ديوان الحكم و الأمثال (المشاركة من الجميع)

من كان يملك درهمين تعلمت شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الاخوان فاستمعوا له ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي يزهو بها لوجدته في الناس اسوأ حالا
ان الغني اذا تكلم مخطئاً قالوا صدقت وما نطقت محالا
اما الفقير اذا تكلم صادقا قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا
ان الدراهم في المواطن كلها تكسو الرجال مهابة وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قتالا

 

 

خليلي ولى العمر منا ولم نتب وننوي فعال الصالحات ولكنا

فحتى متى نبني بيوتاً مشيدة وأعمارنا منا تهد وما تبنى

 

 

ما يستحي المرء من إعلانه لا ينبغي الإقدام في إتيانه

 

 

عن الفضيل بن عياض قال :

يا مسكين ، أنت مسيء وترى أنَّك محسن ، وأنت جاهل وترى أنَّك عالم ، وتبخل وترى أنَّك كريم ،
وأحمق وترى أنَّك عاقل ، أجلك قصير ، وأملك طويل .

 

 

وقال الشاعر :
من يزرع الشر يحصد في عواقبه ***** ندامة ولحصد الزرع إبان
وقال آخر :
يمشي الفقير وكل شيء ضده ***** والناس دونه تغلق أبوابها
حتى الكلاب إذا رأته عابرا ***** نبحت إليه وكشرت أنيابها
وإذا رأت يوما غنيا مقبلا ***** هرعت إليه وحركت أذيالها
الدنيا بالمظاهر والآخرة بالأعمال

 

 

ابن أدم

ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا..و الناس حولك يضحكون سرورا

فأحفظ لنفسك أن تكون إذا بكوا..في يوم موتك ضاحكا مسرورا

 

 

التوكل على الله

توكلت في رزقي على الله خالقي..و أيقنت لا شك أن الله رازقي
و ما يكن من رزقي فليس يفوتني..و لو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله..و لو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة..و قد قسم الرحمن رزق الخلائق


الثقيل

سقط الثقيل من السفينة في الدجى..فبكى عليه و رفاقه و ترحموا

حتى إذا طلع الصباح أتت به..نحو السفينة موجة تتقدم
قالت خذوه كما آتاني سالما..لم أبتلعه لأنه لم يهضم

 

 

المال

إذا المرء لم يعتق من المال نفسه..تملكه المال الذي هو مالكه
ألا إنما مالي الذي أنا منفق..و ليس لي المال الذي أنا تاركه
إذا كنت ذا مال فبادر به الذي..يحق و إلا استهلكته مهالكه

إلى متى

حتى متى أنت في لهو وفي لعب..و الموت نحوك يهوي فاغرا فاه
ما كل ما يتمناه المرء يدركه..رب أمريء حتفه فيما تمناه
تغتر للجهل بالدنيا و زخرفها..إن الشقي لمن غرته دنياه

 

 

أرحل بنفسك


ارحل بنفسك من دار تضام بها..و لا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في مواطنه..و في التغرب محمول على العنق
و الكحل نوع من الأحجار تنظره..في أرضه و هو مرمي على الطرق
لما تغرب حاز الفضل أجمعه..فصار بحمل بين الجفن و الحدق


يا أيها الخالي
يا أيها الخالي بلذاته..تذكر الموت و غصاته
و مصرعا منه على غرة..و علة من بعض علاته
إن كنت أصبحت به موقنا..و جاهلا بعد بميقاته
كم مصبح في نعمة آمنا..قد غير الإمساء حالاته

الفناء
سبيل الخلق كلهم إلى الفناء..فما أحد يدوم له البقاء
يقربنا الصباح إلى المنايا..و يدنينا إليهن المساء
فلا تركب هواك و كن معدا..فليس مقدرا لك ما تشاء
أتأمل أن تعيش و أي غصن..على الأيام طال له النماء

 

 

رفيق الدرب

حياك الله

( أنت كالمطر حيثُ وقع نفع)