منذ مدة ليست بالوجيزة وانا احاول ان أحدد بعض الأطر للممنوع والمرغوب في
صحفنا الموقره وللأسف لم أجد فالذي تتحفظ عليه جريدة تجيزه أخرى وقد قرات
هذا المقال الذي كتبه الأستاذ / محمد العلي فحرك بعض الشجون فإليكم ماجاء فيه :
( منع من النشر )
(منعت من النشر)
= محمد العلي =
هل تريد لمقالتك أن تصبح (علماً في رأسه نار؟)، إذن اكتب بجوار عنوانها (منعت من النشر). و هنا ستهب عليك (رياح المواقع) كل تقول: (إلي .. إلي .. من زمان إنته وينك؟)، إذ سيحتشد حولها القرّاء و ستكون أنت من الذي كتب لهم الله تعالى الشهرة الجامحة.
ما هي فائدة المنع؟
لا تتسرع و تجيب بأنه لا فائدة من المنع و لذا فإنه نوع من العبث، لأن القرّاء للمواقع أكثر من قراء أي صحيفة ورقية .. بالإضافة إلى أن المنع أشبه بوضع المقالة بين قوسين .. أي يجعلها محل تركيز و انتباه أشد من القارئ .. لا تقل مثل هذا فللمنع (سبع فوائد) تماماً مثل السفر:
1- ألا يقرأها الأمّيون و الأمّيات.
2- تنبيه الكاتب إلى أنه اقترب من (حمى حرية التعبير) و عليه أن يتذكر داحس و الغبراء.
3- التذكير بقول الماغوط ((أنتم تملكون المشانق و نحن نملك الأعناق)).
4- الدلالة الضمنية بأن السيّد الذي منع النشر خارج الزمن فهو يتصرف بذهنية القرن الثالث عشر.
5- الدلالة الأخرى على العشوائية في المنع بين صحيفة و أخرى .. فما ترى أنه ممنوع في صحيفة ترى في صحيفة أخرى ما يتجاوزه في زعزعة ما يحاول المانع تثبيته .. الأمر الذي يدل على أن المانعين لا تجمعهم رؤية واحدة .. بل كلٌّ يتصرف حسب تخليه عن المسؤولية و خوفه من المساءلة، و النظر إليه شزرا.
6- تذكيرنا بحكمة أبي تمام:
و إذا أراد الله نشر فضيلة
طويت أتاح لها لسان حسود.
أما الآن فأنت تنتظر أن أذكر لك الفائدة السابعة .. غير أن هذه من ((المضنون به على غير أهله)) و أعرف انك من أهله و لكن من يضمن لي الآن ألا يطلع عليه من ليس من أهله؟
الذي دعاني إلى تكرار الكتابة في هذا الموضوع هو منع مقال الأستاذ عبد الرحمن الحبيب عن كتاب الدكتور فهد اليحيا (خطأ حلو .. خطأ مر) عن صناعة السينما .. و أعتقد أن كل من قرأ تلك المقالة طرح السؤال على نفسه (لأي شيء منعت؟) و حين يحاول الإجابة لن يجد أمامه سوى كلمة (سينما) الذي ظنها مانع نشر المقالة مرادفة لأنفلونزا الخنازير.
إن للأستاذ الحبيب مقالات عديدة منشورة أبعد أفقاً و أقدر على تحريك الالتفات من القراء إلى ما هو أهم من السينما .. ولا يقل اليحيا في مقالاته القليلة عن الحبيب .. أما كتابه عن السينما فسأكون من الذين حفزهم منع مقالة الحبيب إلى اقتنائه و قراءته ثلاث مرات.