يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-2011, 04:32 AM   رقم المشاركة : 1
Mnn الحَميصَة!!


 


المرضي يرصد يوميات فلاح في حراسة مزارع الذرة قديماً في الباحة وعسير

ضمنها أهازيج ومصطلحات شعبية

المرضي يرصد يوميات فلاح في حراسة مزارع الذرة قديماً في الباحة وعسير

تنومة – سعيد معيض
في وصف دقيق لأحد أيام الخريف في الماضي، وما يقوم به الرجل في سبيل
حراسة مزرعته من هجمات العصافير التي قد تقضي على محصول الذرة الموسمي أو على جزء منه مما يسبب للفلاح خسائر كبيرة قدم القاص سعيد صالح المرضي قصة " الحميصة" التي تعد في حقيقتها وصف دقيق لأهم ما كان يقوم به حارس المزرعة في جنوب المملكة في الماضي خلال اليوم بكل ما فيه من فرح وألم ، لذة ومعاناة .
الحميصة هو اسم تلك القرية الواقعة في منطقة
الباحة ، وما كتبه المرضي نثر يوصف عبق الماضي، فإلى هذا التوصيف الحاذق لشيء من تراثنا الجميل.

أوقد ناره ، ثم افترش الرصيف ، وبمهفته السعفية اخذ يداعب شعلة ضئيلة تلوح خجلى في أفق الموقد ، ما إن تتطاول قليلاً حتى تتوارى خجلاً بين الفحم الأسود، التقط كوز ذرة تدحرج بعيدا عن رفاقه ، وهو يستحثهم على الهرب من تلك المصابيح التي تتطاير منها الشعل ، ثم أهوى عليه بيديه وجرده من كل ملابسه الخضراء ، وألقاه في أتون جمره الأحمر المتّقد ، سرح بعيدا بنظره إلى خلف أفق الذكريات حيث كان يعتلي ذات مرة منصة الحراسة ( السهوة ) الخشبية المقامة على أعمدة من خشب العرعر وسط حقل
الذرة ، كانت النسائم تسلب ألبابه وهي تداعب أعواد الذرة الممشوقة فتدعها تتمايل يمنة ويسرة وتجعل منها أمواجا خضراء متتابعة تغدو وتجئ ، فتذيب حنايا فؤاده المتحجرة ( اليابسة ) فيطلق صوته لنسائم الصَبَا بأغنية جبلية معبأة بالأحزان وممتلئة حتى الثمالة بالهموم
من اين ياجيك الرضى يا شايل الهم
كيف ترضى وأنت مهموم
والهم لا علق بقلب إنسان فضه
سمسمه وابدى جروحه
يروح من بين العرب مسموم حاله
تسامعت سيقان
الذرة بالصوت السابح في فضاءات الأشجان فانتشت طربا واشتعلت رقصا
كان صاحبنا يغني للريح والحقول وأكواز
الذرة وبعض فتيات الحي اللاتي توارين وتناثرن في مزارع الذرة ، وما أن دغدغ الصوت سمع إحداهن حتى رفعت رأسها المغطى بالشيلة السوداء ( وشاح ) ليحيط بوجه قروي حنطي ذي جمال طبيعي أخّاذ ، ومعصوب بمعصب أخضر اللون فتغدو الألوان متمازجة في تناسق عجيب ، نصبت قامتها التي تشبه مطرق الشوحط تتحسس مصدر الصوت الشجي الذي حملته الريح إليها .
أصغت ( نهى ) بكل أحاسيسها ومشاعرها لتلك الكلمات الشجية المتسللة إليها، وقد أسرها جمال الصوت السابح فوق أمواج
الذرة
ألقت بمنجلها جانبا ووضعت خصلة من البرسيم كانت بيدها فوق طرف شرشفها الأبيض وراحت تنصت ( للطرق ) بكل جوارحها ، فقد تملك وجدانها واستحوذ على مشاعرها وأنساها ما حولها فغدت معه في عالم آخر
ولحسن حظها فقد كان ( فلج ) البرسيم الذي تجلس فيه محاطا من كل الجوانب بسيقان
الذرة الممشوقة مما هيأ لها معايشة الصوت في خلوة وأمان دون أن تقع عليها العيون وهي متلبسة بحالة بوح وشجن ذاتي ، انقطع الصوت فجأة فأفاقت من شرودها وتلفتت يمنة ويسرة ولما لم تلمح أحدا تنهدت تنهيدة عميقة وحمدت الله أن لم يرها أحد.
وكان صاحبنا قد توقف عن الغناء لأن سارحة من ( الفرفر ) قد هاجمت طرف الركيب الذي يحرسه محاولة أن تجد غرة منه لتلتقط بعضا من حبوب
الذرة من إحدى زوايا الركيب البعيدة غير أنه تنبه لذلك فتوقف مجبرا عن الغناء وتناول المقلاع ( المرْجَمْة ) وعبأها ببعض ( الكُبَابْ ) وأومأ بها فوق رأسه عدة مرات - كما يفعل رعاة البقر عندما يحاولون الإمساك بأحد العجول – ثم أطلق أحد طرفي المرجمة لتقذف ما بها نحو ( عصافير الحقول ) لتولي هاربة قبل أن تصيبها كان صاحبنا طوال النهار من الفجر وحتى مغيب الشمس وهو منتصب تحت العشة يحمي الركيب من الطيور وبعض محبي التعديات وخاصة هواة ( الحميصة ) الذين يتحينون الفرصة تلو الأخرى للحصول على بعض ( عذوق الذرة ) الخضراء لشيها تحت إحدى أشجار الطلح أو العرعر النائية بعيدا عن أعين الرقباء ، وكذلك صاحبنا الذي كان يمد نظره نحو طريق البيت عندما يحين وقت الغداء يرقبه بانتظار ما تجود به صاحبة البيت من غذاء يسد به جوعه وحين تبطئ في ذلك أو تعدمه فإن الحميصة هي الحل المثالي والفوري الذي يملأ به معدته ويسكت بها دافع الجوع القوي .
وكما أوقفت العصافير صاحبنا عن الغناء فقد أفاقه احتراق كوز
الذرة على رصيف المدينة وقطع عليه شريط الذكريات وأعاده ليمارس في حاضره شيئا من ماضيه .


http://www.alriyadh.com/2011/10/06/article673223.html


في سياق التعريف بالحميصة قال الكاتب أن الحميصة إسم لقرية في منطقة الباحة
وأنا كناقلة لهذا الموضوع أجهل إن كانفي منطقة الباحة قرية بهذا الإسم وماأعلمه جيداً أن الحميصة هي إسم لكوز الذرة بعد تحميصه على النار
فأرجو ممن له دراية ومعرفة أن يصحح خطأي أو خطأ الكاتب
نقلت الموضوع عن منتدى الشرفات للعضو الساهد!!

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-07-2011, 10:28 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

وكأن أبا عادل يقول ارجع لأرضك التي كنت تسقيها وتجنى وردها وثمرها وتستمتع بكوز ذرتها المحمص

يقول الشاعر اليمني عبدالكريم علي احمد المريد رحمه الله:

ارجع لحولك كم دعاك تسقى
ورد الربيع من له سواك يجنى
والزرع اخضر
والجهيش بلحجان


شكراً للأخت نزهة المشتاق

فقد ابدعتي في نقل الموضوع الجميل الذي تفتقده ساحات وادي العلي وإن كان أبو عادل قدمه عام 2006م

وما يقدمه أبا عادل من مواضيع كشجرة العود دائمة الخضرة والعطاء

تحياتي وتقديري

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 09:51 AM   رقم المشاركة : 3

 

نعم كانت قصته تلك بمثابة الدعوة العامة
للعودة للوديان
لمياه الآبار
لزراعة الأرض التي شكت قسوة الهجران
للطير الصادح على يابس الأفنان
لنكهة الإنسانية الــــ تتجلى
في التراحم والتواصل
بين الأهل والخلاّن
لأكواز الذرة المشوية
ورائحة قهوة البن وخبز الملة
للدفء 00للحنان
للحياة البسيطة بعد أن تعقدت حياة المدينة
وجرفته تقنيات الحضارة
فأصبح الإنسان هيمان حيران

ممتنة لحضورك
وجمال مرورك
أخي الفاضل
عبدالرحيم قسقس
تحايا ملء الساحات

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-17-2011, 10:23 AM   رقم المشاركة : 4

 

المرضي له قصص قصيرة كتلك التي نقلتها نزهة المشتاق
يعطر بها الملحق الأدبي
لجريدة المدينة أحيانا وأنا من المتابعين لما يكتب
وينتظره مستقبل واعد إن شاء الله .
وأنا أؤكد ما ذكرته أختنا نزهة المشتاق من تفسيرها
لكلمة ( الحميصه ) ولا نعلم
قرية أو مكانا بهذا الإسم ، فالحميصة هي :
تقليب عذوق الذرة على الجمر حتى تتحمص ،
وقد افتقدناها أو كدنا نتيجة لغور المياه
ولصعوبة العودة إلى آلات الحرث والسقي القديمتين
لأن أراضينا الزراعية كما تعلمون
عبارة عن مدرجات والوصول إلى معظمها بآلات الحرث
الحديثة من الصعوبة بمكان
شكر للكاتب المرضي ولنزهة المشتاق .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-19-2011, 08:22 PM   رقم المشاركة : 5

 

الفاضل رفيق الدرب

ممتنة لمرورك الضافي
وبما أنك من متابعي القاص الجميل
صالح المرضي فنأمل أن تتحفنا هنا
أوعبر متصفح خاص بك بكل مايتم نشره
من قصصه الجميلة عبر ملحق المدينة الأدبي
شكراً لك
ودمت بود

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir