يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-2008, 06:56 PM   رقم المشاركة : 21

 

.

*****

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ حِينَ أَسْلَمَ


الْحَمْدُ لِلّهِ ذِي الْمَنّ الّذِي وَجَبَتْ = لَهُ عَلَيْنَا أَيَادٍ مَا لَهَا غِيَرُ
وَقَدْ بَدَأْنَا فَكَذّبْنَا فَقَالَ لَنَا = صَدَقَ الْحَدِيثَ نَبِيّ عِنْدَهُ الْخَبَرُ
وَقَدْ ظَلَمْت ابْنَةَ الْخَطّابِ ثُمّ هَدَى = رَبّي عَشِيّةً قَالُوا : قَدْ صَبَا عُمَرُ
وَقَدْ نَدِمْت عَلَى مَا كَانَ مِنْ زَلَلٍ = بِظُلْمِهَا حِينَ تُتْلَى عِنْدَهَا السّوَرُ
لَمّا دَعَتْ رَبّهَا ذَا الْعَرْشِ جَاهِدَةً = وَالدّمْعُ مِنْ عَيْنِهَا عَجْلانُ يَبْتَدِرُ
أَيْقَنْت أَنّ الّذِي تَدْعُوهُ خَالِقُهَا = فَكَادَ تَسْبِقُنِي مِنْ عِبْرَةٍ دِرَرُ
فَقُلْت : أَشْهَدُ أَنّ اللّهَ خَالِقُنَا = وَأَنّ أَحْمَدَ فِينَا الْيَوْمَ مُشْتَهِرُ
نَبِيّ صِدْقٍ أَتَى بَالِق مِنْ ثِقَةٍ = وَافَى الأَمَانَةَ مَا فِي عُودِهِ خَوَرُ



*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-12-2008, 06:04 PM   رقم المشاركة : 22

 

.

*****

قصيدة بشرى النبوءة

للشاعر اليمني عبد الله البردوني


بـشـرى مــن الـغيب ألـقت فـي فـم الـغار = وحـيـا وأفـضـت إلــى الـدنـيا بـأسـرار
بـشـرى الـنـبوة طـافـت كـالـشذا سـحـرا = وأعـلـنـت فـــي الـربـا مـيـلاد أنــوار
وشــقـت الـصـمـت والأنــسـام تـحـملها = تــحـت الـسـكـينة مـــن دار إلـــى دار
وهــدهـدت مــكـة الـوسـنـى أنـامـلـها = وهــــزت الـفـجـر إيــذانـا بـإسـفـار
فـاقـبل الـفـجر مــن خـلـف الـتلال وفـي = عـيـنـيـه أســـرار عــشـاق وســمـار
كــأن فـيـض الـنـدى فــي كــل رابـية = مــوج وفــي كــل سـفـح جــدول جـار
تـدافـع الـفـجر فــي الـدنـيا يــزف إلـى = تـاريـخـهـا فــجـر أجــيـال وأدهـــار
واسـتـقـبل الـفـتـح طـفـلا فــي تـبـسمه = آيـــات بــشـرى وإيــمـاءات إنـــذار
وشــب طـفـل الـهـدى الـمـنشود مـتـزرا = بــالـحـق مـتـشـحا بـالـنـور والــنـار
فــي كـفـه شـعـلة تـهـدي وفــي فـمـه = بـشـرى وفــي عـيـنيه إصــرار أقــدار
وفـــي مـلامـحـه و عــد وفــي دمــه = بــطـولـة تــتـحـدى كــــل جــبـار
وفـــاض بـالـنور فـاغـتم الـطـغاة بــه = والـلـص يـخـشى سـطوع الـكوكب الـساري
والـوعـي كـالـنور يـخـزى الـظالمين كـما = يـخـزي لـصـوص الـدجـى إشـراق أقـمار
نــادى الـرسـول نــداء الـحـق فـاحتشدت = كـتـائـب الــجـود تـنـضي كــل بـتـار
كــأنـهـا خــلـفـه نــــار مـجـنـحة = تــجـري وقــدامـه أفـــواج إعــصـار
فــضـج بـالـحق والـدنـيا بـمـا رحـبـت = تــهــوي عـلـيـه بــأشـداق وأظــفـار
وســــار والـــدرب أحــقـاد مـسـلـخة = كــأن فــي كــل شـبـر ضـيغما ضـاري
وهـــب فــي دربــه الـمـرسوم مـنـدفعا = كـالـدهـر يــقـذف أخــطـارا بـأخـظار
فـأدبـر الـظـلم يـلـقى هــا هـنـا أجــلا = وهـــا هــنـا يـتـلـقى كـــف حـفـار
والـظـلم مـهـما احـتـمت بـالبطش عـصبته = فـلـن تـطـق وقـفـة فــي وجــه تـيـار
رأى الـيـتـيـم أبـــو الأيــتـام غـايـتـه = قــصـوى فـشـق إلـيـها كــل مـضـمار
وامــتـدت الـمـلة الـسـمحا يــرف عـلـى = جـبـيـنـها تــــاج إعــظـام وإكــبـار
مـضـى إلــى الـفـتح لا بـغـيا ولا طـمـعا = لـــكــن حــنـانـا وتـطـهـيـرا لأوزار
فــأنـزل الـجـور قـبـرا وابـتـنى زمـنـا = عـــدلا 000 تــدبـره أفــكـار أحــرار
يــا قـاتـل الـظـلم صـالـت هـاهنا وهـنا = فـظـايـع أيـــن مـنـها زنــدك الــواري
أرض الـجـنوب ديــاري وهــي مـهد أبـي = تــئـن مـــا بــيـن سـفـاح وسـمـسار
يــشـدهـا قــيــد ســجـان ويـنـهـشها = ســـوط ويـحـدو خـطاها صــوت خـمـار
تـعـطـي الـقـياد وزيــرا وهــو مـتـجر = بـجـوعـها فـهـو فـيـها الـبـايع الـشـاري
فـكـيـف لانــت لـجـلاد الـحـمى عــدن = وكــيـف ســاس حـمـاها غــدر فـجـار
وقـــادهــا زعـــمــاء لا يــبـررهـم = فــعــل وأقـواهـلـهم أقـــوال أبـــرار
أشــبـاه نــاس وخـيـرات الـبـلاد لـهـم = ووزنــهـم لا يــسـاوي ربـــع ديــنـار
ولا يـصـونـون عــنـد الــغـدر أنـفـسهم = فـهـل يـصـونون عـهـد الـصـحب والـجار
تـــرى شـخـوصـهم رسـمـيـة وتــرى = أطـمـاعهم فــي الـحـمى أطـمـاع تـجـار
أكـــاد أســخـر مـنـهم ثــم تـضـحكني = دعــواهــم أنــهـم أصــحـاب أفــكـار
يـبـنـون بـالـظـلم دورا كـــي نـمـجدهم = ومـجـدهـم رجـــس أخــشـاب وأشـجـار
لا تـخـبـر الـشـعـب عـنـهـم إن أعـيـنه = تـــرى فـظـائعهم مــن خـلـف أسـتـار
الآكــلـون جـــراح الـشـعـب تـخـبـرنا = ثــيـابـهـم أنـــهــم آلات أشـــــرار
ثـيـابـهم رشـــوة تـنـبـي مـظـاهـرها = بــأنـهـا دمــــع أكــبـاد وأبــصـار
يــشــرون بــالـذل ألـقـابـا تـسـتـرهم = لـكـنـهـم يـسـتـرون الــعـار بـالـعـار
تـحـسـهم فــي يــد الـمـستعمرين كـمـا = تــحـس مـسـبـحة فــي كــف سـحـار
ويــــل وويـــل لأعـــداء الــبـلاد إذا = ضــج الـسـكون وهـبـت غـضـبة الـثـار
فـلـيـغنم الــجـور إقـبـال الـزمـان لــه = فــــإن إقــبـالـه إنــــذار إدبــــار
والــنــاس شـــر وأخــيـار وشــرهـم = مــنــافـق يــتــزيـا زي أخـــيــار
وأضـيـع الـنـاس شـعـب بــات يـحـرسه = لــــص تــسـتـره أثـــواب أحــبـار
فـــي ثــغـره لــغـة الـحـاني بـأمـته = وفـــي يــديـه لــهـا سـكـين جــزار
حــقـد الـشـعـوب بـراكـيـن مـسـمـمة = وقــودهــا كــــل خـــوان وغـــدار
مـــن كــل مـحـتقر لـلـشعب صـورتـه = رســـم الـخـيـانات أو تـمـثـال أقـــذار
وجــثـة شـــوش الـتـعـطير جـيـفـتها = كـأنـهـا مـيـتـة فـــي ثــوب عـطـار
بــيـن الـجـنـوب وبـيـن الـعـابثين بــه = يـــوم يــحـن إلــيـه يــوم" ذي قــار"
يـاخـاتـم الـرسـل هــذا يـومـك انـبـعثت = ذكــراه كـالـفجر فــي أحـضـان أنـهـار
يــا صـاحب الـمبدأ الأعـلى وهـل حـملت = رســالــة الــحــق إلا روح مــخـتـار؟
أعـلـى الـمـبادئ مــا صـاغـت لـحـاملها = مــن الـهـدى والـضـحايا نـصـب تـذكـار
فـكـيـف نــذكـر أشـخـاصـا مـبـادئـهم = مـبـادئ الـذئـب فــي إقـدامـه الـضاري ؟!
يــبــدون لـلـشـعب أحـيـانـا وبـيـنـهم = والـشـعب مــا بـيـن طـبـع الـهر والـفار
مــا أغـنـيك يــا" طــه " وفــي نـغمي = دمـــع وفــي خـاطـري أحـقـاد ثــوار ؟
تـململت كـبـريـاء الــجـرح فـانـتزفت = حـقـدي عـلـى الـجور مـن أغـوار أغـواري
يــا" أحـمـد الـنـور" عـقوا إن ثـأرت فـفي = صــدري جـحـيم تـشـظت بـيـن أشـعاري
" طـــه " إذا ثــار إنـشـادي فــإن أبــي = " حـسـان " أخـبـاره فــي الـشعر أخـباري
أن ابــن أنـصـارك الـغـر الألــى قـذفـوا = جــيـش الـطـغاة بـجـيش مـنـك جــرار
تـظـافرت فــي الـفـدى حـولـيك أنـفـسهم = كــأنـهـم قــــلاع خــلـف أســـوار
نـحـن الـيـمانين يــا" طــه " تـطـير بـنا = إلـــى روابـــي الــعـلا أرواح أنـصـار
إذا تــذكــرتَ " عــمــارا " وســيـرتـه = فـافـخـر بــنـا إنـنـا أحـفـاد " عـمـار"
"طــه " إلـيـك صــلاة الـشـعر تـرفـعها = روحـــي وتـعـزفـها أوتـــار قـيـثـار


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2008, 03:45 PM   رقم المشاركة : 23

 

.

*****

الهمزيّة النبويّة

( وُلِدَ الهـُدى فالكائناتُ ضياءُ )

لأمير الشعراء أحمد شوقي


وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضياءُ = وفَمُ الزمانِ تبسُّمٌ وثناءُ
الروحُ والملأُ الملائكُ حَولَهُ = للدينِ والدُنيا به بُشَراءُ
والعَرْشُ يزهو والحظيرةُ تزدهي = والمنتهى والسِّدرةُ العصْماءُ
وحديقةُ الفُرقانِ ضاحكةُ الرُبا = بالتُرجُمان شَذيَّةٌ غنّاءُ
والوحيُ يقطرُ سَلْسَلاً من سلسلٍ = واللوحُ والقلمُ البديعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامى الرُسْلِ فهي صحيفةٌ = في اللوحِ واسم محمدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجلالةِ في بديعِ حروفِهِ = ألِفٌ هنالِكَ واسم ( طه ) الباءُ
يا خيرَ مَنْ جاء الوجودَ تحيةً = مِن مُرسَلينَ إلى الهُدى بك جاؤوا
بيتُ النبيِّين الذي لا يلتقي = إلا الحنائفُ فيه والحُنَفاء ُ
خيرُ الأُبُوَّةِ حازَهم لك آدمٌ = دون الأنام وأحرزتْ حَوّاءُ
هُم أدركوا عِزَّ النُبُوَّةِ وانتهت = فيها إليكَ العِزَّةُ القَعْساءُ
خُلِقَتْ لبيتك وهو مخلوقٌ لها = إنّ العظائمَ كُفْؤها العُظَمَاءُ
بِكَ بَشّر اللهُ السماءَ فزُيِّنَت = وتضوَّعَت مِسْكاً بِكَ الغَبْراءُ
وبدا مُحَيَّاكَ الذي قَسَماتُهُ = حَقٌّ وغُرَّتُهُ هُدىً وحَياءُ
وعليهِ مِن نورِ النبوِّةِ رَوْنَقٌ = ومِنَ الخليلِ وهَدْيِهِ سِيماءُ
أثنى المسيحُ عليهِ خلف سمائِهِ = وتهلّلَت واهتزتِ العذراءُ
يومٌ يتيهُ على الزمانِ صَباحُهُ = ومَساؤهُ بمُحمَّدٍ وضّاءُ
الحقُ عالي الرُكنِ فيه مُظَفَّرٌ = في المُلْكِ لا يعلوعليه لِواءُ
ذُعِرَتْ عُروشُ الظالمين فزُلزِلتْ = وعَلَتْ على تيجانِهـم أصْداءُ
والنارُ خاويةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ = خَمَدَت ذوائِبُها وغاضَ الماءُ
والآيُ تَتْرى والخَوارِقُ جَمَّةٌ = جِبريلُ رَوّاحٌ بها غَدّاءُ
نِعْمَ اليتيمُ بَدَتْ مَخايِلُ فَضلِهِ = واليُتْمُ رِزْقٌ بعضُهُ وذَكاءُ
في المَهْدِ يُسْتَسْقَى الحَيا برجائِهِ = وبِقصْدِهِ تُسْتَدْفَعُ البَأْسَاءُ
بِسِوى الأَمانةِ في الصِّبا والصِدْقِ لَمْ = يَعْرِفْهُ أهلُ الصِدْقِ والأُمَنَاءُ


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-15-2008, 03:07 AM   رقم المشاركة : 24

 

.





لله روضٌ به المختار يُسعدنا
بالكوثر العذب فياضٌ وزخّار


وجنة الخلد زُفت عند روضته
قلبي لها لمدى الأيام يختار


وقد جثوت بذل عند عتبته
إن الكريم لكسر القلب جبار


قد مسني مِن أليم البين يا أملي
وطال في الصدّ أزمانٌ وأعمار


فارفُق بقلبي وحاشا أن أضام إذا
كان الشفيع هو المختار والجار

وانظر إليّ بعطف منك يسعفني
فالغيث منك لقلب الصب مدرار

عليك مني سلام ملؤه شجن
ما غردت في سماء العشق أطيار

وللصحابة مني مهجةً صُرفت
للود والشوق هم في الدين أقمار












.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-16-2008, 09:44 PM   رقم المشاركة : 25

 




قصيده الشاعر/ خالد محمد العتيبي

في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم







يذكرني رحيلك مجلـس بـاق علـى حلـه

مداهيل الرجال اللـي تنومسنـا مواطيهـا

هنا سليت سيف يوفي الثارين مـن سلـه

هنا علقت رمح يطعـن الجـوزا ويطفيهـا

هنا بينـت مصحفـك الكريـم ودلنـا دلـه

معك نبدا مواعيـد الكـلام وننتهـي فيهـا

هنا ساقيت غصن من غلا كنا تحـت ظلـه

نسولف بالغنا يـا بايـع الدنيـا وشاريهـا

هنا كان الرجال جبال ما تقبل خنـا الزلـة

عمايمها سحـاب وابلـه باقـي مواظيهـا

رجال لو تشوف الماء غدر ما شربتـه لله

نبت عشب الرضا يا سيدي بأول مغازيهـا

هل التوحيد وكنوز العلوم ونصـرة الملـة

رجـال يضحـك التاريـخ لولهـا وتاليهـا

هنا ماضيك ورياض الخليل اللي رعى خلـه

شربنا عذبها مـدري لعبنـا فـي مغانيهـا

هنا تخنقني العبرة وانا اكتب يا رسـول الله

على قبرك نسيت الناس حاقدهـا وحانيهـا

وابو قبر يتيه من الفخـر بالبيـد وتجلـه

على حسد تبين مـن سمايمهـا وصاليهـا

ويهناك الوفا قبر يضمـك فـي ثـرا تلـه

ما دامه بين فردوس الجنان وبين منشيهـا

وانا لامن ذكرت فراقك اللي في يدي غلـه

نسيت ان الليالي شيبتنـي مـن بلاويهـا

على بعد الزمان اللي يعقد الحبـل ويحلـه

ليامني ذكرتك طاحـت الدمعـة وراعيهـا

سلام الله ما هز الصبـا نسرينـه و فلـه

على الطفل اليتيم اللي عطى الدنيا معانيهـا








 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-17-2008, 01:45 AM   رقم المشاركة : 26

 

.

*****


قصيدة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني



تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي = وما دروا أن حبي صغته بدمي
أستغفر الله ما ليلى بفاتنتي = ولا سعاد ولا الجيران في أضم
لكن قلبي بنار الشوق مضطرم = أف لقلب جمود غير مضطرم
منحت حبي خير الناس قاطبة = برغم من أنفه لا زال في الرغم
يكفيك عن كل مدحٍ مدحُ خالقه = وأقرأ بربك مبدأ سورة القلم
شهم تشيد به الدنيا برمتها = على المنائر من عرب ومن عجم
أحيا بك الله أرواحا قد اندثرت = في تربة الوهم بين الكأس والصنم
نفضت عنها غبار الذل فاتقدت = وأبدعت وروت ما قلت للأمم
ربيت جيلا أبيا مؤمنا يقظا = حسو شريعتك الغراء في نهم
محابر وسجلات وأندية = وأحرف وقواف كن في صمم
فمن أبو بكر قبل الوحي من عمر = ومن علي ومن عثمان ذو الرحم ؟
من خالد من صلاح الدين قبلك = من مالك ومن النعمان في القمم ؟
من البخاري ومن أهل الصحاح = ومن سفيان والشافعي الشهم ذو الحكم ؟
من ابن حنبل فينا وابن تيمية = بل الملايين أهل الفضل والشمم ؟
من نهرك العذب يا خير الورى اغترفوا = أنت الإمام لأهل الفضل كلهم
ينام كسرى على الديباج ممتلئا = كبرا وطوق بالقينات والخدم
لا هم يحمله لا دين يحكمه = على كؤوس الخنا في ليل منسجم
أما العروبة أشلاء ممزقة = من التسلط والأهواء والغشم
فجئت يا منقذ الإنسان من = خطر كالبدر لما يجلي حالك الظلم
أقبلت بالحق يجتث الضلال = فلا يلقى عدوك إلا علقم الندم
أنت الشجاع إذا الأبطال ذاهلة = والهندواني في الأعناق واللمم
فكنت أثبتهم قلبا وأوضحهم = دربا وأبعدهم عن ريبة التهم
بيت من الطين بالقرآن تعمره = تبا لقصر منيف بات في نغم
طعامك التمر والخبز الشعير = وما عيناك تعدو إلى اللذات والنعم
تبيت والجوع يلقى فيك بغيته = إن بات غيرك عبد الشحم والتخم
لما أتتك { قم الليل } استجبت لها = العين تغفو وأما القلب لم ينم
تمسى تناجي الذي أولاك نعمته = حتى تغلغلت الأورام في القدم
أزيز صدرك في جوف الظلام سرى = ودمع عينيك مثل الهاطل العمم
الليل تسهره بالوحي تعمره = وشيبتك بهود آية { استقم }
تسير وفق مراد الله في ثقة = ترعاك عين إله حافظ حكم
فوضت أمرك للديان مصطبرا = بصدق نفس وعزم غير منثلم
ولَّى أبوك عن الدنيا ولم تره = وأنت مرتهن لا زلت في الرحم
وماتت الأم لمّا أن أنست بها = ولم تكن حين ولت بالغ الحلم
ومات جدك من بعد الولوع به = فكنت من بعدهم في ذروة اليتم
فجاء عمك حصنا تستكن به = فاختاره الموت والأعداء في الأجم
ترمى وتؤذى بأصناف العذاب = فما رئيت في كوب جبار ومنتقم
حتى على كتفيك الطاهرين رموا = سلا الجزور بكف المشرك القزم
أما خديجة من أعطتك بهجتها = وألبستك ثياب العطف والكرم
عدت إلى جنة الباري ورحمته = فأسلمتك لجرح غير ملتئم
والقلب أفعم من حب لعائشة = ما أعظم الخطب فالعرض الشريف رمي
وشج وجهك ثم الجيش في أحد = يعود ما بين مقتول ومنهزم
لما رزقت بإبراهيم وامتلأت به = حياتك بات الأمر كالعدم
ورغم تلك الرزايا والخطوب وما = رأيت من لوعة كبرى ومن ألم
ما كنت تحمل إلا قلب محتسب = في عزم متقد في وجه مبتسم
بنيت بالصبر مجدا لا يماثله = مجد وغيرك عن نهج الرشاد عمى
يا أمة غفلت عن نهجه ومضت = تهيم من غير لا هدى ولا علم
تعيش في ظلمات التيه دمرها = ضعف الأخوة والإيمان والهمم
يوم مشرقة يوم مغربة = تسعى النيل دواء من ذوي سقم
لن تهتدي أمة في غير منهجه = مهما ارتضت من بديع الرأي والنظم
ملح أجاج سراب خادع خور = ليست كمثل فرات سائغ طعم
إن أقفرت بلدة من نور سنته = فطائر السعد لم يهوي ولم يحم
غنى فؤادي وذابت أحرفي = خجلا ممن تألق في تبجيله كلمي
يا ليتني كنت فردا من صحابته = أو خادما عنده من أصغر الخدم
تجود بالدمع عيني حين أذكره = أما الفؤاد فللحوض العظيم ظمي
يا رب لا تحرمني من شفاعته = في موقف مفزع بالهول متسم
ما أعذب الشعر في أجواء سيرته = أكرم بمبتدأ منه ومختتم
أبدعت ميمية بالحب شاهدة = أشدوا بها من جوار البيت والحرم
بقدر عمرك ما زادت وما نقصت = والفضل فيها لرب الجود والكرم
تغنيك رائعتي عن كل رائعة = مما سيأتي ومما قيل في القدم
لأنها من سليل البيت أنشدها = لجده في بديع الصوت والنغم
إن كان غيري له من حبكم نسب = فلي أنا نسب الإيمان والرحم
إن حل في القلب أعلى منك منزلة = في الحب حاشا إلهي بارئ النسم
فمزق الله شرياني وأوردتي = ولا مشت بي إلي ما أشتهي قدمي


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-18-2008, 06:27 PM   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم بن قسقس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 17
عبدالرحيم بن قسقس is on a distinguished road


 

.

*****

قصيدة ( البردة ) للبوصيري


مولاي صلي وسلم دائماً أبدا = على حبيبك خير الخلق كلهـم
أمن تذكر جيرانٍ بذى سلم = مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـدم
َمْ هبَّت الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ = وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتا = وما لقلبك إن قلت استفق يهم
أيحسب الصب أن الحب منكتم = ما بين منسجم منه ومضطرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ = ولا أرقت لذكر البانِ والعلمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شهدت = به عليك عدول الدمع والسقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضنى = مثل البهار على خديك والعنم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني = والحب يعترض اللذات بالألمِ
يا لائمي في الهوى العذري معذرة = مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ
عدتك حالي لا سري بمستتر = عن الوشاة ولا دائي بمنحسم
محضتني النصح لكن لست أسمعهُ = إن المحب عن العذال في صممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عذلي = والشيب أبعد في نصح عن التهتمِ
مولاي صلي وسلم دائماً أبدا = على حبيبك خير الخلق كلهـم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظت = من جهلها بنذير الشيب والهرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قرى = ضيف ألم برأسي غير محتشم
لو كنت أعلم أني ما أوقره = كتمت سراً بدا لي منه بالكتمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتها = كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـُم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها = إن الطعام يقوي شهوة النَّهم
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ على = حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه = إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
وراعها وهي في الأعمالِ سائمةٌ = وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلة = من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع = فرب مخمصةٍ شر من التخم
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت = من المحارم والزم حمية الندمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهما = وإن هما محضاك النصح فاتَّهِم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً = فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
أستغفر الله من قولٍ بلا عملٍ = لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقـُم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت به = وما استقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلةً = ولم أصل سوى فرض ولم اصم
مولاي صلي وسلم دائماً أبدا = على حبيبك خير الخلق كلهـم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى = أن اشتكت قدماه الضر من ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطوى = تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهبٍ = عن نفسه فأراها أيما شمم
وأكدت زهده فيها ضرورته = إن الضرورة لا تعدو على العصم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من = لولاه لم تخرج الدنيا من العدمِ
محمد سيد الكونين والثقليـن = والفريقين من عرب ومن عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ = أبر في قولِ لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته = لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستسكون به = مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلـُقٍ = ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ = غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم = من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهو الذي تم معناه وصورته = ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه = فجوهر الحسن فيه غير منقسـم
دع ما ادعته النصارى في نبيهم = واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف = وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له = حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم
لو ناسبت قدره آياته عظماً = أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
لم يمتحنا بما تعيا العقول به = حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى = في القرب والبعد فيه غير منفحم
كالشمس تظهر للعينين من بعُدٍ = صغيرةً وتكل الطرف من أمم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته = قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ = وأنه خير خلق الله كلهمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بها = فإنما اتصلت من نوره بهم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبها = يظهرن أنوارها للناس في الظلم
أكرم بخلق نبيّ زانه خلقٌ = بالحسن مشتمل بالبشر متسـم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ = والبحر في كرمٍ والدهر في همم
كانه وهو فردٌ من جلالته = في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ = من معدني منطق منه ومبتسم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمهُ = طوبى لمنتشقٍ منه وملتثمِ
مولاي صلي وسلم دائماً أبدا = على حبيبك خير الخلق كلهم
أبان موالده عن طيب عنصره = يا طيب مبتدأ منه ومختتم
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهم = قد أنذروا بحلول البؤْس والنقم
وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ = كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسفٍ = عليه والنهر ساهي العين من سـدم
وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتها = ورُد واردها بالغيظ حين ظمي
كأن بالنار ما بالماء من بلل = حزناً وبالماء ما بالنار من ضرمِ
والجن تهتف والأنوار ساطعةٌ = والحق يظهر من معنى ومن كلم
عموا وصموا فإعلان البشائر لم = تسمع وبارقة الإنذار لم تُشـَم
من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُمْ = بأن دينهم المعوجَّ لم يقمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب = منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهزمٌ = من الشياطين يقفو إثر منهزم
كأنهم هرباً أبطال أبرهةٍ = أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمى
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهما = نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقم
مولاي صلي وسلم دائماً أبدا = على حبيبك خير الخلق كلهم
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة = تمشى إليه على ساقٍ بلا قدم
كأنَّما سطرت سطراً لما كتبت = فروعها من بديع الخطِّ في اللقم
مثل الغمامة أنَّى سار سائرة = تقيه حر وطيسٍ للهجير حَم
أقسمت بالقمر المنشق إن له = من قلبه نسبةً مبرورة القسمِ
وما حوى الغار من خير ومن كرم = وكل طرفٍ من الكفار عنه عـم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما = وهم يقولون ما بالغار من أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على = خير البرية لم تنسج ولم تحم
وقاية الله أغنت عن مضاعفـةٍ = من الدروع وعن عالٍ من الأطــُم
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به = إلا ونلت جواراً منه لم يضم
ولا التمست غنى الدارين من يده = إلا استلمت الندى من خير مستلم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن له = قلباً إذا نامت العينان لم ينم
وذاك حين بلوغٍ من نبوته = فليس ينكر فيه حال محتلم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتسبٍ = ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهم
كم أبرأت وصباً باللمس راحته = وأطلقت أرباً من ربقة اللمم
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوته = حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بها = سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العرمِ
مولاي صلي وسلم دائماً أبدا = على حبيبك خير الخلق كلهم
دعني ووصفي آيات له ظهرت = ظهور نار القرى ليلاً على علم
فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظمٌ = وليس ينقص قدراً غير منتظم
فما تطاول آمال المديح إلى = ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيم
آيات حق من الرحمن محدثةٌ = قديمةٌ صفة الموصوف بالقدم
لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنا = عن المعادِ وعن عادٍ وعن إِرَم
دامت لدينا ففاقت كلَّ معجزةٍ = من النبيين إذ جاءت ولم تدمِ
محكّماتٌ فما تبقين من شبهٍ = لذى شقاقٍ وما تبغين من حكم
ما حوربت قط إلا عاد من حَرَبٍ = أعدى الأعادي إليها ملقي السلمِ
ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضها = ردَّ الغيور يد الجاني عن الحرم
لها معانٍ كموج البحر في مددٍ = وفوق جوهره في الحسن والقيمِ
فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهـا = ولا تسام على الإكثار بالسأمِ
قرَّتْ بها عين قاريها فقلت له = لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
إن تتلها خيفةً من حر نار لظى = أطفأت حر لظى من وردها الشم
كأنها الحوض تبيض الوجوه به = من العصاة وقد جاؤوه كالحمم
وكالصراط وكالميزان معدلةً = فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرها = تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد = وينكر الفم طعم الماءِ من سقم
مولاي صلي وسلم دائماً أبدا = على حبيبك خير الخلق كلهم
يا خير من يمم العافون ساحته = سعياً وفوق متون الأينق الرسم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبرٍ = ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنم
سريت من حرمٍ ليلاً إلى حرمٍ = كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلةً = من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتك جميع الأنبياء بها = والرسل تقديم مخدومٍ على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهم = في مركب كنت فيه صاحب العلم
حتى إذا لم تدع شأواً لمستبقٍ = من الدنوِّ ولا مرقى لمسـتنم
خفضت كل مقامٍ بالإضافة إذ = نوديت بالرفع مثل المفردِ العلم
كيما تفوز بوصلٍ أي مستترٍ = عن العيون وسرٍ أي مكتتم
فحزت كل فخارٍ غير مشتركٍ = وجزت كل مقامٍ غير مزدحم
وجل مقدار ما وليت من رتبٍ = وعز إدراك ما أوليت من نعمِ
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا = من العناية ركناً غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته = بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
مولاي صلي وسلم دائماً أبدا = على حبيبك خيــر الخلق كلهـم
راعت قلوب العدا أنباء بعثته = كنبأة أجفلت غفلا من الغنمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتركٍ = حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم
ودوا الفرار فكادوا يغبطون به = أشلاءَ شالت مع العقبان والرخم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتها = ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
كأنما الدين ضيفٌ حل ساحتهم = بكل قرمٍ إلى لحم العدا قرم
يجر بحر خميسٍ فوق سابحةٍ = يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطم
من كل منتدب لله محتسبٍ = يسطو بمستأصلٍ للكفر مصطلمِ
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهـم = من بعد غربتها موصولة الرحم
مكفولةً أبداً منهم بخير أبٍ = وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم = ماذا رأى منهم في كل مصطدم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحداً = فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً بعد ما وردت = من العدا كل مسودٍ من اللممِ
والكاتبين بسمر الخط ما تركت = أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجِم
شاكي السلاح لهم سيما تميزهـم = والورد يمتاز بالسيما عن السـلم
تهدى إليك رياح النصر نشرهم = فتحسب الزهر في الأكمام كل كم
كأنهم في ظهور الخيل نبت رباً = من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقاً = فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهـُمِ
ومن تكن برسول الله نصرته = إن تلقه الأسد فى آجامها تجمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصرٍ = به ولا من عدوّ غير منفصم
أحل أمته في حرز ملته = كالليث حل مع الأشبال في أجم
كم جدلت كلمات الله من جـدلٍ = فيه وكم خصم البرهان من خصـم
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجزةً= في الجاهلية والتأديب في اليتـم


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-19-2008, 05:12 PM   رقم المشاركة : 28

 

.

*****

" نهج البردة "

لإمير الشعراء احمد شوقي

قصيدة معارضة لقصيدة البردة للبوصيري



ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـنَ البـانِ وَالعَلَـمِ = أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـر الحُـرُمِ
رَمـى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً = يا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِـنَ الأَجَـمِ
لَمّـا رَنـا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً = يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي
جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهـمَ فـي كَبِـدي = جُـرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النـاسِ مِـن خُلُـقٍ = إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُـذرِ فـي الشِيَـمِ
يـا لائِمـي فـي هَـواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ = لَو شَفَّكَ الوَجـدُ لَـم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم
ِلَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ = وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـي صَـمَـمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقـتَ الهَـوى أَبَـداً = أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفـظِ الهَـوى فَنَـمِ
أَفديـكَ إِلفـاً وَلا آلـو الخَيـالَ فِــدىً = أَغـراكَ باِلبُخـلِ مَـن أَغـراهُ بِالكَـرَمِ
سَـرى فَصـادَفَ جُرحـاً دامِيـاً فَأَسـا = وَرُبَّ فَضـلٍ عَلـى العُـشّـاقِ لِلحُـلُـمِ
مَـنِ المَوائِـسُ بانـاً بِالرُبـى وَقَـنـاً = اللاعِبـاتُ بِروحـي السافِحـاتُ دَمــي
السافِـراتُ كَأَمثـالِ الـبُـدورِ ضُـحـىً = يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَلـيِ وَالعِصَـمِ
القـاتِـلاتُ بِأَجـفـانٍ بِـهـا سَـقَـمٌ = وَلِلمَنِـيَّـةِ أَسـبـابٌ مِــنَ السَـقَـمِ
العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـرِجـالِ وَمــا = أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـدَلِّ فـي الرَسَـمِ
المُضرِمـاتُ خُـدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت = عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكبـادَ لِلـضَـرَمِ
الحامِـلاتُ لِـواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً = أَشكالُـهُ وَهـوَ فَـردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ
مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـراءَ زُيِّنَتـا = لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـي الآرامِ كَالعُصُـمِ
يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـن عَجَـبٍ = إِذا أَشَـرنَ أَسَــرنَ اللَـيـثَ بِالغَـنَـمِ
وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً = يَرتَعـنَ فـي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ
يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِبُـهُ = أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُـمِ
مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّـى عَـنَّ مَسكَنُـهُ = أَنَّ المُنـى وَالمَنايـا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـر = وَأَخـرَجَ الريـمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ
بَيني وَبَينُكِ مِـن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ = وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـةُ العِـصَـمِ
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِـرىً = مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــن إِرَمِ
يـا نَفـسُ دُنيـاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ = وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُسـنُ مُبتَـسَـمِ
فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـا ضَحِكَـت = كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـاءِ بِالـثَـرَمِ
مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كـانَ النـاسُ خاطِبَـةٌ = مِن أَوَّلِ الدَهـرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ
يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِـن إِساءَتِهـا = جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنـهُ فــي الأَدَمِ
لا تَحفَـلـي بِجَنـاهـا أَو جِنايَـتِـهـا = المَوتُ بِالزَهـرِ مِثـلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ
كَـم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهـيَ سـاهِـرَةٌ = لَـولا الأَمانِـيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ
طَـوراً تَمُـدُّكَ فـي نُعمـى وَعافِـيَـةٍ = وَتـارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ
كَـم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ = إِن يَلـقَ صابـا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ
يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهــا = مُسوَدَّةُ الصُحـفِ فـي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ
رَكَضتُها فـي مَريـعِ المَعصِيـاتِ وَمـا = أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـاتِ لِلتُخَـمِ
هامَـت عَلـى أَثَـرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا = وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ
صَـلاحُ أَمــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ = فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخـلاقِ تَستَـقِـمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـرِ عافِيَـةٍ = وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـمِ
تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـذَّةٍ وَهَــوىً = طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُـمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفـرانِ لـي أَمَـلٌ = في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـرِ مُعتَصِـمِ
أَلقـى رَجائـي إِذا عَـزَّ المُجيـرُ عَلـى = مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فـي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ
إِذا خَفَضـتُ جَـنـاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ = عِزَّ الشَفاعَـةِ لَـم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ
وَإِن تَـقَـدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ = قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَـدَمِ
لَزِمـتُ بـابَ أَميـرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن = يُمسِـك بِمِفتـاحِ بـابِ اللَـهِ يَغتَـنِـمِ
فَكُـلُّ فَـضـلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ = مـا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ
عَلَّقـتُ مِـن مَدحِـهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ = فـي يَـومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ
يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيـنَ أَمدَحُـهُ = وَلا يُقـاسُ إِلـى جـودي لَـدى هَــرِمِ
مُحَمَّـدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ = وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلـقٍ وَمِـن نَسَـمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ = مَتى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي
سَنـاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً = فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَـوءُ فـي عَلَـمِ
قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَـت أُبُوَّتُـهُ = مِـن سُـؤدُدٍ بـاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ
نُموا إِلَيهِ فَـزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً = وَرُبَّ أَصـلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي
حَـواهُ فـي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ = نـورانِ قامـا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ
لَـمّـا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ = بِمـا حَفِظنـا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِيَـمِ
سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا = مَصـونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ
كَـم جيئَـةٍ وَذَهـابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا = بَطحـاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ
وَوَحشَـةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا = أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ
يُسامِـرُ الوَحـيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ = وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيـرِ يَتَّـسِـمِ
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ = فاضَـت يَـداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَنَـمِ
وَظَلَّلَـتـهُ فَـصـارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ = غَمـامَـةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ
مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـهـا = قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَـمِ
إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـادُ بِـهـا = يُغـرى المـادُ وَيُغـرى كُـلُّ ذي نَسَـمِ
وَنـودِيَ اِقـرَأ تَعالـى اللَـهُ قائِلُـهـا = لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـهُ بِفَـمِ
هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت = أَسمـاعُ مَكَّـةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ
فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهـا = وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـي السَهـلِ وَالعَلَـمِ
تَساءَلوا عَـن عَظيـمٍ قَـد أَلَـمَّ بِـهِـم = رَمـى المَشايِـخَ وَالـوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ
ياجاهِليـنَ عَلـى الـهـادي وَدَعـوَتِـهِ = هَـل تَجهَلـونَ مَكـانَ الصـادِقِ العَلَـمِ
لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فـي صِـغَـرٍ = وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَــولٍ بِمُتَّـهَـمِ
فـاقَ البُـدورَ وَفـاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم = بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِـن عِظَـمِ
جـاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت = وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيـرِ مُنـصَـرِمِ
آياتُـهُ كُلَّمـا طــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ = يَزينُـهُـنَّ جَــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ
يَكـادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ = يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالرَحِـمِ
يــا أَفـصَـحَ الناطِقـيـنَ الـضــادَ قاطِبَةً = حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِـقِ الفَهِـمِ
حَلَّيـتَ مِـن عَطَـلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ = فـي كُـلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ
بِكُـلِّ قَــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ = تُحـيِ القُلـوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِمَـمِ
سَـرَت بَشائِـرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ = في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَـرَبٍ = وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِـن عُجُـمِ
ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت = مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِ القُـدُمِ
أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـى لا تَمُـرُّ بِهِـم = إِلّا عَلـى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ
وَالأَرضُ مَملـوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ = لِكُـلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلـقِ مُحتَـكِـمِ
مُسَيطِرُ الفُـرسِ يَبغـي فــي رَعِيَّـتِـهِ = وَقَيصَرُ الـرومِ مِـن كِبـرٍ أَصَـمُّ عَــمِ
يُعَذِّبـانِ عِبـادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ = وَيَذبَحـانِ كَـمـا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ
وَالخَلـقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم = كَاللَيـثِ بِالبَهـمِ أَو كَالحـوتِ بِالبَـلَـمِ
أَسـرى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ = وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلـى قَـدَمِ
لَمّـا خَطَـرتَ بِـهِ اِلتَفّـوا بِسَيِّـدِهِـم = كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ
صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُـلُّ ذي خَـطَـرٍ = وَمَـن يَفُـز بِحَبيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ
جُبتَ السَمـاواتِ أَو مـا فَوقَهُـنَّ بِهِـم = عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّـــةِ الـلُـجُـمِ
رَكوبَـةً لَـكَ مِـن عِـزٍّ وَمِـن شَـرَفٍ = لا في الجِيـادِ وَلا فـي الأَينُـقِ الرُسُـمِ


(يتبع)

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-19-2008, 05:16 PM   رقم المشاركة : 29

 

.

*****


مَشيئَةُ الخالِـقِ البـاري وَصَنعَتُـهُ = وَقُدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُهَـمِ
حَتّى بَلَغـتَ سَمـاءً لا يُطـارُ لَهـا =عَلى جَناحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَـدَمِ
وَقيـلَ كُـلُّ نَبِـيٍّ عِنـدَ رُتبَـتِـهِ = وَيا مُحَمَّـدُ هَـذا العَـرشُ فَاِستَلِـمِ
خَطَطتَ لِلديـنِ وَالدُنيـا عُلومَهُمـا = يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِـسَ القَلَـمِ
أَحَطتَ بَينَهُمـا بِالسِـرِّ وَاِنكَشَفَـت = لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ
وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِـن مِنَـنٍ = بِلا عِدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِعَـمِ
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً = لَولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَـم تُسَـمَ
هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا = هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِـن أُمَـمِ
وَهَل تَمَثَّلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَهُـم = كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَـمِ
فَأَدبَـروا وَوُجـوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُـم = كَباطِلٍ مِـن جَـلالِ الحَـقِّ مُنهَـزِمِ
لَولا يَدُ اللَهِ بِالجارَيـنَ مـا سَلِمـا = وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ
تَوارَيـا بِجَنـاحِ اللَـهِ وَاِستَـتَـرا = وَمَن يَضُـمُّ جَنـاحُ اللَـهِ لا يُضَـمِ
يا أَحمَدَ الخَيرِ لـي جـاهٌ بِتَسمِيَتـي = وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسـولِ سَمـي
المادِحـونَ وَأَربـابُ الهَـوى تَبَـعٌ = لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحـاءِ ذي القَـدَمِ
مَديحُهُ فيكَ حُـبٌّ خالِـصٌ وَهَـوىً = وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صـادِقَ الكَلَـمِ
اللَـهُ يَشهَـدُ أَنّـي لا أُعـارِضُـهُ = من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ
وَإِنَّما أَنا بَعـضُ الغابِطيـنَ وَمَـن = يَغبِـط وَلِيَّـكَ لا يُذمَـم وَلا يُـلَـمِ
هَذا مَقـامٌ مِـنَ الرَحمَـنِ مُقتَبَـسٌ = تَرمـي مَهابَتُـهُ سَحبـانَ بِالبَـكَـمِ
البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفـي شَـرَفٍ = وَالبَحرُ دونَكَ في خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ
شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَهـا اِنخَفَضَـت = وَالأَنجُمُ الزُهرُ مـا واسَمتَهـا تَسِـمِ
وَاللَيثُ دونَـكَ بَأسـاً عِنـدَ وَثبَتِـهِ = إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمـي
تَهفـو إِلَيـكَ وَإِن أَدمَيـتَ حَبَّتَهـا = في الحَربِ أَفئِـدَةُ الأَبطـالِ وَالبُهَـمِ
مَحَبَّـةُ اللَـهِ أَلقـاهـا وَهَيبَـتُـهُ = عَلى اِبنِ آمِنَةٍ فـي كُـلِّ مُصطَـدَمِ
كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَـدرُ دُجـىً = يُضـيءُ مُلتَثِمـاً أَو غَيـرَ مُلتَـثِـمِ
بَـدرٌ تَطَلَّـعَ فـي بَــدرٍ فَغُـرَّتُـهُ = كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلـو داجِـيَ الظُلَـمِ
ذُكِرتَ بِاليُتمِ فـي القُـرآنِ تَكرِمَـةً = وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنـونِ فـي اليُتُـمِ
اللَـهُ قَسَّـمَ بَيـنَ النـاسِ رِزقَهُـمُ = وَأَنتَ خُيِّرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِسَـمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَم = فَخيرَةُ اللَـهِ فـي لا مِنـكَ أَو نَعَـمِ
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ = وَأَنتَ أَحيَيـتَ أَجيـالاً مِـنَ الزِمَـمِ
وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيـتَ مُعجِـزَةً = فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ
قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ مـا بُعِثـوا = لِقَتـلِ نَفـسٍ وَلا جـاؤوا لِسَفـكِ دَمِ
جَهلٌ وَتَضليـلُ أَحـلامٍ وَسَفسَطَـةٌ = فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعـدَ الفَتـحِ بِالقَلَـمِ
لَمّا أَتى لَكَ عَفـواً كُـلُّ ذي حَسَـبٍ = تَكَفَّـلَ السَيـفُ بِالجُهّـالِ وَالعَمَـم
ِوَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقـتَ بِـهِ = ذَرعـاً وَإِن تَلقَـهُ بِالشَـرِّ يَنحَسِـمِ
سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَـرّاءَ كَـم شَرِبَـت = بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِـمِ الغَلِـمِ
طَريدَةُ الشِـركِ يُؤذيهـا وَيوسِعُهـا = في كُلِّ حينٍ قِتـالاً ساطِـعَ الحَـدَمِ
لَولا حُمـاةٌ لَهـا هَبّـوا لِنُصرَتِهـا = بِالسَيفِ ما اِنتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَـمِ
لَولا مَكـانٌ لِعيسـى عِنـدَ مُرسِلِـهِ = وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلـروحِ فـي القِـدَمِ
لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهرُ الشَريـفُ عَلـى = لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَـم يَجِـمِ
جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلـبَ شانِئُـهُ = إِنَّ العِقـابَ بِقَـدرِ الذَنـبِ وَالجُـرُمِ
أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللَـهِ فـي نُـزُلٍ = فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَـرَمِ
عَلَّمتَهُم كُـلَّ شَـيءٍ يَجهَلـونَ بِـهِ = حَتّى القِتالَ وَمـا فيـهِ مِـنَ الذِمَـمِ
دَعَوتَهُـم لِجِهـادٍ فيـهِ سُـؤدُدُهُـم = وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَـونِ وَالأُمَـمِ
لَولاهُ لَم نَـرَ لِلـدَولاتِ فـي زَمَـنٍ = ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَـرَّ مِـن دُهُـمِ
تِلـكَ الشَواهِـدُ تَتـرى كُـلَّ آوِنَـةٍ = في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ
بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُرُرٌ = لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَـم وَلَـم تَصُـمِ
أَشياعُ عيسى أَعَـدّوا كُـلَّ قاصِمَـةٍ = وَلَم نُعِـدُّ سِـوى حـالاتِ مُنقَصِـمِ
مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَهـا = تَرمي بِأُسدٍ وَيَرمـي اللَـهُ بِالرُجُـمِ
عَلـى لِوائِـكَ مِنهُـم كُـلُّ مُنتَقِـمٍ = لِلَّـهِ مُستَقتِـلٍ فـي اللَـهِ مُعتَـزِمِ
مُسَبِّـحٍ لِلِقـاءِ الـلَـهِ مُضـطَـرِمٍ = شَوقاً عَلى سابِخٍ كَالبَـرقِ مُضطَـرِمِ
لَوصادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَـةً فَرَمـى = بِعَزمِهِ في رِحـالِ الدَهـرِ لَـم يَـرِمِ
بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِـم = مِن أَسيُفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُـذُمُ
كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَـن رَجُـلٍ = مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَـمِ
لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنـامِ لَمـا = تَفاوَتَ الناسُ فـي الأَقـدارِ وَالقِيَـمِ
شَريعَةٌ لَـكَ فَجَّـرتَ العُقـولَ بِهـا = عَن زاخِرٍ بِصُنـوفِ العِلـمِ مُلتَطِـمِ
يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيـدِ جَوهَرُهـا = كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشـيِ لِلعَلَـمِ
غَرّاءُ حامَت عَلَيهـا أَنفُـسٌ وَنُهـىً = وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَـةٍ يَحُـمِ
نورُ السَبيلِ يُساسُ العالِمـونَ بِهـا = تَكَفَّلَـت بِشَبـابِ الدَهـرِ وَالـهَـرَمِ
يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلـى = حُكمٍ لَها نافِذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسِـمِ
لَمّا اِعتَلَت دَولَةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسَعَـت = مَشَت مَمالِكُـهُ فـي نورِهـا التَمَـمِ
وَعَلَّمَـت أُمَّـةً بِالقَـفـرِ نـازِلَـةً = رَعيَ القَياصِرِ بَعـدَ الشـاءِ وَالنَعَـمِ
كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلـونَ بِهـا = في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَمِ
لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ مـا عَزَمـوا = مِنَ الأُمورِ وَما شَـدّوا مِـنَ الحُـزُمِ
سُرعانَ ما فَتَحـوا الدُنيـا لِمِلَّتِهِـم = وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِـمِ
ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِـم = إِلى الفَلاحِ طَريـقٌ واضِـحُ العَظَـمِ
لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنـاً شـادَ عَدلَهُـمُ = وَحائِطُ البَغـيِ إِن تَلمَسـهُ يَنهَـدِمِ
نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعـوا = عَلى عَميمٍ مِـنَ الرُضـوانِ مُقتَسَـمِ
دَع عَنكَ روما وَآثينـا وَمـا حَوَتـا = كُلُّ اليَواقيـتِ فـي بَغـدادَ وَالتُـوَمِ
وَخَـلِّ كِسـرى وَإيوانـاً يَـدِلُّ بِـهِ = هَوىً عَلـى أَثَـرِ النيـرانِ وَالأَيُـمِ
وَاِترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَـرُهُ = في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ
دارُ الشَرائِـعِ رومـا كُلَّمـا ذُكِـرَت = دارُ السَلامِ لَهـا أَلقَـت يَـدَ السَلَـمِ
ما ضارَعَتهـا بَيانـاً عِنـدَ مُلتَـأَمٍ = وَلا حَكَتها قَضـاءً عِنـدَ مُختَصَـمِ
وَلا اِحتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِهـا = عَلـى رَشيـدٍ وَمَأمـونٍ وَمُعتَصِـمِ
مَـنِ الَّذيـنَ إِذا سـارَت كَتائِبُهُـم = تَصَرَّفـوا بِحُـدودِ الأَرضِ وَالتُخَـمِ
وَيَجلِسـونَ إِلـى عِلـمٍ وَمَعـرِفَـةٍ = فَـلا يُدانَـونَ فـي عَقـلٍ وَلا فَهَـمِ
يُطَأطِئُ العُلَمـاءُ الهـامَ إِن نَبَسـوا = مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُـمِ
وَيُمطِرونَ فَما بِالأَرضِ مِـن مَحَـلٍ = وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُـدُمِ
خَلائِفُ اللَـهِ جَلّـوا عَـن مُوازَنَـةٍ = فَلا تَقيسَـنَّ أَمـلاكَ الـوَرى بِهِـمِ
مَن في البَرِيَّـةِ كَالفـاروقِ مَعدَلَـةً = وَكَاِبنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِـعِ الحَشِـمِ
وَكَالإِمـامِ إِذا مـا فَـضَّ مُزدَحِمـاً = بِمَدمَعٍ فـي مَآقـي القَـومِ مُزدَحِـمِ
الزاخِرُ العَذبُ فـي عِلـمٍ وَفـي أَدَبٍ = وَالناصِرُ النَدبِ في حَربٍ وَفي سَلَـمِ
أَو كَاِبنِ عَفّانَ وَالقُـرآنُ فـي يَـدِهِ = يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنـو عَلـى الفُطُـمِ
وَيَجمَـعُ الآيَ تَرتيبـاً وَيَنظُمُـهـا = عِقداً بِجيدِ اللَيالـي غَيـرَ مُنفَصِـمِ
جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ مـا اِلتَأَمـا = جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتـابِ دَمـي
وَمـا بَـلاءُ أَبـي بَكـرٍ بِمُتَّـهَـمٍ = بَعدَ الجَلائِلِ فـي الأَفعـالِ وَالخِـدَمِ
بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَـنٍ = أَضَلَّتِ الحُلـمَ مِـن كَهـلٍ وَمُحتَلِـمِ
وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَـن رُشـدٍ = في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيـرُ مُنبَهِـمِ
يُجـادِلُ القَـومَ مُسـتَـلّاً مُهَـنَّـدَهُ = في أَعظَمِ الرُسلِ قَدراً كَيفَ لَـم يَـدُمِ
لا تَعذُلـوهُ إِذا طـافَ الذُهـولُ بِـهِ = ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَـمِ
يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم مـا أَرَدتَ عَلـى = نَزيلِ عَرشِكَ خَيـرِ الرُسـلِ كُلِّهِـمِ
مُحـيِ اللَيالـي صَـلاةً لا يُقَطِّعُهـا = إِلا بِدَمـعٍ مِـنَ الإِشفـاقِ مُنسَجِـمِ
مُسَبِّحاً لَـكَ جُنـحَ اللَيـلِ مُحتَمِـلاً = ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُرّاً مِنَ الـوَرَمِ
رَضِيَّـةٌ نَفسُـهُ لا تَشتَكـي سَأَمـاً = وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَـأَمِ
وَصَـلِّ رَبّـي عَلـى آلٍ لَـهُ نُخَـبٍ = جَعَلتَ فيهِم لِـواءَ البَيـتِ وَالحَـرَمِ
بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَـكٍ = شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثـاتِ حَمـى
وَأَهـدِ خَيـرَ صَـلاةٍ مِنـكَ أَربَعَـةً = في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُـرَمِ
الراكِبيـنَ إِذا نـادى النَبِـيُّ بِـهِـم = ماهالَ مِن جَلَلٍ وَاِشتَـدَّ مِـن عَمَـم
الصابِرينَ وَنَفـسُ الأَرضِ واجِفَـةٌ = الضاحِكينَ إِلـى الأَخطـارِ وَالقُحَـمِ
يارَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـن مَنِيَّتِهـا = وَاِستَيقَظَت أُمَمٌ مِـن رَقـدَةِ العَـدَمِ
سَعدٌ وَنَحـسٌ وَمُلـكٌ أَنـتَ مالِكُـهُ = تُديلُ مِـن نِعَـمٍ فيـهِ وَمِـن نِقَـمِ
رَأى قَضـاؤُكَ فينـا رَأيَ حِكمَـتِـهِ = أَكرِم بِوَجهِكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَقِـمِ
فَاِلطُف لِأَجلِ رَسولِ العالَميـنَ بِنـا = وَلا تَـزِد قَومَـهُ خَسفـاً وَلا تُسِـمِ
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ = فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسـنَ مُختَتَـمِ


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-23-2008, 06:09 PM   رقم المشاركة : 30

 

.

*****

أحمد الرفاعي



يا مَنْ لهُ الأخلاقُ ما تهوى العُلا = منها وما يَتَعَشَّقُ الكُبَرَاءُ
لَو لَمْ تُقِمْ دِيناً لقامت وحدَها = دِيناً تُضيءُ بنورِهِ الآناءُ
زانَتْكَ في الخُلُقِ العظيمِ شمائلٌ = يُغرَى بِهِنَّ ويولَعُ الكُرَمَاءُ
أمّا الجمالُ فأنتَ شمسُ سمائِهِ = ومِلاحةُ الصِدِّيقِ منكَ أياءُ
والحُسْنُ مِن كَرَمِ الوجوهِ وخَيرُهُ = ما أُوتِيَ القُوّادُ والزُعَمَاءُ
فإذا سَخَوْتَ بَلَغْتَ بالجُودِ المَدى = وفعلتَ ما لا تفعلُ الأنواءُ
وإذا عَفَوْتَ فقادِراً ومُقدَّراً = لا يستهينُ بعَفْوِكَ الجُهلاءُ
وإذا رحِمْتَ فأنتَ أُمٌّ أو أبٌ = هذانِ في الدنيا هُما الرُحَمَاءُ
وإذا غَضِبْتَ فإنّما هي غَضْبَةٌ = في الحقِّ لا ضِغْنٌ ولا بَغْضاءُ
وإذا رضِيتَ فذاكَ في مَرْضاتِهِ = ورِضى الكثيرِ تَحَلُّمٌ ورِياءُ
وإذا خطبتَ فلِلْمنابِرِ هِزَّةٌ = تَعْرو النَدِيَّ وللقلوبِ بُكاءُ
وإذا قضَيْتَ فلا ارتيابَ كأنّما = جاءَ الخُصُومَ مِنَ السماءِ قَضاءُ
وإذا حَمَيْتَ الماءَ لم يُورَدْ ولو = أنَّ القياصِرَ والمُلوكَ ظِماءُ
وإذا أجَرْتَ فأنتَ بَيْتُ اللهِ لَمْ = يَدخُلْ عليهِ المُسْتجيرَ عداءُ
وإذا ملكْتَ النفسَ قُمْتَ بِبِرِّها = ولَوْ أنَّ ما ملكتْ يداكَ الشاءُ
وإذا بنَيْتَ فخيرُ زَوجٍ عِشْرَةً = وإذا ابتَنَيْتَ فدونَكَ الآباءُ
وإذا صَحِبْتَ رأى الوفاءَ مُجَسَّماً = في بُرْدِكَ الأصحابُ والخُلَطاءُ
وإذا أخذتَ العهدَ أو أعْطَيْتَهُ = فجميعُ عهدِكَ ذِمَّةٌ ووفاءُ
وإذا مَشَيْتَ إلى العدا فَغَضَنْفَرٌ = وإذا جَرَيْتَ فإنّكَ النَكْبَاءُ
وتَمُدُّ حِلْمَكَ للسفيهِ مُدارياً = حتى يضيقَ بِعرضِكَ السُفَهاءُ
في كلِّ نفسٍ مِن سُطاكَ مَهَابَةٌ = ولكلِّ نفْسٍ في نَداكَ رجاءُ
والرأيُ لم يُنْضَ المُهَنَّدُ دونَهُ = كالسيفِ لم تُضْرَبْ بِهِ الآراءُ
يا أيُّها الأُمِّيُّ حَسْبُكَ رُتْبةً = في العِلْمِ أن دانَتْ بِكَ العُلَماءُ
الذِكرُ آيةُ ربِّكَ الكُبرى التي = فيها لباغي المُعجِزاتِ غَناءُ
صَدْرُ البيانِ لهُ إذا التقت اللُّغى = وتقدَّمَ البُلَغاءُ والفُصَحاءُ
نُسِخَتْ بِهِ التوراةُ وهي وضيئةٌ = وتخلَّفَ الإنجيلُ وهو ذُكاءُ
لمّا تَمَشّى في الحِجازِ حكيمُهُ = فُضَّتْ عُكاظُ بهِ وقامَ حِراءُ
أزرى بمنطِقِ أهلِهِ وبيانِهم = وحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ
حسدوا فقالوا : شاعرٌ أو ساحرٌ = ومِنَ الحسودِ يكونُ الاستهزاءُ
قد نالَ بالهادي الكريمِ وبالهُدى = ما لَم تَنَلْ من سُؤْدُدٍ سيناءُ
أمسى كأنّكَ مِن جلالِكَ أُمّةٌ = وكأنّهُ مِن أُنسِهِ بيداءُ
يوحَى إليكَ الفوزُ في ظُلُماتِهِ = متتابعاً تُجلى به الظُلْماءُ
دينٌ يُشَيِّدُ آيةً في آيةٍ = لَبِناتُهُ السُّوراتُ والأضواءُ
الحقُّ فيه هو الأساسُ وكيف لا = واللهُ جلَّ جلالِهِ البَنَّاءُ
أمّا حديثُكَ في العقولِ فَمَشْرَعٌ = والعِلْمُ والحِكَمُ الغَوالي الماءُ
هو صِبْغَةُ الفُرْقانِ نفحةُ قُدْسِهِ = والسِينُ من سوراتِهِ والراءُ
جَرَتِ الفصاحَةُ مِن ينابيعِ النُهى = مِن دَوْحِهِ وتفَجَّرَ الإنشاءُ
في بحْرِهِ للسابحِينَ بِهِ على = أدَبِ الحَياةِ وعِلْمِها إرساءُ
أتَت الدهورُ على سُلافَتِهِ ولَم = تَفْنَ السُلافُ ولا سَلا النُدَماءُ
يا أيُّها المُسْرَى بِهِ شَرَفـاً الى = ما لا تنالُ الشمسُ والجَوْزاءُ
يتساءلونَ وأنتَ أطْهَرُ هَيْكَلٍ = بالروحِ أم بالهَيكلِ الإسراءُ
بِهِما سَمَوْتَ مُطَهّرَينِ كِلاهُما = نورٌ ورَيحانِيَّةٌ وبهاءُ
فَضْلٌ عليكَ لذي الجلالِ ومِنَّةٌ = واللهُ يفعَلُ ما يرى ويشاءُ
تغشى الغُيوبَ من العوالِم كلّما = طُوِيَتْ سَماءٌ قلِّدَتْكَ سماءُ
في كل مِنطقة حواشى نورها = نونٌ وأنتَ النُقطةُ الزهْراءُ
أنتَ الجمالُ بها وأنتَ المُجتلى = والكفُّ والمِرآةُ والحَسْناءُ
اللهُ هَيَّأَ من حظيرةِ قُدْسِهِ = نُزُلاً لذاتِكَ لم يَجُزْهُ عُلاءُ
العَرْشُ تحتكَ سُدَّةً وقوائماً = ومناكِبُ الروحِ الأمينِ وِطاءُ
والرُسْلُ دونَ العَرْشِ لم يُؤذَنْ لَهُمْ = حاشا لغَيرِكَ مَوعِدٌ ولِقاءُ



*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir