يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-15-2008, 12:20 AM   رقم المشاركة : 1
Berightback أنواع الغيرة .. وفوائد جليلة .. لابن القيم


 

من كتاب الفوائد لابن القيم ،

قال ابن القيم رحمه الله :
أنواع الغيرة .. وفوائد جليلة

الغيرة غيرتان‏:‏ غيرة على الشيء، وغيرة من الشيء، فالغيرة على المحبوب حرصك عليه، والغيرة من المكروه أن يزاحمك عليه، فالغيرة على المحبوب لا تتم إلا بالغيرة من المزاحم، وهذه تحمد حيث يكون المحبوب تقبح المشاركة في حبه كالمخلوق‏.‏

وأما من تحسن المشاركة في حبه سبحانه فلا يتصور غيره المزاحمة عليه بل هو حسد، والغيرة المحمودة في حقه أن يغار المحب على محبته له أن يصرفها إلى غيره، أو يغار عليها أن يطلع عليها الغير فيفسدها عليه، أو يغار على أعماله أن يكون فيها شيء لغير محبوبه، أو يغار عليها أن يشوبها ما يكره محبوبه من رياء أو إعجاب أو محبة لإشراف غيره عليها أو غيبته عن شهود منته عليه فيها‏.‏

وبالجملة‏:‏ فغيرته تقتضي أن تكون أحواله وأعماله وأفعاله كلها لله، وكذلك يغار على أوقاته أن يذهب منها وقت في غير رضا محبوبه، فهذه الغيرة من جهة العبد، وهي غيرة من المزاحم له المعوق القاطع له عن مرضاة محبوبه‏.‏ وأما غيرة محبوبه عليه فهي كراهية أن ينصرف قلبه عن محبته إلى محبة غيرة بحيث يشاركه في حبه، ولهذا كانت غيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه، ولأجل غيرته سبحانه حرم الفاحشة ما ظهر وما بطن؛ لأن الخلق عبيده وإماؤه فهو يغار على إمائه كما يغار السيد على جواريه- ولله المثل الأعلى- ويغار على عبيده أن تكون محبتهم لغيره بحيث تحملهم تلك المحبة على عشق الصور ونيل الفاحشة منها‏.‏

من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه , وقره الله في قلوب الخلق أن يذلوه‏.‏

إذا علقت شروش ‏‏ المعرفة في أرض القلب نبتت فيه شجرة المحبة، فإذا تمكنت وقويت أثمرت الطاعة فلا تزال الشجرة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها‏.‏
أول منازل القوم‏:‏ «‏اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا‏ » الأحزاب: 42 ، وأوسطها‏:‏ ‏ «هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور» الأحزاب 43‏.‏ وآخرها‏:‏ «تحيتهم يوم يلقونه سلام» الأحزاب: 44 .‏

أرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها، فإن غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبدان، وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر مر‏.‏
ارجع إلى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك، ولا تشرد عنه من هذه الأربعة فما رجع من رجع إليه بتوفيقه إلا منها، وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها، فالموفق يسمع ويبصر ويتكلم ويبطش بمولاه، والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه‏.‏

مثال تولد الطاعة ونموها وتزايدها كمثل نواة غرستها فصارت شجرة ثم أثمرت فأكلت ثمرها وغرست نواها فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره وغرست نواه، وكذلك تداعي المعاصي، فليتدبر اللبيب هذا المثال‏:‏ فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها‏.‏
ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه‏.‏
كفى بك عزًّا أنك له عبد * * * وكفى بك فخراً أنه لك رب
انتهى كلامه رحمه الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-16-2008, 10:28 AM   رقم المشاركة : 2

 

اختيار موفق بارك الله فيك وزادك من فضله .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 05-16-2008, 01:53 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road

Thumbs up


 


علي محمد أبو علامة .. ما أروع ماسطرت !!

يعطيك العافية .. ودمت متألقاً بمواضيعك الرائعة.



 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-16-2008, 02:31 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 






اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي محمد ابو علامة مشاهدة المشاركة


وبالجملة‏:‏ فغيرته تقتضي أن تكون أحواله وأعماله وأفعاله كلها لله،

وكذلك يغار على أوقاته أن يذهب منها وقت في غير رضا محبوبه،

فهذه الغيرة من جهة العبد،

وهي غيرة من المزاحم له المعوق القاطع له عن مرضاة محبوبه‏.‏

وأما غيرة محبوبه عليه فهي كراهية أن ينصرف قلبه عن محبته إلى محبة غيرة بحيث يشاركه في حبه،

ولهذا كانت غيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه،

ولأجل غيرته سبحانه حرم الفاحشة ما ظهر وما بطن؛

لأن الخلق عبيده وإماؤه فهو يغار على إمائه كما يغار السيد على جواريه

- ولله المثل الأعلى- ويغار على عبيده

أن تكون محبتهم لغيره بحيث تحملهم تلك المحبة على عشق الصور ونيل الفاحشة منها‏.‏

من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه ,

وقره الله في قلوب الخلق أن يذلوه‏.‏



صح عنه صلى الله عليه وسلم : إن الله قال :

من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ،

وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ،

وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،

فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ،

ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ،

ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ،

يكره الموت وأنا أكره مساءته
”.




هذا لمن عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه


نسأل الله من فضله



ابو أديب

طرح مميز نفع الله به وجزاك خيرا




تحياتي
...........

 

 
























التوقيع


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز بن شويل ; 05-16-2008 الساعة 02:36 PM.

   

رد مع اقتباس
قديم 05-16-2008, 11:13 PM   رقم المشاركة : 5

 

جبل الشعبة

حياك الله ,, انتظر مرورك على موضوعي بفارغ الصبر
لك تحياتي وشكري
ودمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir