جنوباً نص إبداعي للشاعر المبدع مسفرقسقس
والصورة المصاحبة إلتقطتها عدسته لحظة هطول المطر بالباحة
جنوباً ...

جنوبا ، حيث يبني الغمام ُ أعشاشَه في الجبال ...
وتتلصصُ القممُ العاليةُ على السماء ...
جنوبا ، حيثُ يكاد يرتفع الكلامُ إلى مصافِ الشعرِ ،
ويكاد الشعرُ يتسامى إلى مراتبِ الوحي ...
جنوبا ، حيث يتساقط البلور من الأعلى ، لا لينكسرَ ، بل ليسيلَ في الأوديةِ والشعاب ...
جنوباً ، حيث لكلِّ حقلٍ أغنيةٌ ، ولكلِّ جدارٍ قديمٍ لحنٌ ، ولكل حصن يد تمتدُّ إلى الأعلى ...
جنوبا ً ، حيث أقفُ وتقفون ...
نقرأُ الشعر في حضرة الشعر ، ومن كرم الطبيعةِ أنها لا تحرجُ الشعراءَ ، ولا تتعالى بما تقولُ على ما يقولون ... بل تصغي ... تتواضعُ ؛ لكي تأخذ بأيدينا ، نحن الشعراءُ ، إلى شعرٍ شبيهٍ بشعرها : حقلا فحقلا ، وجبلا فجبلا ، وسحابا فسحاباً ...
من حسن حظنا أنها لا تنظر إلينا بسخرية ، بل تمنحنا ذراها لنرتفعَ ، ولسانها لنحكي ، وعرارَها لكي نعمر آلاف السنين ...