يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-2014, 09:33 AM   رقم المشاركة : 1

 


[justify]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فقد قدر الله سبحانه وتعالى بظهور تقنية جديدة تسمى الواتساب وأخرى هي الفيس بوك ويقال إن الأدهى منها ما يعرف بالتويتر أعاذنا الله وإياكم من شرورها فقد سرقت منا الكثير من الوقت وتسببت في تراجع محبي هذا المنتدى إلى الوضع الحالي أمام أعينكم ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
ومن جهة أخرى أنا أتساءل ماهي سبب ( التصنيفة ) التي جعلت من الأخ عبدالحميد يقوم الساعة السادسة وتسع عشرة دقيقة لكي يفتح المنتدى ويستحث أقوام لكي يعيدوا الروح لهذه الصفحة بوجه خاص والمنتدى بشكل عام


واحد من الأخوان : غرم الله ,, ما عاد يتجاوب باعتباره مفكر كبير ماعنده إلا نظريات كلمه ورد غطاها مثل فرويد ,, وجان جاك روسو ,, ونيتشه

والسيد عبد الرحيم يقول : بعد أهبلكم كلمتين لافضيت
لهذاااااااااا ,, وذاااااااااك فقد قررت انقاذ الموقف
فماذا يا ترى لدي
أبشركم قدر الله و ( صنفت معي ) خلال الأسبوعين السابقة كتبت عددا من الصفحات على شكل مذكرات من أول يوم وصلت به لطائف عام 1390 حتى آخر يوم من التقاعد عام 1428


اليوم بعون الله تعالى سأهديكم صفحة واحدة فقط والباقي خلوه معي أنا في حاجته لأيام قريبة إن شاء الله .

هذه واحدة من تلك الصفحات آمل أن تروق لكم :

-----------------------------------------------------------






أول تجربة لدق العود

أثناء زياراتي من القرية التي تعينت بها معلما بعيدا عن الطائف أقوم في نهاية كل شهر تقريبا بزيارة إلى مدينة الطائف وذلك بسبب الوحدة والكآبة التي أعيشها وحيدا في القرية النائية , في إحدى تلك الزيارات قابلت مصادفة أحد الزملاء من معهد المعلمين , وغالبا المقيم يستضيف العابر من أمثالي ويلح عليه بالاستضافة والمبيت , ولما أحسست أن الرغبة لديه كانت جادة ولديه سكن خاص لا يشاركه أحد فأتسبب له بشيء من الحرج , لهذا السبب وافقت خاصة وأن الخيار الآخر بالنسبة لي هو المبيت بالمقهى القذر المسمى ( قهوة المداس ).

وجدت لدي الزميل الذي استضافني : أحمد سرور الزهراني في مسكنه آلة عود فبهرني منظرها وأخذت أتلمسها من قرب غير مصدق أن طالبا قرويا بمستوى معهد معلمين يملك مثل هذه الآله النادرة . لكنني علمت أنها تخص أخيه المعلم الأكبر من أم غير سعودية , فقد كان والده من المهاجرين إلى أسمره وعاش وتزوج هناك ويعرف اللغة الإيطالية . هذا الابن الآخر يطلق عليه لقب ( السمبو ) ويجيد العزف على الآلات الموسيقية .

زميلي أبو السرور جلس وقتا طويلا من الليل يدندن بالعود محاولا أيجاد نغمة مقبولة فلم تفلح محاولاته , وأعتقد أن الأمر له جوانب فنية وتدريبية لابد أن تكون على يد أستاذ يجيد هذا الفن , أما أنا فأمسكت بالعود لأول مرة في حياتي وكنت أتوقع أن الموضوع والدندنة ستكون بمنتهى السهولة التي نشاهدها بالتلفاز , لكن محاولاتي لم تتعدى سوى دندنة مزعجة بعيدة كل البعد عن أي نغم مقبول , لهذا كانت تلك المحاولة الفاشلة أول وأخر محاولة أمسك فيها بآلة عود في حياتي , هذا الموقف يوضح أنه من السهولة بمكان أن يكون الأقران لهم دور في توجه الشاب لمسلك معين , فلو قدر لي أن يكون ذلك الزميل محترفا وكنت قريبا منه ولديه فرقة وزملاء من المؤكد أن أتحول إلى عازف أو عضوا فاعلا في فرقة موسيقية لكن الله سلم والحمد لله على كل تدبير .

من المواقف الإنسانية التي لا أنساها لهذا الزميل أنه في تلك الليلة اتضح لي أنه لا يوجد عنده سوى فراشه الخاص به . وأقسم قائلا : ( علي الطلاق ما يرقد إلا أنت على هذا الفراش ) أما ( أبو الزهر) فقد آثرني على نفسه وفرش ( إحرام عمرة مفرد) على بلاط الغرفة ونام على الإحرام بدون غطاء حتى الصباح , فأي إيثار أكثر من هذا وأنا لا تربطني به أي صداقة أو زمالة معتبرة , مجرد معرفة عابرة كأي طالب من طلاب المعهد , لكن الخالق عز وجل له التدبير والإكرام من قبل ومن بعد , فقد كان لهذا الزميل قدرات فائقة في البناء والتعمير وبيع وشراء العقار استغلها بعد تخرجه مباشرة من معهد المعلمين , فأكرمه الله بواسع من فضله وعطائه بما لا يعد ولا يحصى من الممتلكات العقارية , منها قصره الجميل الذي يتربع على مساحة ثلاثة آلاف متر في أجمل المواقع بمدينة الطائف , وفي هذا المقام أصلي وأسلم على سيدنا محمد وأضيف له بعد قرابة نصف قرن دعوات أخرى بأن يبارك الله له ويزيده من واسع فضله وكرمه .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-09-2014, 11:54 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

حيا الله أبو فيصل

أول شوف الصورة وهل تعرف احد منهم


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-10-2014, 07:24 AM   رقم المشاركة : 3

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس
*****
حيا الله أبو فيصل
أول شوف الصورة وهل تعرف احد منهم



****

أولا : حياكم الله بعد هذا الصمت الرهيب .. أصبح الواحد يستحي يكتب في المنتدى حتى لا يقعد لحاله فرجه قدام الله وخلقة

ثانيا : أنا يوم ما شفت لا حس ولا خبر بعد تلك المقالة العصماء ,, بغيت أطل لآخر مرة وأكتب على لسان الحال : ( مياااااااو .... مياااااااااو ) لكن خفت من أحد جيران الوادي من هنه والا من هنه يضيق وندخل في حقوق خاصة هذه الأيام الغنم غالية والواحد ما عاد يقدر يتجمل مثل أول

ثالثا : الصورة يا بو موفق هي للشيخ أحمد بن سرور الزهراني وفي الصورة إثنين من ابنائه ما شاء الله كانوا عندي بالمدرسة الابتدائية تعرفت على ملامحهم حيث أنني لم أشاهدهم إلا وهم أطفالا صغارا

رابعا : مع هذا السبات إلا أنني أتعجب أن عدد المتواجدين في الساحة العامة في أي لحظة يزيد عن مائة متصفح . ولا أعلم هل هم المتواجدين فعليا في نفس اللحظة أم هناك أمر آخر .. إذا كانوا فعلا متواجدين .. أتساءل .. لماذا ( مخرقين ) وما العيب في مواصلة الكتابة والمشاركات مثل ما كان الوضع سابقا ؟

خامسا : تبقى لدي ( وصلات ) ممكن أعذر بواحدة منها وأعرضها بالمنتدى .. لكن بشروط خاصة يعرفها أبو ياسر أطال الله في عمره وعمر أخيه وجاره , وعمر المشاهدين عموما

هذا ما لدي وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2014, 06:10 AM   رقم المشاركة : 4

 

الله يحييك يا ابا فيصل ويحيي ذكرياتك .
ما اخفيك فرأت ما سطرته اناملك الكريمة عدة مرات واستمتعت بها كثيرا فأنت كعادتك تجمع بين الطرفة والفائدة وتسلط الضوء على ماض جميل وقيم كانت من المسلمات ، فهذا زميلك احمد سرور يؤثرك على نفسه ويفترش احرامة ويترك فراشه لك ، اسأل الله أن يزيده ويزيدك من واسع فضله .
نجي عند بيت القصيد عزفك على العود .... لو فتح الله عليك وتعلمت العزف ونافست السبمو كان اصبح عندنا فنان من رحبان ولربما افتقدت المليشيات قائدا ملهما لكن الحمد لله ان سلمك وحفظ للمليشيات قائدها .
اما السمبو فكنت اسمع به ولم اتشرف بمقابلته او رؤيته الا من خلال الصور عند بعض الزملاء فهو رجل اسمر كما بدى لي في الصورة وانيق ويقال انه فنان مجيد لفنه ولو واصل المسير لكان من كبار الفنانين في بلادنا .
شكر لك يا ابا فيصل على ما تفضلت به واملنا فيك وطيد أن تستمر في سردها في حلقات لننهل من فيض خبرتك ونتعلم من اسلوبك الرائع الجميل .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2014, 11:46 AM   رقم المشاركة : 5

 

.

*****

حيا الله أبو فيصل

اعتقد ان طريق (الطائف - الباحه - أبها) المعبد لم يدخل عامه الثالث في بداية العام 1390هـ واعتقد ان الطريق لم يكتمل من (الباحه -إلى- أبها) وهذا يعني ان قرى الطائف في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة الطائف لم تدخل عصر التطوير بعد ولذلك كان صاحبك احمد بن سرور يفرح برؤية أي غريب أو طُرقي وخاصة من بني جلدته في غامد وزهران

أما الإيثار والكرم وحب الضيف فهذا طبع في ابناء زهران يتوارثه الابناء من ابائهم واجدادهم واتذكر في عام 1400هـ زرت المنطقة الشرقية مع احد الاصدقاء من زهران واستقبلنا مجموعة من شباب زهران فالمنطقة وما اخفيك ان برنامجنا تغير بالكامل بسبب كثرة العزايم والضيٍف وفرحتهم بالضيف

نعود للعود ومحاولت تعلمه واشارتك للأخ حامد سمبو
فحسب معلوماتي كان مدير مدرسة بالمنطقة الشرقية وحالياً متقاعد وقد تعرض قبل فترة لعارض صحي وحالياً صحة طيبة ولله الحمد
واعتقد ان فنه كان هواية ولو ارتقى لمهنة لأصبح من رواد الفن

المهم ان هذه الحلقة من ذكرياتك لم تتجاوز خروجك من القرية التي كنت تدرس وتسكن فيها ووصولك الى القرية التي يسكن فيها الأخ احمد سرور الزهراني
يعني بعد تعلمنا في حلقة جديدة بيوم صحيت الصبح وكيف وصلت الطائف وهكذا
يا نافدا الخنافر على قول أبو ياسر

وبالنسبة لعدد المتواجدين في الموقع أو في الساحة العامة فهو عدد صحيح لان الموقع يحتوي على عدد كبير من المواضيع والمداخلات القيمة والموثقة والتي تعد مرجع لمستخدمي محركات البحث مثل قوقل وغيره ولو سار عندك وقت اتصل بي ونوقف الموقع لبعض الوقت ثم نعيد فتحة وستشاهد عدد المتواجدين (صفر) ومن ثم عودة المتصفحين وتنامي اعدادهم بشكل تدريجي

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2014, 03:04 PM   رقم المشاركة : 6

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس
المهم ان هذه الحلقة من ذكرياتك لم تتجاوز خروجك من القرية التي كنت تدرس وتسكن فيها ووصولكإلى الطائف حيث استضافك الأخ أحمد سرور الزهراني
يعني بعد تعلمنا في حلقة جديدة بيوم صحيت الصبح وكيف وصلت الطائف وهكذا
يا نافدا الخنافر على قول أبو ياسر
----------------------------------------------------------------
مادام المسألة فيها يا نافدا الخنافر ولأني من خمسين تقريبا ما سمعتها فلا مانع من إضافة حلقتين مدمجة حتى يكتمل المعنى ,, وإن شاء عما قريب تتضح السيرة والصورة تماما في مجال أرحب وأوسع مع تقديري لمشاعرك ومشاعر الأخ عبدالحميد حيال ما كتبت , طبعا الرد واحد والعلم واحد لكما بالتساوي :
الاستعداد لوظيفة ( معلم )

كما يبدو تختلط على الإنسان عدة مشاعر بعد التخرج من المعهد ما بين الشعور بالرجولة وأن الواحد أصبح معلما مع راتب جيد , ومابين مشاعر من الألم بالتوقف عن الدراسة النظامية , و قلق آخر مخيف جدا يقض المضاجع حول مسألة التعيين والاستقرار , فالواسطة هي المعيار الأول ونحن القرويون لدينا قدر كبير من الخجل , والدليل أنني ذهبت للمسئول عن التعيين الذي كان اسمه متداولا على لسان كل معلم بصفته المتحكم المباشر لمسألة التعيين , فهو يوازن الأمور حسب الفراغ والاحتياج الموجود لديه وحسب ما يرد من تعليمات وأوامر قوية من جهات أعلى , فيبدأ بسد الثغرات البعيدة بأمثالي مستخدما أساليب ذكية في إقناع المعلم الجديد وتخويفه , فأنا مثلا عرض علي مدرسة تبعد خمسين كيلومتر بطريق غير مسفلت تعتبر منفى , وأخرى تبعد مائة كيلومتر , قائلا : ترى هذه القريبة ( بتروح ) عليك , خذها قبل ما يجئ واحد يأخذها عليك , وما يبقى عندك إلا تلك البعيدة , وبدون جدال استسلمت لتلك النصيحة الغالية بدون أن أنطق حرفا . بعدها بأيام وجدنا الطلاب النافذين وبالذات من يسمون ب ( أهل البلد ) تم تعيينهم في وسط المدينة وضواحيها , ونحن على ما بنا من مآسي سابقة زادت عليها مآسي البعد عن المدينة والعمل في قرية نائية متخلفة .
معلم الصبيان في القرية
سألت عن الموقع وطريقة الذهاب إليها , فأخبرونا بأن هناك موقف بالشهداء لسيارات ( الخضرة ) ويعنون بها السيارات التي تفد من القرى لتنزيل الفاكهة – كل الفواكه تسمى خضرة – اعتليت سطح شاحنة سيارة فورد مليئة بصناديق فارغة , عصر ذلك اليوم , مع عدد من الركاب الجالسين على الصناديق ( الهواري ) مستمسكين بالعوارض الحديدية للشاحنة , الركاب القرويون يمازحون بعضهم ويتطالبون من باب التمثيل وتمضية الوقت لا يشغلهم هم ولا حزن , وأنا من جانب أرصد تلك العادات والسوالف الأصلية للسكان القرويين من ضواحي الطائف , ومن جانب آخر أفكر في المجهول الذي أقدمت عليه بهذا السفر إلى قرية نائية مجهولة من باب المغامرة فالوقت مقترب من الليل بسبب الموعد المتعارف عليه لتحرك السيارات لتلك القرى والذي يكون غالبا بعد العصر .

أنا في حالة لا أعلم ماذا أجد أمامي ؟ وأين أسكن وأين أنام ؟ ولا سبيل للعودة في الوقت الذي أرغب . قبيل الوصول للقرية كان الركاب متعاطفين معي جدا لمعرفتهم أنني تعينت معلما بهذه القرية , وكانوا يتناقشون واحد يقول : ودوه عند أديب والله أنه طيب , وما بيلقى أحسن منه – أديب معلم لبناني معروف لديهم – وآخر يقول : ودوه عند الزهراني , على اعتبار الزهراني أقرب للغامدي , وفعلا اقتربنا من القرية بعد رحلة شاقة وجبال عالية . فاخترت بيت الزهراني بعد أن دلوني قبيل صلاة العشاء مع ظلام دامس لا كهرباء ولا أي حركة , لا يوجد معي لا شنطة ولا أية أغراض خاصة , طرقت الباب وعرفته بنفسي وهو ساكن بعائلته , فأبدى ترحيبا ولطفا وعطفا علي من هذا المصير لأنه من المعهد القديم وبالتالي هو أكبر مني سنا , بالرغم أن الوقت محرج جدا وغير مناسب , ومع ذلك فقد دبر أموره معتذرا لي بأن الوقت ليل ومتأخر لكن الجود من الموجود , أكثر ما يشغل بالي في تلك اللحظة مسألة المبيت وفي النهار سيتم حل كل الأمور , بت تلك الليلة لدى الزميل الشهم الأستاذ علي بن معدي الزهراني , في اليوم الثاني صباحا كانت لي البداية مع أولى أيام الوظيفة ( الغصب ) معلم الصبيان .

وجدت بالمدرسة ستة معلمين أجانب لبناني وسواداني والبقية فلسطينيين وثلاثة سعوديين أنا أحدهم , جلست مع المعلمين الأجانب وأنا كلي ثقة أشاركهم الحوارات السياسية والمعلومات العامة والطرائف , كانوا مثقفين جدا ومتعلمين مقارنة بنظرائهم من المعلمين الوطنيين خريجي المعاهد القديمة والمعاهد الثانوية الجديدة , وفي أدائهم التعليمي كانوا متميزين وجادين بلا حدود , إضافة إلى مظهرهم وقوة شخصياتهم , حتى رواتبهم كانت عالية وتقترب من رواتب المعلمين الوطنيين .

تلك الفترة تسمى عودة المعلمين والطلاب يفدون بعد عدة أيام , ساعدني على تدبير أمر السكن أولئك المعلمين الوافدين وعلى رأسهم معلم فلسطيني غزاوي , جاد ومرح كأنه من أهل البلد اسمه ( محمود بركة ) فاستأجرت بيتا مناسب جدا ونظيف يحتوي على غرفتين ومطبخ وحوش بدون كهرباء - هذا يعتبر نصف المنزل يخصني - ونصف أخر مماثل يسكنه خوي مع أسرته يعمل بمركز أمارة مجاور للقرية , المنزل يعود لمزارع كبير يمثل النظام الإقطاعي بكثرة أملاكه ومزارعه وشدته , بإيجار شهري قدره أربعون ريالا . كما تم الاتفاق مع العم صالح لكي يحضر لي كل ثلاثة أيام تنكتين من الماء على حماره المخصص لنقل الماء , بخمسة عشر ريالا شهريا , وشعرت بنوع من الرضى والقناعة بالأمر الواقع , علي أن أبدأ حياتي من جديد لإصلاح تعثر الثلاث سنوات السابقة التي قضيتها بمعهد المعلمين على غير رغبة مني .

استأذنت من المدير على لمدة يومين على أساس إحضار أغراضي الخاصة من الباحة فلم يعد لدي أي ارتباط بأي سكن في الطائف , فلوى المدير براطمه معتذرا بالقول :
- (والله ييييييي ما أقدر .. ما أقدر والله .. واللهي ما أقدر
كانت تلك أول بادرة ومواجهة مع مسئول في أول يوم من عملي .
- طيب شوف أنا ما علي غير ثوبي واحتاج أحضر أغراض السكن
- ( والله ييييييييي .. ما أقدر )

بالكاد وافق على يومين بالرغم أن الدراسة لم تبدأ ولا يوجد أي ضرر من غيابي والأمر ضروري جدا بالنسبة لي .
لدى المدير من تلك الممانعة سبب وجيه , فقد كان في الأعوام السابقة طيبا متسامحا , مهملا في السماح للمعلمين بلعب كرة الطائرة في الفسحة والحصة الرابعة أيضا , مع اقتطاع جزء كبير من الحصة السادسة الأخيرة والانصراف قبيل انتهاء الدوام الرسمي , ولما حصل سوء تفاهم مع مدرس فلسطيني ضخم الجثة , جهوري الصوت , توجه ذلك المعلم إلى الإدارة متقدما بشكوى ضد المدير , بشأن تلك التسهيلات التي كان يستفيد منها الفلسطيني وكان أكثرهم صراخا وتشجيعا أثناء اللعب اعتبرها بعد الاختلاف في وجهات النظر أعمالا غير نظامية . والإدارة تقف دائما مع النظام فحصل لوم ولفت نظر للمدير , مع نقل المعلم لمدرسة قريبة مجاورة يداوم إليها بدباب ( موتور سيكل ) , لهذا بدأ المدير بداية جديدة غير متسامح مع أي ظرف .

بالمناسبة هذا المعلم الفلسطيني لديه كامل عدة إصلاح الدوافير , سواء لأهالي القرية أو المعلمين وهوايات إصلاح روادي وغيرها , وفي وقت لاحق بعد عدة سنوات عرفت مصادفة عندما كان لي محل خاص ( خطاط ورسام ) بشارع 25 بالطائف أنه يسكن بجوار محلي هذا , ويقوم من منزله بعمل وسائل إيضاح ورسومات مطلوبة في المدارس للطلاب والطالبات والمعلمات , ينفذها بشكل بعيد كل البعد عن أي ذوق أو فن , فلا يوجد لديه فرق بين رسم لوحة فنية وبين إصلاح دافور , لكن أكثر الناس ممن لا يعرف أصول الخط والرسم يقبلون بأي شيء , لهذا تجد سوقه ماشي , والرزق على الله

بعد أخذ الموافقة من صاحب السيادة مدير المدرسة في صباح ذلك اليوم جلسنا ننتظر لساعات وصول أي شاحنة أو ونيت يمر مصادفة من جوار المدرسة , ونتحسس أي صوت لموتور السيارة من بعيد فالصوت يصل قبل صورة السيارة المختفية بين الجبال والوديان , حتى أن الزميل الزهراني وقف بجواري يتحسس معي لعل وعسى نسمع صوت سيارة , ومن لطفه وشيمته قال المعذرة لو وقفت معك انتظر قدوم سيارة . حيث أن أصول الضيافة لا تجيز للمضيف أن يساعد أو يسهم في خروج الضيف من منزله .

وصل بالكاد ونيت فورد حظيت بالركوب في الغمارة لأنني معلم والمعلم في القرية له شيء من الاعتبار والتقدير يسمونه ( اللستاد ) والمجموعة ( اللستادين ) في ذلك المشوار وجدت الركوب مريح جدا في غمارة السيارة الفورد بشكل خيالي ورومانسي , بعكس الشاحنة التي ركبت بها سابقا أثناء قدومي للقرية , فالونيت يتمايل ولا تجد أدنى إحساس بالتعب أو الإجهاد . جوانب الأبواب الداخلية كما جرت العادة مزينة بصور فنانات ذلك الزمن أمثال سميرة توفيق وصباح وشاديه , السائق ( دخيل الله ) شاب مهذب وسيم الطلعة , طول الوقت يغير شريط الكاسيت من أغنية إلى أخرى كلها للمطربة الذائعة الصيت في تلك الفترة ( توحة ) أغانيها تتوالى واحدة بعد أخرى وأغلبها أغاني زواجات منها :
يا ماشي الليل فين رايح ........ تزل حارتنا بالعاني
تراك ممنوع بالموجب ........ في هذا الحارة خلاني
---------------------------------------------
أسألك بالله هل هذا صحيح .... قلبك الطيب بلاني يا مليح
لا تجاملني معي خلك صريح .....قولها كلمه وخليني أستريح
-------------------------------------------
عاش من شافك ......... يا كامل أوصافك
نورت حارتنا ............ والليلة فرحتنا
نكايد العزال .. .........أهلك وأحبابك
تلك الكلمات واللحن يزيد من السباحة في عالم الخيال لشاب محطم الآمال , فإذا صرفنا الآن النظر عن الصوت , فإن الكلمات فعلا كانت صادقة في التعبير عن المعاناة والوجد والكمد , وهو أمر ما كنت سالما منه

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-15-2014, 08:08 PM   رقم المشاركة : 7

 

لو كنت يا أبا فيصل تعلمت العود كان اليوم تنافس عبادي الجوهر { ملك العود} لكن قدر الله وما شاء فعل ما الله كتب لك نصيب ....الحقيقة أستمتعت بسردك لذكرياتك عن تلك الفترة من مشوار حياتك التعليمي بأسلوب شيق ولبق وراقي ....أمد الله في صحتك وحياتك وأنا متابع لمذكراتك الجميلة والصادقة عن تلك الفترة حتى لو ماعلقت مع أنني لست زميل مهنة ..معاناة ولكن جميلة

تحياتي وإحتراماتي .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-22-2014, 09:24 PM   رقم المشاركة : 8

 

( - (والله ييييييي ما أقدر .. ما أقدر والله .. واللهي ما أقدر
كانت تلك أول بادرة ومواجهة مع مسئول في أول يوم من عملي .
- طيب شوف أنا ما علي غير ثوبي واحتاج أحضر أغراض السكن
- ( والله ييييييييي .. ما أقدر )


( حياك الله يا ابا فيصل للمرة الثانية والثالثة وإلى ما لا نهاية ، تدري ليش هذه التراحيب ؟
يا اخي هروجك تعجبني واسلوبك سنافي وعلومك كلها ما شاء الله تشوق العين ، الله يزيدك من فضله )

نسخت الحديث الذي دار بينك وبين مدير المدرسة الله يهديه لغرض في نفسي سوف ابينه بمشيئة الله فيما يأتي :
يا اخي هناك بعض من يقحمون في المركز القيادي اقحاما دون تدقيق في الاختيار وبدون معايير معينة ، وانا لا انتقد هذا المدير بعينه فتلك الفترة يصعب التدقيق في الاختيار ، لكن اتحدث عن واقعنا الحالي هناك من يتم اختياره لان فلان يعرفه او فلان اثنا عليه ويكلف بالعمل القيادي وبالتالي يصبح لدينا قيادي مسخ يضر ولا ينفع يعطل العمل ويشوه سمعت الكيان كله .
يخبرني صديق بعد مغرب هذا اليوم يقول : ذهبت للجوازات وهو غير سعودي بغرض ضم الزوجة للجواز وكذلك الابناء وتحدث كثيرا عن التطويل والتعطيل والطوابير الطويلة رغم التحسن الذي طرأ مؤخرا على إدارة الجوازات لكن الاغرب من ذلك كله يقول ولحديث لصديقي :أن الموظف المختص ادخل اسمه في الجهاز خطأ حيث كتب عبدالحمن بدل عبد الرحمن وسحب ( برنت ) وعندما راجع صديقي البرنت لاحظ الخطأ وطلب من المظف ان يعدل الخطأ خاصة وأن الاسم في الجواز صحيح قال الموظف : لا يمكن ذلك لكن قدم طلب لتعديل الاسم او اطلب تعديل الجواز بموجب البرنت اي عبد الحمن بدل عبد الرحمن فقلت له لكن هذا اسم من اسماء الله تعالى فكيف يكتب خطأ ؟! ولكن الموظف اصر على ذلك الطلب ، قال صديقي فذهبت إلى رئيسه وهذا بيت القصيد فشرحت له خطأ الموظف وطلبت تكليفه بالتعديل وتصويب الخطأ فرد عليه ذلك الرئيس الملهم بقوله نفذ ما طلب منك الموظف هذا النظام .
قال : وذهبت إلى مدير تلك الإدارة بعد التوضيح قال المدير : اذهب إلى ذلك الشباك وسوف اكلمه قال : فلم يستغرق التعديل الا ثوان معدودة .
ترى يا ابا فيصل ومن يقرأ ما يهون ما كان الاولى أن يقوم ذلك الموظف بتعديل خطأه وإذا لم يفعل ما كان الاولى برئيسه أن يكلفه بالتعديل ؟
ولهذا اقول يجب تحري الدقة في اختيار المسؤول ايا كان لتستقيم الامور .
وسلامتك ومن يقرأ .
على فكرة لا تتأخر علينا في كتابة الحلقة الثالثة فديييييت الخلقة .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir