يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة التربية والتعليم والتطوير الذاتي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-29-2009, 03:30 PM   رقم المشاركة : 1
لا تَـبْـلعهُ ...!


 




كَم مرَّة ابتلعتَ سؤالكَ خشية تذمّر الآخرين ؟

وكم مرّة نُعِتَّ بأنك شخص لَجوج ، يُكثِر الأسئلة ، ويُطيل النِّقاش ، ولا يُقنعه أي جواب ؟

قد ترتفعُ الأصوات مُجيبة : مرات ومرات ،

وقد يُجيب البعضُ : أما أنا فقد درّبتُ نفسي على عدمِ السُّؤالِ ،

مُؤثرًا السَّلامة ـ رغم ما أكابدُهُ من دفع حاجةِ الفهم والتعلّم ـ ،

مُحاولاً الابتعاد عمّا يُنفِّر النَّاس مني لأُبقِي على محبَّتهم وصداقتهم ،

فما أقسى العيش دون أصدقاء !

وإذا سألتُ :

كَم مرة استطعتَ أن تَتَجاوَزَ ردة فعل الآخرين وتصرّ على طرح الأسئلة ؟

فإن الجواب ـ فيما أظن ـ سيأتي على عكس جواب السؤال الأول !

قلّة هم من استطاعوا فعل ذلك غير عابئين بما يُقال عنهم ،

أو بما يُسفر عنه تصرّفهم من انفضاضِ الناس من حولهم ،

وما ذلك إلا لأنهم أدركوا أن

مفتاح العِلم : السؤال ،

ومفتاح طرح السؤال : الجُرأة ،

ومفتاح الحصول على جوابٍ : حسن صياغة السؤال ،

وحسن اختيار المَسؤول ، وحسن مناقشته دون تعنت لرأي أو فكرة
،

فغايتهم الوصول إلى الحقيقة أيّا كان مصدرها .

كما أنهم عرفوا قيمة العقل ، تلك النّعمة التي خصَّهم الله بها دون سائر المخلوقات ،

فرعوها حق رعايتها باستخدامِها وعدم تعطيلِها !

وعندما فتّشوا في منظومتهم الفكريَّة وجدوها قد تشكَّلت من مصادر مُتعدِّدة عبرَ سنيّ عمرهم :

الوالدين ، العائلة ، المدرسة ، الأصدقاء ، والإعلام بوسائله المختلفة ،

وعندما أمعنوا النظر في تلك المصادر وجدوها تفتقرُ في بعض ينابيعِها إلى الصَّفاء والنَّقاء ،

فهبّوا من غفلتِهم ، حاملينَ أسئلتَهم على عاتقِهم باحثينَ لها عن أجوبةٍ وافيةٍ ،

ساعينَ بكلِّ جدٍّ إلى اكتسابِ المعلومة الجديدة من مصادِرِها النَّقيّة .

إنَّ طرحَ الأسئلة حقٌ لكلِّ شَخص يريدُ أن يزدادَ علمًا ومعرفةً ،

أو أرادَ أن يستيقنَ من معلومةٍ لديه ، وواجبُ من يَعرف أن يقدّم الجوابَ دون تعالٍ أو ضَنّ .

ولنا في نبيّ اللهِ إبراهيم ـ عليه السلام ـ أسوة حسنة حين قال طالبًا :

"رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ

ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
"

(البقرة:260)

إنَّه درسٌ عظيمٌ ، حريّ بنا أن نقفَ عنده ، نتأمَّله لنتعلّمَ مِنه ...

انظر ـ تخيّل ـ :

كيف عبّر خليلُ الرَّحمنِ ـ عليه السلام ـ عمَّا يَجيشُ في صدره بوضوح ،

ورفع طلبَه دونَ خجل أو تردّد .

وانظر كيف اسْتَجَابَ رَبُّ العزَّةِ لَطلبه دون استنكار أو تقريع ،

فقدّم له تجربة عملية مُشاهدَة يطمئن بها قلبه .

هو مؤمنٌ لم تساوره الشُّكوك ،

غير أنَّه أرادَ أن يزدادَ يقينًا برؤيتهِ ذلك عيانًا إلى علمهِ به خبرًا ،

فما يَقرُّ في القلبِ عن يقينٍ لا يُقتَلَع مَهما اشتدَّت المِحَنُ وادلهَمّت الفِتنُ .


رجاء محمد الجاهوش




تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-15-2009, 08:26 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 


ما أحوجنا إلى مثل هذه المواضيع الرائعة

وما أجمل أن ننمي في نفوس أبنائنا

حب الســـــؤال عن ما لا يعرفـــون

وأن نبتعد عن قمعهم نتيجة أسئلتهم

لنربي فيهم الجرأة وحُسن صياغية السؤال

شويل .. مواضيع راقية .. مفيدة

جـــزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir