كيف كان الانذار بالخطر ايام زمان
كانت المهنه 0 التي يتطلع اليها جيلنا قبل بداية التعليم هي قيادة السياره 0 حيث 0 كان للسواق مكانته الاجتماعيه واحترامه ويتصدر المجلس وكلمته مستمعه واوامره مطاعه خصوصا اثناء السفر 0 فهو يتحكم في الركاب ويصدر الاوامر والكل يطيع 0
ولكنه لا يصل الى لقب سواق 0 الا بعد المرور بمراحل من المعاناه والاضطهاد والشقاء وعدم الاعتبار 0 ويسمى معاون 0
ويترتب عليه مسؤلية نظافة السياره حال وقوفها في كل مرحله من مراحل الطريق ويقع عليه مسؤلية تفقد السياره وكل مساميرها ومتطلبات الصيانه 0 وعليه تقع مسؤلية جمع 0 الحطب وايقاد النار والطبخ والتنظيف 0 وهو اول من ينزل من السياره 0 وآخر من يطلع 0 وغالبا ما يكون ركوبه فوق الحنايا وهو المكان الذي لا ينافسه فيه احد 0 ولك ان تتخيل عندما يكون عرضه للبرد والمطر 0 وعليه الاستسلام لواقعه 0 وحلًني 0 حتى يرتقي الى مرتبة سواق 0 كما ان السواق في الماضي كان يعتبر مهندس فهو يعرف كل اسباب الخلل ويستطيع اصلاحه 0 وانا اعرف سائقين كانوا يوضٍبون سياراتهم اذا خبطت المكينه ولا يعجزهم شي 0
اعود لصلب العنوان 0
كان يتم الابلاغ عن قدوم رمضان وقدوم العيد عن طريق البنادق حيث يتم اطلاقها من اول موقع سمع ثبوت الشهر ويتسلسل الاطلاق الى آخر ما ينتهي إليه 0
الا انه 0 كان للبنادق دور آخر 0 وهو اذا هطلت امطار غزيره 0 يتم اطلاق النار 0 من قبل القرى الواقعه بالقرب من الاوديه ليعلم من يكون بالوادي ان هناك 0 سيل منقول ليأخذ حذره ويبتعد ويبعد حلاله عن طريق السيل لانه ربما لم ياتيه سيل ولكن السيل منقول ومنحدر من الجبال ويترتب عليه اخطار وخساير اذا لم يبادر بالابتعاد عن مجرى السيل 0
واذكر في اوائل السبعينيات الهجريه 0 كنا خارجين الديره وتوقفنا لاعداد العشاء على حافة وادي السوسيه 0 واثناء الاعداد 0 سمعنا اطلاق بنادق واول مره في حياتي اعرف انها انذار بقدوم سييل منقول 0
تصايح الجميع للفرار وكان الجو بارد وما هي الا لحظات حتى اقبل اول السيل 0 حاول السواق تشغيل سيارته ولم يتمكن لانها كانت بارده وتحتاج الى تسخين 0 فما كان منه الا 0 ان 0 انذرنا بالابتعاد 0 بعد ان اشعل 0 دافور 0 تحت المكينه ولكنها لم تشتغل 0 وابتعدنا 0 واخذ نصف جالون بنزين 0 وكبه 0 على مكينة السياره 0 ثم اشعل البنزين 0 وقفز الى الغماره واخذ يشغل السياره والنار مشتعله في الماطور 0 وكان السيل قد سحب قليلا مما تحت 0 الكفرات 0 ولكن السياره اشتغلت 0 وطلب من الركاب مساعدة السياره بدفعها وكان بعض الركاب قد قام بربط السياره في الاشجار حتى لا يسحبها السيل ومن حسن الحظ 0 مع اشتغال السياره ومساعدة الركاب في الدفع والاصرار والاراده 0 تم اخراج السياره حتى ابتعدت عن حافة الوادي فهللنا وكبرنا وحمدنا الله على السلامه وانتظرنا يومين 0 حتى 0 جأتنا السيارات واخذ سواقنا من عندهم اسلاك 0 ولف 0 الظفيره التي احترقت بالكامل ومن ثم اشتغلت السياره وواصلنا رحلتنا بسلام 0
هل عرفتم وسيلة الانذار 0 واخذها بعين الاعتبار وحجم المعاناه 0
رحم الله رجال زمان وسواقين زمان واحسن لي ولكم الخاتمه 00