الغنيمة الحادية عشر
الحجة التامة
لاشك أنك تعرف أن الحج ركن من أركان الإسلام ،
وأن أجره عظيم يخرج به الإنسان من كل ذنوبه ويعود كما ولدته أمّه ،
وهو فريضة في العمر مرة واحدة ،
وغنائم الفجر تمتد حتى تشمل الحج والعمرة وأجرهما معاً .
رأيت معي الغنيمة العظمى فيما قبل الفجر ،
وهذه أخرى جليلة وهي فيما بعد الفجر ،
فعن أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ،
ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )
[ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] .
وأزيدك أيضاً فعن أبي أمامة قال :
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
( من صلى صلاة الغجر في جماعة ، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ،
ثم قام وصلى ركعتين ، انقلب بأجر حجة وعمرة )
قال المنذري : رواه الطبراني وإسناده جيد [ الترغيب والترهيب1/296 ] .
واقرأ معي أيضاً حديث أبي ذر – رضي الله عنه - عن المصطفى – صلى الله عليه وسلم - :
( من قال دبر صلاة الفجر - وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم - :
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك يحي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات ،
كتب الله له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ،
وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه ، وحرس من الشيطان ،
ولم ينبغ بذنب أن يدركه في ذلك إلا الشرك بالله تعالى ) .
ألا ترى كم هي عظيمة وجليلة هذه الفضائل في أعقاب الفجر ،
وبعد أداء الفريضة في ذلك الوقت الذي فيه الهدوء والسكينة والنسمات الندية العليلة ،
لتبدأ يومك بعد الفجر بالذكر ، وتنال عظيم الأجر .
فهل تترك ذلك مع ما فيه من حياة القلب ،
وسمو الروح ، وزكاة النفس لأجل نعاس يداعب جفنيك أو قليل من التعب يوهن جسمك ؟
ولو تأملت وعزمت لهان الأمر عليك وتيسر الأداء لك ؛
فإنما هي ساعة لا أكثر .
فيالها من غنيمة واظب عليها ولا تتقاعس ولا تكسل .