الجميل فآثره، و لا القبيح فتجنبه، و لا ستر له عورة،

و لا امتنع من فاحشة و كثير من الناس لولا الحياء الذي فيه

لم يؤد شيئاً من الأمور المفترضة عليه .
"

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:59 PM   رقم المشاركة : 10

 


- من أقوال السلف في الحياء

* تقدم فعل أبي بكر و أبي موسى رضي الله عنهما.

* قال عمر رضي الله عنه:"من قلَّ حياؤه قل ورعه، و من قلَّ ورعه مات قلبه".

* و قال ابن مسعود- رضي الله عنه - : " من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله ".

* و قال الحسن البصري- رحمه الله - :

" الحياء و التكرم خصلتان من خصال الخير لم يكونا في عبد إلا رفعه الله بهما ".



و إلى الله تعالى نشكو ذهاب هذا الخلق في كثير من صور حياة الناس اليوم

على مستوى الأفراد و المجتمعات،

فالرجل يجلب القبائح لنفسه بسلوكه مع الخلق

و في بيته فيعرض فيه ما يسلخ الحياء و يربي أبناءه على ذلك

فيجلب لهم القنوات الهابطة و الأغاني الماجنة و الصور الخليعة

و التعاليم المقيتة و لا تسل حينئذ عن حياء الأبناء نتيجة هذه التربية،

و المرأة لا تبالي فيما فعلت فتخرج إلى الأسواق متطيبة

و متجملة و بحجاب يحتاج إلى حجاب،

و في قصور الأفراح بلباس عارٍ و إظهار المفاتن و قبائح لا تنبغي إلا للزوج،

و في مخالظتها للرجال الأجانب و حديثها و رفع صوتها و نحو ذلك من الصور،

و في الشبكات العنكبوتية صور يندى لها الجبين

تدل على موت هذا الخلق العظيم عند الفتيات

فرحم الله حالهن و أحسن عزاءهن

ببعدهن عن حال أمهات المؤمنين و نساء الصحابة،

فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت :

" كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله و أبي و أضع ثوبي

و أقول إنما هو زوجي و أبي فلما دفن عمر

و الله ما دخلت إلا و مشدودة على ثيابي حياءً من عمر
"

و في سنن أبي داود من حديث أبي أسيد الأنصاري

عن أبيه- رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم -

يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

(( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق ))

فكانت المرأة تلتصق بالجدار

حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به.

قال الألباني: و بالجملة فالحديث حسن..



نسأل الله أن يهب لنا و لأزواجنا و أبنائنا و جميع المسلمين حياءً

يدفعنا للمحاسن و يدفع عنا القبائح.


المصدر


غفر الله لكاتبه وناقله وقارئه



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir