.
*****
قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان )) - سورة البقرة – الآية 185
خص الله تعالى شهر رمضان بخصائص وفضائل منها :
أولاً : الصيام : إن الله تعالى اختص هذا الشهر الكريم بفريضة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال المقربة إلى الله سبحانه وتعالى
قال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياماً معدودات فمن شهد منكم الشهر فليصمه )
ثم بين سبحانه وتعالى أن هذه الأيام المعدودات هي شهر رمضان بقوله جل جلاله : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه )
ثانياً : خص الله الصائم بباب من أبواب الجنة يدعى باب الريان
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان من أهل الصيام دعي من باب الريان )
ثالثاً : جعل الله سبحانه و تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصيام اعتبره له سبحانه و تعالى
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به , فو الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) - رواه مسلم
رابعاً : في شهر رمضان المبارك يفتح الله سبحانه وتعالى أبواب الجنة على مصراعيها لكل تائب توبة نصوحة وفق شروطها الشرعية المعتبرة وتغلق بوجهه كل أبواب الجحيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب الجحيم ) - متفق عليه
وفي رواية الترمذي وابن ماجه وغيرهما : ( إذا كانت أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب , وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي منادي : ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار , وذلك كل ليلة )
وفي رمضان المبارك يراجع الإنسان نفسه ويعزم على التوبة والإقلاع عن المعاصي وفي شهر رمضان يلزمون المسلمون المساجد ويحافظون على الصلوات والصيام والصدقة وعلى صلاة التراويح وعلى القيام وعلى العمرة وزيارة الحبيب المصطفي والقيام وغير ذلك من الأعمال الخيرة والمباركه
خامساً : تصفد الشياطين :
ومن مزايا شهر رمضان المبارك أن الله سبحانه وتعالى يصفد الشياطين الذين يسعون في الأرض فساداً
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين ) - متفق عليه
وفي رواية الترمذي وابن ماجه : ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن …)
سادساً : غفران ما تقدم من الذنب :
وعد من الله سبحانه وتعالى للصائم بمغفرة جميع ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر بشرط أن يكون الصيام إيماناً به واحتساباً
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله تعالى له ماتقدم من ذنبه ) – متفق عليه
سابعاً : للصائم فرحتان :
يضاعف الله سبحانه وتعالى عمل ابن آدم الحسن بعشر أمثاله إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فقد جعل جزاءه من نوع خاص إذ أن الصوم لله تعالى وهو يجزي به فالذي يضع شهوته وطعامه وشرابه من أجل الرحمن الرحيم يعطيه الله تعالى فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , يدع طعامه وشرابه من أجلي , للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه , ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك ) – متفق عليه
ثامناً : من خصائص وفضائل هذا الشهر العظيم أن جعل الله سبحانه وتعالى أوله رحمة وجعل أوسطه مغفرة وختم آخر الشهر بالعتق من النار وهذه هي أعظم مكافأة للصائمين التائبين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ..) رواه ابن خزيمة في صحيحه وقال صحيح ورواه البيهقي وابن حبان
هذه بعض فضائل شهر رمضان المبارك و لا شك أن نعم الله سبحانه وتعالى لا تعد و لا تحصى فنسأله سبحانه أن يعفوا عنا و ينصرنا على أنفسنا و ينصرنا على القوم الظالمين
( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) (البقرة286)
*****