سلاماً .. يا أبي

	سكبتَ الماءَ في صحراءِ شعـري وأيْنعْـتَ المعانـي فـي حُدائـي وأكبرُ كـلَّ يـومٍ .. غيـرَ أنّـي على كفّيـكَ أصغـرُ مـن هبـاءِ منارةَ ظُلمتـي ، ورداءَ ضعفـي ومعطفَ وحدتي ، وندى شتائـي بذرتَ سنابـلَ الإحسـانِ دهـراً وعمرُك ماؤها .. يا خيـرَ مـاءِ وشيّدتَ المباني ، ليـس صخـراً ولكـنْ شامخـاتٍ مـن عطـاءِ صقلتَ النـشْءَ تهذيبـاً وعلمـاً فجاءَ الجيـلُ مصقـولَ الـرداءِ وقوّمتَ اعوجـاجَ العقـلِ ردحـاً فأضحى العقـلُ موفـورَ النمـاءِ ولمْ تجزعْ .. أيجزعُ من توخّـى طريـقَ محـمـدٍ والأنبـيـاءِ ؟ الله الله ما أروع ما أقرأ مِمّا سطّرته أناملك وجادت به قريحتك يا فايز نثرت الإبداع نثراً وشنّفت به آذاننا سحراً وطرباً إنقادت لك الكلمات وحُقّ لها أن تنقاد فطوّعتها نظماً وبِرّاً بوالدك أحسن الله خاتمتنا وخاتمته وكُنت مِثالاً يُحتذى للإبن البارّ الصّادق المخلص في محبّة والده واحترامه ونعته بأجمل النعوت وأرقّها ! وهو يستحقّ فجزاك الله خيراً أيّها البارّ بوالده وستجني هذا مستقبلاً