عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2011, 12:22 AM   رقم المشاركة : 2

 

....


ياسر الكنعان .. شاب سعودي كتب على صفحته على الفيس بوك :


مدخل تصنيفي:
لست نجما جماهيريا، ولا محسوبا على تيار ما، ولم يغرني الاقتراب من السلطة قبلا، ولن تفعل أي سلطة كانت بعد ذلك، ورأيي الذي أكتبه في صفحتي الخاصة ضمن الكتاب الأكبر في العالم "الفيس بوك"، لا يُعد رأيا محسوبا على أي جهة كانت..


أولادي الخمسة:
كأبٍ بسيط.. ما سيرد أدناه أراه صواباً بعقلي المجرد، دون تأثير أيٍ من الأفكار التي قد تسيطر فيما بعد، إن كتب الله لكم عمراً يسمح لكم تمييز الصواب من الخطأ، فإن رأيتموه عكس ما رأيته، فدافعي لقوله أني أحبكم أكثر من نفسي..


أصدقائي الشيعة:
كمواطنٍ بسيط، أرفض التعاطي مع الحقوق على أساس مذهبي، وقلت هذا الأمر مرارا جهارا نهارا، كافحت لكي أوصل رأيي بكل الطرق الممكنة، كتابة ونقاشا وتأملا حتى، بل وغضب مني أخوةٌ وأصدقاء بسبب هذا الرأي، لكني لم أكرههم لرأي، كما لم أفعل معكم، صادقت كثيرين منكم، وأحببت كثيرين أيضا، لكن أن أرى خطرا على وطني وملاذ أبنائي، بسبب (مذهبية رأت نفسها شرارة لفتنة) فأنا أول الواقفين لكم بدمي قبل أي شيء آخر!


أصدقائي "المطاوعة":
كمواطنٍ بسيط، عندما كان الآخرون يرون في أخطاء "الهيئة" وسيلة للنيل من مكانة الدين في "الفكر الجمعي السعودي"، كنت أرى "بشرية الأخطاء" وأدافع عن جهازٍ أرى فيه قيما إنسانية جميلة، وعندما يتمادى غوغائيو "الجهاز" بالعنف ضد "متهمين"، كنت أجتهد كثيرا حتى أوضح أن فكرة "السلطة الدينية" ليست إلا تراكما ذهنيا مغلوطا في عقول المجتمع، أما الحقيقة فتكمن في كونهم أفرادا يعملون في جهاز خدمي، كالشرطة والمرور والدفاع المدني، لا يمكن سحب أخطاء الأفراد على الفكرة النبيلة التي أنشئت من أجله! لكن عندما أرى تجييشا للشارع الفطري باسم "الدين"، بواسطة من لم يتصل فهمهم للعلم الشرعي إلا بمسألة "درء المفاسد"، واستخدام العنف لإيجاد "شرارة فتنة"، فلن ألزم منزلي أبدا، وسأقف أمامكم بدمي قبل أي شيء آخر!


أصدقائي "النيوكلتشرز":
كمواطن بسيط، أرى أن تصنيفاتكم "واجد"، لذلك اسمحوا لي أن أناديكم بما أراه صالحا للتعميم عليكم، لستم كعبد الله القصيمي ولم تقتربوا حتى من فهم حقيقة فكر الرجل، هو رجلٌ لم يكن يوما يفرض الأشكال الاجتماعية على محيطه، حتى لو انتقدها، ولم يكن إقصائيا بالطريقة العكسية التي يمارسها بعضكم، الطريقة التي تستحضرون بها مقاعد الهايدبارك كما هي لتركيبها في طعس أو حتى في حديقة الحيوانات الوحيدة التي تحتضنها الرياض. بلادنا ليست معزولة عن العالم، ولكنها ليست العالم أيضا، كما هو حال الفرنسيين الذين صدروا الثورات والحريات، ومازالوا يفخرون بفرنسيتهم ولا يجيبون السائل إن تحدث بغير لغتهم!
ما يقلقني فعلا هو أن أناسا مثلكم (نيو كلتشرز) يجنحون للعنف الفكري بتصعيد المعارك "المؤدلجة" مع العدو المفترض لكم في المجتمع، حتى غدا أمثال "يوسف الأحمد" من الأبطال الفاتحين عند المعسكر الآخر! هذا التصعيد الغبي يودي ببلادي إلى كارثة تنتظر شرارة (فتنة).. أفلا تعقلون!


أصدقائي "السرابيت":
كمواطن بسيط، أعتقد أني أفهمكم أكثر من الآخرين، هذا الإحباط الكبير الجاثم على صدوركم يطلب محركا لتبرير الفشل الذريع الذي تلحظونه في أنفسكم يوميا (وظيفيا، دراسيا، اجتماعيا، ماليا)، كنت سأجد لـ (كلكم) أعذارا وليس عذرا واحدا، لو وجد مجتمع واحد فقط خالٍ من البطالة/ الجريمة/ الديون/ المخدرات..إلخ، إلا أن وجود أفراد ناجحين وآخرين ليسوا كذلك (بنفس الظروف المحيطة) يحبط أي فرصة لرمي تهمة الفشل على آخرين!
صديقي "السربوت" التفت يمنة ويسرة ستجد من أشقائك، أبناء عمومتك، أصدقاء الدراسة، بعض زملاء السجن أحيانا، من تعبوا على أنفسهم والتزموا بفرص الحياة التي واتتهم لينجحوا.. لا تستسلم للشحنات السلبية التي تحيط بك، هي مجتمعة أضعف بكثير من فكرة إيجابية واحدة يرسمها عقلٌ بشري مؤمنٌ بقدرته على التنفيذ والنجاح.. وللأسف هناك من يريد الاستفادة من شحناتكم السلبية لتدمير مجتمعكم الآمن!


أصدقائي الوزراء:
كمواطن بسيط، لم يخالجني الشك يوما في أن الأفراد صنيعة مجتمعاتهم، ومجتمعنا للأسف لم يصنع منكم أفرادا منتجين كما يجب، من الظلم أن أعمم هذا الحديث على تجارب فردية ناجحة، إلا أنها قليلة إلى الدرجة التي جعلتنا نتمنى استنساخ رجل خدمنا كثيرا كغازي القصيبي! ليست مسؤولياتكم قائمة على تنفيذ ما يمكنكم تنفيذه فقط، ففي مجتمعات بحاجة إلى التطور والنهوض هي أعلى من هذا بكثير، ولا تتحججوا بالنظام لأنه صنيعة منظومة أنتم أحد ركائزها.
وصولك إلى هنا معالي الوزير، ليس نهاية المطاف لرجل يحب مجتمعه، بل إن رأيت أن هذا ذروة النجاح الشخصي، فذلك يعني أنك خائنٌ لما أنت مقدمٌ عليه قبل أن تكونه، وإن لم تُخلد في أذهان أبناء مجتمعك بعد أن تكون، فأنت لا تستحق أن تُقدم عليهم للمضي بما قُدمت لأجله.. إذن فرفضك لخيانةٍ محتملة، خير لك من قبول نجاحٍ لست متأكدا من بلوغه!


أصدقائي الأمراء:
كمواطن بسيط، أرى أن من كان مسؤولا منكم، فعمله يرفع قدره أو يخفضه، وانتماءك صديقي الأمير لأسرة مالكة لا يعني انتفاء أسباب العقاب والثواب في العمل، وما عمله أجدادك كان حريا به أن يُكرس، لا أن يُهدم بسبب فرد تخاذل أو فشل بين آخرين نجحوا وعملوا، عندما تقترن الإمارة بالمسؤولية ينتفي التشريف ويبقى التكليف، ويصبح اللقب عبئا يتطلب جهدا مضاعفا لتحقيق النجاح، فساعدوا من وثق بكم على أن تكونوا أهلا للثقة.
أما أنتم أصدقائي الأمراء غير المكلفين بمسؤولية، يجب أن يكون ظهوركم الآن كأفراد، نافيا للصورة التي حاول كثيرون في هذا العالم أن يشوهوا بها نجاح أسرة حققت الكثير لهذه البلاد، نعم أخطاء الأفراد لا تعمم، إلا أن قدرك جعلك ابن لأسرةٍ لها إيجابيات شتى، وتبوأت مكانة قيادية، وتقديرٌ في نفوس الناس لم يأت من أصلٍ يُفتخر به فقط.


أصدقائي الصامتون:
كمواطن بسيط، استمعت إلى أصواتكم العالية طويلا، أشاهد كلماتكم وهي ترتفع فوق أيادي البسطاء، ممن صدقوا أنكم مخلصون لوطنكم وتريدون له الرفعة، ووافقوكم على ما يفهمونه وما لا يفهمونه أحيانا، فقط لأنهم يثقون بكم، ولم يشاهدوا كواليسكم المليئة بالمصالح المتبادلة والمنافع الشخصية، وكنتم أكثر المستفيدين من مساحات الحرية التي رافقت زمن الإصلاح.
صمتكم في هذا الوقت بالذات، خيانة لا تُغتفر، وانتظاركم يجعلكم تماما كالجبناء الذين اصطفوا وراء الأشجار يراقبون المعركة بانتظار منتصر ينضمون إليه! صدقوني.. أكثر شخص عرته هذه الجعجعة التافهة هو أنتم! فإما أظهروا أصواتكم العالية التي اختفت الآن، أو فلتصمتوا للأبد!


والدي العزيز:
كابن بسيط.. أحبك..
نعلم أنك لست خطيبا مفوها يصنع الكلم المدهش كما يصنعه مبدعوه، إلا أن كلمة واحدة تقولها ببساطتك، فطرتك الأبوية، تخلق في قلوبنا لك ما يعجز عن صنعه مئات الساسة ممن يملكون أفواها مبدعة..
نعلم أنك لست دبلوماسيا يسير في طريقٍ يمكن أن تؤدي إلى كل الاتجاهات، كما عُرفت الدبلوماسية وأهلها، إلا أننا علمنا أيضا أن موقف واحد من مواقفك التي ارتجلتها بوضوحك وتلقائيتك، يخلق لنا طرقا لا تعرف المواربة ولا الخنوع، بين أمم تتنافس على مجد شعوبها..
نعلم أن قدرتك الجسدية ليست كالسابق، بحكم عمرك الذي حملت لنا جُلّه، إلا أننا علمنا أيضا أن كل نبضة من قلبك تعني أننا أحياء بسعيك الدؤوب للإصلاح، كل قطرة دم تجري في عروقك تعني أننا ما زلنا على موعدٍ مع أحلام تتحقق وطموحات تتنامى وسقف آمال يعلو..
محبتك لي ولأخوتي طاغية، واضحة، لا تحتاج إلى وسائط إعلام، بساطتك وفطرتك، تنقلها إلى قلوبنا مباشرة، تلك القلوب التي ترتبط بقلبك مباشرة، لا تحتاج إلى وسائط لرؤية إخلاصك لهذه الأمانة التي بايعناك عليها حبا وكرامة، دون دعم من وزراء أو أمراء، أو حتى مشائخ يكررون على آذاننا كل يوم أهمية طاعة ولي الأمر.. حُبك لنا، يكفي ويزيد، والله يا والدي يكفي ويزيد..
حتى لو توقفت عن حبنا لحظة – غضب الوالد - خذلك فيها أحدنا، فما مضى لنا منك، يكفي لأن نكون أوفياء حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.. قل أمرا فنلبي، قل نهيا فننتهي، ولو كانت الأعمار تُنصف لأعطاك كلا منا ما تيسر وما تعسر من عمره، لأنك كنت الأصلح لنا، وحتما ستكون الأصلح لأولادنا أيضا..
أستحي منك مما يفعل بعض أخوتي ممن أعمتهم أخطاء البعض، أو أغرتهم مآرب البعض الآخر، ورغم أنهم قلة لا يمثلون نقطة في بحر البارين بك، إلا أن واجب البر بك يطلب منا أكثر من الصمت.. أحبك، وأثق بك، وأريد لأيامي وأيام أولادي الباقية على هذه الدنيا الفانية أن تكون في مكان يقوده أنت.. أو قلبك على الأقل!




.

 

 

   

رد مع اقتباس