عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2011, 08:36 PM   رقم المشاركة : 996

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
أما بعد :
فإنه من دواعي سروري واغتباطي أن أفاء الله علي بشيء من اعتدال المزاج .. وارتياح البال .. وقليل من العافية ولله الحمد .. مكنتني من قراءة تكملة لسطور قديمة لأخي أبو عبدالله كنت أطنه قد طنشها كما تطنش بعض المعاملات الهامة والمطالب الملحة في إداراتنا المبجلة .. إلا أن عودة مسلسل الذكريات لأبي عبدالله تؤكد لنا أن أبو عبدالله لازال عند وعده حتى لو مرت أشهر على اختفائه عن الساحة ..أنا أرى أنه نظر إليها ك ( معاملة ) لا بد أن تنجز بحكم طبعه الوظيفي الصارم .. لذا فقد ولدت من جديد هدية وتحفة من تلك السلسة الرائعة لأحداث مر عليها قرابة أربعة عقود .. سبح بنا في الخيال لكي نتذكر تلك الأيام خلال الأعوام ( 94 - 95 - 96 ) أيام بداية الطفرة المالية وأيام النزوح الجماعي من القرى إلى المدن وأيام البحث عن موطيء قدم بين من سبقونا .. أنا وكثير من الزملاء في البداية بالكاد تمكن بعضنا من إمتلاك دباب هوندا بكفرين 70 لون أحمر نربطه بسلسلة وقفل بباب العزبة التي شاركني فيها عدد من الزملاء : أحمد بن شويل وأحمد الجميلة وسعيد الزبير ثم شاركنا عدد من الإخوة فيما بعد الأخ صالح العبائر وحسن العفاس و ....

ذكرني أبو عبدالله بالمازدا .. كانت حلم من الأحلام لا يساويه الآن سوى امتلاك : لامبورغيني .. أو مزراتي .. أو بورش .. وقد قدر لي يوما ما أن أمتلك تلك السيارة التحفة عام 1396 مويل 76 بعد مناورة مع بائعها انتهت بسلام ولتلك المازدا سلسلة من الأحداث والذكريات آمل أن أجد ما يمكنني من سردها مستقبلا ولو أثقلت عليكم

المذكرات السابقة حفلت بتدخل قوي وهجوم كاسح من قبل أخي العزيز أبو حاتم سعدنا جميعا عندما سبح بنا الخيال لنشاطره أيام من جدية التعليم والمعلمين .. أيام الإخلاص والشعور بالمسئولية والإنتحار من أجل العمل .. ثم أعقبها بأحلى باقات السرد القصصي لعادات الزواج المكي والذي كان هو نفسه فارس الأحلام والعريس الحجازي المكي حيث اكتملت روعة الفرح بحشد هائل من الإمكانات الفنية التي قد لا تتوفر لأي عريس في مدينة أخرى غير مكة .. فإذا قورنت بعريس في الباحة آنذاك هنا لا توجد مقارنة لذوي الحظ التعيس وخاصة عندما يرى معيار دندنة العريس بمدى اتساخ ثوبه ( وإن كان هناك شيء من المبالغة .. إلا أن العريس من غير اللائق أن يكون ثوبه نظيف جدا يوم زواجه بينما والده وإخوته من شدة الإستعداد .. ليس لديهم الوقت الكافي لتغيير ملابسهم بأخرى نظيفة .. هذا أعتقد ما قبل عام 1390 )

أخيرا وفي سلسلة المذكرات توجت بذلك النظم القصصي الشعري الرائع للأخت ( نزهة المشتاق ) عندما سردت قصة حياة مختصرة كل سطر منها يذكرنا بحياة مرت علينا بكل حلاوتها ومرارتها .. أعادت لنا ذكريات : المرجمة والحذف - ( هذه أهم شيء بالنسبة لي ولأخوتي في درب النضال ضد - البرجوازيين - من القرى المجاورة وضد كل من يتجرأ للمرور بالقرب من نقاط التفتيش عند رؤوس مساريب القرية حيث يتم الفرز حسب المزاج والهوية لكل العابرين ) - من الذكريات أيضا مسألة ( المعصب ) فاللون الأصفر هو اللون السائد أما ( المعصب الأخضر ) فقد تنازل العرف به لكي يكون من نصيب ( العروس ) ...سعدنا باستعادة العديد من المصطلحات كلها جميلة إلا أن أجملها شكل ذلك الكائن البشري المربوط على ( المرزح )

والسلام عيلكم ورحمة الله وبركاته

البرجوازية : مصطلح ساد يوما ما في الأنظمة الثورية الشيوعية والإشتراكية ومما يدخل في هذا المعنى طبقة المواطنين الأثرياء حتى لو كان ثراؤهم شريفا إلا أنه ينظر إليهم على أنهم مصاصي دماء الشعوب .. وفي كثير من الدول سلبت منهم أملاكهم مما زاد عن حاجتهم الأساسية (يسمح له بامتلاك وحدة سكنية واحدة فقط وسيارة واحدة .....) والباقي يوزع على بقية الشعب