تصورات الناس عنا نحن الذين نصنعها ..
فلو شااااهدك شخص في السوق فعبس في وجهك .. ثم شاااهدك في بقالة .. فعبس في وجهك أيضاً !!
ثم صادفته في عرس .. فشاااهدك عابساً !! لرسمت عنه صورة قاتمة في مخيلتك !!
فإذا رأيت صورته أو سمعت اسمه في مكان تبادر إلى ذهنك ذاك الوجه العابس ..
وعلى النقيض لو لقيك شخص بابتسامة في موقف ..
ثم إبتسم في لقاء آخر .. وثالث ... لنطبعت في ذهنك عنه صورة مشرقة بالطبع ..
هذا فيمن لا يكون بينك وبينهم إلا علاقات أو لقاءات عابرة ..
أما الأشخاص الذين تلقاهم دائماً كزوجة وأولاد وزملاء في مكتب وجيران في حارة ...
فإن تعاملك معهم لن يكون بنفس الأسلوب المعتاد دوماً !!!!
لما لا ؟
لأنهم سيروننا ضاحكين لطيفين .. لكنهم بعد ذلك حتماً سيروننا غاضبين ..
وتارة عابسين .. وأخرى مخاصمين .. لأننا بشر تتجدد حالاتنا بتجدد أحوالنا ..
وبالتالي فإن محبتهم لنا تتحدد على حسب طغيان حسناتنا عندهم أو سيئاتنا ...
أو لنقل تتحدد محبتهم لنا بحسب مقدار الرصيد العاطفي الذي في حسابنا عندهم ..
فنفتح في قلب من نحب حساباً نودع فيه الحب والاحترام فيزيد الرصيد العاطفي ..
فكل إبتسامه تقابله بها وكل هدية تزيد من رصيدك العاطفي عنده !!
وأيضاً كل ما تفعله من إيجابيات يزيد الرصيد العاطفي لديه ..
وكل إهانة تقع منك له أو سبة أو شتم فإنك تسحب من رصيدك العاطفي الذي لديه ..
وبالتالي إذا كان رصيدك العاطفي عنده كثيراً ووقعت يوماً ما في موقف أغاضه
فسحبت من رصيدك العاطفي مقداراً معيناً فإن ذلك لن يؤثر كثيراً !!
لأن رصيدك العاطفي عنده كثير .. والحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع ..
وأما إن لم يكن عنده رصيد عاطفي وجعلت تسحب من الرصيد وليس فيه شيء أصلاً
فإن حسابك سيكون بالناقص !!
وبالتالي قد يقع بقلبه لك كره أو استثقال !! لأنك تسحب من رصيدك العاطفي ولم تودع شيئاً ..
إذاً .. نحن نحتاج دائماً إلى أن نودع في قلب كل واحد نلقاه رصيداً عاطفياً ..
الزوج يتحين الفرص ليودع في قلب زوجته والعكس صحيح الزوجة يلزمها ذلك أيضاً ..
الوالد يحتاج أن يودع في قلب ابناءه ..
المدرس مع طلابه .. والأخ مع أخيه .. بل حتى المدير مع من هم تحت إدارته ..
فكلنا نحتاج لذلك الرصيد العاطفي ...
تحيـــــــــــــــــــــاتي