يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-21-2008, 10:57 PM   رقم المشاركة : 1
مُفسِدَات القلب !!!


 




المفسد الأول:

كثرة المخالطة

فأما ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود،

ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما، وضعفا وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء،

وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم،

وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم. فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟

هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة،

وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية. وهل آفة الناس إلا الناس؟

وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا،

وقضاء وطر بعضهم من بعض، تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة،

ويعض المخلط عليها يديه ندما،

كما قال تعالى:





[الفرقان]

وقال تعالى:



[الزخرف]

وقال خليله إبراهيم لقومه:




[العنكبوت]

وهذا شأن كل مشتركين في غرضك يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله،

فإذا انقطع ذلك الغرض،

أعقب ندامة وحزناً وألماً وانقلبت تلك المودة بغضاً ولعنة،

وذماً من بعضهم لبعض.

والضابط النافع في أمر الخلطة:

أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة،

والأعياد والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة،

ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات.

فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر،

ولم يمكنه اعتزالهم:

فالحذر الحذر أن يوافقهم،
وليصبر على أذاهم،

فإنهم لابد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر.

ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له، وتعظيم وثناء عليه منهم،

ومن المؤمنين، ومن رب العالمين،

وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له، ومقت، وذم منهم،

ومن المؤمنين، ومن رب العالمين.

فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة،

وأحمد مالا. وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات،

فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه.

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز بن شويل ; 03-21-2008 الساعة 10:59 PM.

   

رد مع اقتباس
قديم 03-21-2008, 11:03 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 



المفسد الثاني من مفسدات القلب

ركوبه بحر التمني

وهو بحر لا ساحل له. وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم،

كما قيل: إن المنى رأس أموال المفاليس.

فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة،

تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة،

وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية

ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية،

بل اعتاضت عنها بالأماني الذهنية.

وكل بحسب حاله:

من متمن للقدوة والسلطان،

وللضرب في الأرض والتطواف في البلدان،

أو للأموال والأثمان،

أو للنسوان والمردان،

فيمثل المتمني صورة مطلوبة في نفسه وقد فاز بوصولها والتذ بالظفر بها،

فبينا هو على هذا الحال،

إذ استيقظ فإذا يده والحصير!!


وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان،

والعمل الذي يقربه إلى الله،

ويدنيه من جواره.

فأماني هذا إيمان ونور وحكمة،

وأماني أولئك خداع وغرور.

وقد مدح النبي متمني الخير،

وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-21-2008, 11:10 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 



المفسد الثالث من مفسدات القلب

التعلق بغير الله تبارك وتعالى

وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق.

فليس عليه أضر من ذلك،

ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه،

فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به.

وخذله من جهة ما تعلق به،

وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره،

والتفاته إلى سواه. فلا على نصيبه من الله حصل،

ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل.

قال الله تعالى:




[مريم]

وقال تعالى:




[يس]

فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله.

فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم

مما حصل له ممن تعلق به،

وهو معرض للزوال والفوات.

ومثل المتعلق بغير الله:

كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت،

أوهن البيوت.


وبالجملة:

فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها:

التعلق بغير الله. ولصاحبه الذم والخذلان،



كما قال تعالى:



[الإسراء]

مذموما لا حامد لك،

مخذولا لا ناصر لك.

إذ قد يكون بعض الناس مقهوراً محموداً كالذي قهر بباطل،

وقد يكون مذموماً منصوراً كالذي قهر وتسلط بباطل،

وقد يكون محموداً منصوراً كالذي تمكن وملك بحق.

والمشرك المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة،

لا محمود ولا منصور.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-21-2008, 11:15 PM   رقم المشاركة : 4

 




المفسد الرابع من مفسدات القلب

الطعام


والمفسد له من ذلك نوعان:

أحدهما:

ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات.

وهي نوعان:

محرمات لحق الله:

كالميتة والدم، ولحم الخنزير،

وذي الناب من السباع والمخلب من الطير.

ومحرمات لحق العباد:

كالمسروق والمغصوب والمنهوب، وما أخذ بغير رضا صاحبه،

إما قهرا وإما حياء وتذمما.

والثاني:

ما يفسده بقدره وتعدي حده،

كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط،

فإنه يثقله عن الطاعات،

ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها،

فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها،

والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة،

وطرق مجاري الشيطان ووسعها،

فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم.

فالصوم يضيق مجاريه ويسد طرقه،

والشبع يطرقها ويوسعها.

ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا.

وفي الحديث المشهور:

« ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه.

فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه
»

[رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه الألباني].

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-21-2008, 11:18 PM   رقم المشاركة : 5

 




المفسد الخامس

كثرة النوم

فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت،

ويورث كثرة الغفلة والكسل. ومنه المكروه جدا،

ومنه الضار غيرالنافع للبدن.

وأنفع النوم:

ما كان عند شدة الحاجة إليه.

ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره،

ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه.

وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه،

وكثر ضرره،

ولاسيما نوم العصر.

والنوم أول النهار إلا لسهران.

ومن المكروه عندهم:

النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس؟

فإنه وقت غنيمة،

وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة

حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير

ذلك الوقت حتى تطلع الشمس،

فإنه أول النهار ومفتاحه،

ووقت نزول ا لأرزاق، وحصول القسم، وحلول البركة.

ومنه ينشأ النهار،

وينسحب حكم جميعه علي حكم تلك الحصة.

فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر.

بالجملة فأعدل النوم وأنفعه:

نوم نصف الليل الأول،

وسدسه الأخير،


وهو مقدار ثماني ساعات.

وهذا أعدل النوم عند الأطباء،

وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه.

ومن النوم الذي لا ينفع أيضا:

النوم أول الليل،

عقيب غروب الشمس

حتى تذهب فحمة العشاء.

وكان رسول الله يكرهه. فهو مكروه شرعا وطبعا.

والله المستعان.




ابن القيم رحمه الله




...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-30-2008, 10:03 PM   رقم المشاركة : 6

 

.

*****

جزاك الله خير الجزاء وكتب لك الأجر والثواب

كم نحن بحاجة لمراجعة هذا الموضوع والاستفادة مما فيه من الحكم والعبر والمعاني

دمت أخي العزيز شويل في حفظ الرحمن وتوفيقه

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir