يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-24-2011, 08:43 PM   رقم المشاركة : 1
B11 لا تجرحوا الورد


 

لا تجرحوا الورد




ريم فتاة لم تتجاوز الثلاث سنوات

طاهرة ٌ كالثلج … نقيةٌ كماء السحاب

رقيقةٌ كرذاذ المطر.. تفيض براءة ونقاء

علمها والدها أن تقول دائما ( نعم ) !

( نعم ) له .. ( نعم ) لأقرانها

( نعم ) للكل…. وللأسف ( لا ) لرغباتها… ( لا ) لنفسها !

جربت ذات يوم أن تقول ( لا ) !

فضربها ( الجاهل ) وأمطر ( البريئة ) بسياط الحرمان

وانهال عليها بسهام التوبيخ !

سلب منها إرادتها … وشوّه هويتها

حُرمت من حقها في الغضب .. أو حتى المطالبة بأقل بحقوقها

كبُرت وكبُرت الـ ( نعم ) القبيحة

ومعها تضخمت الـ ( لا ) في أعماقها

( لا ) لراحتها .. ( لا ) لمشاعرها .. ( لا ) لكيانها

إذا استُغضبت لم تغضب .. وإذا ضُربت لم تدافع عن نفسها

انتزعت منها عرائسها فلم تحرك ساكنا

أخذوا مصروفها .. بل وتحرشوا بها

تعاظمت الإهاناتُ وتنوعت فنون الإذلال

ومع رياح القهر تلك كانت تكتفي بآهات وصرخات تتفجر من أعماقها !

الكل في المقدمة في حياتها .. الكل الأهم .. الكل الأفضل

وهي دائما في المؤخرة وهي الأقل قدرا ومكانة

نشأت ذليلة منقادة .. روحاً منكسرة وقلباً باكياً

ظللت وجنتيها الوردتين سحابةٌ معتمة من الألم

كلما صعدت زفرةٌ من أعماقها أسكنتها

وكلما ترقرقت دمعةٌ من أحداقها ردتها

يتراءى دائماً أمامها ( والدها ) ونصائحه

وهو لاشك أعرف وأدرى وأفهم منها !

لقد قطع لسانها فلم تعد تشكو مرارة ما تذوق !

وبتر يدها فلم تقوَ الدفاع عن نفسها !

لقد فرق بينها وبين الكرامة والعزة ( سامحه الله ) !

ومع كل لحظة تهم بقول ( لا ) تسترجع تلك الصفعات المؤلمة والركلات الموجعة

فيهتك الخوفُ حجاب قلبها ويشق الرعبُ أستار صدرها

كبرت وكبرت ( نعم ) معها ، ومعها كبر الذلُ والصغار

كم ناجت نفسها قائلة : يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً

هاجرت ( لا ) الشجاعة واستوطنت ( نعم ) القهر والخنوع

أضحت ( المسكينة ) تسير في مراكب من تعب وأشرعة من ألم و وجع

ترملت الأماني في عينيها ويتُمت الأحلام في حياتها

كبرت وكبر الجرح معها ..

كان الجميع ُ يحبها … لكن لا يحترمها !

في إحدى ليالي الشتاء البارد ..

وبعد أن هجم الظلام بأجنحته المعتمة على الكون

والكونُ بأسره قد غط في نوم عميق ..

وبينما كان المطرُ يغسل طرقات المدينة

كان الدمعُ يحفر خطوطا عميقة على خديها

كانت ساهرة على ضوء القمر ..

واجمة حزينة .. شاردة اللب … ذاهلة العقل

وفي لحظة استجمعت فيها قوتها ..

واستنهضت ذلك العملاق القاعد

وأيقظت الـ ( لا ) النائمة

قررت أن تتسلح بـ ( لا ) ومحاربة الـ ( نعم ) الجائرة

قررت أن تعبر عن رأيها وأن تحبَ نفسها أولا !

وبعد تلك المسافات الطويلة والرحلة المضنية

ورفت عليها ظلالُ الأمان وأمطرت في حياتها سحائبُ الراحة

ما أظلم بعض الآباء وما أقسى قلوبهم !

فهم أغلظ أكباداً من الإبل وقلوبهم أقسى من الحديد

ينام ملء جفنيه وقد حطم قلوبَ صغاره وأشعل النيران في أعماقهم

أيها الآباء لا تحطموا القلوب النابضة

ولا تفتتوا تلك الأكباد الطرية

علموهم معاني العزة والكرامة

لا تجرحوا الورد ولا تقلموا مخالب الصقر

علموهم أن يقولوا ( لا ) في وقتها

أن يرفضوا متى شاءوا ويقبلوا متى شاءوا

مادام هذا في مربع ( الذوق والرأي ) دون الثوابت

فهي لا تخضع للآراء والأمزجة

( لا ) لطعام لا يشتهى .. ( لا ) للبس لا يرغب به

( لا ) لطفل لا يستلطف.. ( لا ) للعبة لا تعجبه

عوّدوهم أن يعبروا عن مشاعرهم

ربوهم تربية القادة الشرفاء لا تربية العبيد الأذلاء.



ومضة قلم ..

ليس المهم أن نولد أشرافاً ولكن المهم أن نحيا أشرافاً

د . خالد المنيف ( جدد حياتك )

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 10:50 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

بارك الله فيما نقلت ونفع به
كلنا نخطئ مع أبنا ئنا وأعتقد أن مرد ذلك إلى التربية التي نشأنا في ظلها
تعلمنا ألا نقول للكبير عندما يأمر ( لا ) بل نعم ، طيب
لأن الجواب في الغالب هو العقاب
ولكن الحياة مدرسة أخرى وهي كفيلة بالتعديل
وحياتنا قاسية لا مجال للعيش في ظلها ما لم تكن قاسيا
( إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب )
لك تحياتي وشكري

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 12:34 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالحميد بن حسن
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالحميد بن حسن is on a distinguished road


 

أيها الآباء لا تحطموا القلوب النابضة

ولا تفتتوا تلك الأكباد الطرية

علموهم معاني العزة والكرامة

لا تجرحوا الورد ولا تقلموا مخالب الصقر

علموهم أن يقولوا ( لا ) في وقتها

أن يرفضوا متى شاءوا ويقبلوا متى شاءوا

مادام هذا في مربع ( الذوق والرأي ) دون الثوابت



كلام رائع يا ابا رائد ، شكرا على اختيارك الموفق ، ولا مزيد على ما تفضلت بنقله .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 01:16 PM   رقم المشاركة : 4

 


لقد فرق بينها وبين الكرامة والعزة ( سامحه الله )
وبعد نقول 0 سامحه الله اما انا فاقول ( لا سامحه الله )
والله انك بهذا الاختيار والطرح المنقول لاعتصرت الدموع من عيني وقلبي 0 كيف هذا 0 وسبحان الله الذي فرق بين طباع البشر فمنهم 0 ظالم لغيره ونفسه 0 ومنهم من تخفق قلوبهم لاي مشهد عاطفي وانساني 0 كعادتك يا ابن ابن خالتي وخالي في نفس الوقت رحمه الله واسكنه فسيح جناته 0 واطال بعمرك واسعدك وعن كل شر ابعدك تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 02:33 PM   رقم المشاركة : 5

 

[ بعد هذه الكلمات الرائعه عن *لا* ونعم*كان الختام بكلمات اروع *ربوهم تربيه القاده الشرفاء لا تربيه العبيد الاذلاء* علما ان دمعه طفل تساوي الدنيا وما عليها كما ان ضحكته هي بهجه الحياه ومع ذلك فلا مزيد على ما قاله د*خالد المنيف * فله الشكر على ذلك والشكر موصول للسمي *صالح بن سعيد* على نقل هذه الرائعه

 

 
























التوقيع

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ......و تأتي على قدر الكرام المكارم

   

رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 05:26 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

نقل مميز لايأتي به ألا المميزون أمثالك
فلك مني كل الشكر والتقدير والتحيايا 0

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

رد مع اقتباس
قديم 12-27-2011, 11:14 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية حازم
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
حازم is on a distinguished road


 

عوّدوهم أن يعبروا عن مشاعرهم

ربوهم تربية القادة الشرفاء لا تربية العبيد الأذلاء



موضوع من ذهب اخى صالح

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 09:22 AM   رقم المشاركة : 8

 

لا إيمان لمن لا أمانة له
كيف يفرط أولئك الآباء في إنسانية أبنائهم ويتخذون عنهم كل قرار حتى وإن كان قراراً بسيط فمابالكم بقرار مصيري
أحدم خطب لولده بنت شقيقته دونما رغبة من الولد ببنت عمته كلما قاله له سأخطب لك بنت عمتك خلاص روح
جاء الولد إلى والدته مذهولاً من قرار والده الغريب هكذا يزوجني بمحض ارادته لا بإرادتي ورغبتي فيمن ستكون زوجتي؟!
ظل الشاب واجماً فقالت له والدته إن كنت رجل فقل لا لمرة واحدة يابني وستتعلم بعدها كيف ستحافظ على إنسانيتك لتحقق رغباتك
صمت الشاب برهة وترك والدته وانطلق خارجاً من الباب وهو يصرخ لاااااااااااااا----لااااااااااااااا لن يكون هذا الشيء مطلقاً
كان والده عائداً إلى البيت ولمّا سمع صراخ ابنه لم يهتم ولكنه عرف انه لايرغب بتلك الطريقة في الزواج!!
فأمسك به وقال له : خذ راحتك لن أزوجك مطلقاً ولست ابني منذ اليوم!!
قال الولد لأبيه ستظل أبي لكنّي أريد أن يكون لي قراري وحرية رأي واستقلالية إنسان!!
هز والده رأسه قائلاً :
إذاً سيطول بك الأمر لأن تكن استقلاليّاً هكذا أحبطه ومضى قافلاً إلى حيث كان يحيا بعيداً عن أسرته
فهل رأيتم بشاعة وقلة وعي كهذا الأب؟!

كان الموضوع محرضاً على نبش الأوراق وتذكر المواقف المؤسفة لبعض الآباء

وحقاً كما قال الكاتب:

ليس المهم أن نولد أشرافاً ولكن المهم أن نحيا أشرافاً

الفاضل صالح بن سعيد
لك التقدير على نقلك كل موقف وتذكرة جميلة كانت أو مؤلمة لأخذ العظة والعبرة منها
دمت نقيّاً أخي الكريم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-02-2012, 07:19 AM   رقم المشاركة : 9

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب مشاهدة المشاركة
كلنا نخطئ مع أبنا ئنا وأعتقد أن مرد ذلك إلى التربية التي نشأنا في ظلها

في الماضي كان هناك تكافل اجتماعي وتكاتف أُسري
كان الكل حريص على أبنائه وأبناء ( عمومته و جيرانه و قريته )
أما اليوم فكما تفضلت.. ( إن لم تكن ذئب أكلتك الذئاب )


الأخ / أبو صالح


تعطرت صفحتي بمرورك العَطِر وتشريفك


لك خالص تحياتي وتقديري .

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-02-2012, 07:21 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
صالح بن سعيد is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن مشاهدة المشاركة

كلام رائع يا ابا رائد ، شكرا على اختيارك الموفق ، ولا مزيد على ما تفضلت بنقله .

وتقبل خالص تحياتي وتقديري .



الأخ / أبو ياسر
تعطرت صفحتي بمرورك العَطِر وتشريفك
لك خالص تحياتي وتقديري .

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir