يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات وادي العلي الخاصة > ساحة صدى الوادي

ساحة صدى الوادي المواضيع الخاصة بوادي العلي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-18-2012, 11:11 AM   رقم المشاركة : 11

 

هنا إشراقة شمس وفاء تتجلى في أبهى صورها

أن تسجل سيرة والدك ياأستاذ علي فتلك دلالة كبرى على البر والتقوى
في حق رجل مجاهد في سبيل إسعاد أسرته فكان مثالاً للأبوللمواطن الصالح

ليت نسخة منه تصلني
بورك الولد ورحم الله الوالد

وكل الثناء العطر للأستاذ علي أبو علامة لنقله هذا الإصدار الرائع
تحايا تليق بالكبار

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-18-2012, 01:42 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم كعشر
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
عبدالرحيم كعشر is on a distinguished road


 

الى ابو اديب حفظه الله واعاده الله الينا بعد مهمته في جيزان وشكرا جزيلا له لتقديمه كتاب حكمة اليتيم للاديب الفاضل ابو حمدان علي بن جاهمه وشكرا للتعريف بالكتاب وسكيون لي تعليق على النسخه التي ستقدم لي هديه من ابو حمدان نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل ماقدمه للتعريف بوالده المرحوم بأذن الله حمدان بن جاهمه في ميزان حسناته وجزاه الله خير على الطرح الجميل والبر بوالده

 

 
























التوقيع

ليسَ الغريبُ غريبَ الشآمِ واليمنِ .. إنَّ الغريبَ غريبْ اللحدْ والكفَنِ


   

رد مع اقتباس
قديم 02-24-2012, 06:19 PM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
علي بن حسن is on a distinguished road


 

في البداية وأنا استلم نسختي من كتاب علي بن حمدان جاهمة عن والده حمدان بن علي جاهمة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته .. أقول عندما استلمت نسختي والأخ علي أبو علامة يقوم بتوزيعه على الحاضرين في عزومة الأخ مقبول بن أحمد الحمراني لأعضاء ساحات وادي العلي مساء الخميس 1/4/1433هـ قلت في نفسي عندما استعرض عناوين المواضيع داخل الكتاب سأختار الموضوع الذي يشدني واقرأه ، وبدأت بقراءة مقدمة الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي بعد عودتي من الحفل وكانت الساعة حينها الثالثة بعد منتصف الليل ولم أفق لنفسي إلاّ بعد أن تجاوزت الصفحة الخامسة والأربعين وكانت الساعة حين الإفاقة تجاوزت الخامسة بدقائق ..جذبني أسلوب أبو حمدان ما أدري هل لأني أحبه أو لأن أسلوبه فعلاً جذاب بحكم التخصص في الإعلام [ تخصص بيع هروج ] ولكن في الواقع الذي جذبني أكثر صدق الكاتب وتحري الدقة في صدق رواية الحدث من أكثر من شخص عاصروا والده رحمه الله وبحكم القرابة لاشتراكنا في جدتي عجب بنت حمدان بن جاهمة لأمي وجدته لأبيه وبحكم القرابة أعرف الكثير من الأحداث وقد أكملت باقي الصفحات الخمس عشرة اليوم الجمعة واستمتعت في الإبحار مع الكاتب في هذا السفر الجميل الصادق عن والده حمدان بن علي بن جاهمة فجزاه الله كل خير عن كل ما قدمه عن والده براً به ومتحدثاً صادقاً عنه .
علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-24-2012, 08:07 PM   رقم المشاركة : 14

 

كنت في مناسبة تاريخيه مع اخوة اجلاء من ساحة وادي العلى في مجلس الجود والكرم منزل الشيخ الحمراني واطلعت على هذا الكتيب للشيخ حمدان بن علي بن جاهمة يرحمه الله رحمة واسعه وكان هذا الكتيب الثمين الحافل بسيرة مشرقه تسجل بماء من ذهب والناس شهداء الله في ارضه
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم ... وعاش قوم وهم في الناس اموات
مهما سطرت في هذه السيره فيعجز القلم عن التكمله لما يحتويه من جوانب مشرقة وبصمات خالده ... نسأل الله ان يجعله في جنات النعيم
شكرا ايضا للرجل الخلوق ابوعلامه على تعريفنا بهذه السيره الرائعه كتب الله له الاجر
وصلى الله على محمد

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-27-2012, 07:26 AM   رقم المشاركة : 15

 

السلام عليكم،،
شكرا لمن تداخل قبل الاطلاع على الكتيب وبعد ان تم التوزيع وأرجو على كل من اطلع على الكتيب ان يدعو لوالدي ولوالدتي بالرحمة والمغفرة وان يسامحهم ويعفي عنهم ,,
وإنني ارغب من كل من اطلع على الكتاب ولدية ملاحظات أو إضافات أو استفسارات أو تعديلات ان يرسلها مشكورا على ايميلي
( alihmdan@hotmail.com) أو يهاتفني بشأنها.
الكتيب صغير في حجمه وفي عدد صفحاته ولكنه مليء بالحب لكل من عاش في تلك الفترة من الرجال والنساء الذين تعاملوا مع والدي وتعامل هو معهم سواء في نجد أو الحجاز، الكتيب يقرأ في نصف ساعة ولكنه يحفظ ويخلد فترة زمنية تجاوزت السبعين عاما بكل إحداثها المرررة والحلوة .
أعيد واكرر ان الهدف هو حفظ شيئا مما سمعته من والدي وعن والدي لتبقى ذكرى لأهلي وأبنائي وأسرتي وأقاربي وجماعتي وان يكون فيها شيئا من العظة والعبرة في هذه الحياة الفانية .
وقصة والدي في الغالب تتشابه مع قصة أبائكم وان اختلفت بعض الجزئيات وان المشقة والشظف والتعب ومن ثم تربية الأبناء والأحفاد ،، هي هي نفس الأحداث ونفس المواقف والتحولات ،، يقول اللواء محمد بن عبدالخالق ( الذي اشهد الله ثم خلقه إنني أحبه في الله) إنني وأنا أقراء القصة تخيلت والدي ( عبدالخالق بن سعيد ) وقرأت القصة وكأنها لوالدي ويقول ان كتيب حياة الوالد قد يكون كتيب لحياة أباء كثر من أهل الوادي ،، وهذه حقيقة اتفق مع ابوعبدالله فيها ،، فالحال واحد والظروف متشابهه والأحداث تدور في نفس الفلك ..
رحم الله جميع المسلمين
دمتم في حفظ الله ورعايته



 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-27-2012, 09:08 AM   رقم المشاركة : 16

 

شهادتي في الوالد حمدان بن جاهمة مجروحة ولكن احببت انقل لكم صورة واحدة من أمانته ونزاهته .


يقول لي ذات مره :
إن الأمير كان يعطيني فلوس في رمضان لأتصدّق بها على الفقراء والمساكين
الذين يتواجدون كل يوم عند قصر الأمير لطلب المساعدة
( مثل بقية قصور الأمراء وبيوت ميسوريّ الحال من التجار )
فأضع فلوس الأمير في جيبي واحدد مبلغ لكل شخص سواء ذكر أو أنثى
ولكن هؤلاء المساكين لديهم طرق كثير في التحايل
إما يقوم بتغيير ثوبه أو يغير بشته ... الخ
وعلى هذا الحال كل يوم
فأقول قد أعطيتك أمس ويحلف بالله إنه لم يأخذ ولا ريال !!

وللخروج من هذا قمت بوضع فلوس الأمير في جيبي الأيمن و فلوسي الخاصة في جيبي الأيسر وأعطيهم منها

خشية من الله على الأمانة التي عندي ( فلوس الأمير )


لاحظ امانته حتى في الصدقة يريدها تصل إلى مستحقيها بالصورة التي ترضي الله
رحمك الله يا أبا علي وغفر لك وأسكنك فسيح جناته ..
وغفر لزوجتك واسكنها فسيح جناته


وشكراً لك ايها الأبن البار بوالديه
علي بن حمدان على هذه المعلومات عن بعض جوانب مِن حياة والدك

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-28-2012, 12:29 PM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالرحيم رمزي is on a distinguished road


 

الأخ علي حمدان الذي كان أنموذجاً يحتذى في البر بأبيه في حياته وبعد مماته
فما إصدار هذا الكتيب (حكمة اليتيم ) إلاّ دليل واضح على بره بأبيه
اسأل الله أن يرزقه بر ابنه حمدان كما بر أباه
وحيث أن النفوس قد جبلت على حب من أحسن إليها
وفطرت على حب الثناء وسماع جميل الإطراء
فما أروع أن ننطق بكلمات الإطراء وأن نتفوه بألفاظ الثناء
على حمدان بن جاهمة ليترحم الجميع عليه
اسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
وأن يجزيه عن هذه الفضائل خير الجزاء
فقد كان يتميز بصفات رائدة وخصال رائعة حميدة
منها خدمة الناس وقد قيل :
وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ * تُقضى على يده للناس حاجات
فقد كان منزله عامراً بالضيوف
يكاد لا يخلو من أبناء الوادي القاصدين الرياض
مَأْوَى الغَرِيبِ وَمَأْوَى القَادِمِ السَّارِي
وكان يستضيفهم ابتغاء وجه الله والأجر والثواب
لا ينتظر رداً للجميل أو شكراً من أحد
وقد نال ثقة كبيرة من العاملين معه في تأمين فلوسهم
وكان تعامله راقياً ومميزاً يحظى بهيبة وتقدير واحترام
وكان متواضعاً رحمه الله لا يأنف أو يترفع عن خدمة من يلجأ إليه
فعلينا أن نعترف بالجميل لأهله ونذكره بالطيب وندعو له

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2012, 05:28 AM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
علي بن جاهمه is on a distinguished road


 

الاخ عبدالرحيم بن رمزي عاش اللحظات الاخيرة قبل وفاة الوالد في جدة وكان معي في
مستشفى الملك فهد العسكري عندما اخبرتني الممرضة بان والدي قد مات وهي لحظات
لن انساها ماحييت وبالرغم من مرور ثلاثة وعشرون عاما الا انني اتذكرها وكانها البارحة
وكان صامدا يهديني ويهدئ على ابو علامة ( ابو اديب ) وكانت لحظات عصيبة جدا والحمدلله على كل حال ,,
فقط تذكرت الموقف عندما اطلعت على مداخلته واحببت ان اطلعكم عليه
اللهم ارحم والدينا والمسلمين اجمعين ....

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-13-2016, 11:25 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
جمـ العجمه ـال is on a distinguished road


 

دروس وعبر في كتيب (حكمة اليتيم –حمدان-)
مقدمة:-
رحلت أجسادهم ..
بقيت أرواحهم وطيب ذكراهم ..
صمدوا أمام التحديات ..
وكانوا شمساً مشرقة بددت باشراقتها ظلام الجهل المقيت ..
وأمام جميل خصالهم ونبل صفاتهم أجد نفسي أستمتع بقراءة ما سطر عنهم ..
( حمدان بن علي بن جاهمه) هو أحد هؤلاء حيث كان أنموذجاً فريداً في عصره ، شرفت بالغوص في ما كتب عنه في كتيب "حكمة اليتيم حمدان" ووجدت نفسي ممسكا بقلمي تملي عليّ ذكرياتي بعضا من جميل ما كان منه وفيه ..

فكم تمنيت أن يكون جميع أفراد قريتي هم "حمدان" لينعم جميع أفراد القرية بالتواد والتحاب والتراحم!!غير أن ذلك في اعتقادي لن يتحقق لأن "حمدان" هو واحد وقد رحل مخلدا خلفه ذكراه الجميلة ورصيده الكبير من السمعة الطيبة، ولازلت أرجو الله وأدعوه أن يكثر في أهل قريتي من أمثال "حمدان" تسامحا واستقلال رأي وامتناعا عن إيذاء الآخرين ؛ وماذلك على الله بعزيز ولا أملك تجاه ما قدمت إلا دعائي وأن نكون معا في أسمى منازل الجنة مع والديَ وكل من أحببنا.
بعض الخصائل الحميده ل"حمدان":
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ = جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيــام فضل موده = َشِــدَّة َ إِخْـلاَصٍ وَرَعْـيَ ذِمَـامِ
علي بن أبي طالب

1- اعطاء الوارثات ميراثهن:-
سافر (حمدان) خفية – والله أعلم – هروباً من الُمطَالِبات بالميراث مع قناعته بعدالة المُطَالَبات – كما ورد بالكتيب وكما انتهت إليه القضية بالمصالحة على يد شيخ القبيلة - . وأرجو الله أن يكون من أهل الجنة والفوز العظيم. يقول الله تعالى : (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) سورة النساء (13) وهي احدى الأيتين التي جاءت بعد آيتي الفرائض والأنصباء التي جعلها الله للورثة بحسب قربهم من الميت واحتياجهم إليه وفقدهم له من عدمه . يقول سبحانه في آيتي المواريث والأيتين التاليتين لها : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ۚ مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (14) )) سورة النساء.
خالف (حمدان) رحمه الله عادات الجاهلية السائدة آنذاك في القبيلة فأعطى الوارثات المطالِبات أنصباءهن من الميراث بعد التراضي (نقدا) وبواسطة شيخ القبيلة سعيد بن عبدالعزيز بن صقر رحمه الله .

2- إلغاء حفل العزاء:-
أوصى حمدان بن علي بن جاهمه قبيل وفاته بعدم إقامة حفل العزاء وفق ما اعتاد عليه كثير من أهل القبائل الجنوبية .
من العادات السيئة المتوارثة ذبح الذبائح وتقديم القهوة والتمر والشاي وسواها للمعزين لتصبح مناسبة العزاء وكأنها مناسبة فرح وزواج لا فرق بينهما إلا أن أهل الميت يتألمون ويتعبون جراء خدمة الوافدين (المعزين) وبعد مغادرتهم وكأن أحزانهم لا تكفيهم فيتم اثقالهم فوق حزنهم بتقديم الولائم ومن ثم تنظيف الموقع وتوزيع ما فضل من الطعام على المستحقين بعد ذهاب المحتفلين بالوفاة (المعزين) .. ولا أدل على ذلك من ورود رهن ممتلكات المتوفى الفقير لدى الغير لتغطية تكاليف العزاء وفق ما ورد بصفحة (19) من المؤلف – محل التأمل – حيث ورد به قول المؤلف وأورده نصاً " بعد وفاة عمي محمد بن علي بن جاهمه اضطر والدي وبضغط من الجماعة (أهل القرية) لرهن عدد من بلاده عند آل بن ناصر من رحبان لكي يقيم معزاة عمي وبعد عشر سنوات مات ولد عمي واسمه علي دون سن ال(13) وتم رهن بلاد أخرى في غياب والدي – حيث كان بين مكة والرياض – وذلك لاقامة المعزاة ووالدي خارج الديرة وظلت هذه البلاد مرهونة لأكثر من عشرين عاماً حتى استطاع والدي فك رهنها ، المهم أن والدي واجه لوحده تياراً جارفاً من الجماعة (أهل القرية) الأقوياء والأشداء وكانت بلاده (مزارعه) كثيرة ". أ.هـ. ونتيجة للتجربة الجاهلية المره التي مر بها (حمدان) رحمه الله أوصى أبناءه بالعزوف عن تلك العادات السيئة المتوارثة وابلاغ المعزين فوق القبر بذلك . وتم له رحمه الله ما أراد. وكالعادة فإن المصلح لا يسلم من النقد والانتقاص . ولكن يكفي حمدان بن علي بن جاهمه أنه سن سنة حسنه في القرية له – إن شاء الله - أجرها وأجر من عمل بها ، وكاتب هذه الأسطر أول من عمل بها فلم يحتفل بموت أمه ولا موت ولده ولم يسمح بذبح الذبائح وإقامة الولائم ولا تقديم القهوة والشاي والتمور ولم ينصب عقد الكهرباء ولا إحضار الكراسي والزل والتيازير ، ومن أراد العزاء فهو محل ترحيب المصابين يعزيهم ويواسيهم وينطلق مباشرة دون مكث وامضاء وقت للحديث عن أمور الدنيا والصفقات التجارية والغيبة والنميمة – رحم الله حمدان بن علي بن جاهمه الذي فك رهن مزارعه وتسديد دين حفلي العزاء بعد عشرين سنة من تاريخ الرهن ، وألغى بشجاعته وحكمته تلك الحفلات وجعل مناسبة عزائه شخصياً قدوة حميدة لمن أراد الإقتداء . وحفظ الله ذوي ( حمدان) الذين نفذوا وصية والدهم كما أرادها .

ويحضرني عند كتابة هذه الأسطر مثالين أوردهما للعبرة ولعل القارئ يدعو لمن دون هذه المعلومات ولأصحابها المنبثقة عنهم.

والدي مسفر بن حسن غدران رحمه الله قص عليّ قصة طريفة وهو أنه سافر إلى مكة المكرمة بغية الحج والاسترزاق وكان يخيط يدوياً بعض ثياب النساء حتى يقترب الحج فيحج بعد البحث عما يسمى (الطلعة) وهو جُعل مقابل أي خدمة الحجيج مع مطوف لمدة سبعة ايام تقريبا . وبينما هو منهمك في الخياطة وإذا بمندوب شيخ غامد آنذاك (محمد بن عبدالعزيز الغامدي) يطلبه للمثول في مجلس الشيخ ، ولا يستطيع المطلوب إلا الامتثال لذلك وعند دخول والدي لمجلس الشيخ وجده مليئاً بأناس كثر من غامد ومنهم سعيد بن حمدان بن شريفه من الطرفين (رحمه الله) وعندما تم تقديمه لشيخ غامد أمره بدفع مبلغ من المال سماه (تحريراً) لموت أحمد الدهاسي ( وهو أحد أفراد آل ماحيه من آل بنواس توفي عن بنت اسمها خضراء قماشه ) رحم الله الجميع ، وقد امتنع أبي عن الدفع لعدم قرابته للمتوفى فأمر الشيخ بسجنه ، وعندما سحبه أحد مماليك الشيخ لإيداعه السجن تدخل العم سعيد بن أحمد بن شريفه رحمه الله وقال يا شيخ أنا أدفع المبلغ فسلم أبي من السجن وكان للشيخ ما أراد ؛ والتحرير هو – والله أعلم – ضريبة يدفعها أقارب الميت للمسئول عن القبيلة عندما يموت الميت ولا ولد ذكر له (ابن) .

المثال الآخر يتعلق بموت صالح بن مسفر الدميني (والد محمد وعبدالله واخواتهما) عام 1378هـ أو أوائل عام 1379هـ رحم الله الجميع حيث تم شراء التمر والبن والشاي والسكر وما يلزم لولائم العزاء ديناً لفقر ذوي الميت وغياب ابنه الأكبر (محمد) الذي كان يعمل آنذاك بشركة أرامكو في المنطقة الشرقية ثم جاء شيخ القبيلة بعد أيام من الوفاة ليعزي أهل القرية –كالعادة- في وفاة الفقيد فذبحوا له عجلاً وأولموا في بيت معرف القرية أنذاك الشيخ (مسفر بن أحمد بن باشه) ، وسجلوا كامل التكاليف على ورثة المتوفى ، وأذكر أنه بعد أن حضر ابنه (محمد) بعد فترة من الزمن طلب منه أهل القرية سداد تكاليف وليمة شيخ القبيلة فامتنع وقال لهم بأي حق أو منطق تحملون الأيتام تكاليف ولائم ما أنزل الله بها من سلطان ؟. ولم يستطع أهل القرية استحصال المبلغ من محمد بن صالح الدميني.

وتكاليف ولائم العزاء قديمة وكان بعضهم يسميها (برادة الحفرة) أي القبر ، وقد لا يجد أهل الميت من يقبل بلادهم رهنا للديون التي تسببها هذه الولائم فيضطرون لبيع بعض تلك البلاد (المزارع) للقيام بمواجيب تلك الولائم الجاهلية ، وكأن أهل الميت وذووه لم تكفهم مصيبة الموت فيضاف إليها مصيبة فقدان الممتلكات أو تحمل الديون مع رهن المزارع التي يقتاتون منها . ولكن – كما سلف – ضرب حمدان بن علي بن جاهمه أول مسمار في نعش هذه العادة فرحمه الله وجزاه الله عن الجميع خير الجزاء.

3- التواضع :
عرفت الرجل متواضعاً لا يتعالى على الصغير ولا على الفقير ولا على من سواه ، يستمع وينصت إلى من يتكلم وتظهر على ملامحه سمات الإحترام للمتكلم مهما كان عمره وموضوعه الذي يتكلم فيه . قليل الكلام ، عميق التفكر ، خطواته في مشيه تنبي عن رجل محترم في ذاته ، عزيز في عشيرته . أصيل في نسبه وتواضع (حمدان) كان رفعة له .. فكان محل احترام وتقدير الجميع "حيا وميتا" .

4- الكرم :
(حمدان) رحمه الله لا يتكلف الكرم ، ومن يضيفه في بيته يشعر بذلك . فهو يكرم ضيفه بموجوده ويغلف كرمه بكثرة الترحاب وجميل الحديث والإبتسامة التي لا تفارق محياه لضيفه ، فالضيف لا يشعر بالضيق ويحس أنه قد نزل برجل مضياف كريم لا يمل الضيف ولا يستطيل مكثه . وكاتب هذه السطور كثيرا ما نزل ضيفا على حمدان بن علي بن جاهمه بالرياض – عندما قدم للتسجيل بجامعة الرياض عام 1384هـ وعندما كان يسافر للامتحان في نهاية كل عام دراسي حتى عام 1387هـ وبعدما انتظم في جامعة الرياض للعامين الدراسيين 1387هـ - 1388هـ ، 1388هـ - 1389هـ فلا يخلو شهر من زيارة أو زيارتين للشيخ حمدان رحمه الله بعضها لتناول فيه القهوة والشاي فقط وبعضها لتناول طعام الغداء في بيته العامر ، ومما أذكره أن الرجل لا يكون موجودا ببيته فترحب أم محمد بالضيف ومعها ابنها الطفل أنذاك ( محمد) وأخته القريبة من سنه . والوالده في كامل حجابها الشرعي وتقدم القهوة حتى يقدم الشيخ (حمدان) . اللهم تغمد حمدان وزوجته أم محمد بالرحمه واسكنهما فسيح جناتك . آمين.

5- الأمانة وعفة النفس :
لم أسمع عن الرجل ما يسئ إلى سمعته من حيث التجاوز على أموال الناس أو حقوقهم. والدليل على ذلك مكوثه ببيت الأمير (فيصل بن سعد بن عبدالرحمن) سنين طويلة وكان المؤتمن لديه ولدى أسرته وخرج من عندهم خالي الوفاض من أموالهم ونظيف اليد . خرج برصيد أكبر من النقود هو رصيد السمعة الطيبة والنزاهة وهو ما يربو ويزيد مع تقادم الزمن ، وياليت كل من يتولى منصباً أو يتحمل مسئولية مال عام أو خاص أن يحذو حذو "حمدان" رحمه الله لينال (بمشيئة الله) خير الدنيا وفلاح الآخرة .

6- الحس المرهف :
من جلساتي المحدودة مع الشيخ / حمدان بن علي بن جاهمه (رحمه الله) وتجاذب أطراف الحديث ، اكتشفت أن للرجل حساً مرهفاً .. يتألم لبعض المواقف التي حصلت له من البعض لكنه يكتمها ولا يقابل السيئة إلا بالإحسان فاستراح من تحميل نفسه عداوات ومعادات الآخرين وأرجو الله أن يكون (رحمه الله) من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.

7- العفو وحب الإصلاح:
لا زلت أذكر اتصاله بي تليفونيا عندما وقع خلاف بين سعيد بن محمد السندف رحمه الله وابنائه من جهة وبين عبدالله صالح الدميني وأحمد بن علي بن راشد من جهة أخرى ، وكان يحثني على الإهتمام بالاصلاح بينهم وانهاء الخلاف والتسوية الودية للمواقع التي اختلفوا عليها .

8- استقلال القرار :
رغم ما حل بالرجل من يتم وفقر واضطهاد في بداية حياته لم يستطع أحد استمالته (آخر حياته ووقت قوته) الى جانبه لمحاربة الآخرين وإيذائهم .. لأنه كان حكيما ، يتخذ القرار المناسب المستقل بعد تفكير عميق .. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر أنه حصل لكاتب هذه الأسطر موقف مع بعض أهل القرية عام 1386هـ حول فتح طريق للسيارات يصل القرية ، وقد كان البعض يعارض ذلك بينما كاتب هذه الأسطر ومعه البعض يصرون على فتح الخط للمصلحة العامة الظاهره ، فأبرق المعارضون لحمدان المذكور برقية طلبوا فيها بذل المسعى لدى الأمير فيصل بن سعد لإقناع أمير المنطقة (سعود السديري) المتواجد آنذاك بالرياض لصرف النظر عن هذا الطريق وذكروا أن هناك طرقا غير مشروعه سلكت لفتح الطريق ، الأمر الذي لا صحة له ؛ ما استدعى وكيل الأمير بالباحة آنذاك فيصل الشريف لتكوين لجنة بذات يوم إرسال البرقية للشخوص على الموقع وتقديم تقرير له عاجل بذات اليوم ليتخذ القرار المناسب قبل أن يرده توجيه من الأمير سعود السديري؛ فقدم التقرير لوكيل الأمير الذي استبان له أن فتح الطريق هو للمصلحة العامة بعيداً عن الأهواء الشخصية فوجه بالمضي قدماً واستكمال فتحه.
وقد أخبرني بذلك شخص عشية إبراق البرقية ولم يخبرني (حمدان بن علي بن جاهمه ) بذلك طيلة حياته . لكنه رحمه الله كان حكيما فلم يمِلْ إلى من طلب منه الميل عن الحق والمصلحة العامة ولم يتكلم مع الأمير فيصل ؛ ما يدل على عمق تفكير الرجل واستقلال قراره – رحمه الله رحمة واسعة .

9- عزة النفس :
عندما كنت أضيفه في بيته بالرياض وهو داخل سور قصر الأمير فيصل بن سعد نصلي أحياناً مع الأمير في المسجد الذي هو داخل السور أيضاً ، و(حمدان) رحمه الله ينصرف من المسجد بعد الصلاة والذكر دون تملق للأمير أو خضوع له ؛ بل كان شامخ الأنف عزيز الجانب رفيع القدر عالي الرأس ويتوج كل ذلك بتواضعه . هذا ما شاهدته ولا أزكي على الله أحداً , وما ورد في الكتيب الذي نحن بصدد تأمله والتعليق عليه حول تركه العمل لدى الأمير مرتين وتمزيق الوكالة أمام زوجة ابنة الملك المؤسس لدليل عملي على نظافة الرجل ونبل معدنه وعزة نفسه رحمه الله رحمة واسعة .

10- الإصغاء الجيد لمن يتحدث إليه:
"حمدان" كان يُشعِر المتحدث إليه بأن حديثه ذو شأن فيصغي إليه إصغاء المهتم بالحديث مايجعل المتحدث يشعر بإحترام الرجل له ولحديثه وقليلا ماتجد هذه الصفه عند كثير من الناس.

11- قلة الكلام:
كان "حمدان " رحمه الله قليل الكلام وإذا تكلم كان كلامه ذا معان يستفيد منه ويأتي بجزيل الكلام الذي هو أفضل من الذهب.

12- غير مغتاب ولانمام:
لم أسمع من الرجل جملة غيبة أونميمة في كل الجلسات التي كنت أجلسها معه ، وإن شكى من تصرفات البعض معه فإنه كان يحفظ لهم كرامتهم ولايتطرق لهم بما يسيء الى سيرتهم أو سمعتهم.رحم الله "حمدان".

الزوجة المثالية:-
الزوج حمدان يقترض من الأمير فيصل ويستلم مقدماً كامل مرتبه لسنة قادمة ليتزوج بها ثم يعود بعد الزواج ليعمل سنة كاملة دون راتب أو دخل ثم يخاطر باستقدام زوجته وابنة أخيه ليعيش الجميع دون دخل مع عزة نفس ونظافة يد أن ذلك أمر جلل لا يقدر على تحمله كثير من الرجال والأسر ؛ لكن العون جاء بعد عون الله وتوفيقه من الزوجة الصالحة الفاضلة التي ضحت براحتها وأبت إلا أن تتحمل العبء في بلد الغربة فقررت فتح مشغل للنسيج (وهو ما سماه مؤلف الكتاب المغزل) وهو ما يسمى باللهجة المحلية (العيدان والنسيج) . فطُلِب من الأمير توسعة البيت بما يتسع للعيدان والنسيج وشرعت أم محمد في مشغلها لتعين زوجها المكافح النزيه الكريم . وللعبرة فإن النسيج يستدعي هندسة وعملية معقدة تمر بمراحل كثيرة وتتطلب أدوات عدة حيث يتم شراء الغزل (الصوف) من السوق ويتم غسله وتجفيفه ثم تفتيقه ثم نفشه (بالمنفاش) ثم توصيفه على الغزالة (عصى بطول معين) ثم يحلج على المغزل (أداة خشبية رفيعة تدخل بقطعة خشبية أخرى عريضة مخروقة وينتهي أحد طرفيها بسنارة معكوفة). ويكون الناتج في هذه المرحلة إما خيوطاً رفيعة يخاط بها المنتج بعد نسجه بواسطة خياطين محترفين ، وإما خيوط سميكة محكمة تسمى القوام وهو ما يُسدَّى على العيدان بطريقة فنية ينتج مع (الطلا) العبي والمفارش ، وينتج من الغزل أيضا خيوط سميكة غير محكمة تسمى الطلا تركب على ما يسمى بالميشع وهو عصى بطول معين أقل سماكة من الغزالة وهذا النوع من الخيوط هو ما يتم نسجه ، وهو إما أن يكون بلونه الأبيض أو يتم صبغه باللون المطلوب . وتأتي مرحلة النيرة وهو توصيف القوام على العيدان وتعليق النيرة بالسقف مع تركيب القوام بالعود (النيرة) بطريقة معينة مثبته ولا ننسى السيف (من الخشب) الذي تستخدمه الناسجه لإدخال ميشع الطلاء بالقوام مرة ثم تستخدم المشط (من الخشب) لمشط المنتج وكنزه مع بعض ثم تأتي مرحلة نفش المنتج بمنفاش أصغر حجما من المنفاش المستخدم لنفش الغزل في المرحلة الأولى . كل ما ذكر (هندسه وعملاً وانتقالاً من مرحلة لمرحلة) يتم بواسطة الناسجة أم محمد (زوج حمدان بن علي بن جاهمة) رحمهما الله .

وأنا أدعو بناتنا لأخذ القدوة من تلك المرأة الصابرة المخلصة الصادقة مع زوجها والتي لم تكن الوحيدة في زمانها التي تقوم بهذا العمل بل إن جميع نساء القرية في وقتها يقمن بهذا العمل؛ غير إن الفارق بينها وبين مثيلات زمانها أنها ضحت براحتها في بلد الغربة لتعين زوجها وما أعلم أن زوجة أخرى في بلد الغربة قد عملت عملها . رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته وجمعنا بهم وبوالدينا وأحبابنا في الفردوس الأعلى من الجنة أمين.

حمدان بعد عشرين عاماً:-
الكتاب الذي نتأمله ذكر أن حمدان بن علي بن جاهمه سافر عام 1356هـ متخفياً وفي حالة يرثى لها – ضعفاً وفقراً ويتماً وأملاك مرهونة ، وقد ذكر لي شخصياً – رحمه الله – أن كل ما كان يملكه واستنفع به في سفره هو جبة قديمة (مرسه) ، وعاد بحمدالله عام 1376هـ وبشت وهندام كهندام علية القوم وسيارة محملة وحضي باستقبال رائع من أهل القرية وأهالي وادي العلي وسواهم . وكاتب هذه السطور لم يكن قد ولد عام 1356هـ ولكنه رأى بنفسه الحفاوة التي قوبل بها حمدان بن علي بن جاهمه عام 1376هـ والتكريم الذي قدمه أهل قريته وسواهم له حتى تزاحم الجميع على إكرامه فلم يجد بعضهم المتسع لإكرامه بما يستحق سواء في هذا العام أو سفراته التالية للديره فكانوا يذبحون له حتى في وجبة الإفطار صباحاً . وهو ما يستحقه الرجل . فسبحان مغير الأحوال . طريد متخفي يحتفي به احتفاء علية القوم ذوى النهى والمناصب بعد فترة عشرين سنة . إنها التقوى والاستقامة والكرامة وعزة النفس والصبر . رحم الله (حمدان).

رفقة سفر:
ذكر الكتاب أن الجد "علي بن حمدان" توفي ودفن في وادي فاطمة وبرفقته أربعه من الجماعة (أهالي قرية الطرفين) ومنهم مسفر غدران أو والده (شك المؤلف) . نسأل الله للجميع الرحمة والمغفرة وجنة الفردوس.

والحقيقة أن والدي مسفر غدران رحمه الله قد قص عليّ وعلى بعض إخوتي قصة مرض الجد علي بن حمدان بن جاهمه وموته ودفنه ؛ فذكر أن علي بن حمدان بن جاهمه مرض بمرض الجدري أثناء عودتهم من السفر ، ومرض الجدري من الأمراض المعدية وان رفقتهما في السفر (ذكرهم والدي لي ولكني لا أتذكرهم الآن) خافوا العدوى فأسرعوا الخطى قافلين دون المريض ؛ أما أبي فلازم رفيق السفر المريض وقام بما يجب نحوه من تمريض ورعاية حتى توفاه الله فجهزه وصلى عليه مع من حضر ودفن بجبل بثره في قبيلة بني مالك شمال قبيلة زهران ، وجبل بثره هو جبل أبيض كبير في بني مالك على يمين المسافر بالخط السياحي من الباحة إلى الطائف ويبعد عن الباحة حوالي 80 كيلاً ، ويراه المسافر للطائف عن طريق جبل شمرخ من مرتفعات القسمه ومرتفعات محويه . حيث يقع شمال غرب تلك المرتفعات . ثم أكمل والدي سفره إلى أهله وأخبر أهل القرية بما حدث وأقيمت مراسم العزاء بعد ذلك . وبذا فقد انتفى الشك حول رفقة أبي للجد وليس والده الذي توفي في طفولته وطفولة عمي رحمهم الله جميعا. وللتوفيق بين مقولة أن الوفاة تمت بوادي فاطمة والمقولة المؤكدة من والدي رحمه الله بأن الوفاة والدفن تما بجبل بثره ببني مالك .. أنه ربما أن المرض بدأ بالمريض وهم عائدون من المدينة المنورة مشياً على الأقدام – إن كانوا قد زاروا المسجد النبوي- واتضح أنه كان مرض الجدري بوادي فاطمة حيث هرب منه الرفاق إلا أبي رحمه الله ؛ وربما أن الرفاق قد أخبروا أهل القرية وذوي الميت بأن المريض هو بوادي فاطمة ، وربما أن والدي مع المريض رحمهما الله مشياً على الأقدام وبخطى متثاقلة بغية الوصول للقرية ولكن المريض لم يستطع أن يتجاوز جبل بثره فبقي هناك مريضا لا يقدر على المشي وبقي والدي معه يمرضه مستعيناً بالله ثم بما يحصل عليه من أهل القرية المجاورة من الطعام حتى استوفى المريض أجله فدفن – كما سلف – بجبل بثره في قبيلة بني مالك شمال قبيلة زهران نسأل الله للجميع الرحمة والمغفرة ،وأنا شخصيا استبعد هذا الإفتراض لأن المسافة بين وادي فاطمة وجبل بثره تحتاج على الأقل إلى سبعة أيام للمسافر الصحيح أما المريض فقد لايستطيع المشي من وادي فاطمة الى جبل بثره في أقل من عشرين يوما ولكن أعتقد أن المرض بدأ بالمريض في وادي بثره وليس بوادي فاطمة فمرِض المريض ودفن بعد موته في جبل بثره والله أعلم بمكان بدأ المرض ووقته . قال الله تعالى (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " سورة لقمان آية 34. وكانت الوفاة كما ورد في الكتاب عام 1340هـ أو 1341هـ أي أن حمدان بن علي بن جاهمه كان عمره آنذاك وفق ما ورد بالمؤلف سبع أو ثمان سنوات ، وقد خفف من ثقل اليُتْم وجود أخ له أكبر منه (محمد) الذي توفي – كما ذكر المؤلف- عام 1352هـ أي أن عمر اليتيم أصبح مقارباً للعشرين عاماً ، وبذا فلم يعد يتيما بل أصبح رجلاً قادراً على تحمل المسئولية والصعاب ولكن يظهر أن الفقر الذي عم الجميع بالمنطقة إضافة إلى مطالبات بعض الوارثات لأنصبائهن من الميراث المعارض لعادات القبيلة وأعرافها وعدم وجود من يتصدى لهن من داخل البيت ، وعدم قدرة (حمدان) على مقارعة الخصوم لعدم سابق خبرته حيث كان يعيش في ظل أخيه قبل وفاته ، وضغط عادات وتقاليد القبيلة المانعة والرافضة لتقاسم النساء المواريث مع الرجال ؛ كل ذلك أضعف الرجل وجعله حائرا بائساً مفتقداً للموجه الأمين المحافظ لحدود الله ؛ فكان الهروب هو الملاذ الوحيد أمام (حمدان) ، ولا أشك أن رؤوس القبيلة هم الذين وجهوا بسفره ورتبوا لذلك بدليل أن المسافر-كما ورد بالمؤلف- قد وكل وكيلاً شرعياً قبل سفره ليتصدى للمطالِبات بميراثهن الشرعي.

الخاتمة :-
لا أدعي أنني قد أتيت على جميع ما يستحقه الشيخ (حمدان بن علي بن جاهمه وزوجته الفاضلة) فأنا بشر وعملي موصوم بالنقص ولا أعرف كثيراً من ميزات الاثنين (الزوج والزوجة) ، وحسبي أنني أبرز بعض ما أعرفه عنهما ، أسأل الله لهما ولوالدينا وجميع موتانا وموتى المسلمين الرحمة والمغفرة وأن يجمعنا بهم في دار كرامته . والحمدلله رب العالمين.
عبدالله بن مسفر بدران
جدة في 12/3/1437هـ



فلا الدنيا بباقية لحيِ = ولاحي على الدنيا بباقٍ



جزء من جبل بثره الذي دفن به علي بن حمدان بن جاهمه

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-27-2016, 08:41 PM   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
جمـ العجمه ـال is on a distinguished road


 

أخي وقرة عيني عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، أما بعد
فقد أطلعت على ما سطرته عن سيرة العم حمدان بن على بن جاهمة رحمه الله ورحم والدينا وجميع أمواتنا وأموات المسلمين, وقد أعجبني أسلوبك الرائع والغير مستغرب منك واختيارك للعبارات الجميلة التي تشد انتباه القارئ وتجعله لا يمل من القراءة مهما طال الموضوع, كما أعجبني ما تضمنته السيرة العطرة عن العلم الذي كتبت عنه, لأن كتابة السير لا تتم إلا للعظماء أصحاب المواقف الحميدة والإنجازات الكبيرة, (أمثالكم), كما أن الاعتراف بالفضل وإرجاعه لأهله من شيم النبلاء.
لذلك فأنا أقترح عليك أن تبدأ بكتابة سيرتك الذاتية وتجاربك لما لك من تاريخ مجيد, وجهود مشكورة, وتجارب فريدة, قدمت فيها الكثير والكثير سواء في مسيرتك التعليمية أو العملية أو على مستوى مجتمعك وقريتك , أما على مستوى الأسرة فقد قدمت لها الكثير طيلة سنوات عمرك، لقد زرعتم الورد الجميل في طريقنا ومنحتمونا العزم تلو العزم, وكنتم عونا لنا جميعاً بعد الله حيث رسمتم لنا الطريق القويم للوصول إلى الأهداف الني تحققت والإنجازات التي تمت بحمد الله، عندما يذكر اسمك فإن التفكير يتجه نحو الطموح والكفاح والتضحية، فقد وهبكم الله قوة الإرادة, وشدة العزم والجلد,
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادهاالأجساد
قمتم ببذر العلم والمعرفة في نفوسنا, لأنكم تؤمنون تماماً بأن من أراد الدنيا فعليه بالعلم, ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم, ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم.
أخي أبا مسفر: لقد كنت لنا أباً حضنتنا صغاراً, وافتخرت بنا كباراً, وكنت لنا أخاً لممتنا شعثاً وأرسلتنا نقاءاً, وكنت لنا أستاذا وموجهاً ومربياً وقدوة صالحة كنت ولا زلت تاج رؤوسنا فأنت كالبدر شعاره بذل, ودثاره عطاء, فنعم الرجل أنت, علمتنا المثابرة والمحافظة على القيم النبيلة, علمتنا أن التواضع رفعة، وأن الكبر جهالة, لقد استفدنا من تجاربك في الكثير من شؤون حياتنا, في تربية أبنائنا, في إصلاح ذات البين في صلة الأرحام, بل وفي كل أمر جميل.
أخي : إن مواقفك الطيبة كثيرة والأحداث الإنسانية عديدة, فمنها تعلمنا, وفينا قد أثرت, فزادت من خبرتنا المحدود في الحياة, ولكن اكتفي بهذا القدر لضيق المقام, ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق, فجزاك الله خير الجزاء على كل ما قدمته, وعلى جهودك طيلة سنوات عمرك وعلى ما حباك الله به من الجلد والتفكير وأسأل الله أن يمد في عمرك على طاعته وأنت ترفل في ثوب الصحة والعافية, وأن يحفظك لنا أباً وأخاً وموجهاً،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين.
محبك / ناصر مسفر بدران

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir