الشاعر محمود درويش في الميزان
--------------------------------------------------------------------------------
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...CF%D1%E6%ED%D4
أعظم الشعراء العرب في الميزان
هكذا وسمته جريدة اليوم في عددها 4762 تاريخ 22/10/1406هـ ( وقد كان درويش وما زال واحداً من أعظم الشعراء العرب, إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق ) ا.هـ .
محمود درويش عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح ( يُنظر كتاب دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي ص360 لحسين مروة , وجريدة الرياض بتاريخ 14/1/1422هـ) .
وخصَّصت جريدة الجزيرة : مجلَّتها الثقافية في عددها رقم 143 تاريخ 6/2/1427هـ عن محمود درويش, وَوَصَفَه رئيس تحريرها ص2 بأنه : ( شاعرٌ عملاق ... وكان هو لا غيره : الشاعر والفنان الكبير الذي اسمه محمود درويش) .
وقال مدير التحرير للشؤون الثقافية ومُعدّ المجلة الثقافية : إبراهيم التركي : ( أمَّا لماذا محمود درويش ؟ فلأنه محمود درويش! ولا مكان لمن يسأل الصباح عن موقع الشمس ... محمود درويش : شكراً أن أدركنا زمنك ) .
وقال غازي القصيبي ص3 من المجلة المذكورة : ( وعندما يُكتبُ تاريخ الشعر في هذه الحقبة سيبرزُ محمود درويش أعلى من كلِّ المقامات, أطول من كلِّ العمالقة, أبقى من كلِّ الفحول, سيبقى والريح تحته يكتب كلاماً جميلاً على سفوح الزوابع) .
وقال عنه عبد الله الغذامي في المجلة المذكورة ص5 : (رجلٌ نُجمع على تبجيله .. وصاحب صيت هو الأكبر في ثقافتنا اليوم) .
وقال عبد الله الجفري في المجلة المذكورة ص6 : (الشاعر الكبير محمود درويش) وقال عن شعره : (ما كُتب هذا الشعر ليُقرأ, وإنما ليُغمس في الدم) .
وقال سعد البازعي في المجلة المذكور ص7 : (ودرويش كما يعرف قراؤه من أقدر الشعراء على إيقاظ الشعر ولَهاً ممضاً في نفس القارئ), وقد أوصانا رئيس تحرير الجزيرة خالد المالك ص2 بقوله : ( اقرؤوا شعره جيداً) وهانحن نقرأه فنجد الآتي :
عقيدته في توحيد الربوبية :
* قوله بأنَّ الله خلق الإنسان عبثاً :
قال في مقطوعة بعنوان : عن الصمود : (إنا خُلقنا غلطة, في غفلةٍ من الزمان) ديوان محمود درويش ص42 دار العودة ببيروت , الطبعة الثانية عشر 1987م .
الله أكبر: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) (الذاريات: 56) .
* نسبة الخلق إلى غير الله, وتسميته غيرَ الله خالقاً:
قال : ( خريف جديد لامرأة النار : كوني كما خلقتكِ الأساطير والشهوات, كوني ملائكتي أو خطيئة ساقين حولي) ورد أقل ص87 دار توبقال للنشر بالمغرب, الطبعة الثانية 1990م .
ويقول في مقطوعة بعنوان : سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا : (وسرحان يرسم شكلاً ويحذفه : طائرات وربّ قديم) ديوان محمود درويش ص451 .
* وصفه لله تعالى بالتعرِّي :
قال في ديوانه ص398 في مقطوعة بعنوان : مزامير : (نرسم القدس : إله يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة) .
* وصفه لله تعالى بالإله الصغير:
قال في مقطوعة بعنوان : موت آخر وأحبك : (وأكمل هذا العناق البدائي, أصعد هذا الإله الصغير .. يسدُّ طريقي إلى شفتيك , فأصعد هذا الإله الصغير) ديوان محمود درويش ص512 .
* السخرية والاستهزاء والاستخفاف بالله تعالى:
قال في ديوانه ص24 في مقطوعة بعنوان: الموت في الغابة: (نامي فعينُ الله نائمة عنا) .
ويقول في ص389 : (طوبى لمن يعرف حدود سعادتي, طوبى للرَّب الذي يقرأُ حريتي, طوبى للحارس الذي يحبس طمأنينتي).
ويقول في مقطوعة بعنوان : تلك صورتها ص554 : (يومُكِ خارج الأيام والموتى, وخارج ذكريات الله والفرح البديل) .
الله أكبر : ((يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ -وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ)) (التوبة : 65).
* نسبته الزوجة والولد إلى الله تعالى:
قال في ديوانه ص265 تحت عنوان: آه عبد الله : (إنَّ هذا اللحن لغمٌ في الأساطير التي نعبدها, قال عبد الله : جسمي كلمات, ودويّ, هكذا الدنيا, وأنت الآن يا جلاد أقوى وُلد الله, وكان شرطي) .
وقال في ديوانه ورد أقل ص81 قصيدة بعنوان : ( إلهي لماذا تخلَّيت عني) على لسان امرأة يقول فيها : ( إلهي إلهي, لماذا تخلَّيت عني , لماذا تزوجتَ مريم ؟ لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد لماذا ؟ أنا الأرملة ... أطلَّقتني ؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي , عدوِّي من المقصلة, أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله إلهي إلهي ... لماذا تخلَّيت عني, لماذا تزوجتني ياإلهي , لماذا ... لماذا تزوجت مريم) .
الله أكبر : (( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا -لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا - تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا - وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا - إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا - لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا - وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا )) (مريم : 88-95) .
عقيدته في توحيد الألوهية :
* دعوته لقتل الله تعالى :
قال : ( أقل احتفالاً على شاشة السينما, فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله ... ونعرف ما هيأ المعدن – السيد اليوم من أجلنا ومن أجل آلهة لم تدافع عن الملح في خبزنا, ونعرف أن الحقيقة أقوى من الحق, نعرف أن الزمان تغير, منذ تغير نوع السلاح, فمن سوف يرفع أصواتنا إلى مطر يابس في الغيوم) أحد عشر كوكباً ص42-43 .
* جحد حق العبودية لله تعالى والسخرية بالعبادة ومظاهرها:
حيث تحدَّث في مقطوعة بعنوان : (أبي) عن أبيه رمز القديم ورمز الجيل المؤمن بالله , ويتهكم به وبصلاته وعبادته فيقول : (غضَّ طرفاً عن القمر, وانحنى يحضن التراب, وصلَّى , لسماء بلا مطر, ونهاني عن السفر! ... وأبي قال مرَّة حين صلَّى على حجر : غض طرفاً عن القمر, واحذر البحر , والسفر ! يوم كان الإله يجلد عبده, قلت : يا ناس ! نكفر, فروى لي أبي , وطأطأ زنده : في حوار مع العذاب, كان أيوبُ يشكر خالق الدود , والسحاب, خلق الجرح لي أنا لا لميت, ولا صنم) ديوان محمود درويش ص144-145 .
* العبودية لغير الله تعالى:
قال في مقطوعة بعنوان: عاشق من فلسطين: (عيونكِ شوكةٌ في القلب توجعني, وأعبُدُها وأحميها من الريح) ديوان محمود درويش ص79.
ويقول في ص320-324 في مقطوعة بعنوان : حبيبتي تنهض من نومها: (عيناكِ, يا معبودتي, هجرة بين ليالي المجد والانكسار … وجئتِ يا معبودتي كل حلم يسألني عن عودة الآلهة ... عيناكِ , يا معبودتي, منفى, نفيت أحلامي وأعيادي … معبودتي ! ماذا يقول الصدى, ماذا تقول الريح للوادي ... عيناكِ يا معبودتي عودة من موتنا الضائع تحت الحصار ... ونحن يا معبودتي أي دور نأخذه في فرحة المهرجان ..) .
وفي ص608 في مقطوعة بعنوان : أحمد الزعتر : (أخي أحمد ! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد, متى تشهد) .
* دعوته لعبودية الأرض وتأليهها ومِن أجلها يكون الصوم والصلاة:
قال في مقطوعة بعنوان: (أهديها غزالاً) على لسان مَن سمَّاها الحلوة: (تعال غداً لنزرعه, مكان الشوك في الأرض ! أبي من أجلها صلَّى وصام, وجاب أرض الهند والإغريق إلهاً راكعاً لغبار رجليها وجاع لأجلها في البيد, أجيالاً يشد النوق وأقسم تحت عينيها يمين قناعة الخالق بالمخلوق! تنام , فتحلم اليقظة في عيني مع السهر, فدائي الربيع أنا, وعبد نعاس عينيهاوصوفي الحصى, والرمل, والحجر, سأعبدهم, لتلعب كالملاك , وظل رجليها على الدنيا, صلاة الأرض للمطر..) ديوان محمود درويش ص100-101 .
* دعوته لعبودية معشوقته ريتا اليهودية :
فيقول : ( بين ريتا وعيوني بندقية, والذي يعرف ريتا ينحني ويُصلِّي لإله في العيون العسلية) ديوان محمود درويش ص192 .
* تأليهه لغير الله تعالى , ووصف غير الله بالألوهية :
قال في مقطوعة بعنوان (لوركا) مادحاً الشيوعي الأسباني لوركا: ( هكذا الشاعر, موسيقى, وترتيل صلاة, ونسيم إن همس , يأخذ الحسناء في لين إله) ديوان محمود درويش ص68-69.
وقال في ص222 في مقطوعة بعنوان : السجين والقمر : (والموت والميلاد في وطني المؤلَّه توأمان) .
ويقول في ص279-280 في مقطوعة بعنوان معشوقته اليهودية : ريتا أحبِّيني : (وإن الآلهة في البرلمان … وأراك تبتعدين عني, آه, تقتربين مني نحو آلهة جديدة) .
وقال في ص300 في مقطوعة بعنوان : المطر الأول : (كانت الحلوة تعويضاً عن القبر الذي ضمَّ إلهاً) .
ويقول في ص343 في مقطوعة بعنوان : يوميات جرح فلسطيني : (ذلك الظل الذي يسقط في عينيك شيطان إله) .
ويقول : (ونحن نودع نيراننا لا نرد التحية لا تكتبوا علينا وصايا الإله الجديد, إله الحديد) أحد عشر كوكباً ص46 دار الجديد ببيروت, الطبعة الأولى 1992م .
ويقول فيه ص67 : (نحب الطبيعة عاشقة في تقاليد آلهة ولدت بيننا ), ويقول فيه ص71 : (نخفف طقس العبادة, نترك آلهة للشعوب على الشياطئين), ويقول فيه ص73 : (ونحن الذين نسجناعباءة أيامنا, لم يكن للآلهة دور سوى أنها سامرتنا وصبَّت لنا خمرها) .
* معاداته للسماء ومَن فيها :
قال : (ونحن الذين ندق نحاس السماء , ندق السماء لتحفر من بعدنا طرقات) ورد أقل ص57 .
عقيدته في توحيد الأسماء والصفات :
* وصفه لله تعالى وتسميته سبحانه بأسماء وأوصاف النقص تهكماً به جلَّ وعلا :
فمن تهكُّمه إضافة الشرفة لله تعالى حيث قال في مقطوعة بعنوان : كان موتي بطيئاً : (كأن القدر يتكسَّر في صوتها : هل رأيت المدينة تذهب, أم كنت أنت الذي يتدحرج من شرفة الله قافلة من سبايا ؟ ) ديوان محمود درويش ص498 .
ويتهكَّم بالله تعالى حين يصفه أنه لا يأتي إلى الفقراء ويأتي بلا سبب , وذلك في قوله في مقطوعة له بعنوان : تلك صورتها : (والله لا يأتي إلى الفقراء إذ يأتي, بلا سبب, وتأتي الأبجدية معولاً أو تسليه عادوا إلى يافا, وما عدنا لأنَّ الله يأتي بلا سبب) ديوان محمود درويش ص563 .
ويقول : (سترفع قشتالة تاجها فوق مئذنة الله, أسمع خشخشة للمفاتيح) أحد عشر كوكباً ص16, ويخاطب اليهود قائلاً : ( فلا تدفنوا الله في كتب وعدتكم بأرض على أرضنا) أحد عشر كوكباً ص40 .
وعلى طريقة الحداثيين في تأليه الإنسان وأنسنة الله حسب قولهم يقول : ( صحراء للصوت , صحراء للصمت, صحراء للعبث الأبدي, للوح الشرائع صحراء, للكتب المدرسية , للأنبياء وللعلماء , لشكسبير صحراء, للباحثين عن الله في الكائن الآدمي) أحد عشر كوكباً ص98.
* وصفه غير الله بأسماء الله وصفاته :
حيث سبَّح محمود درويش للتي أسرت بأوردته في مقطوعة بعنوان : الخروج من ساحل المتوسط : ( وغزة لا تبيع البرتقال لأنه دمها المعلَّب كنت أهرب من أزقتها, وأكتب باسمها موتي على جميزة, فتصير سيدة وتحمل بي فتىً حراً, فسبحانَ التي أسرت بأوردتي إلى يدها) ديوان محمود درويش ص475 .
* السخرية بأسماء الله تعالى وصفاته:
حيث جعل من علامات القحط والجدب كثرة أسماء الله , ومن ذلك قوله في ديوانه ص422 في مقطوعة بعنوان : قتلوك في الوادي : (في الزمن البخيل يتكاثر الأطفال والذكرى وأسماء الإله) .
ومن سخريته بصفات الله تعالى : قوله في ديوانه ص469 في مقطوعة بعنوان : النزول من الكرمل : (وها أنا أُعلن أنَّ الزمان تغيَّر: كانت صنوبرة تجعل الله أقرب, وكانت صنوبرة تجعل الجرح كوكب, وكانت صنوبرة تُنجب الأنبياء ) .
* بغضه للإسلام وأهله :
لقد تواضعَ أهلُ النفاق على بغض الإسلام وأهله ويرمزون لذلك بالرمل والمرايا والنخل, وهي رموز تواضعوا على استخدامها في معرض هجاء الإسلام والقرون المفضلة : يقول درويش في ديوانه ص610 في مقطوعة بعنوان : قصيدة الرمل : ( والرمل جسم الشجر الآتي, غيوم تشبه البلدان, لون واحد للبحر والنوم, وللعشاق وجه واحد, وسنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري, سنرمي ألف نهر في مجاري الماء, والماضي هو الماضي, سيأتي في انتخابات المرايا, سيد الأيام, والنخلة أم اللغة الفصحى, أرى, فيما أرى, مملكة الرمل على الرمل, ولن يبتسم القتلى لأعياد الطبول, ووداعاً للمسافات .. البدايات أنا والنهايات أنا..).
* استعماله للرموز والمعاني النصرانية :
قال في ديوانه ص40 في مقطوعة بعنوان : عن الصمود : (وإلام نحملُ عارنا وصليبنا), ويقول في ص64 في مقطوعة : رباعيات : (وطني لم يعطني حبي لك غير أخشاب صليبي).
ويقول ص104 مستلهماً خرافة صلب عيسى عليه السلام مستمداً منها القوة في مقطوعة بعنوان : شهيد الأغنية : (ما كنت أول حامل إكليل شوك لأقول : ابكي ! فعسى صليبي صهوة , والشوك فوق جبيني المنقوش بالدم والندى إكليل غار) .
ويقول ص172-174 في مقطوعة بعنوان : أغنية حب على الطيب : (أحبكِ كُوني صليبي, وكوني , كما شئتِ, برج حمام ... أحبك كوني صليبي وما شئت كوني ) .
ويجعلُ للصليب أوصافاً فاعلة هائلة , ويُعلِّق عليه كثيراً من الآمال فيقول في ديوانه ص228-229 في مقطوعة بعنوان : إلى ضائعة : (سأحملُ كلَّ ما في الأرض من حزن, صليباً يكبر الشهداء, عليه وتصغر الدنيا , ويسقي دمع عينيك, رمال قصائد الأطفال والشعراء ) .
* توجُّهُه بالعبادة للصليب :
قال في ديوانه ص240 في مقطوعة بعنوان : رد فعل : (فإذا احترقتُ على صليب عبادتي أصبحتُ قدِّيساً, بزي مقاتل) .
* شكره للصليب :
قال في مقطوعة بعنوان : قاع المدينة : ( شكراً صليب مدينتي شكراً, لقد علَّمتنا لون القرنفل والبطولة, يا جسرنا الممتد من فرح الطفولة, يا صليب إلى الكهولة, الآن, نكتشف المدينة فيك, آه, يا مدينتنا الجميلة) ديوان محمود درويش ص257 .
ويقول في ص270 في وصف فكره ومن أين خرج في مقطوعة بعنوان : كتابة بالفحم المحترق : (ولكنني خارج من مسامير هذا الصليب لأبحث عن مصدر آخر للبروق, وشكل جديد لوجه الحبيب) .
* قوله بأنَّ الصليب مصدر النور :
قال في ديوانه ص322-323 في مقطوعة بعنوان: حبيبتي تنهض من نومها : ( كيف اعترفنا بالصليب الذي يحملنا في ساحة النور ؟ لم نتكلم, نحن لم نعترف إلاَّ بألفاظ المسامير) .
* قوله بصلب عيسى عليه السلام :
قال في ديوانه ص349 في مقطوعة بعنوان : يوميات جرح فلسطيني : ( ولو أنَّ السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب , ظل طفلاً ضائع الجرح , جبان) .
* ترديده لعبارات النصارى الكفرية :
قال في مقطوعة بعنوان : عائد إلى يافا : (لا تقولوا : أبانا الذي في السموات , قولوا : أخانا الذي أخذ الأرض منا وعاد , هو الآن يعدم) ديوان محمود درويش ص403 .
* سخريته من الملائكة عليهم السلام:
حيث جعل الملَك أنثى مثل عشيقته, ويصفه بأنه يُمارس الجنس, وذلك في قوله في مقطوعة بعنوان : الحديقة النائمة : ( ذهبتُ إلى الباب, مفتاحها في حقيبتها, وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب) ديوان محمود درويش ص641 .
* سخريته بالقرآن الكريم :
قال في ديوانه ص480 في مقطوعة بعنوان : الخروج من ساحل المتوسط : (أنا الحجر الذي مسته زلزلة, رأيتُ الأنبياء يُؤجِّرون صليبهم , واستأجرتني آية الكرسي دهراً, ثم صرتُ بطاقة للتهنئات تغير الشهداء والدنيا) .
ويقول في ص448 في مقطوعة بعنوان : سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا: ( وتناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة, دم كالمياه وليس تجففه غير سورة عمَّ وقبعة الشرطي , وخادمه الآسيوي, وكان يقيس الزمان بأغلاله ) .
* سخريته بأنبياء الله تعالى ورسله عليهم السلام:
حيث جعلَ نبيَّ الله نوح عليه السلام رمزاً للهروب والجبن, وطلَبَ منه ألاَّ يرحل فقال في مقطوعة بعنوان : مطر : ( يا نوح ! هبني غصن زيتون ووالدتي حمامة , إنا صنعنا جنة كانت نهايتها صناديق القمامة, يا نوح ! لا ترحل بنا إنَّ الممات هنا سلامة, إنا جذور لا تعيش بغير أرض, ولتكن أرضي, قيامة ) ديوان محمود درويش ص116-117.
ويقول في ص121 في مقطوعة بعنوان : خواطر في شارع : ( يا نبيَّاً ما ابتسم من أي قبر جئتني , ولبست قمبازاً بلون دم عتيق) .
ويقول في ص591 في مقطوعة بعنوان : كان ما سوف يكون : (من أي نبيٍّ كافرٍ قد جاءك البعد النهائي) .
ويقول في ص634 في مقطوعة بعنوان : نشيد إلى الأخضر : (ولتحاول أيها الأخضر أن تأتي من اليأس إلى اليأس وحيداً يائساً كالأنبياء) .
الله أكبر قال تعالى : ((وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)) (الأنبياء : 41) .
* قوله بأنَّ الشاعر يُوجد الأنبياء:
قال في مقطوعة بعنوان : عن الشعر : (نحن في دنيا جديدة, مات ما فات, فمن يكتب قصيده في زمان الريح والذرة يخلق أنبياء) ديوان محمود درويش ص55 .
* ادِّعاؤه بأنه هو نبيُ الله يوسف عليه السلام:
قال : (قلتُ إني : رأيتُ أحد عشر كوكباً, والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) ديوان ورد أقل ص77 .
* سخريته بالإيمان بالقضاء والقدر :
قال في مقطوعة بعنوان: قال المغني: (قال للريح في ضجر: دمِّريني ما دمتِ أنتِ حياتي مثلما يدَّعي القدر) ديوان محمود درويش ص86.
ويقول في ص275 في مقطوعة بعنوان : ريتا أحبِّيني : ( الحبُّ ممنوع , هنا الشرطي والقدر العتيق تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك للعيون السود) .
* استخفافه بأجلِّ أنواع ذكر الله وهو تسبيحه جلَّ وعلا :
قال في مقطوعة بعنوان : لا مفر : (وطني ! عيونك أم غيوم ذوَّبت أوتار قلبي في جراح إله ! هل تأخذن يدي ؟ فسبحانَ الذي يحمي غريباً من مذلَّة آه) ديوان محمود درويش ص237 .
* سخريته بدعاء الله تعالى: قال في مقطوعة بعنوان :
رسالة من المنفى : ( سمعتُ في المذياع قال الجميع : كلنا بخير, لا أحد حزين, فكيف حال والدي ؟ ألم يزل كعهده , يُحبُّ ذكر الله, والأبناء, والتراب, والزيتون ؟ ... وكيف حال جدتي ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟ تدعو لنا بالخير , والشباب , والثواب ! ) ديوان محمود درويش ص36-37 .
* سخريته بالسجود لله تعالى :
قال في ديوانه ص103 في مقطوعة بعنوان : شهد الأغنية !! يقول فيها : (يا أنت ! قال نباحُ وحشٍ : أُعطيك دربك لو سجدت أمام عرشي سجدتين ! ولثمت كفي, في حياء, مرتين أو, تعتلي خشب الصليب شهيد أغنية, وشمس .. يا من أحبك مثل إيماني )
* سخريته بالشهيد في سبيل الله, وجعله مَن مات من العُشَّاق شهيد :
قال واصفاً حُبَّه لمعشوقته ريتا في مقطوعة بعنوان : الحديقة النائمة : (وتسأل للمرة الألف عن حُبِّنا, وأُجيب : بأني شهيدُ اليدين اللتين تعدان لي قهوتي في الصباح) ديوان محمود درويش ص643 .
* تدنيسه للركن الثاني من أركان الإسلام :
قال في مقطوعة بعنوان: الحديقة النائمة: (نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين, صلَّيتُ من أجل ساقين معجزتين) ديوان محمود درويش ص640.
هذا غيض من فيض من ضلالات محمود درويش, فأين الإبداع الممتع الفني المجرَّد, والجذور التاريخية, والمقامات الأدبية, ووحدة الصف في كلام هذا المنكوس يا جريدة الجزيرة, إنَّ ثناؤكم المنطوي على تبجيل هذا المنكوس الذي امتطى كلَّ ما يُخالف الدين لهو أمرٌ بالغ الخطورة, وفيه جلُّ الأمراض والعلل والأسقام الاعتقادية التي قد تنطلي على المسلمين من خلل رماد التهوين فضلاً عن الإشادة والامتداح, وكأنكم لم تطَّلعوا على قول الله تعالى(لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (المجادلة :22).
وقوله تعالى( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)) (الأحزاب : 57) .
إنَّ من خيانة الإسلام وأهله امتداح المستهزئين بالله والساخرين من دينه جلَّ وعلا, فإذا أنكرَ مؤمنٌ قلتم : نثني على جماليات أدبية, وتراكيب إبداعية, وغنائيات فنية, وثقافة واسعة, إلى غير ذلك من العبارات التي تُسوِّق النفاق وتمتدح أهله, حتى قال قائلهم في المجلة المذكورة ص13 نزيه أبو عفش : (أمام كل عمل جديد لدرويش أشعر أنني واقفٌ منذهلاً ومذعوراً في مواجهة الكمال) .
((هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)) (النساء : 109) .
((وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) (المائدة : 51) .
وعلى الرغم من هذه المجاهرة بعداوة محمود درويش للإسلام إلاَّ أننا نجدُ زملائه وغيرهم في المجلة المذكورة ممن مرَّ ذكرهم في بداية هذه الرسالة, يمتدحونه ويشيدون به, ويدافعون عن مواقفه, ويحق لنا أن نتساءل : هل هذا يتضمن إقراراً ضمنياً بما يعتقده ويقوله محمود درويش ؟
((وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً)) (النساء : 107) .
(( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)) (الشعراء : 224- 228).
نسأل الله تعالى أن يحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين, وألاَّ يُشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين, إنه سميعٌ مجيب: ((وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)) (البقرة: 251).
وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه
الشيخ / عبد الرحمن بن سعد الشثري
http://www.islamlight.net/index.php?...2654&Itemid=34