يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة الجوانب المشرقة من التاريخ والسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-2009, 06:59 PM   رقم المشاركة : 1
Berightback محمد بن راشد ومبدأ التســــــامح


 



محمد بن راشد ومبدأ التسامح

لا أتذكر العام بالتحديد 0 كان المرحوم مسفر بدران يرقد في مستشفى الهدى العسكري. أتى إليه منقولاً، وقد كنا نزوره للاطمئنان عليه بشكل يومي تقريباً. من حقه علينا وتقديراً لأولاده جميعاً وخصوصاً الأخ /عبدالله بدران " زوج ابنة عمتي" 00
وقد كنت سمعت أن خلافاً بين محمد بن راشد رحمه الله ومسفر بدران سبَّب قطيعة بينهما استمرت حتى تجلّى عامل التسامح لدى محمد بن راشد الذي فوجئت بتواجده عند رأس سرير مسفر بدران في المستشفى ، واستغربت ذلك التواجد وأنا سمعت بما بينهما 0 ولم أسأل في حينه 0
وبعد مغادرتي للمستشفى سألت فقيل لي : أن محمد بن راشد - رحمه وأسكنه فسيح جناته - 00 جاء من الديرة خصيصاً لزيارة مسفر بدران وقال له :
يا مسفر
00 أنا جيت أحيي عليك وأطمئن ولا أدري
من يسبق منا للموت
00 لذا يا رفيقي
الله يسامحك ويعفي عنك
00 فما كان من مسفر بدران إلا أن قال:
وأنت الله يسامحك ويعفي عنك
00 غادر بعدها محمد بن راشد - رحمه الله - إلى الديرة مرتاح الضمير وذاكرتي لم تسعفني بالأيام التي عاشها بعد ذلك الموقف وأظنها لا تتعدى يومين أو ثلاثة 00
تذكرت عظمة ذلك الرجل الذي يشهد له الحديث 00 إن خيركم أسبقكم إلى الصلح
00 والدروس التي تؤخذ من هذه الواقعة ترسخ في الضمير، وتحثنا أن نكون متسامحين طمعاً فيما عند الله وكأني أرى أمامي أبا سعيد وهو متمنطق بمجنده ويأتي من الديرة للتســــــــــــــــــــــامح وينال شرف السبق .
اللهم إني أسالك له ولمسفر بدران المنازل العلى من الجنة، وأن تجمعنا بهم في مستقر رحمتك 00
أردت أن أذكِّر بمواقف رجال من الوادي تذكر فتشكر 0 وأقول للصديق المبدع سعيد بن راشد هذه بعض صفات والدك - رحمه الله - ولهذا فالوفاء غير مستغرب عليك أمد الله في عمرك 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2009, 08:16 PM   رقم المشاركة : 2

 

أخي الفاضل :
نايف بن عوضه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأتُ هذه اللمسة الإنسانية ، واللفتة الحانية التي عطّرتَ بها ذكرى والدي - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - بلفهة الرضا ، وتجلي الاعتزاز ، وبرقرقة الدموع المرتجفة بين الجفون ، وبغصة الفراق المحشورة بين الأنفاس ولم أكد انتهي من قراءتها حتى انسابت دموعي الحارة لتلهمني الدعاء له ولمسفر بدران بالرحمة والمغفرة ولمن كتب الموضوع بالمثل.

أبا صالح :
أُكْبِرُ فيك هذه الأحاسيس الإنسانية الرفيعة ، وما تمتمع به من قدرة بديعة على التقاط بعض الصور الصافية، واقتناص جوانب من ميزات أولئك الرموز من أجدادنا وأبائنا وأعمامنا وإخواننا الأحياء منه والأموات؛ لتبرز لنا ما يميزهم من محامد الأخلاق ، وما يتسمون به من جماليات السلوك دون مجاملة أو استجداء، أو نفاق ورياء. غايتك استخلاص الدروس للعبرة والاتعاظ والاقتداء، ولتهيئة فرصة الترحم عليهم والدعاء. فلا يسع من يدخل للقراءة إلا أن يستقي العبرة والموعظة ويدعو لأولئك الأموات بوافر الرحمة والمغفرة، ولهؤلاء الأحياء بالصحة والعافية وطول الأعمار في طاعة الرحمن - حتى لو سراً -.

إضافة
حدثت المشكلة بين والدي ومسفر بدران وابنه عبدالله في شهر ربيع الثاني عام 1388هـ ، واستمرت القطيعة حتى شهر صفر عام 1402 هـ ، ( تقريباً 15 عاماً ) وعندما نام مسفر بدران على السرير الأبيض في المستشفى العسكري بالهدى سافر والدي من الباحة مع عمي : مسفر الطويل لزيارة مسفر بدران خصيصاً ، وجاءاني وأنا ساكن في الطائف وأطلعني على رغبته في الزيارة والتسامح ، وحاولت أن أثنيه عن ذلك لما في نفوس الجميع من أثر القطيعة . ولكنه أصر على تحقيق رغبته فما كان لي إلا الانصياع له، وذهبت بهما للمستشفى، وتمت الزيارة وكانت لحظة التسامح من الطرفين قائلاً له :
" يا مسفر يمكن أن أسبقك بالموت فسامحني عفا الله عنك "
فسامحه ودعا له. فتساقطت الدموع منهما ومن الحاضرين - وأنا منهم - وخرج أبي إلى الديرة راضٍ بالُه.. مسرورٌ خاطرُهـ.. مرتاحٌ ضميرُهـ، ولم يبقَ إلا أسبوعاً ولقي ربه قبل مسفر بدران متأثراً بإصابته بنزيف في الدماغ .

رحمها الله رحمة الأبرار ، وجمعنا بهما في جنة الفردوس دار قرار .. إنه سميع مجيب الدعاء.

أخي نايف:
سبق أن أرسلتَ لك رسالة بالجوال لشكرك والإشادة بما كتبت والدعاء لك ووعدتك بكتابة كلمة شكر لك وللمتداخلين , ولكن بعد بلوغ عدد الزائرين 175 زائراً بدون كتابة حرفٍ واحد لشكرك والدعاء لك ولهما ؛ هانذا أسطر لك شكري وتقديري على ما كتبته -رغم معاناتك التي لا تخفى على الجميع- وأدعو الله أن يجزيك خير الجزاء ، وأن ينعم عليك بالصحة والعافية ، وأن يطيل عمرك في رضاه وطاعته ، وأن يختم بالصالحات أعمالك ، ويجعل الفردوس دارك ، ونحن إلى جوارك.


لك مني أخلص التحية والسلام ، وأزكى التقدير والاحترام.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2009, 08:30 PM   رقم المشاركة : 3

 

رحم الله الخال محمد بن راشد رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان .
ما اجمل ما صنع رحمه الله وقد فاز بالمبادرة إلى طلب العفو .
عنْ أبي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لَا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ)). مُتَّفَقٌ عليهِ.
شكرا لك اخي نايف على ما تفضلت به وجزاك الله عنا خيرا .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2009, 08:53 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



نسأل الله تعالى .. أن يرحمهما .. ويسكنهما فسيح جناته

وأن يجعل قبريهما .. روضة من رياض الجنة

وأن يرحمنا إذا سرنا إلى ما ساروا إليه

يعطيك العافية .. أبا صالح .. على ما سطرت

دمت بخير


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2009, 09:07 PM   رقم المشاركة : 5

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد راشد مشاهدة المشاركة
أخي الفاضل :
نايف بن عوضه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأتُ هذه اللمسة الإنسانية ، واللفتة الحانية التي عطّرتَ بها ذكرى والدي - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - بلفهة الرضا ، وتجلي الاعتزاز ، وبرقرقة الدموع المرتجفة بين الجفون ، وبغصة الفراق المحشورة بين الأنفاس ولم أكد انتهي من قراءتها حتى انسابت دموعي الحارة لتلهمني الدعاء له ولمسفر بدران بالرحمة والمغفرة ولمن كتب الموضوع بالمثل.

أبا صالح :
أُكْبِرُ فيك هذه الأحاسيس الإنسانية الرفيعة ، وما تمتمع به من قدرة بديعة على التقاط بعض الصور الصافية، واقتناص جوانب من ميزات أولئك الرموز من أجدادنا وأبائنا وأعمامنا وإخواننا الأحياء منه والأموات؛ لتبرز لنا ما يميزهم من محامد الأخلاق ، وما يتسمون به من جماليات السلوك دون مجاملة أو استجداء، أو نفاق ورياء. غايتك استخلاص الدروس للعبرة والاتعاظ والاقتداء، ولتهيئة فرصة الترحم عليهم والدعاء. فلا يسع من يدخل للقراءة إلا أن يستقي العبرة والموعظة ويدعو لأولئك الأموات بوافر الرحمة والمغفرة، ولهؤلاء الأحياء بالصحة والعافية وطول الأعمار في طاعة الرحمن - حتى لو سراً -.

إضافة
حدثت المشكلة بين والدي ومسفر بدران وابنه عبدالله في شهر ربيع الثاني عام 1388هـ ، واستمرت القطيعة حتى شهر صفر عام 1402 هـ ، ( تقريباً 15 عاماً ) وعندما نام مسفر بدران على السرير الأبيض في المستشفى العسكري بالهدى سافر والدي من الباحة مع عمي : مسفر الطويل لزيارة مسفر بدران خصيصاً ، وجاءاني وأنا ساكن في الطائف وأطلعني على رغبته في الزيارة والتسامح ، وحاولت أن أثنيه عن ذلك لما في نفوس الجميع من أثر القطيعة . ولكنه أصر على تحقيق رغبته فما كان لي إلا الانصياع له، وذهبت بهما للمستشفى، وتمت الزيارة وكانت لحظة التسامح من الطرفين قائلاً له :
" يا مسفر يمكن أن أسبقك بالموت فسامحني عفا الله عنك "
فسامحه ودعا له. فتساقطت الدموع منهما ومن الحاضرين - وأنا منهم - وخرج أبي إلى الديرة راضٍ بالُه.. مسرورٌ خاطرُهـ.. مرتاحٌ ضميرُهـ، ولم يبقَ إلا أسبوعاً ولقي ربه قبل مسفر بدران متأثراً بإصابته بنزيف في الدماغ .

رحمها الله رحمة الأبرار ، وجمعنا بهما في جنة الفردوس دار قرار .. إنه سميع مجيب الدعاء.

أخي نايف:
سبق أن أرسلتَ لك رسالة بالجوال لشكرك والإشادة بما كتبت والدعاء لك ووعدتك بكتابة كلمة شكر لك وللمتداخلين , ولكن بعد بلوغ عدد الزائرين 175 زائراً بدون كتابة حرفٍ واحد لشكرك والدعاء لك ولهما ؛ هانذا أسطر لك شكري وتقديري على ما كتبته -رغم معاناتك التي لا تخفى على الجميع- وأدعو الله أن يجزيك خير الجزاء ، وأن ينعم عليك بالصحة والعافية ، وأن يطيل عمرك في رضاه وطاعته ، وأن يختم بالصالحات أعمالك ، ويجعل الفردوس دارك ، ونحن إلى جوارك.


لك مني أخلص التحية والسلام ، وأزكى التقدير والاحترام.


أخي أبو محمد والله ما رجوت الشكر، ولكني التمس الدعاء ، وما أردته هو إبراز الجوانب الانسانية لرموزنا رحمهم الله التي لا يعرفها إلا القليل 0 وهذا حقهم علينا إذا أردنا الإنصاف وتدوين مواقفهم التي فيها من العبرة والموعظة ما يدعونا لالتماس سلوكهم والسير على نهجهم 00
أخي: إن العبارات التي أسبغتها عليّ فوق قدري وأنت شوشت على مفاهيمي بروعة إبداعاتك 0 شاعر 0 وأديب وخطاط ورسام ومخرج ومبدع في كل شيء 0 كل الكلمات لا تنصفني في الرد عليك ولكني أقول أحمد الله أن معلوماتي صحيحة وأنت شاهد عصر 0
أما عن تأخر الإخوان فأنا واثق أن ذلك بسبب ظروفهم التي أحترمها لأنني أعرف قدرك وقدري عندهم 0 تحياتي وحبي0
نايف بن عوضه

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2009, 09:15 PM   رقم المشاركة : 6

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن مشاهدة المشاركة
رحم الله الخال محمد بن راشد رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان .
ما اجمل ما صنع رحمه الله وقد فاز بالمبادرة إلى طلب العفو .
عنْ أبي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لَا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ)). مُتَّفَقٌ عليهِ.
شكرا لك اخي نايف على ما تفضلت به وجزاك الله عنا خيرا .

هذا حقه علينا ولنعتبر من مثل هذا السلوك المميز والتاريخي والنهاية السعيدة وحسن الخاتمة التي يتمناها كل واحد منا جزاك الله خير ورحم أمواتنا جميعاً

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2009, 09:36 PM   رقم المشاركة : 7

 

رحم الله العم محمد بن راشد والعم مسفربدران

وأسكنهما فسيح جناته وجعلهما في الفردوس

من الجنة وغفر لهما

قمة التسامح والعفو بين الأخوين

سلمت يداك أبا صالح ومدك الله بالصحة والعافية

غرم الله الفرنك

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2009, 11:05 PM   رقم المشاركة : 8
Ad5


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبن القرية مشاهدة المشاركة


نسأل الله تعالى .. أن يرحمهما .. ويسكنهما فسيح جناته

وأن يجعل قبريهما .. روضة من رياض الجنة

وأن يرحمنا إذا سرنا إلى ما ساروا إليه

يعطيك العافية .. أبا صالح .. على ما سطرت

دمت بخير




إليك شكري وتقدير لاثرائك الموضوع بالدعاء بالرحمة للأموات وهذا ما أبحث عنه رعاك الله0

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2009, 11:15 PM   رقم المشاركة : 9

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البرق مشاهدة المشاركة
رحم الله العم محمد بن راشد والعم مسفربدران

وأسكنهما فسيح جناته وجعلهما في الفردوس

من الجنة وغفر لهما

قمة التسامح والعفو بين الأخوين

سلمت يداك أبا صالح ومدك الله بالصحة والعافية

غرم الله الفرنك
اشكرك أولاً على توضيح اسمك، وجزاك الله خيراً، ورحم الله والدي ووالدك وأسكنهم وجميع موتى المسلمين فسيح جناته 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-15-2009, 12:00 AM   رقم المشاركة : 10

 


أسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يغفر للعم / محمد بن راشد والعم / مسفر بدران وأمواتنا وأموات المسلمين جميعا ..

لفته إنسانية تعودناها من أبي صالح حين يلقى الضوء على رجال اتسموا بالعصامية، وحفروا الصخر لكسب لقمة العيش الحلال ..
ففي الأمس القريب كشف لنا أبو صالح جوانب من حياة وشخصية العم حسن بن سعيد صوهد؛ والتي لا تخلو من دروس وعبر. أتمنى تسليط الضوء على جوانب أخرى من حياته ممن عايشوه من أمثال أبي حسن (علي بن حسن )، وأبو ياسر، وغيرهم ..

واليوم يأخذنا أبو صالح للغوص في شخصية رجل تربع في قلوبنا حباً. زرعه بابتسامته التي لا تفارق محياه. إنه العم / محمد بن راشد. لا زلت أذكر ابتسامته وتعليقاته ومقالبه حين كان يأتي برفقة العم / سعيد العقيشي، ويجلسون يوم أو أكثر في منزلنا مع والدي - غفر الله لهم جميعاً - وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة وكانوا يخيطون الجباب، وأنا صغير حينها ولكني أستمتع بالجلوس معهم أسمع ما يدور بينهم من قصص وحكايات وتعليقات. يوم كانت الحياة بسيطة، والنوايا سليمة، والقلوب صافية.. أتصورهم الآن وهم متحلقون في وجبة غداء أو عشاء حول نفية ( سفرة ) - لمن لا يعرف النفية - وفي الصحن بقايا من خبزة وكل واحد يحلف على الثاني ليأكلها أو يحلف عليه بقطعة لحمة أو رشفة مرقة. إنها أسمى معاني الحب والإيثار تجلت في تعاملهم الأخوي والذي نفتقده اليوم إلا من رحم ربي ... هذه المعاني التي حملت أبا سعيد على جناحيها من الباحة إلى الطائف ليطمئن على جاره مسفر بدران ويعوده ويسامحه ويعفو عن ما بدر ويطلب منه السماح. إيمان راسخ رسوخ الجبال لا تهزه ظروف الحياة القاسية وغبار الزمن حتى يلقى ربه لا يسأله عن قطيعة رحم متخوفاً من الحديث : ( لا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ )... ويحظى بالخيرية في البدء بالسلام .. رضي الله عنهم وغفر لهم وأسكنهم فسيح جناته وجمعنا بهم في مستقر رحمته ..


الفاضل أبا صالح :
أحيي فيك هذه البادرة واللفتة الإنسانية , أحيي فيك براعتك في اقتناص مثاليات ودروس وعبر ومكارم الأخلاق من حياة أولئك الأفذاذ آباءً أو أجداداً أو أخوة لنا حين تذكرنا بهم لنترحم على من مات منهم وندعو لمن بقي على قيد الحياة. رجال سكنوا القلوب قبل الدور، ولم يغادروها إلا بأجسامهم وبقيت ذكراهم ومحبتهم، ولازلنا وسنبقى بإذن الله نذكرهم ونترحم عليهم وندعو لهم ..
أسال الله أن يجزيك خير الجزاء ويجعل ذلك في ميزان حسناتك ويمتعك بالصحة والعافية وسعادة الدارين ...


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir