يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-2012, 07:35 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية احاسيس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
احاسيس is on a distinguished road

قصة .. وعبرة


 

قصة قصيرة اقل ما يُقال عنها انها رائعة ..

ها هي عقارب الساعة تزحف ببطء لتصل إلى السادسة مساء في منزل زوجة الفقيد أبي محمد
التي تقضي اليوم الأول بعد رحيل زوجها الشاب إلى جوار ربه، ولسان حالها تجاهه وهي ترمق صخب الدنيا:
جاورتُ أعدائي وجاور ربه ... شتان بين جواره وجواري

غصَّ البيت بالمعزين رجالاً ونساء صغاراً وكباراً ...

اصبري يا أم محمد واحتسبي، وعسى الله أن يريك في محمد ذي الثلاثة أعوام خير خلف لأبيه ...

وهكذا قضى الله أن يقضي محمد طفولته يتيم الأب، غير أن رحمة الله أدركت هذا الغلام، فحنن عليه قلب أمه فكانت له أما وأبا ...
تمر السنون ويكبر الصغير وينتظم دارساً في المرحلة الابتدائية ...
ولما كُرِّم متفوقاً في نهاية السنة السادسة


أقامت له أمه حفلاً رسم البسمة في وجوه من حضر ... ولما أسدل الليل ستاره وأسبل الكون دثاره،
سارَّتْه أمه أن يا بني ليس بخاف عليك قلة ذات اليد عندنا، لكني عزمت أن أعمل في نسج الثياب وبيعها، وكل مناي أن تكمل الدراسة حتى الجامعة وأنت في خير حال ...

بكى الطفل وهو يحضن أمه قائلا ببراءة الأطفال:
(ماما إذا دخلت الجنة إن شاء الله سأخبر أبي بمعروفك الكبير معي) ...
تغالب الأم دموعها مبتسمة لوليدها ...
وتمر السنون ويدخل محمد الجامعة ولا تزال أمه تنسج الثياب وتبيعها حتى كان ذلك اليوم ...

دخل محمد البيت عائداً من أحد أصدقائه فأبكاه المشهد ... وجد أمه وقد رسم الزمن على وجهها تجاعيد السنين ... وجدها نائمة وهي تخيط،

لا يزال الثوب بيدها ... كم تعبت لأجل محمد! كم سهرت لأجل محمد!
لم ينم محمد ليلته تلك ولم يذهب للجامعة صباحاً ... عزم أن ينتسب في الجامعة ويجد له عملاً ليريح أمه من هذا العناء ...
غضبت أمه وقالت: إن رضاي يا محمد أن تكمل الجامعة منتظماً وأعدك أن أترك الخياطة إذا توظفت بعد الجامعة ... وهذا ما حصل فعلاً ...
ها هو محمد يتهيأ لحفل التخرج ممنياً نفسه بوظيفة مرموقة يُسعد بها والدته وهذا ما حصل فعلاً ...
محمد في الشهر الأول من وظيفته وأمه تلملم أدوات الخياطة لتهديها لجارتها المحتاجة،

محمد يعد الأيام لاستلام أول راتب وقد غرق في التفكير: كيف يرد جميل أمه! أيسافر بها! أيسربلها ذهباً!
لم يقطع عليه هذا التفكير إلا دخول والدته عليه وقد اصفر وجهها من التعب، قالت يا بني أشعر بتعب في داخلي لا أعلم له سبباً،
هب محمد لإسعافها، حال أمه يتردى، أمه تدخل في غيبوبة، نسي محمد نفسه ... نسي عمله ...
ترك قلبه عند أمه لا يكاد يفارقها، لسان حاله:
فداك النفس يا أمي ... فداك المال والولد
وكان ما لم يدر في حسبان محمد ... ها هي الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً،

محمد يخرج من عمله إلى المستشفى، ممنياً نفسه بوجه أمه الصبوح رياناً بالعافية،
وعند باب القسم الخاص بأمه استوقفه موظف الاستقبال وحثه على الصبر والاحتساب ...
صعق محمد مكانه! فقد توازنه! وكان أمر الله قدراً مقدورا،
شيع أمه المناضلة لأجله، ودفن معها أجمل أيامه، ولحقت بزوجها بعد طول غياب،

وعاد محمد يتيم الأبوين ...
انتهى الشهر الأول ونزل الراتب الأول لحساب محمد ... لم تطب نفسه به، ما قيمة المال بلا أم!
هكذا كان يفكر حتى اهتدى لطريق من طرق البر عظيم، وعزم على نفسه أن يرد جميل أمه حتى وهي تحت التراب،
عزم محمد أن يقتطع ربع راتبه شهرياً ويجعله صدقة جارية لوالدته، وهذا ما حصل فعلاً ...
حفر لها عشرات الآبار وسقى الماء وبالغ في البر والمعروف، ولم يقطع هذا الصنيع أبداً حتى شاب عارضاه وكبر ولده ولا يزال الربع مُوقفاً لأمه،
كانت أكثر صدقاته في برادات الماء عند أبواب المساجد ...
وفي يوم من الأيام وجد عاملاً يقوم بتركيب برادة عند المسجد الذي يصلي فيه محمد ...

عجب محمد من نفسه! كيف غفلت عن مسجد حينا حتى فاز به هذا المحسن! فرح للمحسن وندم على نفسه!
حتى بادره إمام المسجد من الغد شاكراً وذاكراً معروفه في السقيا!
قال محمد لكني لم أفعل ذلك في هذا المسجد! قال بلى جاءني ابنك عبدالله –وهو شاب في المرحلة الثانوية - وأعطاني المبلغ قائلاً:
هذا سأوقفه صدقة جارية لأبي، ضعها في برادة ماء، عاد الكهل محمد لابنه عبدالله مسروراً بصنيعه!

سأله كيف جئت بالمبلغ! ليفاجأ بأن ابنه مضى عليه خمس سنوات يجمع الريال إلى الريال حتى استوفى قيمة البرادة!
وقال: رأيتك يا أبي منذ خرجتُ إلى الدنيا تفعل هذا بوالدتك ... فأردت أن أفعله بوالدي ...
ثم بكى عبدالله وبكى محمد ولو نطقت تلك الدمعات لقالت:
إن بركة بر الوالدين تُرى في الدنيا قبل الآخرة!
وبعد ... فيا أيها الأبناء ...
بروا آباءكم ... ولو ماتوا ... يبركم أبناؤكم

 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس
قديم 10-11-2012, 07:00 AM   رقم المشاركة : 2

 

قصة رائعة ومعبرة يا احاسيس ولقد وفقت كثيرا في الاختيار وفقك الله وحفظك من كل سوء ومكروه .
اسأل الله ان يرزقنا جميعا بروالدينا انه سميع مجيب .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 10-11-2012, 01:37 PM   رقم المشاركة : 3

 

ابنتي الغالية 0 كم انا سعيد بتنوع طرحك المفيد والذي يتحدث عن القبم والمثل والاخلاق التي كانت سائدة في مجتمعنا وبيئتنا ولا زالت الدنيا بخير انشاء الله ورحم الله والدينا وكم كان لامهاتنا من تضحيات واعرف رجالا 0 اهلاما 0 ربتهم امهاتهم وكانوا احسن من جيل تربى في كنف ابوه ارفع لك العقال واحني قامتي احتراما لك ولهذا التجديد المفيد تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-12-2012, 02:00 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

هذا البيت الرائع للشاعر : محمد التهامي من قصيدة طويلة
يرثي بها ابنه والتي مطلعها :
حكم المنية في البرية جاري ======== ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا======== حتى يرى خبرا من الأخبار
طبعت على كدر وأنت تريدها ========= صفوا من الأقذاء والأكدار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما ======== خلق الزمان عداوة الأحرار
إني أُصبت بصارم ذي رونق ======== أعددته لطلابة الأوتار
جاورت أعدائي وجاور ربه ======== شتان بين جواره وجواري

شكرا على إيرادك لهذه القصة الهادفة جعلني الله وأياك والجميع ممن
يبرون آباءهم ليبرهم أبناؤهم .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-12-2012, 02:13 AM   رقم المشاركة : 5

 

.

*****

شكراً احاسيس على نقل هذه القصة الهادفه

جعلني الله وأياك والجميع ممن يبرون آباءهم ليبرهم أبناؤهم

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-12-2012, 09:50 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية احاسيس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
احاسيس is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن

قصة رائعة ومعبرة يا احاسيس ولقد وفقت كثيرا في الاختيار وفقك الله وحفظك من كل سوء ومكروه .
اسأل الله ان يرزقنا جميعا بروالدينا انه سميع مجيب .




الوالد الغالي عبد الحميد

اشكر لكم مروركم وتعليقكم على القصة وهو ليس بغريب على شخصكم الرائع بكل مايحمل من عطاء انساني كريم وكبير.

ادام الله عليكم لباس الصحة ولا حرمنا من تواجدكم الدائم و الرقيق

 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس
قديم 10-12-2012, 09:55 AM   رقم المشاركة : 7

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه

ابنتي الغالية 0 كم انا سعيد بتنوع طرحك المفيد والذي يتحدث عن القبم والمثل والاخلاق التي كانت سائدة في مجتمعنا وبيئتنا ولا زالت الدنيا بخير انشاء الله ورحم الله والدينا وكم كان لامهاتنا من تضحيات واعرف رجالا 0 اهلاما 0 ربتهم امهاتهم وكانوا احسن من جيل تربى في كنف ابوه ارفع لك العقال واحني قامتي احتراما لك ولهذا التجديد المفيد تحياتي 00






الوالد القدير نايف

كلماتكم الرقيقة شرف لي اعتز به واقدره.

ومداخلتكم علي ايا من مواضيعي تقدير افخر فيه حتى ولو كان بالنقد والاختلاف في وجهات النظر والرأي.

دمتم في خير ودامت اوقاتكم بالصحة والعافية.

 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس
قديم 10-12-2012, 10:00 AM   رقم المشاركة : 8

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب

هذا البيت الرائع للشاعر : محمد التهامي من قصيدة طويلة
يرثي بها ابنه والتي مطلعها :
حكم المنية في البرية جاري ======== ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا======== حتى يرى خبرا من الأخبار
طبعت على كدر وأنت تريدها ========= صفوا من الأقذاء والأكدار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما ======== خلق الزمان عداوة الأحرار
إني أُصبت بصارم ذي رونق ======== أعددته لطلابة الأوتار
جاورت أعدائي وجاور ربه ======== شتان بين جواره وجواري

شكرا على إيرادك لهذه القصة الهادفة جعلني الله وأياك والجميع ممن
يبرون آباءهم ليبرهم أبناؤهم .




الوالد الفاضل عبد الرزاق

ابيات رائعة تلك التي اوردتها للشاعر محمد التهامي والتى جاءت بذائقة مربي فاضل عشق اللغة العربية وعشقته.

واستسمحك في تجاوز ذلاتي اللغوية الاملائية والاعرابية

تحياتي .. وودي .. وتقديري

 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس
قديم 10-12-2012, 10:03 AM   رقم المشاركة : 9

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس

.

*****

شكراً احاسيس على نقل هذه القصة الهادفه

جعلني الله وأياك والجميع ممن يبرون آباءهم ليبرهم أبناؤهم

*****



الاستاذ عبد الرحيم

اشكر لكم مروركم وتعليقكم

 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir