يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-2012, 09:30 PM   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
غامداوي is on a distinguished road


 

67 .. من ذاكرة طفل ( 3 )



وتتوالي الأيام ونحن في انتظارنا الطويل نستجدي رنين الهاتف اوجرس الباب حتي كان علي انتهاء غارات الطائرات ودوي المدافع وصافرات الانذار قرابة الاسبوع.
.
كانت الحياة تكاد ان تكون عادت الي طبيعتها قبل الحرب غير ان طوابير الحصول علي الخبز صارت ظاهرة لم نكن نعرفها من قبل. وكانت مشقة الحصول علي الخبز لساعات سببا جعلني اتملل من الذهاب الي فرن الخبز في كل مره تسألني امي ذلك غير ان صمت أمي وحزنها كان يجعلتي اتوقف عن اعتراضي وعلي ان اتحمل المسئولية وقد كان قدري انني انا الولد الكبير رغم سنواتي السبع لاهبط درجات السلم ويتواصل جهادي في الطوابير من اجل الحصول على الخبز .
وكان يوم الجمعة وبعد عودتي انا وآخي من المسجد بعد صلاة الجمعة تتابع رنات جرس الباب بقوة, نسرع جميعا لتفتح امي الباب ونحن نلتصق بساقيها ويكون الطارق جدي لأمي . ويكاد يسقط البكاء أمي وقد أخذها جدي الي صدره يرتب علي ظهرها ليبكي ثلاتنا علي بكاء أمنا أختي وأنا وأخي وهي المرة الاولي منذ غياب ابي في الحرب نراها وهي شبه منهاره وقد تعودنا منها القوة حتي وان كانت الدممع في عينيها.
يأخذنا جدنا الي داخل الشقة وهو يحاول الأعتذار لأمي لتأخره عليها والسبب في ذلك انقطاع المواصلات وتوقفها بسبب العمليات العسكرية والتفتيش الشديد والذي أوقف السيارات الأجرة بين المحافظات.
كان لوصول جدنا شحنة قوة كبيرة انسابت في نفوسنا بعد ان كادت تتلاشي مع الأحداث الماضية وقد تولد لدينا احساس دافئ بالأمان غاب عنا ونحن لا نجد من يمدنا بهذا الأحساس في غياب أبي.
ومن صباح السبت بدأ جدي رحلة البحث عن أبي. مع الصباح الباكر ولا يعود الا مع قرابة العصر ونحن نستشوق عودته لعله يحمل الينا جديد عن آبانا غير ان تعابير وجهه العابسة كانت تحمل الأجابة عن سؤال أمي له وهو علي الباب.

بعد يومين كانت طرقات الباب شديدة وكانت بعد الظهر في وقت مبكر علي غيرالتوقيت الذي يعود الينا فيه جدنا اليام الماضية .
كان الطارق جدنا لكن بتعابير غير تلك التعابير التي ألفناها في اليومين الماضيين ذلك ماجعل أمي تتلهف في سؤاله, وكانت أجابته التي كنا ننتظرها منذ اسبوعين.

آبانا يرقد مصابا في المستشفي العسكري بالسويس. هكذا كانت اجابة جدي لتأخذنا أمنا نحن الثلاثة الي حضنها وهي تبكي كما لو انها غير مصدقة وهي تسأل جدي كي تذهب معه اليه لزيارته لكن كانت اجابة جدي ان ذلك غير متاح لأن الطرق الي مدن القناة الثلاث ( السويس والاسماعلية وبورسعيد ) مغلقة وغير مسموح للمدنيين بالدخول اليها ولا سبيل امامنا سوى الانتظار الي ان ينقل الي المستشفي العسكري القريب بالقاهرة . وقد يحدث ذلك خلال ايام قليلة كما اخبروه في مكاتب الاستعلام بوزارة الحربية.
تلونت حياتنا بعد هذه الأخبار الأخيرة التي حملها الينا جدنا بقليل من السعادة وبمسحة من التفاؤل الذي غاب عن حياتنا منذ شهر تقريبا.

شقة جارنا الضابط الشهيد رحل عنها سكانها بعد ان عادوا للاقامة في قريتهم, وبرحيلهم خسرنا رفقة ولدهم الذي كان يشاركنا في اللعب علي درج السلم.
ايام قليلة ينزل الي ذات الشقة سكان جدد, اسرة جديدة مكونة من امرأة وولدين اكبرهم في نفس عمري والآخر يصغرنا بسنة وكأن القدر قد أخذ مني رفيق لعب ليعوضني برفيقين آخرين من تلك الأسرة. وقد كانت هذه الأسرة من الاف الاسرة التي هاجرت من مدينة السويس بسبب الحرب الأخيرة. وقد كانت احاديث الحرب والمعارك هي الاحاديث المتواصلة مع هؤلاء الاصدقاء الجدد وعن رحلة المعاناة التي عاشوها في ايام الحرب حتي ان اقامتهم في الملاجئ استمرت لاسبوع لا يجدون فيها الطعام ولا الماء خشية الخروج الي الشارع من القصف المتواصل من طائرات اليهود الذين كان سيرميهم عبد الناصر في البحر. وقد كان امامهم خيارين للموت لا ثالث لهما الخيار الاول الموت جوعا والخيار الثاني الموت
واعيش معهم التفاصيل اللحظة باللحظة وقد مات اباهم في الشارع وهو يحاول الوصول الي مخازن توزيع الغذاء ليسد عنهم معاناة الجوع وقد مات عشرات آخرين من الرجال والنساء والاطفال علي ارصفة الشوارع وتحت انقاض المنازل بمدفعية اليهود التي كانت مصوبة عليهم, وطائرات اسرائيل التي كان صوت ازيزها يزلزل الرعب في قلوبهم حتي ان اسر كاملة ماتت تحت وابل النيران.
ويزداد احساسي بالمصيبة وانا اتابع حكايات اصدقائي الجدد من مدينة السويس وقد قتل ايضا خالهم وقتلت عمتهم واولاد جيران لهم وسلسلة طويلة من القتلي فقدوهم في الحرب التي كانت.
وتتواصل حكايتهم وكيف كان انتقالهم الي القاهرة بشاحنات بضائع حملهم فيها عبد الناصر وقد تركوا وراءهم كل شئ بين انقاض الدمار في هجرة جماعية وهم لا يدرون ماذا يحمل اليهم المجهول. وقد كان خال لهم في الشارع الذي نسكن اليه هو الذي قام باستئجار الشقة لهم عبر مؤسسة المهجرين.

لم تكن هذه الاسرة الوحيدة التي جاءت الي الشارع الذي كنا نسكن اليه من الاسر المهجرة بل جاء معها قرابة العشر اسر في عمارات متفرقة. كل من اطفالهم يردد حكايات مأساوية عن معاناتهم في الحرب كنت دائما اهوي الاستماع اليهم لاجمع من حكاياتهم تلك قصص متواصلة اعيش بها في خيالي قبيل النوم وكأنني استحضر فيلما سينمائيا .


للذاكرة بقية ان شاء الله




 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 07-05-2012, 10:58 PM   رقم المشاركة : 52

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهاجري مشاهدة المشاركة
مع كل التقدير والاحترام لشخص

رفيق الدرب لدى ثلاث نقاط اوردها
1 كل انسان له ميول وقناعه حول اى شخصيه ربما يصعب تغيير
قناعاته وهذا امر طبيعى
2 ما ذكرته عن انجازات عبدالناصر اقول هل تريد حاكم يأتى
ويغادر دون عمل شئ وما قام به ربما غيره وفى نفس الحقيه
قام بافضل منه وماذا عن مصر وارضها واقتصادها وكرامتها
التى كان دائما يتغنى بها
3 اما خطة الحرب التى انتصر فيها السادات والتى تقول هو
من وضعها اقول اشك فى هذا القول بل اجزم ان هذا القول
ينافى الحقيقه والواقع
تحياتى

تاريخ وفاة ناصر
28 سيبتمبر 1970



أشكرك على تعليقك ولكن يا هاجري الخطة أعدها جمال عبد الناصر - رحمه الله - وهذه تحتاج إلى سنوات من التدريب والاستعداد للهجوم واختراق خط بارليف الشهير والذي راهنت إسرائيل بعدم قدرة مصر على اختراقه فهو جبل من الرمال مزود بغرف للمراقبة ومواسير متصلة بالغاز لإشعال القناة في حالة محاولة المصريين على اكتساح هذا الخط وبدأ التدريب من بعد الهزيمة مباشرة ولكن القدر لم يمهل جمال عبد الناصر لتنفيذها وتم تنفيذها عام 73م وهو القائل في وعد بلفور : ( إن من لا يملك قد أعطى وعدا لمن لا يستحق فتعاون الأثنان من لا يملك ومن لا يستحق فسلبا حق من يملك ومن يستحق وما أخذ بالقوة لايسترد بغير القوة ) وتم تنفيذها في عهد السادات وبإمكاننا أن نستأنس برأي الدكتور الغامداوي في هذه الإشكالية التي أثرتها ، كما أشكره على مواصلته لمذكراته عن تلك الفترة .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2012, 08:54 PM   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
أحمد بن فيصل is on a distinguished road


 

كنت قد أقنعت نفسي ألا أتداخل حتى ينتهي الدكتور إبراهيم من سلسلة ذكرياته االمؤلمة والممتعة معالكنني أتساءل فقط عن سر إصرار رفيق الدرب على تصوير عبدالناصر بطلا ...........حيا وميتارغم اعترافه بنفسه وتحمله مسؤولية الهزيمة أو قل الهزائم نحن فعلا بحاجة لإعادة قراءة التاريخ كما هو لا كما نتمنى

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 07-08-2012, 12:11 AM   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

ياشيخ أحمد لماذا تسنتكر ما نقوله عن إنسان غني عن التعريف ؟؟
ولماذا هذه المشاعرمنك عن ذلك الرجل
الذي مات وهو لا يجد مسكنا يأويه ؟؟ وكان هاجسه هو النهوض بأمته العربية
والسعي إلى توحيدها والتصدي للمطامع الصهيونية
إن الأمة التي لاتعرف حق عظمائها فتفيهم حقهم من الاحترام والرعاية
لهي أمة جاحدة
لقد أعجبتني مقالة أخينا نايف عن الإنصاف
فكن منصفا يا أبا سهيل ولك شكري وتقديري .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-08-2012, 09:07 AM   رقم المشاركة : 55

 

بالمختصر حديثك لا يمل وهنيئا لك بذاكرة الطفل وليت كل الاطفال تكون لهم بعض هذه الذاكرة 0 واكاد اجزم انه حتى الحوادث لا يتذكرونها الا ساعة وقوعها 0 ولديهم ما يصرف انظارهم ويشغل افكارهم حتى لا يكون لهم ذاكرة تعود بهم الى الماضي لاخذ العبر منه 0 كم انت رائع وتستحق الاعجاب والمتابعه بارك الله فيك واحسن اليك تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-08-2012, 03:05 PM   رقم المشاركة : 56

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب مشاهدة المشاركة
[center]ياشيخ أحمد لماذا تسنتكر ما نقوله عن إنسان غني عن التعريف ؟؟
ولماذا هذه المشاعرمنك عن ذلك الرجل
الذي مات وهو لا يجد مسكنا يأويه ؟؟ وكان هاجسه هو النهوض بأمته العربية
والسعي إلى توحيدها والتصدي للمطامع الصهيونية
ليته بنى له في كل زاوية قصرا

ليته نهب وأكل وسرق. ....لكنه للأسف لم يفعل

لذا لم يكن يعرف معنى الحياة....

فخاض بأمته المهالك حتى تركها تئن إلى الآن.....

أنا لست جاحدا. ..لكني أرجو أن أكون واقعيا. ...

هل تذكرون صدام عندما أراد أن يحرق نصف إسرائيل؟

فإذا بقواته على حدودنا وكأنه ضل الطريق...

إن قائدا يقتل شعبه ليس بقائد كائنا ما كانت مكانته...ولازلنا إلى الآن نسمع روايات يندى لها الجبين مما فعله بفريق من شعبه


لمجرد أن قالوا له اتق الله فينا واختر طريقا غير الطريق التي تسير عليها

فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 07-08-2012, 07:13 PM   رقم المشاركة : 57

 

كما تلاحظون فرض هذا الموضوع المميز نفسه ففي خلال أقل من شهر قارب عدد المتصفحين الخمسة آلاف والمداخلات قاربت الستين .. فهنيئا لك يا دكتور على هذه الجماهير الغفيرة وأتخيل لو تطل من احد الشرفات لكي تحيي جماهيرك بخطب رنانة ( بس ما توديناش في داهية وتسحبنا على مكان مجهول بداعي القومية والإشتراكية والحرية والديمقراطية )
طبعا استمتعنا ببقية القصة بتاعة البابا المشارك في حرب النكسة والحمد لله أنه عاد إليكم بصيص أمل بوجود والدكم رحمه الله وإن شاء الله توافينا ببقية ال ( الحلأآت )

هذا جانب .. أما الجانب الآخر فيما يتعلق بسيادة الريس عبد الناصر .. واعتبروها تعقيبا على وجهات نظر كل من الأخوين رفيق الدرب .. وأحمد بن فيصل .. فأحب أن أشير بحكم عمري أنا وأبو صالح حيث عايشنا تلك المرحلة من خلال متابعة الأحداث بشكل مباشر .. الأخ أحمد سمع فيما بعد وقرأ .. ويبدوا أنه سمع من جانب واحد وما سمعه حقيقة عن تلك السلبيات في عهد جمال ونحن نقرها لكن هناك جانب أخر أوضحه فيما يلي :
جمال شارك في حرب 48 وذاق ويلات الهزائم التي تسبب فيها الحكام العرب آنذاك وتخاذلهم أمام آلاعيب القوى العظمى وأولهم الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن وشكري القوتلي رئيس سوريا والملك فارق حيث كانوا في الواجهة وقواتهم داخل فلسطين تقاتل اليهود لكنهم استجابوا لقرار التقسيم وانسحبوا من مناطق احتلتها الجيوش العربية وسالت من أجلها الدماء حتى الجيش السعودي طلبت منه القيادة السياسية في الجامعة العربية الإنسحاب بعد أن كان على مقربة من مدينة الخليل
إذا عبد الناصر الذي تجرع مرارة الخذلان والهزيمة على أرض المعركة أوقدت في نفسه جذوة اعادة الكرامة والبحث عن النصر من جديد فبدأ بتكوين خلايا الضباط الأحرار .. - وهذا موضوعه طويل - لكن باختصار عندما وصل إلى الحكم بعد الثورة عام 1952 وانفراده بها عام 1954 كان مجتهدا ومنتحرا في سبيل استعادة العزة والكرامة العربية ولهذا نشأت بقوة ما سمي بالقومية العربية برغم أن هذا المصطلح نشأ في وقت سابق أمام القومية التركية ونشأ في أوربا : القومية الألمانية وغيرها .. تشبث جمال بالقومية وأضاف إليها الإشتراكية وتعاون مع السوفيت ضد النظام الرأسمالي وما يسمى بالأمبريالية الأمريكية والبريطانية والغربية عموما .. ومع تبنيه النظام الإشتراكي استولى على الأملاك الواسعة التي كانت في حوزة أمراء الأسرة المالكة في مصر إضافة إلى أملاك الإقطاعيين من كبار الملاك المنتفذين .. والتي هم أدرى بكيفية امتلاكهم لها .. ثم وزعها على الفقراء والبسطاء والفلاحين وأصبح كل فلاح بدلا من أن يكون عبدا تحت سيادة الإقطاعي بملاليم الآن يمتلك فدادين محدودة يعمل لمصلحته بكل حرية .. وقام بتأميم العمائر السكنية لكبار التجار والملاك وسمح لهم بامتلاك وحدة سكنية واحدة فقط والباقي للدولة .. ووجد آنذاك مسمى ( البرجوازية ) الذي يمثله الأغنياء بوصفهم مصاصي دماء الشعوب المستضعفة والكادحة ( البروليتاريا ) .. تلك الهبة العظيمة للفقراء ألهبت مشاعر الجماهير والكتاب وكل طبقات الشعب فالكل يرى عبدالناصر هو البطل القومي القريب من شعبه .. من جانب آخر اهتم بالصناعة متعاونا مع البلدان الإشتراكية فجلبت المعدات والمصانع حتى سمعنا آنذاك ببلد الألف مصنع واختتمها ببناء السد العالي كأعظم انجاز في تاريخ مصر الحديث

في الجانب العسكري و السياسي : قام بتسليح الجيش المصري حتى كان أقوى منظومة في المنطقة بعدده وعتاده .. ونال شعبية كبرى لم ينلها زعيم عربي قبله ولا بعده عندما أمم قناة السويس وطرد البريطانيين وقاوم العدواني الثلاثي عام 1956 عندما هاجموا بورسعيد والقناة .. حيث خدمه الحظ بوقوف روسيا وأمريكا إلى جانبه وطلبوا من القوات المعتدية ( اسرائيل - فرنسا - بريطانيا ) الإنسحاب فانسحبوا بعد أن احتلت سيناء وبورسعيد وشرعوا في احتلال القناة ولولا ذلك الحظ لبقيت تلك القوات حتى هذه اللحظة

بقي عبدالناصر أمام تلك الإنجازات في مخيلة كل الجماهير العربية وكل الدول التي عانت من الإستعمار وبالتأكيد أنا و ( سي عبدالرزاء ... وسي عب حميد ) والريس بتاعنا اللي متخبي .. وكثير من ذلك الجيل غصب عنا نحب الريس جمال أمام تلك الإنجازات الهائلة لشعبه في وقت كنا نحن السعوديين نعيش في حالة فقر مدقع وخدمات يرثى لها ( السبعينات هجرية ) فعندما أتى إلينا المعلمون المصريون بكفاءتهم المميزة كنا ننظر إليهم باحترام ونستصغر أنفسنا أمام كل ما هو مصري .. ولعلكم تذكرون الأستاذ حلمي صبري ومحمد أمين وغيرهم .. حتى أن الأخ نائف كرما منه .. لا زال يتواصل حتى الآن مع أحفادهم لأنهم رسموا صورة مثالية للإنسان المصري بثقافته العالية ومظهره وانسانيته أمامنا نحن الفقراء البسطاء المتطلعين للمعرفة والمنتظرين للأمل ولما يجود به الزمان والمسافرون من أهلنا ممن كانوا في سباق مع لقمة العيش بمكة وجدة أكثرهم سائقين وعمال وأجراء عند علية القوم

بدأت أخطاء جمال في سياسته الخارجية بخطبه الرنانة تجاه اسرائيل ففي الوقت الذي كانت اسرائيل تبني نفسها من كل الجوانب العلمية والزراعية والصناعية والعسكرية بصمت رهيب .. كانت إذاعة صوت العرب ( أحمد سعيد ) تعمل من الحبة قبة ولو صنعوا ( طرطيعا ) قالوا عنها قنبلة نووية .. ومثال ذلك أنهم صنعوا صواريخ اسموها بالقاهر والظافر وقالوا خلاص بنحرق اسرائيل والشعوف العربية تصفق منتظرة هذا اليوم الموعود على يد جمال عبدالناصر .. بينما قرأت عن تلك الصواريخ مقالا غربيا يقول أنها لا تبتعد أن تكون مشابهة للعبة أطفال مقارنة بما لدى الغرب من تقنية الصواريخ
يحسب لجمال مساعدته لحركات التحرر في الجزائر واليمن الجنوبي فقد نجح في مساعدتهم على طرد الإستعمار الفرنسي والبريطاني وهذا ضمن ما كان في مخيلته من عداوة لبريطانيا بسبب حرب فلسطين ومن المؤكد أنه أراد أن ينتقم منها وله الحق في هذا وقد نجح فعلا ..

لكن جمال تمادى في مسألة مساندة الشعوب فنجاحه في الجزائر وعدن لا يعفيه من ذلك الخطأ الجسيم الذي ارتكبه في تأسيس النظام الجمهوري باليمن وارساله آلاف الجنود المصريين لليمن بحجة مساعدة الشعب اليمني من ظلم النظام الملكي الرجعي حيث قتل آلاف المصريين وقيل أنه كثير من الأسرى المصريين لدى الملكيين عادوا بدون ( ودان ) بعد ان قطعها الملكيين الرجعيين .. زاد من تلك الأخطاء الجسيمة المتغرطسة تحرشة بالسعودية وقصف حدودها الجنوبية وبالذات نجران وجيزان وأبها بالطائرات عام 1385 ومحاولاته المستميتة في تصدير الثورة المصرية والفكر الناصري الثوري للسعودية ومهاجمة الأنظمة الملكية عموما كالسعودية والأردن وليبيا والمغرب ووصفهم بأقذع الأوصاف يأتي في مقدمتها ( الرجعية ) في مقابل ما يدعية هو ومن مشى في ركابه بما سموه ( التقدمية )

في تلك الفترة كان النظام الإشتراكي المصري فيه بعض بوادر الإتجاهات الماركسية الشيوعية الإلحادية .. ولهذا شن هجوما داخليا ضد الإخوان المسلمين فسجنهم جلاوده على رأس أولئك الجلادين ( صلاح نصر ) حيث سمعنا بأساليب تعذيب تقشعر منها الأبدان منها إذلال قريبات المسجون بغرفة مجاورة للسجين يسمع صراخهن واستغاثتهن .. وقتل كثير من أولئك تحت آثار التعذيب .. إلا أن الجريمة الكبرى كانت المحاكمة الصورية لسيد قطب التي اتنهت بشنقه .. برغم الكثير من التدخلات والتوسلات الدولية .. كما هرب للسعودية كثير من الإخوان المسلمين حيث عاشوا معززين مكرمين في ضيافة السعودية منهم الشعراوي ومحمد قطب

أخيرا كانت الطامة الكبرى لجمال عندما تحرش باسرائيل وطرد القوات الدولية من سيناء وسد مضائق تيران على خليج العقبة وحرك قواته إلى عمق سيناء من غير خطة واضحة ولا قيادة مقتدرة لخوض الحرب فكانت اشبه بالإستعراض العسكري .. والجماهير العربية تنتظر أن يقذف باسرائيل في البحر .. بينما اسرائيل تعمل بصمت وتخطيط واستعداد منذ زمن طويل إلى أن حانت الفرصة فقضت على كل الجيوش العربية في ستة أيام فقط

لهذا فإن السبب الرئيس في ضياع القدس والضفة الغربية والجولان وسيناء هو تلك السياسة الأستعراضية التي قام بها جمال والتي أوصلت العرب إلى هذا الضعف الذي نحن عليه الآن وهو يشابه تماما نفس الإستعراضات الصدامية عندما غزا الكويت بدون مبرر ورفض الخروج عنادا واستكبارا مما سمح للأعداء بالوصول إلى أراضينا واستنزاف خيراتنا وضياع العراق كما ضاعت القدس والضفة من قبل .. وكأنهما اخوان ضعنا بين بطولاتهم الحقيقية ضد الأعداء .. وبين شعاراتهم الجوفاء التي أودت بالشعوب العربية إلى المهالك والهزائم والقتل والتشريد والأيتام والأرامل ومنهم الجريح والد حبيبنا الدكتور محمد إبراهيم ( غمداوي باشا )الذي قادنا إلى هذا المسار التاريخي الطويل والمؤلم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-08-2012, 08:09 PM   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية العضو











القرن غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
القرن is on a distinguished road


 

باختصار
نقول لبن ناصر ماشاء الله
وكان جمال يريد ان يرمى اسرائيل فى البحر
ولكن لا اعرف لماذا غير رأيه ثم مسألة التنحى
هل يعقل ان رئيس عربى يتنحى ولو نظرنا وسألنا
انفسنا كيف وصل الى الحكم بعد نجيب ولكن التنحى
هذا مسرحيه مفبركه ولا تصدقوها هى من اعداد واخراج
رجالات جمال وماذا نتوقع له لو قدر له وعاش حتى ايامنا
وماذا عن المطار المكشوف للعدو حتى دمر الطائرات
خلينى اقول بدم بارد واخيرا جمال كان له طموح السيطره
على العالم العربى مثله مثل صدام والقذافى
والسلام

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012, 12:00 AM   رقم المشاركة : 59

 

أشكر أستاذي الكريم بن ناصر على هذا التفصيل الموجز

وهو يؤيد ما أذهب إليه ولعل في الجعبة ما فيها

تحياتي للجميع

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012, 12:15 AM   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن فيصل مشاهدة المشاركة
ليته بنى له في كل زاوية قصرا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن فيصل مشاهدة المشاركة

ليته نهب وأكل وسرق. ....لكنه للأسف لم يفعل

لذا لم يكن يعرف معنى الحياة....

فخاض بأمته المهالك حتى تركها تئن إلى الآن.....

أنا لست جاحدا. ..لكني أرجو أن أكون واقعيا. ...

هل تذكرون صدام عندما أراد أن يحرق نصف إسرائيل؟

فإذا بقواته على حدودنا وكأنه ضل الطريق...

إن قائدا يقتل شعبه ليس بقائد كائنا ما كانت مكانته...ولازلنا إلى الآن نسمع روايات يندى لها الجبين مما فعله بفريق من شعبه


لمجرد أن قالوا له اتق الله فينا واختر طريقا غير الطريق التي تسير عليها

فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في ا0لأرض


==================================
يقول الشيخ أحمد : ( ليته بنى له في كل زاوية قصرا ليته سرق ونهب ولكنه يا للأسف لم يفعل )
هذا القول يصدر من مربٍّ وموجه !!! أي أن الآخ أحمد يسوّغ السرقة والنهب ما دام الإنسان يعمل
ولا يرتكب أخطاء !!!!!
عجبا على هذا القول الذي لا يرضاه الله ولا رسوله بماذا تفسر هذا الحديث يا أخ أحمد :
[ والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ] وما هو تفسيرنا لقوله تعالى [ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ....... ]
لا بأس يا أبا سهيل سأعتبرها منك نبوة قلم فأنا أعرف أنك من عنصر طيب .
جمال عبد الناصر ارتكب أخطاء أعلم ذلك شأنه شأن غيره من زعماء العالم ولكن هل نعرّي الإنسان من جميع محاسنه إذا أخطأ أهذا هو العدل؟
شعب مصر أعرف منا بتقدير زعمائه ولقد رفعوا زعيما ووضعوا آخر فلنترك الحكم النهائي للشعوب وللتاريخ فهما خير حكم .
جمال عبد الناصر أخطأ عندما أغلق مضائق تيران على إسرائيل قبل الاستعداد للمعركة ، وهو أخطأ في تقديره لقدرات أعدائه وأخطأ أيضا بمساندة الدول العربية له وهي لا زالت دول ضعيفة وحديثة التكوين وأخطأ في تقديره لقدرات الجيش المصري ، والخطأ الأكبراعتماده على الاتحاد السوفييتي !! كل هذا لاننكره وقد اعترف هو نفسه بالهزيمة وتحمل تبعاتها أمام شعبه وأمام العالم وتنحى عن الحكم وهذه قمة الشجاعة ولكن شعبه قدر له تلك الكبوة وخرجوا عن بكرة أبيهم إلى الشوارع يطالبون بعودته وهتفوا ( ارجع ياريس ونحن معك سنكمل المشوار )
وما علم أن الولايات المتحدة والغرب لن يسمحوا بهزيمة إسرائيل على الإطلاق ولقد أمدوا إسرائيل بجسر جوي من الطائرات والمجنزرات بل والطيارين وقالوا بالفم المليان : ( إسرائيل وُجِدَتْ لتبقى ) مشكلتنا تكمن هنا أيها الإخوة في هذه المساندة الظالمة لعدونا .
هل نكتفي بتعليق عجز العرب عن استرداد فلسطين بتعليق عجزهم على أخطاء الغير ونركن إلى هذا المشجب أو ذاك وكفى ؟؟ ما ذا فعل العرب لقضية فلسطين خلال ستين عاما ؟؟ [ الحرب على المخيل سهل يا شيخ أحمد ] واسهل من ذا وذاك أن نكتفي بتعليق الأخطاء على الغير
عندما توحد رأي الملك فيصل وجمال عبد النصر - يرحمهما الله - بعد الهزيمة ، خططا وعملا وتم استرداد شيء من الكرامة في عهد السادات
بدلا من هذا كله نقول : اللهم أصلح زعماء الأمة وهيء لهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير واجمع كلمتهم وانصرهم على عدوك وعدوهم أطلت عليكم فسامحوني ولكن الحديث ذو شجون .

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir