يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات وادي العلي الخاصة > ساحة صدى الوادي

ساحة صدى الوادي المواضيع الخاصة بوادي العلي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-2011, 08:08 PM   رقم المشاركة : 1
Berightback صالح العرق المري 0 دليلة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله


 

صالح العرق المري 0 دليلة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله
في الصحراء

يعتبر الدليله 0 أي المرشد والعارف بطرق الصحراء والرمال 0 من اهم مقومات الرحلات للصحراء 0 اذا كانت للنزهه 0 او المقناص 0
وكان الشيخ صالح العرق 0 هكذا 0 اسمه 0
من اشهر العارفين بطرق الصحراء في الدهناء والصمان والربع الخالي وهو دليلة الملك خالد الذي كان يرافقه ونحن معه في كل تحركاتنا وله مكانته0 عند المرحوم وعند كل افراد الاسره السعوديه 0 وله من المواقف والروايات العجيبه والغريبه ما اكسبه شهره واسعه بين الادلاء وهو من آل مره 0
روي لي من اثق في روايته 0
ان صالح العرق كان مع احد امراء المملكه العربيه السعوديه 0 في رحلة مقناص 0 في الربع الخالي 0
يقول 0 طالت الرحله لكثرة وجود الصيد 0 المهم 0 انهم لم يبقى معهم في تلك الرحله الا ( سكين ) واحده وكانوا يحرصون على عدم فقدانها 0 حيث لا يوجد بديل ( لتذكية الصيد ) او تقطيعه 0 وفي احد الايام 0 اصطادو غزال 0 قرب المغرب وقامو ( بتذكيته ) ثم انهم نسو0 السكين على حجر في مكان الذبح 0 وغادروا المكان ولما وصلو الى المخيم 0 افتقدوا 0 السكين 0 وكما هو معروف ان رمال الربع الخالي متحركه 0 المهم قال لهم 0 صالح العرق 0 اعطوني سياره وسواق 0 وتحرك في ظلام دامس بعد العشاء تقريبا 0 واخذ يوجه السايق يمين شمال وكان المشوار أكثر من خمسين كيلو تقريبا 0 وفجأه 0 قال للسايق 0 وقف واحفر تحت صدام السياره تجد 0 السكين 0 وفعلا حفر في المنطقه التي تحت 0 الصدام 0 ووجد السكين على نفس الحجر الذي وضعت عليه اثناء 0 تذكية الغزال 0 فسبحان من علم اؤلئك الرجال اسرار الصحراء ووالله انه كان يتحرك بنا ليلا بين تلال الرمال ويسير بنا في اوديه متماسكة التربه بين كثبان الرمال 0 ولا تشكل وعوره على السيارات 0 وكان يوصينا انه اذا هطلت امطار على الرمال فامشي بسيارتك وانت مطمئن من التغريز رحمه الله برحمته الواسعه وكان لطيف المعشر وحديثه لا يمل وله مكانته واعتباره عند الملك خالد رحمهما الله 0 اردت ان اضيف لكم معلومه عن رجال يعرف الواحد منهم 0 الصحراء 0 كما يعرف راحة يده ويقتفون الاثر ويعرفون اذا كان 0 لرجل 0 او امرأه بنت او امرأه 0 واذا كان يسير خائف او مطمئن او حرامي او قطاع طريق او خائف مرتبك او آمن 0 ادعو لى وله ان اعجبتكم المعلومه والقصه بارك الله فيكم 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-07-2011, 10:09 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

تحياتي أبا صالح على حسن الاختيار وتنويع المواضيع ليستفيد المتابع

(التالي منقول من أحد المواقع لعلاقته بالموضوع وبشخص صالح العرق المري)

كتبها: محمد اليوسفي

يا فاطري روحي مرواح سيارة
مرواح فرت مصندق فيه مرّية
تبغى تدور سروق ضاعت اخباره
يقصه العرق ما قصه عليميه


هكذا سمعت هذين البيتين من الأستاذ عبدالهادي بن صالح العرق المري, وهو متخصص نال درجة الماجستير من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وموضوع دراسته قد يبدو غريباً على بعض القراء, ألا وهو (قصاصي الأثر), بالإضافة إلى أنه واحد من البارعين ميدانيا في هذا الحقل, أي تتبع أثر الأقدام والقدرة على تحديد أصحابها.

لم أتوصل إلى معرفة قائل البيتين. وعلى أي حال فالمعنى أن الشاعر يستحث راحلته (فاطري) على السرعة مثلما تسرع سيارة من نوع فورد (مصندق: حافلة صغيرة قديمة) تقل رجالا لهم مواصفات خاصة- وهم (المرّيّة: جمع مفردها المرّي)- عندما يتعقبون أثر سارق.

والمرّي يكاد يكون اصطلاحا شعبيا يطلق على فئة قصاصي الأثر, ولعل شهرة أفراد من قبيلة آل مرة في هذا المجال وراء هذه التسمية أو الاصطلاح رغم أن المقدرة على تتبع آثار الأقدام وتحديد هوية أصحابها مهارة عُرفت عند آخرين من قبائل أخرى يجمعها غالباً رابط مشترك وهو السكن قديما في مناطق الكثبان الرملية.

والشاعر يحدد أحد البارعين في قص الأثر وهو (العرق)، وقد عرفت من الأستاذ عبدالهادي العرق؛ أن المقصود هنا أبوه صالح العرق الذي يعتبر أول قصاص أثر استعانت به - إبان عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه - الجهة التي أوكل إليها مهمة حفظ الأمن وعمل معها في تعقب اللصوص ومرتكبي الجرائم.

لقائي بالعرق أتى على خلفية رحلة قمت بها إلى الربع الخالي استغرقت مدة أسبوعين. وقد لفت انتباهي في هذا الرجل صفة أراها تميز شخصيته عندما يتحدث عن قص الأثر، إذ يمزج بين ثلاث مقومات هي خبرته الميدانية في مجال تتبع الأثر، والبساطة ، والثقة عندما يشرح معرفا ومبينا المهارات اللازم توافرها في قصاص الأثر مع عدم التهويل بخلاف ما يفعل غيره من أولئك الذين يتصنعون التفرد بمفاتيح أسرار خوارق العادات، وفوق ذلك تتويج الخبرة بالدراسة العلمية.

سألته.. لو كان الأثر الذي تتبعه لرجل حافي القدمين وتداخل مع آثار حفاة بنفس الحجم، كيف تستطيع الاستمرار في التتبع؟

روى لي في معرض إجابته قصة قديمة عن رجل من آل مرة ضاعت منه ناقته فتتبع أثرها إلى أن وصل مورد ماء، ثم تبين له أن المورد يتصل بعدة مساقات (مفرد مساق: وهو الدرب الذي تمشي عليه الإبل إذا وردت وصدرت من الماء)، وكان يحتاج إلى تتبع هذه (المساقات) ليعثر على الأثر ويواصل تتبعه، وكان على مورد الماء رجل آخر من قبيلة آل مرة تبرع في مساعدته رغم أنه لا يعرف الناقة لكنه سأله (الناقة من هي عليه؟) ويقصد بالسؤال تحديد الفحل الذي ضرّب أمها (أب الناقة)، فسمى الرجل الفحل وهو معروف ومشهور، ثم تفرق الاثنان، وبعد فترة قصيرة من البحث صوّت المتبرع لصاحب الناقة ليشير إلى أثرها؛ حيث عثر عليه رغم أنه لم يرَ الناقة من قبل، فواصل صاحبها تتبع الأثر إلى أن عثر عليها.

طبعا- والحديث للعرق- سوف يعتقد البعض أن في ذلك مبالغة فكيف عرف الثاني الأثر وهو لا يعرف الناقة، وربما يأتي آخر فيقول كيف يعرف قصاص الأثر أصلا الأثر وخفاف الإبل متشابهة جداً، فأقول إن مهارة قصاص الأثر البارع تصل إلى التمييز الدقيق بين أثر خفاف الإبل وأحجامها وشكل استدارتها، أما الثاني (المتبرع) الذي لا يعرف الناقة فقد استعان بخلفيته ومعرفته بإنتاج الفحل من الإبل والتي تكون غالبا سلالة متشابهة.

ومن هذه القصة أراد العرق أن يبين أن معرفة الأثر وتتبعه بالنسبة ل(المرّي) البارع أشبه بمقدرة الشخص العادي على التفريق بين وجوه البشر. والسر أن قصاصي الأثر يميزون أقدام البشر فيما بين ثلاث حالات، فهنالك (الأكرف: وهذا وصف للأقدام التي تكون مائلة إلى الداخل، فالقدم اليمنى تكون مائلة قليلا جهة اليسار والقدم اليسرى تكون مائلة جهة اليمين)، وهناك (الأزرح: والمقصود أن تكون القدمان متباعدتين)، وهناك ( الأمد: أي ذو الأقدام المستقيمة)، وهناك ثقل الوزن وعلاقته بعمق الأثر الذي ينطبع على الأرض، وهناك أصحاب العاهات حتى لو كانت محدودة مثل انحراف أصبع عن بقية الأصابع.

ثمة أسرار كثيرة كشفها لي العرق تثبت أن الإنسان متى توافرت فيه مزايا شخصية منها الفطنة والذكاء والذاكرة المتقدة والقدرة على التركيز والتعايش مع بيئته الصحراوية فسوف يكتسب في ميدانها مهارات قد تبدو للأشخاص العاديين أنها خوارق للعادات.

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-07-2011, 10:19 PM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

أتيت في المقال السابق على شرح بيتين لشاعر مجهول قال:

يا فاطري روحي مرواح سيارة
مرواح فرت مصندق فيه مرّية
تبغى تدور سروق ضاعت اخباره
يقصه العرق ما قصه عليميه

ومن الشرح تناولت فئة قصاصي الأثر، أو (المرّية ومفردها مرّي بحسب الاصطلاح الشعبي). ونقلت عن واحد من البارعين في هذا (الفن) بعض أسرارهم، وقلت إن الإنسان متى توافرت فيه مزايا شخصية منها الفطنة والذكاء والذاكرة المتقدة والقدرة على التركيز والتعايش مع بيئته الصحراوية فسوف يكتسب مهارات في ميدانها قد تبدو للبعض أنها خوارق للعادات.

هناك مجموعات من هواة الصيد بالصقور وكلاب الصيد لديهم مهارات مثيرة. فهاوي الصيد بالصقور قد لا يميز أثر البشر ولا الحيوانات باستثناء طريدته المحببة وهي الحبارى، فالعثور على ما يسمى (جراير الحباري)؛ أي الأثر الذي ترسمه أقدامها على الأرض هو أول فصول الإثارة والمتعة واستعراض المهارة التي لا شك أنها ناتجة عن التعلق بالهواية والرغبة في العثور على الحبارى وكثرة التجارب في الميدان.






وقد يبدو غريباً على من ليس له علاقة بهذه الهواية أن الصقار الماهر يستطيع تحديد توقيت رسم الأثر (الجرة) واتجاهه وما إذا كانت الحبارى ذكراً (خرب) أو أنثى (دجاجة)، والمكان الذي طارت منه (المطير)، هذا فضلاً عن أنه يقرن الأثر ودلالاته بعلامات أخرى فيستطيع تحديد سلوكها ومدى قربها منه بالنظر إلى خواص فضلاتها. ومثل الصقار هواة صيد الأرانب البرية، فالحاذق من هؤلاء بمقدوره أن يحدد من الأثر جنس الأرنب، وهل كانت ترعى عند مشيها أم تسعى إلى جحرها، وهل هي مكتملة النمو أو صغيرة (خرنق أو خرينق). أيضاً الصيادون قديماً كانوا يعرفون الغزلان وأنواعها وحالتها الجنسية من الأثر.

من جانب آخر، روى لي أحد كبار السن قصة طريفة حدثت له شخصياً إبان بدء انتشار استخدام السيارات في المملكة فكان يحمل أغناماً جلبها من المرعى إلى سوق إحدى القرى في شاحنة صغيرة يقودها، ولأنه لا يجيد القيادة ارتبك عند مدخل القرية قبيل سوق الماشية أمام كومة كبيرة من الرمل صدمها فانكفأت السيارة على جانبها وسقطت الأغنام، وفي مثل هذا الموقف ينصرف تفكير الإنسان وتدبيره إلى سلامته أولاً، ولم يتنبه إلى أن الأغنام ليست بجانب السيارة إلا بعد أن ذهبت إلى حال سبيلها، فبحث عنها في أكثر من اتجاه وأخيراً بدأ يتبع أثراً توقع أنه لأغنامه لكنه أوصله إلى أغنام أخرى معها راع فطلب منه المساعدة في البحث، ولما عرف الراعي أن عددها ثلاثون رأساً وأن نوعها (شياه نعيم) أي كلها إناث من النوع النعيمي. يقول هذا الشيخ كلما شاهدت أثراً وهممت بتتبعه يعترضني الراعي فمرة يقول: (هذا أثر أكثر من ثلاثين) ومرة أخرى (هذا أثر شياه معها فحول) وثالثة: (هذا أثر شياه نجد: أي من النوع النجدي)، ورابعة: (هذا أثر بهم: أي صغار الضأن). وتأكد الرجل أن الراعي لا يتحدث من فراغ بعد أن عثرا على الأغنام. ولا شك أن في معرفة الراعي لآثار أنواع الأغنام وتحديد جنسها نتيجة خبرة متراكمة في التعايش مع هذه الحيوانات.

إذا لا غرابة أن يكون المرّي (قصّاص الأثر) - قديماً - ماهراً في تتبع الأثر البشري وتحديد الشخص الذي يعود إليه، خصوصاً أن الحالة أو الوضع السياسي المضطرب قبل توحيد المملكة يتطلب أن يكون لدى الجماعة أو القبيلة شخص أو أشخاص توكل إليهم مهمة اكتشاف آثار الغرباء. أو السارقين ومرتكبي الجرائم. بل إن الحذق في قص الأثر يكون أشد ويشيع بين أبناء القبيلة إذا كانوا يقيمون في مناطق الكثبان الرملية لأن الأثر يصبح مرسوما بتفاصيله حتى لو كان لنوع صغير من الحشرات أو الزواحف بخلاف المناطق الجبلية والصخرية التي يصعب اكتشاف الأثر فيها، ومن هنا نفهم التميز في قص الأثر لدى القبائل التي كانت تسكن في مناطق الربع الخالي والدهناء والنفود الكبير وإن كان الربع الخالي ميداناً أكثر اتساعاً. وبالمناسبة كان البسطاء قديماً لديهم تفسير غريب هو محض أساطير وجهل لا زال معششاً عند بعض كبار السن الذين لم ينالوا حظاً من العلم والمعرفة إذ يرجعون المهارة في قص الأثر عن قبيلة ما إلى الاعتقاد (أن إحدى جداتهم من الجن).




من القصص الغريبة التي تدل على أن قصاصي الأثر ينظرون إلى عوامل وقرائن أخرى في تحديد معالم الأثر وبالتالي صفات أصحابها ما يروى أن أحد أبناء الصحراء كان ذاهباً للتزود بالماء من نبع وبرفقته ابنته، وكان الأمر يحتم عليه تجاوز حفرة تعترض مكان الماء فنزل من الراحلة وقفز وطلب من ابنته أن تقفز بعده، ولما اطمأن إلى أنها بلغت مكان الماء طلب منها تعبئة القربة ريثما يقوم على أمر راحلته، لكنه لاحظ أن خطوات ابنته أصبحت واسعة بعد القفز فعرف أنها تأثرت من القفز ونتج عنه سوء سيلقي بظلاله على شرفها عندما تتزوج، فما كان منه إلا أن نادى على نسوة من القبيلة وبعض رجالها وأشهدهم على ما حدث لابنته لئلا يلحقها العار فيما بعد. بعيداً عن صحة هذه القصة فالشاهد أن مسألة تشخيص الأثر تعتمد أحياناً على قرائن أخرى يستنتج منها (المرّي) معلومات عن طبيعة الشخص وحالته النفسية. وبصرف النظر عن الاختلافات حول ما إذا كانت قدرة الشخص على قص الأثر والاستنتاج تأتي كمهارة مكتسبة أو موهبة متأصلة أو إلهام كما يزعم البعض أو تخمين وحدس يعتمد على التعايش والتعامل مع البيئة وطبيعة البشر والأرض والحيوان والنبات، ومن ثم الربط فيما بين القرائن التي تفضي إلى الحقائق، بصرف النظر عن ذلك، فإن قص الأثر يعتبر واحداً من (المعارف) التي عرفت عند العرب منذ الجاهلية الأولى باسم (القيافة).
0
0
0
يتبع

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-07-2011, 10:23 PM   رقم المشاركة : 4

 

.

*****

في الجزأين السابقين من هذا المقال تناولت بيتين من الشعر الشعبي، ومنهما تركّز الحديث عن قصاص الأثر، أو ما يعرف ب(المرّي) وفقا للاصطلاح الشعبي، وأوردت بعض القصص الغريبة والطريفة التي كان ميدانها الصحراء مما يدل على أن معرفة الأثر والقدرة على تتبعه وتشخيص صاحبه مهارة مكتسبة برع فيها كثير من أبناء الصحراء في الجزيرة العربية خلال العصور المتأخرة وبخاصة أولئك الذين يسكنون في السهول والكثبان الرملية.

ولكن ليس صحيحا كما يظن البعض أن قص الأثر ابتداع من قبائل بعينها وليس صحيحا أنه نشأ في حقب سادت فيها المعيشة القاسية والمناخات السياسية المضطربة التي شهدتها الجزيرة العربية خلال العصور التي سبقت توحيد المملكة، فقد عرف عند العرب منذ الجاهلية ما يعرف ب(القائف).

وفي لسان العرب جاء أن (القائف: الذي يعرف الآثار، والجمع القافة. يقال: قُفْت أثره إذا اتَّبعْته مثل قَفَوْت أثَره، وقيل إن القائف هو الذي يتتبع الآثار ويعرفها ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه). وتعتبر القيافة فرعا من الفراسة، وقد عدّ الباحثون كتاب السياسة في علم الفراسة لأبي عبد الله شمس الدين الانصاري المتوفى في النصف الأول من القرن الثامن الهجري أشهر المصادر في التراث العربي التي أصّلت لما وصف بعلم الفراسة، وتعني كلمة الفراسة النظر والتثبت والتأمل في الشيء والتبصر به، وإذا قيل تفرس فلان في الشيء أي توسمه، أما من نظر إلى الفراسة كعلم فقد عرّفه بأنه الاستدلال على أخلاق الناس الباطنة من النظر إلى أقوالهم وحركاتهم وأحوالهم الظاهرة مثل لون البشرة وهيئات الأجسام وأشكال الأعضاء.

والفراسة أنواع فهناك ما يتعلق بمعرفة أحوال الإنسان أو الحيوان أو النبات وغير ذلك، وهكذا يتفرع عن الفراسة ما يسمى بالقيافة إضافة إلى العيافة والريافة. فأما القيافة فهي إما قيافة البشر أو قيافة الأثر، فالأولى هي الاستدلال على معرفة أحوال الإنسان، أما الثانية فهي تتبع آثار الأقدام والحوافر في الطريق، وقريب من القيافة ما يسمى قديما عند العرب بالعيافة، لكن العيافة ارتبطت عندهم بالتكهن والتطير وخرافات أخرى، وهناك أيضا ما يسمى الريافة التي تختص بما يقال إنها قدرة الإنسان على الاستدلال على مصدر الماء تحت الأرض، دون أدوات مساعدة عدا مهاراته الشخصية وحدسه.

وبالنظر إلى الوقائع والواقع فإن القيافة أو قص الأثر أكثر ما تكتسب أهميتها من كونها (مهارة) تعين على كشف غموض الجرائم والسرقات والاستدلال على مرتكبيها. ولهذا تنظر الجهات الأمنية لهذا الجانب بعين الاعتبار. وبين يدي تقرير منشور في الصحف المحلية يفيد أن كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية قد نفذت دورة تدريبية استفاد منها ميدانيون يعملون في بعض الأجهزة الأمنية، والدورة تهدف إلى إكساب المشاركين مهارات التعرف على آثار الأقدام وتعريفهم بالأسس العلمية اللازمة لذلك وتنمية قدراتهم على تتبع الأثر ومتابعته، وأهم العلامات والسمات المميزة لكل فرد وطريقة واتجاه سيره وتأثير المكان والظروف البيئية المحتملة على الأثر وأهمية التصوير الفوتوغرافي في التوثيق والمقارنة بين آثار الأقدام إضافة إلى تزويدهم بأسس وتقنيات أظهار الأثر من خلال الإلمام بالمناطق الرئيسة بالقدم ومكوناتها العظمية.


بقي أن أقول إن الناس كانوا يبالغون في تفسير مهارة قصاص الأثر ويتوجسون منهم اعتقادا أن لهم علاقة بالجن، ولهذا فقد تسمع حكايات فيها من الأساطير والخرافات الشيء الكثير، ويعزز ذلك أن بعض قصاصي الأثر كانوا يتصنعون سلوكيات معينة وينسجون قصصا خيالية عن قدراتهم (الخارقة) ويروونها للناس رغبة في إضفاء هالة من التقدير أو قل التخويف كي يخشاهم الناس فتحقق مطالبهم. ولأنني بدأت في أول أجزاء هذا المقال بالشعر الشعبي أختم به، فقد قال الشاعر عبد الله بن زويبن الحربي:


بعض الرجال بماقفه مشعوف طيب
عند اللزوم يطش عمره بالبحر
اليا دعيته للمواقف يستجيب
يجيك ويجيب الجواهر والدرر
وبعض الرجال يجيبه الحق المصيب
يقضي اللزوم ولا يوطيها الوعر
وبعض الرجال يهيّب اللي ما يهيب
بس يتلوى مثل قصاص الاثر
أثر ذهيب مختلط له مع ذهيب
في وادي مليان رتاج وشجر

(انتهى النقل)

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-08-2011, 06:51 PM   رقم المشاركة : 5

 

لقد اثريت الموضوع بما يستحقه ولهذا الشكر لا يجزي في حقك وانت كفؤ لمكانك ومكانتك وانا فخور بك ومن حقي ان افتخر واعتز بك 0
اضافه بسيطه ( مري ) صحيح تعني قصاص اثر 0 ولكن الرجل من آل مره 0 وابنه كما اشرت عن مستواه واظنه يعمل بوزارة الداخليه والرجل رحمه الله فاضل وانيس 0 بارك الله فيك ولا عطر بعد عروس 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-08-2011, 10:13 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 

أبو صالح

سلمت لنا .. على هذا الطرح الراقي

يعطيك العافية .. على ما سطرت

والشكر موصول .. لأبي توفيق

على الإضافة الرائعة

دمتما بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-09-2011, 01:04 PM   رقم المشاركة : 7

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبن القرية مشاهدة المشاركة
أبو صالح

سلمت لنا .. على هذا الطرح الراقي

يعطيك العافية .. على ما سطرت

والشكر موصول .. لأبي توفيق

على الإضافة الرائعة

دمتما بخير

ان هذه الساحات تألقت برجالها وانت منهم وان كل هدفي ان يجد كل زائر للساحات كل ما يبحث عنه وانا اطرح مما 0 بي 0 مر 0 وعلى 0 وابو توفيق يثري كل طرحي بما يكسبه القبول كما ان مداخلاتك وامثالك 0 تدفعني لمزيد من لعطاء بثقه قي امل القبول 0 تقبل تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-09-2011, 01:45 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

ابو صالح

سلمت لناعلى هذا الطرح الراقي

يعطيك العافيه على ما سطرت


اناملك الكريمه تقبل مروري ودمت

بووود0



 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

رد مع اقتباس
قديم 01-09-2011, 05:15 PM   رقم المشاركة : 9

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سعد دوبح مشاهدة المشاركة
ابو صالح

سلمت لناعلى هذا الطرح الراقي

يعطيك العافيه على ما سطرت


اناملك الكريمه تقبل مروري ودمت

بووود0




وانت سلمت عل كرم المداخله بارك الله فيك 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2011, 09:59 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
حسن الدوسي is on a distinguished road


 

موضوع مميز بتميز صاحبه إستاذنا الغالي / نايف بن عوضه ( أبو صالح ) ومما زاد هذا الموضوع جمالاً المداخلات الجميلة من أخي وتاج رأسي الأستاذ / عبدالرحيم قسقس ( أبوتوفيق ) بارك الله فيه 0


أستفدت كثيراً من إطلاعي على هذا الموضوع وقراءة المداخلات القيِّمة ولن أنسى نفسي ولا أبو صالح ولا أبو توفيق من الدعوات المباركات وكذلك عموم المسلمين ، وعلى الله الإجابة - اللهم آمين 0



وصلى الله على سيدنا محمد ؛؛

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:45 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir