قرأت في جريدة (السفير)
هذا الموضوع الذي يستطيع المؤمن وبسهولة
وذلك من خلال فطرته ومسلماته التي لاتقبل
الجدل أن يناقش فحواه ويفند بعض حيثياته وأحببت
إطلاعكم عليه .
مـا هـو الإنسـان؟
انه النقاش العلمي والفلسفي ذاته الذي يعود الى أزمنة ماضية. تساؤلات ليست جديدة ولا طارئة، أما الاجوبة فهي بدورها ليست حاسمة او واحدة. والموضوع... «الانسان».
ففي تقرير في عدد كانون الثاني/ شباط 2012 من مجلة «science et avenir» الفرنسية، تجدد الجدال بين مئة باحث وفنان وفلسفي حول تعريف الانسان وخصائصه التي تميزه عن الكائنات الاخرى.
وبما ان الانسان «هو الحيوات التي تؤلّف الإنسانيّة» كما يقول الجرّاح الفرنسي لوران لانتيري، فهو يتميز عن غيره من الكائنات، بأنه «الوحيد الذي يمكنه المشي لمسافات طويلة على قدميه بوضعيّة مستقيمة نسبة إلى خصائص عضلاته وعظامه» وفق البروفسورة في «المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي» بريجيت سونو. كما انه «ينجو من الأنواع الحيّة الأخرى بالطريقة الأكثر فعاليّة لامتلاكه القدرة على التباين والاختلاف والتخاطب وتطوير العلوم والتكنولوجيا والصناعة والفنون» كما يقول الباحث في «المعهد الوطني للصحّة والبحوث الطبيّة» في فرنسا جان جاك كوبياك.
وبالنسبة لنظرية تطور الانسان، فيرى الطبيب رينيه فريدمان الذي قام عام 1982 بأوّل عمليّة تخصيب في الأنبوب في فرنسا ان الانسان «يصبح كائناً إنسانيّاً بعد الولادة، حيث تتفاعل الخريطة الجينيّة والمؤثّرات البيئيّة».
أما عن تركيبة الانسان، فيؤكد البروفسور في علم الأحياء في جامعة «مرسيليا» ديديه راولت انه «عبارة عن تفاعل أو خليط جيني» وان كانت ميزات الانسان «لا ترتكز على عدد الجينات أو حجم الدماغ، بل على إمكان تناقل المعلومات والأفكار والثقافات» وفق الباحث في علم الأحياء والرياضيات جان بابتيست ميشال في «جامعة هارفرد».
وهكذا، فإن خصوصية الانسان «لا ترتكز في عدد الجينات أو ميزاتها» تقول البروفسورة في علم الأحياء في جامعة «باريس السادسة» ميشال مورونج، لأن «تركيبة الدماغ هي التي توفّر للإنسان قدرات متطوّرة مثل التجريد ورؤية ما هو أبعد من الواقع والآني» وفق مدير مركز «دراسة العقل البشري» في «جامعة كاليفورنيا» مايكل كازانيغا. كما لا ترى مديرة الأبحاث في «معهد باستور» كاترين فيدال أي فوارق في قدرات الدماغ بين المرأة والرجل لأن «تركيبة الدماغ وخلاياه العصبيّة تتطور مع العمر والخبرات».
وعن صفاته، يقول عضو «الأكاديميّة الفرنسيّة للعلوم» الفيزيائي إيف كيري ان الانسان ينفرد بـ«إدراكه للموت» ما يجعله وفق المؤرّخ جان كلوتس «يسأل عن الماوارئيات ويبحث عن حقيقة مغايرة لما يدركه عبر حواسه»، فيخلق «الاساطير والمعتقدات الخارقة» كما يشرح الفيلسوف وعالم الاجتماع إدغار مورين.
كما تؤكد الفيلسوفة إليزابيت دو فونتيناي ان الانسان هو «الوحيد القادر على المطالبة بحقوقه وتأكيدها والانخراط في مسار التاريخ»، والوحيد الذي «أوجد نحو 6 آلاف لغة مختلفة» كما يقول المتخصّص في علم اللغويات كلود حجاج، الامر الذي يعتبره الخبير الاقتصادي جاك اتالي «مساعداً للانسان على ربط الواقع المادي والتجريدي بمفاهيم معيّنة».
أما بالنسبة الى تأثير المجتمع على الانسان، فتؤكد الباحثة في علم الأنتروبولوجيا في «كوليج دو فرانس» فرانسواز إيريتييه ان «السلوك العنيف للرجال تجاه النساء مرتبط بالثقافة الاجتماعيّة» كما ان « المجتمع الكاذب يساعد في نشر الكذب الذي يمثّل إحدى خصائص الإنسان» وفق المتخصّص في علم الأنتروبولوجيا جيرارد لانكلود.
أما بالنسبة الى سلوكيات الحياة، فيرى عالم الآثار في «جامعة باريس الخامسة» إيريك بويدا ان الانسان «يطور الصناعات والمنتجات» فيما يؤكد المتخصص في علم الاعصاب جوناه ليهرير انه «ينفرد في تخيل الكون والواقع».
وبالنسبة لتأثيره في المجتمع، فالانسان هو الوحيد، وفق الجغرافي في جامعة «باريس السابعة» كريستيان غراتالوب، الذي «نجح في التأقّلم مع مناخات أو بيئات عدّة» والوحيد الذي «يمكنه ان يغيّر المناخ على الأرض» كما يراه الكيميائي بول كروتزن الحائز «جائزة نوبل للكيمياء» عام 1995.