يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-23-2010, 10:36 PM   رقم المشاركة : 1

 

استنوق الجمل :

مَثَلٌ عربيٌ قديم ورد على لسان طرفة بن العبد ، والرواية تقول أنّ الشاعر الجاهلي المسيّب بن علّس قال قصيدة يمدح فيها قوما وعندما وصل في قصيدته إلى البيت الذي يقول :

وقد أتناسى الهم عند احتضاره - - - بناج عليه الصيعريّـة مُكـدم

قاطعهُ طرفة بن العبد قائلا : استنوق الجمل ، وكان طرفةُ ما يزال صغيرا ، فقال المسيّب من هذا ؟ فقالوا طرفةُ بن العبد ، فقال ليقتلنّهُ لسانُه . قيل (والله أعلم) فضحك النّاس فقال المسيّبُ : مدحتكم فأفرطتُ في مدحكم حتى جعلتُ المؤنثَ مذكرا .

(( والمثل من ذلك الحين وإلى هذا اليوم وهو يقال أو يُضربُ لمن يفعل أفعال الإناث وهو مذكر ))

أمّا طرفةُ صاحبُ المثل فقد كان له ما توقعه المسيّب ، حيث قُتل بأمرٍ من الملك عمرو بن هند وهو ولم يبلغِ السادسة والعشرون من عمره .

وقصةُ موته أنّه ذهب في زيارة لملك الحيرة عمرو بن هند وكان عند الملك خاله المتلمس وبعد فترة الزيارة كتب الملك لكلٍ من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله على البحرين ولمّا كانا ببعض الطريق فكّر المتلمسُ في فضّ الرسالة التي معه ليعرف ما فيها فإذا فيها : باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً . فألقى بالرسالة في النهر ، أمّا طرفة فرفض أن يفتح رسالته واستبعد أن يكون قد نوى له الملك إلا خيرا ظنّا منه في نفسه ، وسار برسالته حتى قدِم على عامل البحرين ودفع إليه بالرسالة فإذا فيها أمرٌ بقتله .
قيل نفّذ فيه أمير البحرين القتل وقيل : أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب ، فأبى . فحبسه وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عاملك من تريد فاني غير قاتله".
فبعث إليه ، وعندما مثُل طرفة بين يديه قال له: "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها".
فقال: "إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2010, 07:49 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
أحمد بن قسقس is on a distinguished road


 

( الروميات ) رسائلُ كتبها أبو فراس الحمداني وهو أسيرٌ في بلاد الروم وبعثَ بها إلى ابن عمّه سيف الدولة وإلى أمّه و صحبه وناسه ، رسائلُ تفيض بخليط من مشاعر الأسى والحزن والألم والفخر . رسائل أبدع في كتابتها أبو فراس فأبت إلا أن تبقى صامدةً على مرّ العصور .
لن أطيل عليكم الحديث عن أهمية وجمال وروعة تلك الرسائل بل سأترككم مع بعضٍ منها ولكم أن تحكموا :


يقول في الأولى :

أقول وقد ناحت بقربي حمـامةٌ
أيا جارتا لو تشـعرين بحـــالي

معاذَ الهوى ما ذقتُ طارقة النوى
ولا خطرت منك الهـموم ببالــي

أتحملُ محزونَ الفــؤادِ قــــوادمٌ
على غصن نـائي المسافةِ عالي

تعالي تري روحا لــدي ضعيفةً
تـردد فى جـسمٍ يـعـذب بــالـــي

أيا جارتا ما أنصفَ الدهرُ بيننا
تعــالي أقـاسُمُـكِ الهمومَ تعــالــي

أيضحك مأسورٌ وتبكي طليقةٌ
ويـسكت محـزونٌ وينـدبُ سـالــي

لقد كنتُ أولي منكِ بالدّمعِ مقلةً
ولــكنّ دمعي في الحوادث غالـي

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2010, 07:50 PM   رقم المشاركة : 3

 

ويقولُ في الثانية :

أراك عصي الدّمع شيمتُكَ الصبرُ
أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ

بلى ،أنا مُشتاقٌ وعندي لوعةٌ
ولكنّ مثلي لا يذاعُ له سرّ

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعا من خلائِقِه الكبرُ

تكادُ تضيءُ النارُ بين جوانحي
إذا هيَ أذكتها الصبابةُ والفكرُ

مُعلّلتي بالوصلِ والموتُ دونه
إذا بتّ ظمآنا فلا نزلَ القطرُ

حفظتُ وضيعتِ المودةَ بيننا
وأحسنُ من بعضِ الوفاءِ الغدرُ

وما هذه الأيامُ إلا صحائفٌ
لأحرُفِها ، من كفّ كاتبها ، بشرُ

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2010, 07:52 PM   رقم المشاركة : 4

 

ويقول في الثالثة وهي موجّهة إلى أمّه وقد وافتها المنيّة وهو في السجن وكان يعلمُ ما لاقت من همّ وحزن على أسره :

أيـا أمّ الأسـيرِ سقاكِ غيثٌ
بـِكرْهٍ منكِ , ما لقي الأسيرُ

أيـا أمّ الأسـيرِ سقاكِ غيثٌ
تـحيّر , لا يـقيمُ ولا يـسيرُ

أيـا أمّ الأسـيرِ سقاكِ غيثٌ
إلـى مـن بالفدا يأتي البشيرُ

لـيبكِ كـلّ يومٍ صُمْتِ فيهِ
مـصابرةً وقـد حميَ الهجيرُ

لـيبككِ كـلّ ليلٍ قُمْتِ فيهِ
إلـى أن يـبتدئ الفجرُ المنيرُ

أيـا أمّـاهُ كـم همٍّ طويلٍ
مـضى بكِ لم يكن منه نصيرُ

أيـا أمّـاهُ كـم سرٌّ مصونٍ
بـقلبكِ ماتَ ليس له ظهورُ

إلـى من أشتكى ولمن أناجي
إذا ضـاقت بما فيها الصدور

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 03-28-2010, 09:07 PM   رقم المشاركة : 5

 

لم يغفل الشعر مكة والحج ولا أعتقد أنّ هناك شاعرٌ استطاع أن يغمض عينيه عن الحج ، لكنّ أجمل ما قرأت في هذا المضمار قول الشاعر يذكر الركائب التي سارت بهم إلى مكة :

لله درّ ركـائبٍ ســارت بهم .........تطوي القفارَ الشاسعاتِ على الدّجى
رحلوا إلى البيتِ الحرامِ وقد شجا.........قلبَ المتيّـمِ منهـمُ ما قـد شجا
نزلوا ببـابٍ لا يخيبُ نزيلُــه ......... وقلوبهم بين المخـافةِ والرجـا


وقول الشاعر :
إذا حججتَ بمالٍ أصله سحت ..... فما حَجَجْتَ ولكن حجّت العِيرُ
لا يقبلِ اللهُ إلاَّ كـلّ طـيبةٍ ..... ما كلّ من حجَّ بيت الله مبرور


هذا الشاعر استحسن النقاد قوله لفظا واستهجنوه معنى :
ولما قضينا من منى كلّ حاجةٍ........ ومسح بالأركان من هو ماسحُ.
وشُدت على دُهم المهارى حالنا........ ولم ينظر الغادي الذي هو رائحُ.
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا.......... وسالت بأعناق المطيّ الأباطحُ.


أمّا سعيد عقل فلم يستطع أن يشيح بنظره عن مكة ومناسبة الحجّ رغم أنّه نصرانيّ الديانة حيث يقول :

غنيتُ مكة أهلها الصيدا
و العيد يملؤ أضلعي عيدا

فرحوا فلألأ تحت كلّ سما
بيتٌ على بيتِ الهدى زيدا

و على اسمُ ربِّ العالمين علا
بنيانهم كالشهب ممدودا

يا قارئ القرآن صليّ لهم
أهلي هناك و طيّب البيدا

من راكعٍ و يداه أنساتا
أليس يبقى الباب موصودا

أنا أينما صلى الأنام رأت
عيني السماء تفتحت جودا

ضجّ الحجيج هناك فاشتبكي
بفمي هنا ياورقُ تغريدا

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir