من دفتر الذكريات (موضوع في حلقات)

طيب يا حركات
شمسيه حمراء

 

 

موضوع جميل وأجمل ما فيه محاولات الإبداع بين الأب والابن وبادرة طيبه والأثر من المأثور
كل الرحلات دائما جميلة ولكن لم يكن في وقتنا إمكانيات الحاضر وسهولة الاستعمال كما هو متاح الآن وبلاد الدنيا وبعض مناطق بلدن فيها من الجمال ما يستح التوثيق
لك التحية ولابنك وما وجدتموه من أهل الشرقية غير مستغرب فانتم تستأهلون وهم فرصتهم تحياتي 00

 

 

أبو توفيق
أشكرك جزيل الشكر على ما أضفته ووضحته
أسأل الله لي ولك العافية ودوام الصحة والخير

 

 

العزيز أبو سامي
سعدت بمشاركتك وإضافتك
شجر الفراولة صغير منخفض النمو أشبه ما يكون بشجر العنب

أسأل الله تعالى لي ولك العافية ودوام الصحة والخير

 

 

أخي فتى رحبان
شكرا على مرورك والشمسية الحمراء لزوم الشغل المرتّب
أسأل الله تعالى لي ولك الخير والعافية ودوام الصحة

 

 

العزيز أبو صالح
شكرا جزيلا على مرورك وإضافتك الكريمة
أسأل الله تعالى لي ولك دوام الصحة والعافية والخير

 

 

الحلقة الثالثة
قصيدة (أب) لشاعر الإنسانيّة عمر بهاء الدين الأميري .

بيني وبين اللغة العربية علاقة عشق وغرام وودّ من زمنٍ بعيد ولي مع الأدب بصفة عامة والشعر بصفة خاصة والنحو والصرف والبلاغة والنقد حكايات وقراءات ومراجعات .

اللغة العربية بالنسبة لي مصدر إسعاد ورزق ومكانة وأهميتها عندي أشبه بأهمية الهواء والماء والطعام .

القراءة في اللغة العربية بجميع فروعها فنٌّ وذوقٌ ومتعة ومعرفة والشعر في ثقافتي سياحة وفكر واستمتاع .

علاقتي باللغة العربية قديمة تعود إلى إيام الدراسة في الابتدائية والمتوسطة وهي علاقة عاشق وباحث وراوٍ يقرأ ويحفظ ويتذوق وينقد .

بداياتي الحقيقيّة مع القراءة في الشعر والأدب كانت مع قصة (ثمانون عاما بحثا عن مخرج ) استعرتها من مكتبة المدرسة ثم كتاب (أحلى عشرين قصيدة في الحبّ )لفاروق شوشه ، هذا الكتاب وجدته صدفة في مكتبة ابن حمدان الواقعة في الطريق النازل إلى سوق الجزارة في وسط الباحة كان ذلك في عام 1402هـ وأنا في المرحلة المتوسطة في الصف الثالث ، اشتريته وقرأته وعرّفت اصدقائي به .

وعندما وصلت المرحلة الثانوية وبدأنا ندرس تاريخ الأدب ونتعرّف على أغراض الشعر ومواطن الجمال فيه ومواطن القبح ومواضع القوة ومواضع الضعف ونتعرف على اسماء الشعراء وألوانهم والمدارس الأدبيّة عندها أصبحت علاقتي باللغة العربية وبالشعر خاصة أكثر قوّة وأكثر توهج .

استطعت بما يتوفر لديّ من مال أن اشتري بعض الكتيبات والدواوين فاشتريت لمصطفى محمود كتاب حوار مع صديقي الملحد واشتريت للمنفلوطي قصة( ماجد ولين )ولغازي القصيبي( قصتي مع الشعر) واشتريت من الدواوين (وحي الحرمان) للأمير عبدالله الفيصل واشتريت واشتريت حتى أصبح عندي مكتبة صغيرة معروفة باسمي تجمع عددا من الكتب والأشرطة .

ثمّ كانت فرصة القراءة أمامي كبيرة عندما أصبحت طالبا في جامعة( أمّ القرى) حيث مكتبة الجامعة ، وحيث استطعت بالمكافأة الشهريّة شراء ما خفّ حمولة وقلّ قيمة من الكتب.

فقرأت في مكتبة الجامعة في الأغاني والبداية والنهاية والعقد الفريد والبيان والتبيين ونهج البلاغة وطوق الحمامة والجمهرة وكثير من الكتب القديمة وكلّها أصبحت ولله الحمد والشكر فيما بعد ضمن مكتبتي المنزلية ، وكانت البحوث التي ننفذها كطلاب في الجامعة دافعا أكبر للإطلاع والقراءة.

اشتريت لمصطفى محمود الطريق إلى الكعبة ومحمد و للمنفلوطي النظرات و العبرات ولغازي القصيبي المجموعة الكاملة ولطه حسين الأيام وحديث الأربعاء وللعقّاد العبقريات ،واشتريت كتبا أخرى وعددا من الدواوين .

حفظت قصائد النابغة الذبياني في الاعتذار وقصائد بشّار بن برد في الغزل وكثير من أشعار الغزليين في العصر الأموي وحفظت لجرير والفرزدق وغيرهم .

وأعجبت في العصر الحديث كثيرا بشعر أحمد شوقي وإليا أبو ماضي وعمر أبوريشه وعبدالله الفيصل ونزار قباني وعبدالله البردوني وغازي القصيبي وكلّهم أحفظ لهم شعرا .

ولم تقف علاقتي باللغة العربية والشعر عند حدّ القراءة بل حرصت على حضور ما تقيمه لجنة الثقافة بالجامعة من ندوات ومحاضرات وما يقدّمه النادي الأدبي بمكة ضمن نشاطه السنوي من أمسيات أدبيّة وشعريّة . وفي جدة حرصت على حضور اثنينية عبدالمقصود خوجة .

في عام 1408هـ أقام النادي الأدبي بمكة المكرمة أمسية شعريّة مازلت أذكرها وأعتبرها من أجمل ما حضرته من أمسيات شعريّة كان ضيف تلك الأمسية وفارسها الشاعر عمر بهاء الدين الأميري.

وعمر بهاء الدين الأميري شاعرٌ وأديبٌ سوري عُرِف بشاعر الإنسانية المؤمنة ، عمل سفيراً لفترة من الزمن في باكستان ثم المملكة العربية السعودية ، ثمّ انتقل إلى المغرب ليعملمحاضرا لفترة طويلةمن الزمن في جامعة محمد الخامس ، علاقاته قويّة مع جميع النّاس ، يتقن عددا من اللغات العالمية وهو صديق لمعظم قادة العالم الاسلامي ، يمتلك منزلا ومنتجعا كبيرا في المغرب ومقرّ إقامة في جدة .

توفي عمر بهاء الدين الأميري في الرياض مساء الأحد 22 من شوال سنة 1412هـ بعد معاناة مع مرض نقل على إثره بأمر من الملك فهد رحمه الله تعالى من المغرب إلى الرياض .
أمّا قصيدة ( أب ) فحظيت بمعرفتها وسماعها لأول مرّة في تلك الأمسية وهي القصيدة التي قال عنها الأديب الكبير عباس محمود العقاد "لو كان للأدب العالمي ديوان من جزء واحد، لكانت هذه القصيدة في طليعته!" وهي حقيقة من روائعه الشعرية .
عبّر فيها الشاعر عن أحاسيسه تجاه أولاده وقد غادروا (قرنايل) بلبنان عام 1377 هـ عائدين إلى دارهم في (حلب) بينما بقي هو في داره بلبنان يعاني ثقل الوحدة والصمت :



أين الضجيجُ العذبُ والشغبُ ..... أين التدارسُ شابَهُ اللعبُ
أين الطفولةُ في توقدِها ..... أين الدمي في الأرضِ والكتبُ
أين التشاكسُ دونما غرضٍ ..... أين التشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحكُ في ..... وقتٍ معاً ، والحزنُ والطربُ
أين التسابقُ في مجاورتي ..... شغفاً إذا أكلوا وإن شربوا

يتزاحمون على مجالستي ..... والقربُ مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوقِ فطرتِهم ..... نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا ..... ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم ( بابا ) إذا ابتعدوا ..... ونجيهم (بابا) إذا اقتربوا

بالأمس كانوا ملء منزلِنا ..... واليوم ويحَ اليوم قد ذهبوا
وكأنّما الصمتُ الذي هبطت ..... أثقالُه في الدارِ إذا غربوا
إغفاءةُ المحمومِ هدأتُها ..... فيها يشيعُ الهمّ والتعبُ
ذهبوا،أجل ذهبوا، ومسكنُهم ..... في القلبِ، ما شطّوا وما قربوا

إنّي أراهم أينما التفت . . . . . نفسي،وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحسّ في خلدي تلاعبهم ..... في الدّار ، ليس ينالهم نصبُ
وبريقُ أعينِهم إذا ظفروا ..... ودموعُ حرقتهم إذا غلبوا

في كلِّ ركنٍ منهمُ أثرُ ..... وبكلِّ زاويةٍ لهم صخبُ
في النافذاتِ زجاجُها حطموا ..... في الحائطِ المدهون قد ثقبوا
في البابِ قد كسروا من الجدّ ..... وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحنِ فيهِ بعضُ ما أكلوا ..... في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطرِ من تفاحةٍ قضموا ..... في فضلةِ الماءِ التي سكبوا
إنّي أراهم حيثما اتجهت ..... عيني كأسرابِ القطا سربوا
بالأمسِ في (قرنايلٍ ) نزلوا ..... واليوم قد ضمتهمُ ( حلبُ)
دمعي الذي كتّمتُهُ جلداً ..... لمّا تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا ..... من أضعلي قلباً بهم يهبُ
ألفتني كالطفل عاطفةً ..... فإذا به كالغيثِ ينسكبُ
قد يعجبُ العذالُ من رجلٍ ..... يبكي ، ولو لم أبك فالعجبُ
هيهات ، ما كلّ البكا خورٌ ..... إنّي وبي عزمُ الرجالِ ، أبُ

ظلّت علاقتي باللغة العربية مستمرّة حتى بعد تخرجي من الجامعة في قسم اللغة والنحو والصرف علاقة قراءة وبحث ودراسة ولم انقطع عن شراء الكتب والقراءة إلى هذه اللحظة وللحمد والشكر وحرصت على شراء النسخة الملونة باللون الأخضر حتى تكوّنت عندي مكتبة يغلب عليها اللون الأخضر وصارت الكتب تزاحمني حتى في مكان جلوسي وفي غرفة نومي .

الآن غالبا ما أقوم بزيارة شهريّة بصحبة العائلة لمكتبة جرير ولا أخرج حتى ينتقي كلّ واحد منهم كتابا .

 

 

وصف جميل

يتزاحمون على مجالستي ..... والقربُ مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوقِ فطرتِهم ..... نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا ..... ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم ( بابا ) إذا ابتعدوا ..... ونجيهم (بابا) إذا اقتربوا

 

 

الأستاذ الفاضل احمد قسقس
تشرفت بتصفح ذكرياتك وهي تبشر بمولد اديب اريب عاشق ومتذوق للادب الرفيع وخير دليل اختيارك لقصيدة (أب) لشاعر الإنسانيّة عمر بهاء الدين الأميري والتي تعبر بصدق عن مشاعر كل اب .
لك مني صادق الود والمحبة ، كثر الله من امثالك ، استمر وفقك الله وحلق بنا في اجواء الادب والشعر .
بارك الله فيك ومتعك بالصحة والعافية .

 

 

يا أبا ياسر
أنا من تشرّف بمرورك من هنا وبتشجيعك وكلماتك الرائعة
بارك الله فيك وحفظك الله وإياي من كلّ مكروه