أزمة أخلاق

أزمة أخلاق

فيما مضى كان الناس يتعاملون مع بعضهم بمصداقية أكثر ،ومبدأ الثقة هو السائد في تعاملاتهم ،يوجد بينهم شوآذ كما هو حال كل قاعدة ولكنه الاستثناء . كانت روح التكافل هي المبدأ السائد بين الجميع،إذا افتقر شخص فالكل يهب لمساعدته،إذا تداينوا فالخلاص غالبا يكون من (الثمرة) أي من محصول زراعة فصلي الصيف والخريف أو من (طلعة الحج) هذا لمن يعمل في خدمة الحجاج وفي بادئ الأمر ما كان يوجد كتابة ولا كتاب إلا ما ندر بل يكفي أن يعده بالوفاء.
تطور الوضع ولكن ليس إلى الأفضل ،أصبح (المديَن) بتشديد الياء وكسرها يطلب من مدينه بأن يقبض على لحيته (هذا عندما كان للناس لحى) وهذه كناية عن حلف يجب الوفاء به وأحيانا يطلب كفيله ويقول في (وجهي) وهذا يكفي عندهم ،
وعندما انتشر التعليم أصبح الناس يوثقون معاملاتهم بكتابة وشهود ،ومع تطور التوثيق إلى الأفضل فإن الأخلاق أخذت في الانحدار حتى لم يعد ينفع مع ذلك الانحدار المخيف لا كتابة ولا شهود - إلا من رحم ربي – وخاصة عندما يتعلل المدين بعسره مطلا وكذبا ، والشاهد من هذا أن الآباء والأجداد كانوا أعظم أخلاقا وأكثر منا وفاء رغم ضيق ذات اليد .
كان الناس فيما مضى يشدون من أزر ضعيفهم وينصرون مظلومهم ويمسحون على رأس يتيمهم وكل إنسان يمنحه من حنانه ويجود له ببعض ماعنده من طعام ولباس ، حتى أن كثيرا من الأطفال كانوا يتمنون أن يصبحوا أيتاما بسبب ما يرونه من حنو وعطف على اليتيم ،أما الآن فكل يقول نفسي نفسي وأستثني القلة القليلة من أهل الخير والكرام قليل في هذا الزمان فهل يا ترى أصبحنا فعلا نعاني من أزمة أخلاق؟!!
نكتفي بهذا القدر حتى لا نثقل عليكم وإلى تواصل آخر مع الحرف إن شاء الله .