يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 11-21-2008, 07:53 PM   رقم المشاركة : 9

 


الغنيمة الثامنة

الزيادة الفريدة


يقول الله - عز وجل - :

{ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } ،

وقد ورد في تفسير للآية من قول المصطفى – صلى الله عليه وسلم - حيث جاء :

" إنها نعمة ما بعدها من نعمة،

إنه إكرام لمن فاز بالجنان بمزية رؤية الرحمن - سبحانه وتعالى –

{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } .

إن من ثمار صلاة الفجر الظفر بهذه الرؤية التي هي أعظم من كل أجر ،

وفي ذلك جاء حديث جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه – قال :

كنا عند النبي – صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال :

( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تُضامون في رؤيته ؛

فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها فافعلوا
) .

[متفق عليه] .

الله أكبر رؤية الباري جل جلاله ، يوم يأذن بذلك للمؤمنين يوم القيامة،

من أسبابها الميسرة، وأبوابها المشرعة صلاة الفجر ،

والربط في الحديث ظاهر وإليك البيان،

فالمصطفى – صلى الله عليه وسلم - يخبر أن المؤمنين سيرون ربهم ،

ثم يزيد ذلك توكيداً من خلال بيانه أنها رؤية واضحة كاملة كوضوح رؤيتهم للقمر ليلة البدر ،

ويزيد في التوكيد بقوله : ( لا تضامون في رؤيته )

أي لا يلحقكم ضيم ولا مشقة في رؤيته ؛ فإنها تكون سهلة وواضحة ،

وبعد ذلك يحث المؤمنين بالحرص والمبادرة على أداء الصلاة قبل طلوع الشمس - والمراد صلاة الفجر - ،

وكذلك الصلاة قبل غروب الشمس - والمراد صلاة العصر - ،

وقوله : ( إن استطعتم أن لا تغلبوا )

إشارة إلى وجود مثبطات وعوائق تقعد المسلم عن تلك الصلوات ،

فدعاه رسول الهدى – صلى الله عليه وسلم - أن يغالب تلك العوائق وأن لا يسمح لها أن تغلبه ،

ومراد المصطفى – صلى الله عليه وسلم - بذكر هاتين الصلاتين بعد الرؤية ،

الدلالة على أنهما مما يكون سبباً في حصول المؤمن للرؤية واستحقاقه لها .

قال ابن حجر - رحمه الله تعالى - :

" وجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية ،

أن الصلاة أفضل الطاعات ، وقد ثبت لهاتين الصلاتين الفضل بالنسبة إلى غيرهما ،

ذكر من اجتماع الملائكة ورفع الأعمال وغير ذلك

فهما أفضل الصلوات فناسب أن يجاز المحافظ عليهما بأفضل العطايا وهو النظر إلى الله تعالى
" .

تأمل عظمة هذه النعمة فيما رواه مسلم من حديث صهيب الرومي

أن المصطفى – صلى الله عليه وسلم – قال :

( إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله - تبارك وتعالى - : تريدون شيئاً أزيدكم ؟

قالوا : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟

قال: فيكشف الحجاب ،

فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم تبارك وتعالى
) .

أما تعلم أن من دعاء النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم - :

( اللهم إني أسألك برد العيش بعد الموت ،

وأسألك لذة النظر إلى وجهك ،

وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة
)

[صحيح ابن حبان] .

 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir