يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-24-2008, 08:58 PM   رقم المشاركة : 1

 

.

*****

الشيخ إبراهيم إنياس بن الحاجّ عبد الله

حبانيَ خير النّـاسِ بـرّاً ولا غـروى = ألم يك خيـر العالميـن ؟ ولا شـروى
وقد جئتـه وهنـاً وشِبلـي ومـا جثـا = سوانا لدى أعتابـه وفـق مـا أهـوى
فخاطبـت محبوبـي وكِـدت لقـربـه = إخالُ لقا خيـر الـورى نِلتـه صفـوا
فقلـت وإنّــي مـغـرم فــي ودادِه = سلام على من يركب الطَّرفَ والقَصْـوا
توهّمـت أنّـي قـد مسسـتُ محمّـدا = وعانقني جهراً وطـاب لِـي المثـوى
صلاة على خير الخلائق مصطفـى ال = برايا الذي قد حطّـم الظُّلـم والبلـوى
سـلام عليـه مــن خـديـم متـيّـم = منَ اقصى بلاد الغرب للمصطفى المأوى
عليـك صــلاة الله ثــمّ سـلامـه = حياتـيَ لا تأثيـم فيـهـا ولا لـغـوا
عليـك صــلاة الله ثــمّ سـلامـه = فحُبِّـي دوامـاً للأمـيـن ولا لـهـوا
عليـك صــلاة الله ثــمّ سـلامـه = وتحفظُ نسلي عن ضلال وعـن إغـوا
وودّعتـه والدّمـع يجـري صبـابـةً = على حينَ لا يجدي بُكاءُ الفتى جـدوى
وودّعـتـه أسـتـودع الله عـنــدَه = شهادة حقٍ , أرفضُ الشّـرك والأهـوا
فـأشـهـد أنّ الله لا ربّ غــيــره = وطه إمامي المصطفى سنـدي الأقـوى
فمـا شاقنـي ربـعٌ بُعـيـد فـراقـه = ولا شاقنـي نجـدٌ ولا شاقـنـي أروى
ومن بريـاضٍ مـن جمـال وخُضـرة = وطِيب هواءٍ وهْي في الرّتبةِ القُصـوى
فهل هي تُسلِـي عـن عقيـقٍ وخنـدقٍ = وأُحْـدٍ وسلْـعٍ أو أريـسٍ ومـا أروى
وطـاب مُقامـي بـعـد ذاك بمـكّـةٍ = خلا لـي حطِيـمٌ والمقـام لنـا أقـوى
خلا لي سجـود عنـد بابـك خاشعـا = أُسائِـلُ ربـاًّ جـلّ شأنـا لنـا عفـوا
أُقبِّـل يمنـى الحـق جــلّ جـلالـه = لأحذوَ سُبل الهاشمِي المصطفى حَـذْوا
لزمـزم للميـزاب للحِجـر للصّـفـا = صفا لي أوقاتـي بجهـرِيَ والنّجـوى
أردِّد ذكــر الله لا شــيء غـيـره = أمامي وخلفي مثل مـن حقّـق المحـوا
وأسألـه سـتـرا وعـفـوا وتـوبـة = وهدْيا وتوفيفا وصونـا عـنِ الأسـوا
ونيـل قبـولٍ منـه والفـوز والرّضـا = ورؤيتُه وسـط الجنـان كمـا أهـوى
وإنّ الـذي قــد ردّ طــه لمـكّـةٍ = سيُرجِعُ إبراهيـم للمصطفـى المـأوي
على أحمد المُختـار مـن عنـد ربِّـه = صلاة وتسليـمٌ يطيـب بهـا المثـوى
عليـه مـع الآل الكـرام وصحـبـه = صلاة وتسليـم يفيـض بهـا الجـدوى


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-24-2008, 09:10 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

قصيدة في مدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر أن بعض أبياتها مكتوبة على الواجهة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف

يا خير من دفنت في الترب أعظمه = فطاب من طيبهن القـاع والأكـم
نفسي الفداء لقبـر أنـت ساكنـه =فيه العفاف وفيه الجـود والكـرم
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعتـه = عند الصراط إذا ما زلـت القـدم
لولاك ما خلقت شمـس ولا قمـر = ولا سمـاء ولا لـوح ولا قـلـم
فكن شفيعا متى ما ثرت من جدثي = فإنني ضيفكم والضيـف محتـرم
صلى عليك إله العرش ما طلعـت = شمس وحن إليك الضال والسلـم
وصاحبـاك فـلا ننساهمـا أبـدا = منا السلام عليهم ما جـرى القلـم
ياسيدي يا رسول الله خـذ بيـدي = فقد تحملت عبئـا فيـه لـم أقـم
أستغفر الله مما قد جنيـت علـى = نفسي ويا خجلي منه ويـا ندمـي
إن لم تكن لي شفيعا في المعاد فمن = يجيرني مـن عـذاب الله والنقـم
مولاي دعـوة محتـاج لنصرتكـم = يشكـو إليكـم أذى الأيـام والأزم
إنـي أعـوذ بكـم دنيـا وآخـرة = مما يسوء وما يفضي إلـى التهـم
تبلي عظامي وفيها مـن مودتكـم = هوى مقيم وشوق غيـر منصـرم
مـا مـر ذكركـم إلا وألزمنـي = نثر الدموع ونظم المدح في كلـم
عليكم صلـوات الله مـا سكـرت = أرواح أهل التقى في راح ذكرهم


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-02-2009, 05:23 PM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

شعر فتحي محمود عوض

رسـول الله يـا خيـر البرايـا = وخيْر الخلق إن نطقَت وصايـا
وخيرَ الإنس ان شهدت نفـوسٌ = بتقوى الله ..حاضـرة القضايـا
على خُلِقٍ عظيمٍ ..أنت تسمـو = وشاهِـدُك الإلـه بهـا وآيــا
عمرت الكـون إنسانـا رحيمـاً = ودونك كلُ من عمروا السرايـا
فإن عمروا الصروحَ عمرْت كوناً = من الإنسـان تَعمـرُه السجايـا
سموتَ بنـا سمـواً لا يُدانـى = إلى الفردوس.. خاتمة النهايـا
نصير المؤمنيـن إذا ادْلهّمـت = خطـوبٌ نــازلات او بـلايـا
شفيع الناس يوم الهـول ستـرٌ = مـن النيـران تنـذر بالرّزايـا
ومن يُطِعِ الرسول اصاب فـوزاً = ولا مغـنٍ اذا حـلـت منـايـا
ابا الزهراء يـا روحـا رحيمـاً = إذا ما الخلق احوجهـا حمايـا
أبا الزهـراء يـا نَسقـاً بديعـاً = من الانسـان تعشقـه الرّوايـا
إمام المرسليـن.. بـه محمـد = كراماتُ العظـامِ... لـه مزايـا
فصيح ..لا يـروغ لـه بيـانٌ = وأعظـمَ شأنـه طُهْـرُ النوايـا
رسول العالمين.. بهـم رحيـمٌ = فلا عـرف الفظاظـة والجِنايـا
ولا رضي الفظاعة في شعـوبٍ = ولا رضـي المذلـة والنِكـايـا
ولا رضي الشرورَ بـدار قـومٍ = ولا رضـي المفاسـد والزِرايـا
وهدّ الظلم في ضربـات بـأسٍ = فبئـس الظلـم أعلامـاً ورايـا
طواغيتُ الشعوب.. لهم تصدى = وأركـانٌ لهـم ذهبـت سبايـا
جبابر هـدّ فيهـم كـل طـوْلٍ = وأركسهم ركامـاً فـي الزوايـا
فلا عرفوا مـن الإنسـان قـدراً = ولا عرفوا الكرامة فـي برايـا
ولا عرفـوا لمخلـوقٍ جمـالاً = ولا رحمـوا لمكـروبٍ شجايـا
فأركسهم رسـولُ الحـقِّ ثـارا = وأرسى العـدل أركانـا وغايـا
عروش الظالمين بـه تهـاوت = وللضعفـاءِ أرسلهـا هـدايـا
وقوّضَهم ..حطاماً فـي خـرابٍ = وبعد عروشهم ..ذهبوا نسايـا
وبين الناس آخـى.. لا يبالـي = بلـونٍ أو بعـرقٍ أو غِـوايـا
وبالايمـان وحّدهـم جميـعـاً = وأرسى العـدل أهدافـا وغايـا
وأعلننا كرامـاً فـي وضـوحٍ = ومثل محمـدٍ يـزري الخفايـا
وديـن محمـدٍ يُنشـي نظامـاً = صروحا شامخـاتٍ.. لا التكايـا
وحـرّم دينُـه كذبًـا وإفـكـاً = ومثلهما الفواحـش والخطايـا
ولـم يحنـث بوعـدٍ او بعهـدٍ = ولا عـرف الخيانـة والوشايـا
وارسَلنـا لـحـق او جـمـالٍٍ = وحمّلنـا المكـارم والوصايـا
وَوصانـا :رضـاء الله نرجـو = فأعظِـمْ بالرسـول وبالوصايـا
أبو الأحرار بين الناس سـاوى = ومثـل محمـدٍ يُثريـك رأيــا
فأوْصَلَنـا الكـرامُ بـدار علـمٍ = وأضعفُنا اللئـامُ ذوو المطايـا
ومن نشد الحيـاة بغيـر عـدلٍ = فقد ركـب السّفاهـة والغِوايـا
ومثـل محمـدٍ يُعلـي كرامـاً = ومثل محمـدٍ يـزري الخطايـا
ومن نشد الحيـاة بغيـر عـدلٍ = فقد ذهب الكـرام لـه ضحايـا
جَهولٌ مـن يعيـش بـلا نبـيٍّ = فليـس لـه حظـوظٌ أو دِرايـا
أبا الزهراءِ يـا كونـاً عظيمـاً = به الإنسان يـدرك كـل غايـا
ومن إنسٍ وجانٍ.. أنت صَفـوٌ = ومن مَلَـكٍ.. وأفـذاذِ الخلايـا
بك الإنسان يعظـمُ كـلّ حيـنٍ = ودونك كلُ من حصدوا الضحايا
سموْتَ به.. بخيـرٍ أو جمـالٍ = وسفّهْـتَ المفاسـد والخطايـا
عليـك الله صلّـى فـي ثنـاءٍ = وصلّى النـاسُ.. قرآنـاً وآيـا
وصلّى الكـون حيـاً أو جمـاداً = وأجناس الخلائقِ في الحشايـا
ومن حجرٍ ومن شجـرٍ وطيـرٍ = وأنظـمـةٍ بـأوتـارٍ ونـايـا
ومن عربٍ ومن عجـمٍ صفـيٌّ = محيطٌ جامـعٌ.. نشـد الهِدايـا
حبيب الروح إنـك يـا محمـد = وجبريـل الملائـكِ والحنـايـا
وما للعالمين سواك حِصْـنٌ = حصيـنٌ يبتغـي عـزّا ورايـا
عليـك الله صلّـى يـا محمـد = وصلّى النـاس قرآنـا ً وآيـا




*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-12-2010, 12:35 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

أجزل الله لك الأجر خير ما يكتب في الساحات هي القصائد في مدح المصطفى عليه السلام

( بمدح المصطفى تحيا القلوب ******* وتغتفر الخطايا والذنوب )

شكرا يأ أبا توفيق على هذه الروائع لاعدمناك

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2010, 12:46 AM   رقم المشاركة : 5

 

اللهم صلي وسلم على خير خلق الله محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام
شكر وتقدير ابو توفيق ونسأل الله ان يجعل ماكتبته شاهدا لك في موزازين اعمالك
تقبل تقديري

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2010, 09:18 PM   رقم المشاركة : 6

 

.

*****

الأستاذ العزيز رفيق الدرب
الأخ العزيز سعودي بن نايس

شكراً على تواجدكم

أللهم صل وسلم وبارك وزد وتكرم على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2010, 09:34 PM   رقم المشاركة : 7

 

.

*****

قصيدة للشاعر عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني
من شعراء العصر العباسي وقد أثبت صاحب الأعلام وفاته في عام 803 هـ
والشاعر من سكان (النيابتين) في اليمن أفتى ودرس وله ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية
والبرعي نسبة إلى بُرع وهو جبل بتهامة (كما ورد في التاج)



بمُحمدِ خطر المحامد يعظم "=" وعقود تيجان القبول تُنَظمُ
وله الشفاعة والمقام الاعظم "=" يوم القلوب لدى الحناجر كُظمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قمرٌ تفرد بالكمال كماله "=" وحوى المحاسن حسنه وجمالهُ
وتناول الكرم العريض نوالهُ "=" وحوى المفاخر فخره المتقدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

والله ماذرأ الإلهُ وما برا "=" بشراً ولا ملكا ًكأحمد في الورى
فعليه صلى الله ما قلمٌ جرى "=" وجلا الدياجي نوره المتبسمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

طلعت على الآفاق شمس وجوده "=" بالخير في أغواره ونُجُوده
فالخلقُ ترعى ريف رأفة جوده "=" كرماً وجارُ جنابه لا يهضمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

سور المثاني من حروف ثنائه "=" ومحامد الأسماء من أسمائهِ
والرسل تحشر تحت ظل لوائهِ "=" يوم المعاد ويستجير المجرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

والكون مبتهجٌ بهاء بهائهِ "=" وبجيم نجدتهِ وفاء وفائهِ
فلسر سيرته وسين سنائهِ "=" شرفٌ يطول وعروة لاتفصمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

البدر مُحتَقَرٌ بطلعة بدره "=" والنجم يقصر عن مراتب قدره
ما أسعد المتلذذين بذكره "=" في يوم تعرض للعصاة جهنمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

دهشته اخطار النبوة في حرا "=" فأتي خديجة باهتا متحيرا
فحكت خديجة لابن نوفل ماجرى "=" من شأن أحمد إذ غدت تستفهمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قال اتاه السبع في المتعبدِ "=" برسالة اقرأ باسم ربك وابتدِ
فأجاب لست بقارئٍ من مولدِ "=" فثنا عليه اقرأ وربك أكرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قال ابن نوفل ذاك يؤثر عن نبي "=" ينشا بمكة والمقام بيثربِ
سيقوم بين مصدق ومكذبِ "=" وستكثُرُ القتلى وينسفك الدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

هذى علامته وهذا نعتهُ "=" والوقت في الكتب القديمة وقتُهُ
ولو انني أدركته لأطعتهُ "=" وخدمته مع من يطيع ويخدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قالت له فمتى يكون ظهورهُ "=" وبأي شيءٍ تستقيم أمورهُ
قال الملائكة الكرام ظهيرهُ "=" والبيض ترجف والقنا تتحطمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وعلى تمام الأربعين ستنجلي "=" شمس النبوة للنبي المرسلِ
بمكارم الأخلاق والشرف العلى "=" فسناه ينجد في البلاد ويُتهمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

ومن العلامة يوم يبعث مرسلا "=" لم يبق من حجر ولا مدر ولا
نجم ولا شجر ولا وحش الفلا "=" إلا يصلي مفصحاً ويسلمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

فعليه صلى الله كل عشيةٍ "=" وضحى وحياه بكل تحيةٍ
تهدى لخير الخلق خير هديةٍ "=" وتعزه وتجله وتكرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

طمس الضلال بنور حق بينِ "=" ودعا العباد الى السبيل الاحسنِ
ولربما صدم الطغاة فينثني "=" والقوم صرعى والمغانم تقسمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

سبقت نبوته وآدم طينةٌ "=" بوجود سر وجوده مَعجونةٌ
فيها المناصب والأصول مصونة "=" وقُريشُ أرحام لديه ومحرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وقبائل الانصار جنود جهادهِ "=" وولاةُ نصر جدالهِ وجلادهِ
وردوا الردى في الله وفق مرادهِ "=" وغدوا وراحوا وهو راضٍ عنهمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

طوبى لعبدٍ زار مشهد طيبةٍ "=" وجلا بنور القلب ظلمة غيبةٍ
يدنو ويبتدئُ السلام بهيبةٍ "=" ويمس ترب الهاشمي ويَلثمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قبرٌ يحط الوزر مسحُ ترابهِ "=" وينال زائرهُ عظيم ثوابهِ
لِمَ لا وسر المرسلين ثوى بهِ "=" قمر المحامد والرؤف الأرحمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

هطلت لعزته السحاب وظللت "=" وكذا الرياح بنصر أحمد أرسلت
وعليه سلمت الغزال وأقبلت "=" تشكو كنطقِ العضوِ وهو مُسممُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

و الثدىُ فاض كفيض نهر يمينهِ "=" والسهم عن ثمدِ سما بمعينهِ
والجذعُ أفهم شوقهُ بحنينهِ "=" وبكفهِ صُم الحصى تتكلمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وقريش اذ عزم الرحيل مهاجرا "=" ملأُوا المسالك راصِداً ومشاجرا
فمضى لحاجته ولم ير حاجراً "=" والقوم يقضى والبصائرُ نُووم
فبحقه صلوا عليه وسلموا

نثر التراب على رؤس الحُسَدِ "=" وسرى وقد قفوا له بالمرصدِ
قولوا لأعمى العين مغلول اليدِ "=" أنفُ الشقى ببغض أحمد مرغمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

لما رأى الغار انثنى متوجها "=" فرقت قريش وراه زاخر لُجها
وبنت عليه العنكبوت بنسجها "=" وببيضها سختِ الحمام الحوومُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

ملأت محاسنه الزمات فأفرعت "=" شجر الهداية في الجهات وأينعت
وتلونت ثمراتها وتنوعت "=" فالكل في بركاته يتنعمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

سرت البراق له لموجب نيةٍ "=" وإشارة في الغيب ربانيةٍ
وسرى الحبيب سمير وحدانيةٍ "=" طاب المسير بها وطاب المقدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

من بعد ما قد حاز سدرة منتهى "=" وحبيبه جبريل في السير انتهى
فَخُرت بموطى نعله حجب البها "=" فالنور يطلع والبشارة تقدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

والأرض تبتهج والسماوات العلا "=" وعروس مكة بالكرامة تجتلى
والعرش بالضيف الكريم قد امتلا "=" طربا وضيف الأكرمين مكرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

سبقت عنايتهُ لسبقِ عنايةٍ "=" فرقى الى ذي العرش أبعد غايةٍ
ورأى من الآيات أكبر آيةٍ "=" عظمت وأيدها الكتاب المحكمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

فلسان حال القرب يهتف مرحبا "=" بقدوم محترم الجناب المجتبى
سلني بحقك ما أحق وأوجبا "=" بخلاف من يعصى سواك ويحرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

فاشرب شراب الأنس كاف كفايتي "=" وسُلاف سالف عصمتي وهدايتي
وانظر بعين عنايتي ورعايتي "=" واحكم بما ترضى فأنت مُحكمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

شرفتُ قدرك بي وضدك أحقرُ "=" ورفعت ذكرك حيث أذكر تذكرُ
فعليك ألوية الولاية تنشرُ "=" وبعمرك الوحي المنزل يُقسِمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

ولك الشفاعة أًخرت لتنالها "=" وعليك كل المرسلين أحالها
فسجدت مفتخراً وقلت أنا لها "=" جاهي وحبلُ وسيلتي لا يُصرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

يا خير مبعوثٍ لأكرم أمةٍ "=" أنت المؤمل عند كل مُلِمةٍ
فاعطف على عبد الرحيم برحمةٍ "=" فغمام فضلك فيضهُ مُتَسَجِمُ

فبحقه صلوا عليه وسلموا

فانهض به وبمن يليه صحابةً "=" وصهارةً ونسابةً وقرابةً
واجعل لدعوته القبول إجابةً "=" فبجاه وجهك يستغيث ويُرحمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وابن الوهيب اجب سميك احمدا "=" وأغثه في الدارين يا علم الهدى
واجمع بنيهِ ووالديهِ بكم غدا "=" فلأنت حصنٌ للسمي وملزمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وعليك صلى ذوالجلال وسلما "=" وهدىوزكي و ارتضى وترحما
ما غردت ورق الحمائم في الحمى "=" وسرى على عذب العذيب نُسيمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وعلى صحابتك الكرام الأتقيا "=" أهل الديانة والامانة والحيا
وكذا السلام عليهم وعليك يا "=" نور على الآفاق لا يتكتمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا



عليك صلاة الله وسلامه يا حبيبنا يا رسول الله عدد ما في السموات وما في الأرض وما بينهما

أللهم صل وسلم وبارك وزد وتكرم على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

(ومع قصيدة جديدة بإذن الله وتوفيقه)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-29-2012, 09:47 AM   رقم المشاركة : 9
Sabr4


 




مُذ آذَنَت بَيننا الحسناءُ بِالدُّهُمِ
والمُستباحُ دمي مِن أدمعي العِصَمِ

يـا قاتِلي بِسهام الّلحظِ في كبدي
لادِيّةً تُرتجى أو ثأرَ مُـنــتَـــقِـــــمِ

يا طالما نَصَبت عيناي مِن شَرَكٍ
واصطادني هَدَبٌ يَشكو مِن السَّقَمِ

هَلاّ رَفِقتَ، فلا مُضناكَ تَهجُرُهُ
أطيافَكُم بِكَرىً، أو إن صَحا يَهِمِ

إن كُنتُ مُجتَرِحاً سوءاً بِعِشقكمو
فالعَفو أفضلُ ما في المرءِ مِن شِيَمِ

كَم لائِمٍ أضحى أُذُناً لنا لَمّا
ذاق الجوى، فدَنا مِن لَذّةِ الألَمِ

إنّي ضَرِعِتُ لِمَن سَوّاكَ مِن عِوَجٍ
أن نَستقيمَ على عَهدٍ ومُنتَسَمِ

فاللهُ يَجمعنا مِن بَعدِ فُرقَتنا
حتّى يُثيبُ رِضىً ذو الجودِ والكَرَمِ

يارَبُّ ألهِمنا في أمرنا رِشَدا
واصلح لنا قَلباً قَد ضلَّ في الظَّلَمِ

واغسِل خطايانا بالثلجِ والبَرَدِ
واروِ لنا ظمئاً مِن أطهرِ الدِّيَمِ

قَد ضَلَّ مَن ندعو إلاّكَ يا ربي
يا واحداً أحداً يا مُسْبِغَ الِّنعَمِ

شَفِّع بِنا عَبْدأً أولَيتَهُ نِعَماً
فكان أفضَلَ مَن يَمشي على قَدَمِ

آمَنتُ أنّ رسول اللهِ مُختَتِمٌ
دَعوى النبينَ للإسلامِ في الأُمَمِ

فاعظِم بِمَن جاءَ بالِتّوحيدِ مُنْتَجَباً
و اكرِم بهِ خاتَماً بَل مِسكَ مُخْتَتَمِ

لِلعالمين سَرت أنوارُ رَحمتِهِ
لا فَضلَ لِلعُربِ في التّقوى على عَجَمِ

ماذا يُضيفُ لَهُ المُدّاح إن مَدحوا
مِن بَعدِ خالِقهِ في سُورَةِ القَلَمِ

الصِّدقُ والعَفو والإكرامُ شيمَتَهُ
والعزمُ والصَّبرُ والإقدامُ في القُحَمِ

يا خَيرُ مَن طلَعَت شَمْسٌ عليهِ ضُحىً
وخيرُ مَن ضَمّت أرضٌ مِن الأدمِ

واللهُ يُنجينا فَضلاً بِرحمتهِ
مِن بَعدِ موقفنا في المَحشَرِ الوَخِمِ

والحَوضُ مُنتَظِرٌ وِرداً لَهُ قُدُماً
وِرْدَ الأُسودِ أَتَت مِن أدغُلِ الأجَمِ

والجنّةُ الأعلى شوقاً له فُتِحَت
والحُورُ تَهْزِجُ تَرحيباً مِن الخِيَمِ

يا سَعدَ مِن ظَفِروا يوماً بِصُحبَتِهِ
وخابَ مَن حُرِموا مِن نِعمَةِ السّلَمِ

أزواجهُ دُرَرٌ، أصحابهُ نُجُبٍ
ونورُهُم قَبَسٌ مِن نُورِهِ العَمَمِ

يا رَبُّ إن حُرِمَت أجفاننا نَظَراً
فامنُن بِصُحبَتِهِ في جَنّةَ النِّعَمِ

للشاعر قاسم المومني

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 09-29-2012, 10:06 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 

أنقل لكم بعض مقالات كبار علمائنا حول بردة البوصيري

1. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - : " وأما الملك : فيأتي الكلام عليه ؛ وذلك أن قوله : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، وفي القراءة الأخرى ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) : فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله تعالى ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ . ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ . يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) الانفطار/ 17 – 19 .
فمن عرف تفسير هذه الآية ، وعرف تخصيص المُلك بذلك اليوم ، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره : عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها ، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها ، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها ، فأين هذا المعنى ، والإيمان ، بما صرح به القرآن ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : ( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً ) :

من قول صاحب البردة :
ولن يضيق رسولَ الله جاهك بي ***** إذا الكريم تحلي باسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم

فليتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها ، ومن فتن بها من العباد ، وممن يدعى أنه من العلماء ، واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن : هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله ) ، وقوله : ( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً ) ؟! لا والله ، لا والله ، لا والله ، إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق ، وأن فرعون صادق ، وأن محمَّداً صادق على الحق ، وأن أبا جهل صادق على الحق ، لا والله ما استويا ، ولن يتلاقيا ، حتى تشيب مفارق الغربان .
فمن عرف هذه المسألة ، وعرف البردة ، ومن فتن بها : عرف غربة الإسلام " انتهى .
" تفسير سورة الفاتحة " من " مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب " (5/13) .

2 . قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله - : " من عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد اللطيف إلى عبد الخالق الحفظي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقد بلغنا من نحو سنتين : اشتغالكم ببردة " البوصيري " ، وفيها من الشرك الأكبر ما لا يخفى ، من ذلك قوله : " يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك " إلى آخر الأبيات ، التي فيها طلب ثواب الدار الآخرة من النبي صلى الله عليه وسلم وحده ...
وكونه صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء لا يلزم أن يختص دونهم بأمر نهى الله عنه عباده عموماً ، وخصوصاً ، بل هو مأمور أن ينهى عنه ، ويتبرأ منه ، كما تبرأ منه المسيح بن مريم في الآيات في آخر سورة المائدة ، وكما تبرأت منه الملائكة في الآيات التي في سورة سبأ .
وأما اللياذ : فهو كالعياذ ، سواء ، فالعياذ لدفع الشر ، واللياذ لجلب الخير ، وحكى الإمام أحمد وغيره الإجماع على أنه لا يجوز العياذ إلا بالله ، وأسمائه ، وصفاته ، وأما العياذ بغيره : فشرك ، ولا فرق .
وأما قوله : " فإن من جودك الدنيا وضرتها " : فمناقض لما اختص به تعالى يوم القيامة من الملك في قوله : ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) ، وفي قوله تعالى في سورة الفاتحة : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، وفي قوله تعالى : ( يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) ، وغير ذلك من الآيات لهذا المعنى ، وقال غير ذلك في منظومته مما يستبشع من الشرك " انتهى .
"رسائل وفتاوى الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد عبد الوهاب" (1/82) .

3. ذكر الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ – رحمه الله – بعض الأبيات السابقة ، ثم قال: " فتأمل ما في هذه الأبيات من الشرك .

منها : أنه نفى أن يكون له ملاذٌ إذا حلَّت به الحوادث ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له ، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو .
الثاني : أنه دعاه ، وناداه بالتضرع ، وإظهار الفاقة ، والاضطرار إليه ، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله ، وذلك هو الشرك في الإلهية .
الثالث : سؤاله منه أن يشفع له في قوله :
ولن يضيق رسول الله ... البيت
وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوه ، وهو الجاه ، والشفاعة عند الله ، وذلك هو الشرك ، وأيضاً : فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله ، فلا معنى لطلبها من غيره ؛ فإن الله تعالى هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداء .
الرابع : قوله : فإن لي ذمة ... إلى آخره :
كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك .
تناقض عظيم ، وشرك ظاهر ، فإنه طلب أولاً أن لا يضيق به جاهه ، ثم طلب هنا أن يأخذ بيده فضلاً وإحساناً ، وإلا فيا هلاكه .
فيقال : كيف طلبت منه أولاً الشفاعة ، ثم طلبت منه أن يتفضل عليك ، فإن كنت تقول : إن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله : فكيف تدعو النبي صلى الله عليه وسلم ، وترجوه ، وتسأله الشفاعة ؟ فهلا سألتها من له الشفاعة جميعاً ، الذي له ملك السموات والأرض ، الذي لا تكون الشفاعة إلا من بعد إذنه ، فهذا يبطل عليك طلب الشفاعة من غير الله .
وإن قلت : ما أريد إلا جاهه ، وشفاعته ، بإذن الله .
قيل : فكيف سألته أن يتفضل عليك ويأخذ بيدك في يوم الدين ، فهذا مضاد لقوله تعالى : ( وما أدراك ما يوم الدين . ثم ما أدرك ما يوم الدين . يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً . والأمر يومئذ لله ) ، فكيف يجتمع في قلب عبد الإيمان بهذا وهذا ؟! .
وإن قلت : سألته أن يأخذ بيدي ، ويتفضل عليَّ بجاهه وشفاعته .
قيل : عاد الأمر إلى طلب الشفاعة من غير الله ، وذلك هو محض الشرك .
الخامس : في هذه الأبيات من التبري من الخالق - تعالى وتقدس - والاعتماد على المخلوق في حوادث الدنيا والآخرة ما لا يخفى على مؤمن ، فأين هذا من قوله تعالى : ( إياك نبعد وإياك نستعين ) الفاتحة ، وقوله تعالى : ( فإن تولوا فقـل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلـت وهـو رب العـرش العظيم ) ، وقوله : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً ) ، وقوله تعالى : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً . قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً . إلا بلاغاً من الله ورسالاته ) .
فإن قيل : هو لم يسأله أن يتفضل عليه ، وإنما أخبر أنه إن لم يدخل في عموم شفاعته فيا هلاكه .
قيل : المراد بذلك سؤاله ، وطلب الفضل منه ، كما دعاه أول مرة وأخبر أنه لا ملاذ له سواه ، ثم صرح بسؤال الفضل والإحسان بصيغة الشرط والدعاء ، والسؤال كما يكون بصيغة الطلب يكون بصيغة الشرط ، كما قال نوح عليه السلام : ( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) " انتهى .
" تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد " (1/187-189) .

4. وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

قرأتُ حديثاً فما مدى صحته ، وهو : ( من كان اسمه محمَّداً فلا تضربه ولا تشتمه ) ؟ .
فأجاب : " هذا الحديث مكذوب ، وموضوع على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس لذلك أصل في السنة المطهرة ، وهكذا قول من قال : " مَن سمَّى محمَّداً فإنه له ذمة من محمد ، ويوشك أن يدخله بذلك الجنة " ! وهكذا من قال : " من كان اسمه محمَّداً فإن بيته يكون لهم كذا وكذا " ، فكل هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة ، فالاعتبار باتباع محمد ، وليس باسمه صلى الله عليه وسلم ، فكم ممَّن سمي محمداً وهو خبيث ؛ لأنه لم يتبع محمَّداً ، ولم ينقَد لشريعته ، فالأسماء لا تطهر الناس ، وإنما تطهرهم أعمالهم الصالحة وتقواهم لله جل وعلا ، فمن تسمى بأحمد ، أو بمحمد ، أو بأبي القاسم ، وهو كافر ، أو فاسق : لم ينفعه ذلك ، بل الواجب على العبد أن يتقي الله ويعمل بطاعة الله ، ويلتزم بشريعة الله التي بعث بها نبيه محمداً ، فهذا هو الذي ينفعه ، وهو طريق النجاة والسلامة ، أما مجرد الأسماء من دون عمل بالشرع المطهر : فلا يتعلق به نجاة ، ولا عقاب .
ولقد أخطأ البوصيري في " بردته " حيث قال :
فإن لي ذمة منه بتسميتي ... محمَّداً وهو أوفى الخلق بالذمم
وأخطأ خطأ أكبر من ذلك بقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي ***** فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل هذا المسكين لياذه في الآخرة بالرسول صلى الله عليه وسلم دون الله عز وجل ، وذكر أنه هالك إن لم يأخذ بيده ، ونسي الله سبحانه الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع ، وهو الذي ينجي أولياءه ، وأهل طاعته ، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم هو مالك الدنيا والآخرة ، وأنها بعض جوده ، وجعله يعلم الغيب ، وأن من علومه علم ما في اللوح والقلم ، وهذا كفر صريح ، وغلو ليس فوقه غلو ، نسأل الله العافية والسلامة .
فإن كان مات على ذلك ، ولم يتب : فقد مات على أقبح الكفر ، والضلال ، فالواجب على كل مسلم أن يحذر هذا الغلو ، وألا يغتر بـ " البردة " ، وصاحبها ، والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 370 ، 371 ) .
وأقوال العلماء أكثر من هذا ، ويوجد من الأبيات ما فيه مجال للنقد ، لكننا اخترنا بعضاً من `ذلك ، وهو كافٍ في بيان المقصود ، وهو التحذير من هذه القصيدة ، وأنها احتوت على غلو ظاهر ، وكفر وزندقة .
وللمزيد في نقد هذه القصيدة : ينظر كتاب " العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية " للشيخ عبد الرحمن المغراوي "القسم الخامس" ( ص 139 – 154 ) ، ومقال " قوادح عقدية في بردة البوصيري " للشيخ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف ، هنا :
http://www.saaid.net/arabic/ar20.htm


والله أعلم

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir