عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2011, 01:17 AM   رقم المشاركة : 520
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 



الحلقة التاسعة :



الأباء رحمهم الله كانوا أحرص الناس على هوّياتهم أو مايعرف

سابقا ( بالتابعية ) ولذا لم نكن نسمع بأن أحدهم فقدها في يوم من الأيام وهي قلما تفارق جيوبهم أو

تغيب عن أعينهم وبما أني كنت محتاجا لهوية الوالد رحمه الله لأخذ بياناتها وتدوينها على تلك

الاستمارة فقد كان الوصول إليها معضلتي الأولى بعد أن تيقنت من رفضه مطلبي .




الوقت يمر سريعا والاستمارة يجب أن تبعث بالبريد خلال أسبوع وأنا لم أحلٌّ العقبة الأولى وهي

الأسهل، فماذا سيكون وضعي مع مابعدها وفيها من الصعوبة مافيها ؟! تحينت الفرصة الملائمة

للوصول إلى تابعية الوالد ولما حانت استغليتها أحسن استغلال وبعد أن قمت بتدوين البيانات المطلوبة

منها أعدتها إلى المكان الذي أخذتها منه دون أن يشعر بي أحد ، ثم اصطحبت استمارتي وذهبت إلى

الوالد علي دغسان عليه رحمة الله لعل وعسى أن يوقعها بصفته عريفة القرية فلما لم ير توقيع والدي

عليها سألني ( ليش ماوقعتها من آبوك ؟ ) قلت : ماهو راضي ،قال ( حتى لو وقعتها وآنا أبوك ماعندي

ختم اختمها به لابد من شيخ القبيلة )
، فطلبت منه التوسط لدى الوالد لإقناعه بالتوقيع فقال ( أبوك

أدرى بمصلحتك ) .




إنتظرت يوما أو يومين على أمل أن يتدخل الوالد علي دغسان في الموضوع ولما لم يفاتحني أحد بعدها

في الأمر قررت أن اتصرف !




كنت على علم بأن شيخ القبيلة عليه رحمة الله الشيخ عبدالله بن صقر يتواجد كل يوم خميس في سوق

الباحة ويتردد على دكان العم جمعان بن غنيم فخرجت من المدرسة بعد الحصة الثالثة وذهبت إلي

الباحة لعلني أحضى بمقابلته إذ أن ذهابي إلي منزله في بني سالم أشبه بالمستحيل .




وصلت إلى الباحة فوجدت الشيخ بالفعل حيث توقعت ولما وقعت عيني عليه تفاءلت خيرا بعثوري عليه

دون مشقة، فلما قدمت له الأوراق سألني من أنت ؟ فأخبرته أني فلان إبن فلان قال : أبوك بعد فوق

رأسك وأنا عمّك ، وعمّك عريفة القرية وقعها منهم وتعال بها لي وأبشر !





ضاقت عليّ الأرض بما رحبت وخرجت من عنده مكسور الخاطر فلا بلح الشام نلت ولا عنب اليمن

( أوراقي لم توقع ولن أنجو من عقاب مدير المدرسة التي تركتها دون إذن )
إحترت إلى أين أذهب وإلى

من التجئ ؟ تجولت في السوق قليلا وأنا فاقد التركيز فقادتني رجلاي إلى دكان العمّين ( سعيد بن فرحة

وأحمد بن منصور ) رحمهما الله ولما دخلت وسلمت ، جلست على مقعد وضع في الممر المؤدي إلى

داخل الدكان وقبل جلوسي لاحظت ( إصطمبة ) مع مجموعة فواتير وأوراق علي طاولة بيني وبينهما

فراودتني نفسي شرا لكنّي تماسكت وبقيت حيث أنا ،



لم يمض وقت طويل حتى خرج أحدهما من الدكان وبقي الآخر ، انتظرت حتى دخل أحد الزبائن وأثناء

إنشغال من بقي معه منهما في الدكان سحبت الأصطمبه وانسليت ولم أتوقف إلا حيث تقف سيارة الأخ

صالح بن مسفر ( الوانيت ) بجوار مدرسة الباحة الإبتدائية وكان معلما فيها حتى إذا التقطت أنفاسي

دخلت الوانيت وقمت باستخراج قطعة نقود معدنية من جيبي ( من فئة الأربعة قروش ) وقلبتها على

الوجه المدون عليه المملكة العربية السعودية وشعار السيفين والنخلة وطبعت بها على المكان

المخصص في الأستمارة لتصديق ( شيخ القبيلة أو العمدة ) ثم وقعت مكان توقيعه وتوقيع ولي الأمر

وانطلقت لاألوي على شئ إلى مبنى البريد لبعثها إلى الرياض .




بعد ثلاثة أسابيع على وجه التقريب جائتني إلى المدرسة موافقة الكلية المبدئية على القبول وأنا أؤدي

الإمتحان النهائي فاستلمتها من يد الأستاذ ناصر بشيّة وأنا غير مصدق ثم قمت بإخفائها في مكان آمن

داخل البيت .





إنتهى الامتحان وانتهى معه موسم الصرام والدياس فاستأذنت أبي لقضاء بقية الإجازة عند شقيقي في

جدة حتى تظهر النتائج فأذن لي لكنّه سألني مع من بتسافر ؟ قلت لا أدري ؟ قال الرفيق قبل الطريق وأنا

أبوك وكانت المرة الأولى التي أسمع فيها هذة الكلمة .



كان السفر من الديرة يتم إما يوم الأحد أو يوم الخميس وقد علم الوالد أن العم أحمد التهامي مسافر

يوم الأحد ضمن مجموعة ركاب في سيارة العم سعد دوبح عليه وعليهما رحمة الله فأوعز له

باصطحابي معه ثم أبلغني بذلك عصر يوم الخميس ، بقيت أعد الدقائق والساعات في إنتظار يوم السفر

الموعود
، لكن مثل ماقالّ إخواننا المصريون ــ جت الحزينة تفرح ....... ــ ! قدّر الله وماشاء فعل ولله في

خلقه شؤون .




صبيحة يوم الجمعة ذهب الوالد إلى الوادي ينقّي حِشْرة ( عليك الشرح ياريس ) ولأنهم تعودوا رحمهم

الله على الذهاب إلى المسجد قبل صلاة الجمعة بوقت طويل فقد عاد مبكرا (دون أن أتنبه له ) للاستعداد

للصلاة وقد كنت فوق سطح المنزل مع صديق لي من نفس القرية ( يعرف نفسه ) ليقص شعري على

الموضة استعدادا للتشخيص به في جدة ( لم يكن في الباحة كلها حلاقين ) وبما أن الأمهات لاتقل

حدتهن وقسوتهن في التربية عن الأباء فقد أخبرته الوالدة بذلك فور عودته من الوادي فتفأجأت به

واقفا فوق رأسي .




ماشاء الله ! بتسوي تاوليته وانت بعد عندي هاه ؟! هذا كلما تفوه به وانصرف .

 

 
























التوقيع