من طرائف العرب ... سجل طرفه

(( من نوادر أبودلامه ))

هو زند بن الجون من عبيد بني اسد بالكوفة ، عرف عنه أنه شهد اواخر عهد
الدولة الأموية وبدايات الدولة العباسية وكان من شعراء البلاط العباسي في
عهد الخلفاء السفاح والمنصور والمهدي .

-- أبودلامة يعزي أم سلمه بوفاة السفاح --

دخل أبودلامة على ام سلمة بعد وفاة أبي العباس السفاح ، فعزاها به وبكى وبكت معه
، ثم أنشدها شعراً فقالت له : لم ار احداً أصيب به غيري وغيرك ياابادلامه . فقال :
ولا سواء يرحمك الله (بمعنى لسنا سواء) ، لك منه ولد وماولدت أنا منه . فضحكت
- ولم تكن منذ مات ابوالعباس ضحكت إلا ذلك الوقت - وقالت له :لوحدثت الشيطان لأضحكته .

-- كل امريء يأكل زاده --

خرج المهدي وعلي بن سليمان للصيد فسنح لهما قطيع من ظباء ، فأرسلت الكلاب
واجريت الخيل ، فرمى المهدي ظبياً بسهم فصرعه ورمى علي بن سليمان فأصاب
بعض الكلاب فقتله . فقال ابودلامه :

قد رمى المهدي ظبياً
شك بالسهم فؤاده
وعلي بن سليمان
رمى كلباً فصاده
فهنيئاً لهما كل
إمريء يأكل زاده

فضحك المهدي حتى كاد يسقط عن سرجه ، وقال : صدق أبادلامة، وامر له بجائزة سنية .

( كتاب الأغاني ) و (جمع الجواهر ونهاية الأرب )

 

 

(( بديهة أبي تمام ))

من عجيب ماروي في البديهة حكاية أبي تمام حين أنشد أحمد بن المعتصم
بحضرة أبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي ، وهو فيلسوف العرب :
وقد قال الشاعر أبوتمام :

إقدام عمرو في سماحة حاتم
في حلم أحنف في ذكاء إياس

فقال له الكندي : ماصنعت شيئاً ، شبهت ابن أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين
بصعاليك العرب . ومن هؤلاء الذين ذكرت ؟ وماقدرهم ؟
فأطرق أبوتمام يسيراً ثم قال :

لاتنكروا ضربي له من دونه
مثلاً شروداً في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره
مثلاً من المشكاة والنبراس

(أخبار أبي تمام .. للصولي 231 )