يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-18-2010, 01:10 PM   رقم المشاركة : 1
قصيدة أبو الحسن التهامي في رثاء إبنه ؛؛ منقوووووووووووول


 

- قصيدة أبو الحسن التهامي في رثاء ابنه والتي تعد من أعظم قصائد الرثاء والحكمة كاملةً


وهو / علي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التهامي الشاعر. وهو من الشعراء المحسنين المجيدين، أصحاب الغوص. . ورُئيَ بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قيل له: بأيِّ الأَعمال؟ قال: بقولي في مرثية ولدٍ لي صغير، وهو: جاورتُ أعدائي وجاور ربَّهُ ... شتَّانَ بين جوارِهِ وجواري وهذه القصيدة قالها في رثاء ابنه وقد عُدت من عيون قصائد الرثاء والحكمه.


- والآن أترركم مع القصيدة :

حكمُ المنيَّةِ في البريَّةِ جار= ما هذه الدُّنيا بدار قرارِ
بينا يُرى الإنسانُ فيها مُخبراً= حتَّى يُرى خبراً من الأَخبارِ
طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها= صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ
ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعها= متطلِّبٌ في الماءِ جَذوةَ نارِ
وإذا رجوتَ المستحيلَ فإنَّما= تبني الرجاءَ على شفيرٍ هارِ
فالعيشُ نومٌ والمنيَّةُ يقظةٌ= والمرءُ بينهما خيالٌ سارِ
فاقْضوا مآربكم عِجالاً إنَّما= أعمارُكم سَفَرٌ من الأسفارِ
وتراكضوا خيلَ الشبابِ وبادروا= أن تُسْتَرَدَّ فإنَّهنَّ عَوارِ
فالدهر يخدع بالمنى ويُغِصَّ إن= هَنَّا ويهدم ما بنى ببَوارِ
ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالماً= خُلُقُ الزمانِ عداوَةُ الأحرارِ
إنِّي وُتِرْتُ بصارمٍ ذي رَوْنَقٍ= أعددتُه لطلابةِ الأوتارِ
أُثني عليه بأثرِهِ ولو أنَّهُ= لو يُغْتَبَط أثنيتُ بالآثارِ
يا كوكباً ما كانَ أقصرَ عمرَهُ= وكذا تكون كواكبُ الأسحارِ
وهلالَ أيَّامٍ مضى لم يستدرْ= بدراً ولم يُمْهَلْ لوقتِ سِرارِ
عَجِلَ الخُسوفُ عليه قبل أوانِهِ= فغطَّاهُ قبل مَظِنَّةِ الإبدارِ
واستُلَّ من لأقرانِهِ ولداتِهِ= كالمُقلَةِ استُلَّتْ من الأشفارِ
فكأنَّ قلبي قبرُهُ وكأنَّهُ= في طيِّهِ سِرٌ من الأسرارِ
إنْ تَحْتَقِرْ صغراً فربَّ مُفخَّمٍ= يبدو ضئيلَ الشخص للنُّظَّارِ
إنَّ الكواكبَ في علوِّ محلِّها= لَتُرى صِغاراً وهي غيرُ صغارِ
وَلَدُ المعزَّى بعضُهُ فإذا مضى= بعضُ الفتى فالكلُّ في الآثارِ
أبكيهِ ثمَّ أقولُ معتذراً لهُ= وُفِّقْتَ حينَ تركتَ ألأم دارِ
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربَّهُ= شتَّانَ بين جوارهِ وجواري
أشكو بعادك لي وأنت بموضعٍ= لولا الرَّدى لسمعتَ فيه سِراري
ما الشرقُ نحو الغرب أبعدَ شُقَّةً= من بُعد تلك الخمسةِ الأشبارِ
هيهاتَ قد علِقتكَ أسبابُ الرَّدى= وأبادَ عمرَك قاصمُ الأعمارِ
ولقد جريتَ كما جريتُ لغايةٍ= فبلغتَها وأبوكَ في المِضمارِ
فإذا نطقتُ فأنتَ أوَّلُ مَنطقي= وإذا سكتُّ فأنت في إضماري
أُخفي من البُرَحاءِ ناراً مثلَ ما= يُخفي من النارِ الزنادُ الواري
وأُخفِّضُ الزَّفَراتِ وهي صواعدٌ= وأُكفكفُ العَبَراتِ وهي جَوارِ
وأكُفُّ نيرانَ الأسر ولربَّما= غُلِبَ التصبُّرُ فارتمتْ بشَرارِ
وشهاب زَند الحزن إن طاوعتهُ= وارٍ وإن عاصيتهُ متوارِ
ثوبُ الرئاءِ يشِفُّ عمَّا تحتهُ= فإذا التحفتَ بهِ فإنَّكَ عارِ
قصُرَتْ جفوني أم تباعد بينها= أمْ صُوِّرَتْ عيني بلا أشفارِ
جَفَتِ الكرى حتَّى كأنَّ غِرارهُ= عند اغتماضِ الطرف حدُّ غِرارِ
ولوِ استعارتْ رقدةً لدحا بها= ما بين أجفاني من التيَّارِ
أُحيي ليالي التِّمِّ وهي تُميتُني= ويُميتهنَّ تبلُّجُ الأسحارِ
والصبحُ قد غمرَ النجومَ كأنَّهُ= سيلٌ كما فطفا على النُوَّارِ
لو كنتَ تُمنعُ خاض دونك فتيةٌ= منَّا بُحُرَ عواملٍ وشِفارِ
فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضاً من دمٍ= ثمَّ انثنَوا فبنَوا سماء غُبارِ
قومٌ إِذا لبسوا الدروع حسبتَها= سُحُباً مُزَرَّرةً على أقمارِ
وترى سيوفَ الدارعينَ كأنَّها= خُلُجٌ تُمَدُّ بها أكفُّ بحارِ
لو أشرعوا أيمانهم من طولها= طعنوا بها عِوَضَ القنا الخطَّارِ
شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها= في كلِّ آنٍ نُجعَةَ الأمطارِ
جنبوا الجيادَ إلى المطيِّ فراوحوا= بين السروج هناك والأكوارِ
وكأنَّهم ملأوا عِيابَ دروعهمْ= وغُمودَ أنصُلِهم سرابَ قفارِ
وكأنَّما صَنَعُ السوابغِ غَرَّهُ= ماءُ الحديدِ فصاغَ ماءَ قَرارِ
زَرَداً وأحكم كلَّ مَوْصِلِ حلقةٍ= بحَبابةٍ في موضع المسمارِ
فتدرَّعوا بمتون ماءٍ راكدٍ= وتقنَّعوا بحَباب ماءٍ جارِ
أُسْدٌ ولكن يؤثرون بزادهمْ= والأُسدُ ليس تدين بالإيثارِ
يتعطَّفونَ على المُجاورِ فيهمُ= بالمُنْفِسات تعطُّفَ الآظارِ
يتزيَّنُ النادي بحُسن وجوههمْ= كتزيُّنِ الهالات بالأقمارِ
من كلِّ مَن جعل الظُّبى أنصارَهُ= وكَرُمْنَ فاستغنى عنِ الأنصارِ
والليثُ إن ساورْتَهُ لم يَتِّكِل= إلاَّ على الأنيابِ والأظفارِ
وإذا هو اعتقل القناةَ حسبتَها= صِلاًّ تأبَّطَهُ هِزَبْرٌ ضارِ
زَرَدُ الدِّلاصِ من الطِّعان برمحهِ= مثل الأساور في يد الإسوارِ
ويجرُّ ثمَّ يجرُّ صعدَةَ رمحِهِ= في الجحفلِ المتضايقِ الجرَّارِ
ما بين ثوبٍ بالدماء مُضَمَّخٍ= خَلَقٍ ونقعٍ بالطِّراد مُثارِ
والهُونُ في ظِلِّ الهُوَيْنا كامنٌ= وجلالةُ الأخطارِ في الإخطارِ
تندى أسِرَّةُ وجههِ ويمينهُ= في حالةِ الإعسارِ والإيسارِ
يحوي المعاليَ خالِباً أو غالباً= أَبداً يُدارى دونها ويُداري
ويمدُّ نحو المكرُماتِ أناملاً= للرزقِ في أثنائهنَّ مجارِ
قد لاحَ في ليل الشباب كواكبٌ= إن أُمهلتْ آلتْ إلى الإسفارِ
وتلَهُّبُ الأحشاءِ شيَّبَ مَفْرقي= هذا الضياءُ شُواظُ تلك النارِ
شابَ القَذالُ وكلُّ غصنٍ صائرٌ= فَينانهُ الأحوى إلى الأزهارِ
والشبه منجذبٌ فلِمْ بيضُ الدُّمى= عن بيضِ مفرقهِ ذواتُ نفارِ
وتوَدُّ لو جعلتْ سوادَ قلوبها= وسوادَ أعينها خِضابَ عِذاري
لا تنفر الظَّبيات منهُ فقد رأت= كيف اختلافُ النبت في الأطوارِ
شيئان ينقشعان أوَّلَ وهلةٍ= ظلُّ الشباب وصُحبةُ الأشرارِ
لا حبَّذا الشيبُ الوفيُّ وحبَّذا= شرخُ الشبابِ الخائنِ الغدَّارِ
وَطَري من الدُّنيا الشباب ورَوقهُ= فإذا انقضى فقد انقضتْ أوطاري
قَصُرَتْ مسافتُهُ وما حسناتُهُ= عندي ولا آلاؤُهُ بقصارِ
نزداد همًّا كلَّما ازددنا غنًى= فالفقر كلُّ الفقرِ في الإكثارِ
ما زاد فوق الزادِ خُلِّفَ ضائعاً= في حادثٍ أو وارثٍ أو عارِ
إنِّي لأرحم حاسدِيَّ لحرِّ ما= ضمَّت صدورهمُ من الأوغارِ
نظروا صنيع الله بي فعيونُهمْ= في جنَّةٍ وقلوبهم في نارِ
لا ذنبَ لي قد رمتُ كتمَ فضائلي= فكأنَّني بَرْقَعْتُ وجهَ نهارِ
وسترتها بتواضعي فتطلَّعَت= أعناقها تعلو على الأستارِ
ومن الرجال مجاهلٌ ومعالمٌ= ومن النجوم غوامضٌ ودراري
والناسُ مشتبهون في إيرادهمْ= وتباينُ الأقوام في الإصدارِ
عَمْري لقد أوطأتُهم طُرُقَ العُلى= فعمُوا ولم يطأوا على آثاري
لو أبصروا بعيونهم لاستبصروا= لكنَّها عميتْ عن الإبصارِ
أَلا سعَوا سعيَ الكرام فأدركوا= أو سلّموا لمواقع الأقدارِ
ذهبَ التكرُّمُ والوفاءُ من الوَرَى= وتصرَّما إلاَّ من الأشعارِ
وفشتْ جنايات الثقات وغيرهمْ= حتَّى اتَّهمنا رؤيةَ الأبصارِ
ولربَّما اعتضد الحليمُ بجاهلٍ= لا خير في يُمنى بغير يسارِ



منقوووووووول

للفائدة ولأسلي نفسي بعد فقد إبني الغالي / أحمد بن حسن الدوسي - رحمه الله تعالى - وجعله شافعاً لي ولأسرتي ولكل محب لنا ولكل من شاركنا مصابنا - اللهم آمين 0

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2010, 01:21 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 


بارك الله فيك ياأباأحمد وغفر الله للغالي علينا جميعاً
إبنك البار أحمد بن حسن الدوسي وجعل الجنة دار قرارله
وجعله شفيعاً لك ولوالدته وجمعكم به بعد عمر طويل بإذنه تعالى
جميعاً في جنّات النعيم وماشاء الله عليك رأيتك البارحة صابراً محتسباً
وهذا بإذن الله من علامات الأيمان نسأل الله أن يثبت قلبك على طاعته
وشكراً لك ولاعدمتك .

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2010, 01:34 PM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

أخي الفاضل: حسن الدوسي

أختاره الله سبحانه وتعالى ابنك احمد إلى جواره وهو المعطي والآخذ ولا راد لقضاءه ولا نقول إلاّ ما يريضيه عنا (الحمد لله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون , ولا حول ولا قوة إلا بالله , وكل شيء عنده بأجل مسمى)

فاصبروا واحتسبوا
اسأل الله أن يعصمكم بالصبر والسلوان

اللهم اغفر لأحمد حسن الدوسي وارحمه واعف عنه
وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم جازه بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوًا وغفرانًا
واجعله اللهم شفيعًا لوالديه
وحسبنا الله ونعم الوكيل

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2010, 05:10 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

الاخ العزيز حسن الدوسي احسن الله عزاءك وعزاءنا معك في فقد ابنك احمد رحمه الله وجعله
شافعا لك ولوالدته والهمكم ربي الصبر والسلوان وتذكر اخي ان هناك جزاء عظيم لمن اصابته
مصيبة فقد احد ابنائه إذا صبر واحتسب وحمد الله ألا وهو الجنه فوالله اني لم استطع الاتصال
بك وذلك لأني احس بما تحس به وتخالط عيوني الدموع اذا تذكرته علما اني لم اره الا مرة واحده
حينما قال قصيدة فيك ولكن لعلنا نصبر ونحتسب لننال رضى الله ولنحضى بما وعد الله به للصابرين

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2010, 05:52 PM   رقم المشاركة : 5

 

بارك الله فيك ياأباأحمد وغفر الله لإنبك أحمد وجعل الجنة دار قرار له
وجعله شفيعاً لك ولوالدته وجمعكم به في جنّات النعيم

المؤمن مبتلى وهذا إبتلاء من الله لك وإختبار ليرى أتصبر أم لا

ولاتنسى قوله تعاى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2010, 07:06 PM   رقم المشاركة : 6

 


حكمُ المنيَّـةِ فـي البريَّـةِ جـار
مـا هـذه الدُّنيـا بـدار قــرارِ
بينا يُرى الإنسـانُ فيهـا مُخبـراً
حتَّى يُرى خبـراً مـن الأَخبـارِ
طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنـت تريدهـا
صفـواً مـن الأقـذاءِ والأكـدارِ
ومكلِّـفُ الأيَّـامِ ضـدَّ طباعهـا
متطلِّبٌ فـي المـاءِ جَـذوةَ نـارِ
وإذا رجـوتَ المستحيـلَ فإنَّـمـا
تبني الرجاءَ علـى شفيـرٍ هـارِ
فالعيـشُ نـومٌ والمنيَّـةُ يقـظـةٌ
والمـرءُ بينهمـا خيـالٌ ســارِ
فاقْضـوا مآربكـم عِجـالاً إنَّمـا
أعمارُكـم سَفَـرٌ مـن الأسفـارِ
وتراكضوا خيلَ الشبابِ وبـادروا
أن تُسْـتَـرَدَّ فإنَّـهـنَّ عَــوارِ
فالدهر يخدع بالمنـى ويُغِـصَّ إن
هَنَّـا ويهـدم مـا بنـى بـبَـوارِ
ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالمـاً
خُلُقُ الزمـانِ عـداوَةُ الأحـرارِ
إنِّي وُتِـرْتُ بصـارمٍ ذي رَوْنَـقٍ
أعـددتُـه لطـلابـةِ الأوتــارِ
أُثنـي عليـه بأثـرِهِ ولـو أنَّـهُ
لـو يُغْتَبَـط أثنـيـتُ بـالآثـارِ
يا كوكباً ما كـانَ أقصـرَ عمـرَهُ
وكـذا تكـون كواكـبُ الأسحـارِ
وهلالَ أيَّـامٍ مضـى لـم يستـدرْ
بدراً ولـم يُمْهَـلْ لوقـتِ سِـرارِ
عَجِلَ الخُسوفُ عليه قبـل أوانِـهِ
فغطَّـاهُ قبـل مَظِـنَّـةِ الإبــدارِ
واستُـلَّ مـن لأقرانِـهِ ولـداتِـهِ
كالمُقلَـةِ استُلَّـتْ مـن الأشفـارِ
فكـأنَّ قلـبـي قـبـرُهُ وكـأنَّـهُ
فـي طيِّـهِ سِـرٌ مـن الأسـرارِ
إنْ تَحْتَقِرْ صغـراً فـربَّ مُفخَّـمٍ
يبدو ضئيـلَ الشخـص للنُّظَّـارِ
إنَّ الكواكـبَ فـي علـوِّ محلِّهـا
لَتُرى صِغاراً وهي غيـرُ صغـارِ
وَلَدُ المعزَّى بعضُـهُ فـإذا مضـى
بعضُ الفتى فالكـلُّ فـي الآثـارِ
أبكيـهِ ثـمَّ أقـولُ معتـذراً لــهُ
وُفِّقْـتَ حيـنَ تـركـتَ ألأم دارِ
جاورتُ أعدائـي وجـاورَ ربَّـهُ
شتَّـانَ بيـن جـوارهِ وجـواري
أشكو بعادك لي وأنـت بموضـعٍ
لولا الرَّدى لسمعتَ فيـه سِـراري
ما الشرقُ نحو الغرب أبعـدَ شُقَّـةً
من بُعد تلـك الخمسـةِ الأشبـارِ
هيهاتَ قد علِقتكَ أسبـابُ الـرَّدى
وأبـادَ عمـرَك قاصـمُ الأعمـارِ
ولقد جريتَ كمـا جريـتُ لغايـةٍ
فبلغتَهـا وأبـوكَ فـي المِضمـارِ
فإذا نطقـتُ فأنـتَ أوَّلُ مَنطقـي
وإذا سكتُّ فأنـت فـي إضمـاري
أُخفي من البُرَحاءِ ناراً مثـلَ مـا
يُخفي من النـارِ الزنـادُ الـواري
وأُخفِّضُ الزَّفَراتِ وهـي صواعـدٌ
وأُكفكفُ العَبَـراتِ وهـي جَـوارِ
وأكُـفُّ نيـرانَ الأسـر ولربَّمـا
غُلِبَ التصبُّـرُ فارتمـتْ بشَـرارِ
وشهاب زَند الحـزن إن طاوعتـهُ
وارٍ وإن عاصيـتـهُ مـتــوارِ
ثوبُ الرئاءِ يشِـفُّ عمَّـا تحتـهُ
فـإذا التحفـتَ بـهِ فإنَّـكَ عـارِ
قصُرَتْ جفونـي أم تباعـد بينهـا
أمْ صُـوِّرَتْ عينـي بـلا أشفـارِ
جَفَتِ الكرى حتَّى كـأنَّ غِـرارهُ
عند اغتماضِ الطرف حدُّ غِـرارِ
ولوِ استعارتْ رقـدةً لدحـا بهـا
مـا بيـن أجفانـي مـن التيَّـارِ
أُحيي ليالي التِّـمِّ وهـي تُميتُنـي
ويُميتـهـنَّ تبـلُّـجُ الأسـحـارِ
والصبحُ قد غمـرَ النجـومَ كأنَّـهُ
سيلٌ كمـا فطفـا علـى النُـوَّارِ
لو كنتَ تُمنعُ خاض دونـك فتيـةٌ
منَّـا بُحُـرَ عـوامـلٍ وشِـفـارِ
فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضاً من دمٍ
ثـمَّ انثنَـوا فبنَـوا سمـاء غُبـارِ
قومٌ إِذا لبسـوا الـدروع حسبتَهـا
سُحُبـاً مُـزَرَّرةً علـى أقـمـارِ
وترى سيـوفَ الدارعيـنَ كأنَّهـا
خُلُـجٌ تُمَـدُّ بهـا أكـفُّ بـحـارِ
لو أشرعوا أيمانهـم مـن طولهـا
طعنوا بها عِوَضَ القنـا الخطَّـارِ
شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها
فـي كـلِّ آنٍ نُجعَـةَ الأمـطـارِ
جنبوا الجيادَ إلى المطيِّ فراوحـوا
بين السـروج هنـاك والأكـوارِ
وكأنَّهم مـلأوا عِيـابَ دروعهـمْ
وغُمـودَ أنصُلِهـم سـرابَ قفـارِ
وكأنَّمـا صَنَـعُ السوابـغِ غَـرَّهُ
ماءُ الحديـدِ فصـاغَ مـاءَ قَـرارِ
زَرَداً وأحكم كـلَّ مَوْصِـلِ حلقـةٍ
بحَبابـةٍ فـي موضـع المسمـارِ
فتدرَّعـوا بمتـون مـاءٍ راكــدٍ
وتقنَّعـوا بحَبـاب مـاءٍ جــارِ
أُسْـدٌ ولكـن يؤثـرون بزادهـمْ
والأُسـدُ ليـس تديـن بالإيـثـارِ
يتعطَّفونَ علـى المُجـاورِ فيهـمُ
بالمُنْفِسـات تعـطُّـفَ الآظــارِ
يتزيَّنُ النـادي بحُسـن وجوههـمْ
كتـزيُّـنِ الـهـالات بالأقـمـارِ
من كلِّ مَن جعل الظُّبى أنصـارَهُ
وكَرُمْنَ فاستغنى عـنِ الأنصـارِ
والليـثُ إن ساورْتَـهُ لـم يَتِّكِـل
إلاَّ علـى الأنيـابِ والأظـفـارِ
وإذا هو اعتقـل القنـاةَ حسبتَهـا
صِـلاًّ تأبَّطَـهُ هِزَبْـرٌ ضــارِ
زَرَدُ الدِّلاصِ من الطِّعان برمحـهِ
مثل الأساور فـي يـد الإسـوارِ
ويجرُّ ثـمَّ يجـرُّ صعـدَةَ رمحِـهِ
في الجحفـلِ المتضايـقِ الجـرَّارِ
ما بيـن ثـوبٍ بالدمـاء مُضَمَّـخٍ
خَلَـقٍ ونقـعٍ بالطِّـراد مُـثـارِ
والهُونُ في ظِـلِّ الهُوَيْنـا كامـنٌ
وجلالةُ الأخطـارِ فـي الإخطـارِ
تنـدى أسِـرَّةُ وجهـهِ ويميـنـهُ
فـي حالـةِ الإعسـارِ والإيسـارِ
يحوي المعالـيَ خالِبـاً أو غالبـاً
أَبـداً يُـدارى دونهـا ويُــداري
ويمـدُّ نحـو المكرُمـاتِ أنامـلاً
للـرزقِ فـي أثنائهـنَّ مـجـارِ
قد لاحَ في ليل الشبـاب كواكـبٌ
إن أُمهلـتْ آلـتْ إلـى الإسفـارِ
وتلَهُّبُ الأحشـاءِ شيَّـبَ مَفْرقـي
هذا الضياءُ شُـواظُ تلـك النـارِ
شابَ القَذالُ وكلُّ غصـنٍ صائـرٌ
فَينانـهُ الأحـوى إلـى الأزهـارِ
والشبه منجذبٌ فلِمْ بيـضُ الدُّمـى
عن بيـضِ مفرقـهِ ذواتُ نفـارِ
وتوَدُّ لـو جعلـتْ سـوادَ قلوبهـا
وسوادَ أعينها خِضـابَ عِـذاري
لا تنفر الظَّبيـات منـهُ فقـد رأت
كيف اختلافُ النبت في الأطـوارِ
شيئـان ينقشـعـان أوَّلَ وهـلـةٍ
ظلُّ الشبـاب وصُحبـةُ الأشـرارِ
لا حبَّـذا الشيـبُ الوفـيُّ وحبَّـذا
شـرخُ الشبـابِ الخائـنِ الغـدَّارِ
وَطَري من الدُّنيا الشباب ورَوقـهُ
فإذا انقضى فقد انقضتْ أوطـاري
قَصُـرَتْ مسافتُـهُ ومـا حسناتُـهُ
عـنــدي ولا آلاؤُهُ بـقـصـارِ
نزداد همًّـا كلَّمـا ازددنـا غنًـى
فالفقر كـلُّ الفقـرِ فـي الإكثـارِ
ما زاد فوق الزادِ خُلِّـفَ ضائعـاً
فـي حـادثٍ أو وارثٍ أو عـارِ
إنِّي لأرحـم حاسـدِيَّ لحـرِّ مـا
ضمَّت صدورهـمُ مـن الأوغـارِ
نظروا صنيـع الله بـي فعيونُهـمْ
فـي جنَّـةٍ وقلوبهـم فـي نـارِ
لا ذنبَ لي قد رمتُ كتمَ فضائلـي
فكأنَّنـي بَرْقَعْـتُ وجـهَ نـهـارِ
وسترتهـا بتواضعـي فتطلَّـعَـت
أعناقهـا تعلـو علـى الأسـتـارِ
ومـن الرجـال مجاهـلٌ ومعالـمٌ
ومن النجـوم غوامـضٌ ودراري
والناسُ مشتبهـون فـي إيرادهـمْ
وتبايـنُ الأقـوام فـي الإصـدارِ
عَمْري لقد أوطأتُهم طُـرُقَ العُلـى
فعمُوا ولم يطـأوا علـى آثـاري
لو أبصروا بعيونهـم لاستبصـروا
لكنَّهـا عميـتْ عـن الإبـصـارِ
أَلا سعَوا سعيَ الكـرام فأدركـوا
أو سلّـمـوا لمـواقـع الأقــدارِ
ذهبَ التكرُّمُ والوفاءُ مـن الـوَرَى
وتصرَّمـا إلاَّ مــن الأشـعـارِ
وفشتْ جنايات الثقـات وغيرهـمْ
حتَّـى اتَّهمنـا رؤيـةَ الأبصـارِ
ولربَّما اعتضـد الحليـمُ بجاهـلٍ
لا خير في يُمنـى بغيـر يسـارِ




قمة الاحساااس الصاااادق
اسال الله ان يلهمك الصبر اخي حسن
ويرحم ميتكم واموات المسلمين
تقبل مروري

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir