لا زالت حلقة الذكريات تترصع بعقود أخرى جميلة يتوسطها الآن صفحة رائعة تتطابق تماما مع من سطرها بل تزيد .. هذا أبو حاتم .. كنت أشاهده من بعد .. لا أعرف عنه شيئا إلا أنني من خلال أول جلسة بالمخيم لمحت أنني أمام إنسان آخر .. ومع سرد هذه الذكريات الكل يتفق على الكثير من المثالب التي يتحلى بها الإخوة ممكن كتب هنا وأبو حاتم بلا شك يحجز مكانا استراتيجيا وعددا كبيرا من المحبين
حلقات أبو حاتم تتصف بتنوعها حسب المكان والزمان وهنا نستطيع أن نبحر في عدد من المواقع بدءا من مكة المكرمة وحارتها و ( وكرويتاتها ) ( نوايق ) على مدارسها وبيوتها وحاراتها .. وحتى مع ساكنيها .. إلى أن يصل إلى مرحلة التخرج .. أخيرا وصلنا إلى هذه الحلقة الجميلة .. لكي ندخل بالخيال مع صاحب السمو ونجلس على سفرته ونشاهد صباب القهوة في هذا المنصب الرفيع بمقياس ذلك الزمان الذي تشرئب إليه النفوس لكي تصل إلى هذه المنزلة التي لا يحظى بها إلا القليل النادر من القوم .. ومن المؤكد أن الشغلة كلها ( تمثيلية مهذبة ) من اعداد واخراج العم للخروج من نفق بيشة إلى مكة شعورا منه بحاجتك إلى هذه المساعدة
ولعل الشيء بالشيء يذكر عن سماحة خلق العم علي بن غرامة وكرمه .. حيث كان محط الرحال في قصرالأمير صاحب السمو عبدالله الفيصل .. والحق يقال أن العم علي لا يقل سموا عن غيره .. ولو شخصا آخر لما استطاع أحد أن يقترب من القصر .. فقد كان يمهد ويستشف فكر الأمير لكي يسمح لجماعته بنيل شيء من الراحة بالقصر أو قضاء حاجاتهم متى تيسر ذلك
وقد كان لي تجربة معه بالقصر حيث أرسلت إليه وأنا بالثانية عشر من عمري عام 1385 هجرية لكي يوصلني إلى خالي أحمد بن حسين .. حيث استقبلني وهو لا يعرفني من قبل .. أول ملاحظتي بالقصر تلك الثياب الجميلة التي كان يرتديها ثم مروره بخفة ومشية منظمة يحمل دلالا صفراء وصولا للأمير .. الغريب أن الساعة آنذاك كانت الثامنة .. الآن نستغرب أن يكون أحدا من علية القوم أو أدناهم مستيقظا هذا الوقت
أخيرا أخذني بسيارته الخاصة إلى شارع الملك عبدالعزيز .. مبنى البريد ..ولمحت من خلف مكتب زجاجي رجلا على مكتب .. فقال العم علي : تعرف ذياك الرجال ؟؟ طبعا هو خالي أحمد بن علي بن حسين أول مرة أشاهده آنذاك .. رحمه الله ورحم العم علي بن غرامة .. وتحياتي لك يا أبا حاتم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنويه : يتحدث أبو حاتم عن العم أبو خالد ( محمد بن غرامة ) أمد الله بعمره وأنا أتخيل أن المعني بالأمر هو أخيه ( علي بن غرامة ) رحمه الله .. والسبب أن العم علي بن غرامة هو الذي استقبلني بالقصر عام 1385 وانطبع بذهني منذ الصغر حتى الآن هذا الحدث وأنه هو الذي يجالس الأمير وأن كل مايرد عن الأمير هو المعني به .. ويبدو أن العم علي قد عمل بالقصر فترة مؤقته تلك الأيام أو أكثر .. الله أعلم
آمل من الإدارة نقل هذا التنويه أسفل مشاركتي السابقة .. حيث نبهني أحد الإخوة إلى هذا الإلتباس مع الشكر