هذه القصة الحزينة حقيقية حدثت في زمن مضى ....
مناسبة القصيدة
أن رجل من بيت ( العياض) من قرية الغمده في وادي العلي ببلاد غامد
كان ذلك في زمن الجوع والفقر .
وكان الناس وقتها يجولون ويصولون بين التهم والسراة بحثاً عن لقمة العيش.
قدّر الله في هذه المرة أن تنزل زوجة ذلك الرجل ومعها طفل تحمله بين ذراعيها.
ومعها جمع من الناس من أبناء قريتها رجالاً ونساء ،
ولكن التعب الشديد والجوع والعطش كانت سبباً في إصرارها على الراحة قليلاً..
قررت أن تجلس تحت شجرة ثم تواصل السير ..
لكن إرادة الخالق عزّ وجلّ شاءت أن تكون هذه الاستراحة هي أخر جلوسها ..
رفقاء دربها سبقوها في الطريق ولكنهم افتقدوها ثم أعادوا بعضاً منهم للبحث عنها .
ولكن كانت المفاجأة التي لم تخطر لهم على بال .. وجدوها قد فارقت الحياة وطفلها لازال على قيد الحياة وثدي أمه بفيه يتناول وجبته الأخيرة ..
وجدوا أن أفضل شيء هو تغسيلها ودفنها في ذلك الوادي في ديار التهم .. في سفح جبل ( يقال أن اسمه حميوان) .
رجعوا إلى قريتهم حاملين معهم ذلك الطفل الرضيع ليسلموه لوالده ويخبروه الخبر الغير المفجع ...
استسلم ا لزوج المسكين لقضاء الله وقدره الذي لم يكفيه فراق زوجته وأم أبنائه عن ذلك الهم الذي تركته له ( الأبناء ) والقيام على شؤونهم ..
خرج ذات يوم من قريته ( الغمدة) وصعد إلى جبل( زفاف) الذي يشرف على التهم وبدأ يتخيل الموقف والوادي والموت فانشد هذه القصيدة على طرق الجبل ..
بديت من زفّاف عصراً مال فيّه
واشتعل فالقلب كيّه
أدرّج الأفكار وعلوماً كثيرة
وأتخيّل كل ديره
واخيّل العطفين وأهداب ألغباري
وانظر حميوان شاري
وأنظرك ياوادي عليه النور بادي
حميوان .. سفح جبل من جبال تهامة
العطفين وأهداب ألغباري.... أودية في التهم