يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-13-2012, 05:03 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية دعبوس
 
إحصائية العضو

مزاجي:










دعبوس غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
دعبوس is on a distinguished road


 


الليبراليون في عصر النبوة

عبد الملك عبد الله آل ملفي


لعل مما أُبتلي به المسلمون اليوم هو حرب المصطلحات , وهذه الحرب ليست بالبساطة التي يتوقعها البعض , ولتوضيح هذه المسألة فإن فكرة هذه الحرب تعتمد على استبدال مصطلحات شرعية بأخرى ذات دلالات مغايرة بهدف التلبيس على الناس وتهوين شأن المعصية في نفوسهم , أو للهروب من الصفات المترتبة على انطباق بعض المصطلحات الشرعية في حق من يقترف ما يقتضي ذلك, ومن أمثلة ذلك ما توصف به فاحشة الزنا في بعض البلدان بأنها (تجارب عاطفية) , أو ما توصف به الخمر من أنها ( مشروبات روحية ) ,وقد ورد في بعض الأحاديث ما يفيد بوقوع مثل هذا الأمر في آخر الزمان كما في الحديث الذي رواه أبو أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب فيها طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ) (1)

ومن المصطلحات الحادثة على مجتمعاتنا الإسلامية اليوم ما يعرف بمصطلح الليبرالية (liberalism) , وهو في الأصل مصطلحا غربي المنشأ ، ويعرَّف بأنه : مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي" (2).
ولها تعريفات مرتكزها الاستقلالية؛ ومعناها: التحرر التام من كل أنواع الإكراه الخارجي؛ ثم التصرف وفق ما يمليه قانون النفس ورغباتها، والانطلاقة والانفلات نحو الحريات بكل صورها .
و بالرغم من أن هذه الفلسفة تنادي بتقديس حرية الفرد حتى ولو على حساب الدين أو العرف بل حتى الفطرة!مما يعني تعارضاً صريحاً مع شريعة الإسلام, إلا أنك تجد وللأسف في بعض بلاد المسلمين اليوم من يُصرِّح بكونه ( ليبرالياً ) أو نحو ذلك, ويحاولون تجاوز حقيقة المصطلح المصادم للشرع , وذلك عن طريق كثرة التغني بمفاهيم الحرية والمساواة و العدل وحقوق الإنسان , حتى يظن من يجهل حقيقة الدين أن هذه المفاهيم إنما هي وليدة هذه الفلسفة وأنها ليست موجودة في الإسلام , بل أن البعض ممن يتسمون بهذا اللقب يعتقدون أن مجرد التسمي به سوف يجعل الناس يقبلون كل ما يمارسه أو يدعو إليه, مستغلين ذلك البريق الزائف لهذا المصطلح .
و يأتي هذا المقال المتواضع إسهاما في تعرية هذا الزيف , و ذلك عن طريق محاولة وزن تلك الممارسات و الدعوات التي يمارسها هؤلاء ( الليبراليين ) بالميزان الشرعي , وكذلك بمحاولة إحلال المصطلح الشرعي بديلاً لمثل هذه المصطلحات الخادعة .

ولكن يبقى السؤال ما هو البديل الشرعي الأمثل لهذا المصطلح ؟
وللإجابة على هذا التساؤل فإني أعتقد أنه ينبغي لنا أن ننظر إلى أبرز صفات و ممارسات ودعوات من يطلقون على أنفسهم هذا المصطلح , ثم ننظر هل وُجِد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يشابههم في شيء من ذلك, ثم ننظر إلى المصطلح الذي استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم للدلالة عليهم فنستخدمه ,
وبناءً على ذلك فإني سوف استعرض أبرز ممارسات ودعوات من يسمون أنفسهم ب( الليبراليين ) , وسأحاول قدر المستطاع أن أكون دقيقاً في ما أنسبه إليهم مستشهداً على ذلك بجملة من مقالاتهم أو مواقفهم المعروفة و المشهورة , ثم أقارن بينها وبين ما وقع في عهد النبي صلى الله مما يشابهها, ومن ثَم سيتبين لنا جميعاً المصطلح الشرعي المناسب للحكم على هذه الممارسات والدعوات وأصحابها , فمن ذلك :

(1) دعوة الشعوب المسلمة إلى إلغاء الجهاد وعدم تدريس أحكامه بما فيها الشعوب المحتلة .
من أبرز دعوات الليبراليين في هذا الزمن دعوة الشعوب الإسلامية المحتلة إلى "التخلي عن خيار المقاومة نهائياً و الخروج من دوامة الحروب والقضية الفلسطينية , والجنوح الى السلام وقبول الأمر الواقع وإغلاق كل ملفات القتال" و القبول بالسلام بدون شروط , بل بما يراه العدو مناسباً بحجة "أن المهزوم يقبل ولا يفرض" (3) ,بل و ويوجهون أشد أنواع النقد لكل عمل من أعمال المقاومة والجهاد تقوم به تلك الشعوب (4) , و كذلك يدعون إلى إلغاء تدريس أحكام الجهاد بزعم أنه هو ( الأساس الذي يستغله المفجرون والمخربون ليجندوا أبناءنا الآن فيما يسمونه "جهادا (".(5), وبقليل من النظر و التأمل فإننا نستطيع القول بأن هذه الدعوة قد وُجدت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فقد كان هنالك طائفة يقفون ضد مبدأ الجهاد ويرون أنه عمل لا مبرر له ويمتنعون عن المشاركة فيه, حتى ولو كان ذلك تحت راية أعظم إمام في التاريخ وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقد ورد في قصة غزوة أحد أن عبد الله بن أبي انسحب بنحو ثلث العسكر ـ ثلاثمائة مقاتل ـ قائلاً‏:‏ ما ندري علام نقتل أنفسنا ‏؟!!!‏‏ (6)

(2) النيل من رموز الأمة وعلمائها و التطاول عليهم بالسخرية والتنقص و التهم الكاذبة.
وهذا الأسلوب من أكثر ما يمارسه الليبراليون, وقصدهم بذلك تشويه صورة العلماء و الدعاة لدى العامة , ومما يؤسف له أن هذا الأسلوب اخذ في التنامي في الفترة الأخيرة في ظل السكوت المطبق عنهم, حتى وصل الأمر ببعضهم أن يصف أحد أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة, بأنه ( يعد نفسه من العلماء، ومحسوب على هيئة كبار العلماء في المملكة ) و أنه ( يميّع أصل المسألة ) ويختتم مقالته بقوله (ونطالبك أنت يا شيخ ..... بالاعتذار عما بدر منك في حقنا جميعاً ) (7).
وهذا الأسلوب أيضاً ليس جديداً فقد مارسه أشباههم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً ، ونكتفي بذكر مثالا واحداً و إلا فالشواهد عديدة في هذا الباب , فمن ما رواه محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا: قال رجل وهو يصف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة : " ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً وأكذبنا ألسنة, وأجبننا عند اللقاء" فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب. فقال: {أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ـ إلى قوله ـ كانوا مجرمين} وإن رجليه لتسفعان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بنسعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (8)

(3) ممارسة أساليب التزلف للقادة وتصنع الغيرة على الوطن.
ومن أمثلة ذلك المزايدات المكشوفة حيال بعض الموضوعات كـ(الوطنية) و إعطاء تصوراً أنها أي (الوطنية) حكراً على أصحاب الفكر الليبرالي، وأنهم أحرص الناس على مصالح هذا الوطن ، ومحاولة اتهام كل من خالفهم بعدم حب الوطن ,كما قال أحدهم معدداً مآثر القوم (وتحدثوا عن الوطن والوطنية، وعَلَم البلاد وهيبتها؛ يوم كان بعضهم يحرم ذلك ) (9)
وهذا الأسلوب قد مارسه أشباههم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً, فقد كان عبد الله بن سلول يقوم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جمعة حين يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم للخطبة، فيقول" هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم، أكرمكم الله و أعزكم به، فانصروه وعزروه، واسمعوا له وأطيعوا" ثم يجلس، فيقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخطب، وكان من أمره أن فعل ذلك في الجمعة التي أعقبت معركة أحد فقام ليقول ما كان يقوله من قبل، فأجلسه المسلمون بثيابه وقالوا : اجلس يا عدو الله فلست لذلك بأهل وقد فعلت ما فعلت . (10)

(4) الدعوة إلى الفساد تحت مسمى الإصلاح .
يرى الليبراليون اليوم في كثيرٍ مما لديهم من دعواتٍ إفسادية إصلاحاً , ويصفون من يخالفهم بالتشدد والتكفير , حتى قال قائلهم وهو يصف العلماء و الدعاة الذين عارضوا ما وقعت فيه بعض الوزارات من خطأ بقوله : ( حتى أوصلهم ما وصلوا إليه من تشدد وتكفير، وجرأة وصلت إلى التكتل الهائل ضد قرارات الدولة وخططها التطويرية والإصلاحية، وما الموقف المتشنج من قرار وزارة العمل بتشغيل النساء في محلات الأدوات النسائية عنا ببعيد) (11) وكذلك فهم يعتقدون بأن الإصلاح لا يتم إلا إذا تخلت الأمة عن ماضيها وانسلخت عن دينها و ( أدارت ظهرها بالكامل نحو المستقبل ) (12) ,
و قد وُجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فئةٌ يرون في ما يمارسون ويدعون إليه إصلاحاً ,{و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} (البقرة 11) ولكن لما كان ما يزعمونه إصلاحاً هو في الحقيقة عين الإفساد , فقد رد الله عليهم بقوله {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} ( البقرة 12 )

(5) استغلال الأخطاء التي يقع فيها بعض المنتسبين للدين لتشويه صورة جميع المتدينين جميعاً, واتهامهم بأنهم يستغلون الدين لأهداف أخرى.
فكما لا يخفى,فإن الليبراليون قد استغلوا ما وقع من أحداث إجرامية ,ارتكبها فريقٌ من الجهلة الغالين وشرذمة من الضالين , للنيل من الدعوة و الدعاة و المتدينين جميعاً ووصفهم بأنهم ( تيار "الإسلام السياسي", وأن " هذا التيار بدأ تكوين نفسه بعد أحداث "الحرم المكي" مباشرة قبل أكثر من ربع قرن، عندما التقى الفكر التنظيمي للإخوان المسلمين مع التراث الفقهي المتشدد للمدرسة السلفية التقليدية السعودية " و أنه " لا يريد الإعلان عن نفسه تحت صفة سياسية فبحث عن دثار يغطيه فوجد تياراً انطلق بقوة الإعصار وانتشر انتشار النار في الهشيم، فمجتمع المملكة شعب مسلم بالفطرة، والدولة قامت أصلاً على الشريعة الإسلامية، فاستغلَّ التيار هاتين الحقيقتين واستثمرهما استثمارا منقطع النظير، حيث تغلغل تغلغلا هائلا في المدارس والجامعات والمساجد والأسواق والمناهج المدرسية والجامعية ومختلف مؤسسات الدولة وقطاعاتها، واستخدم كل الوسائل المتاحة، وسائل الإعلام كلها، النشرات والمطويات، الأشرطة، المخيمات، المراكز.. إلخ"،" وأن " التيار السياسي ودعاته لم يدعوا شيئا إلا وأسلموه وحشروا الدين فيه حشرا أو حشروه في الدين ابتداء من المرأة وشؤونها، وانتهاء بشكل الرجل ولباسه وحديثه، " و أن "خطأ في الحسابات قد حدث فانفلت الشباب من عقال التنظير الكثيف، إلى ميدان التطبيق العنيف، ) ( 13 )،,
لكن المتأمل يجد أيضاً بأن هذا الأسلوب قد سلكه البعض على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويشهد لذلك ما رواه البخاري ومسلم(14) , فقد كان رسول الله صلى اله عليه مقيماً على المريسيع، ووردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير يقال جهجاه الغفاري فازدحم هو وسنان بن وبر الجهني على الماء فاقتتلا، فصرخ الجهني يا معشر الأنصار و صرخ جهجاه يا معشر المهاجرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟! دعوها فإنها منتنة) وبلغ عبد الله بن أبي ذلك فغضب - وعنده رهطٌ من قومه فيهم زيد بن أرقم غلام حدث - فقال : "أوقد فعلوها، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا و والله ما أعدنا وجلابيب قريش إلا كما قال الأول : سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ثم أقبل على من حضره فقال لهم : هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم ... الحديث" .(15) , وهكذا فإنك تستطيع أن توجد العديد من أوجه الشبه بين الموقفين , ومن ذلك :
1. أن الفريقان قد استغلا ما وقع من أخطاء لاتهام خصومهم باستغلال الدين من اجل أهداف أخرى ( كالسيطرة على البلاد أو الوصول إلى السلطة ),ولم يحاولا تحديد سبب الخطأ ومعالجته بما يستحق.
2. أن الفريقان استخدما ( عمداً ) لغة التعميم , فكما أن الليبراليين قد وضعوا الدعوة و العلماء و الدعاة في المدارس والجامعات والمساجد والأسواق والمناهج المدرسية والجامعية ومختلف مؤسسات الدولة وقطاعاتها, في كفة واحدة مع شرذمة من المخربين و المفسدين وعمّوهم بلفظ ( تيار الإسلام السياسي ), فقد وضع عبد الله بن أبي النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة جميعاً مع من حدث منه الخطأ وعمهم بلفظ ( جلابيب قريش) .

(6) التحالف مع أعداء الإسلام في الداخل و الخارج .
أما داخلياً , فلا يخفى على أحد ما يمارسه أصحاب الفكر الليبرالي من تعاونٍ مع بعض الطوائف و الفرق المناوئة لمنهج أهل السنة و الجماعة وحضورٍ لمنتدياتهم و المشاركة فيها ويحتجون بأن ذلك هدفه تعزيز الوحدة الوطنية (16), ويصورون أن منع هذه الفئات من ممارسة طقوسهم و شعائرهم إنما هو نوع وصاية من طائفة معينة ذات مذهبٍ وفكرٍ معين ,وإقصاءٌ لا مبرر له ,
وقد كان من أشباههم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يدافع حتى عن اليهود, فقد ورد في قصة غزوة بني قينقاع أنهم وبعد نقضهم العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حاصرهم فنزلوا على حكمه في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا‏ , فعند ذلك قام عبد الله بن أبي بن سلول فألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر عنهم العفو ولم يرى مسوغاً لقتلهم وقال‏:‏ يا محمد، أحسن فـي موإلى ـ وكـان بنـو قينـقاع حلفـاء الخزرج ـ فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرر ابن أبي مقالته فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب درعه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏(‏أرسلني‏)‏، وغضب حتى رأوا لوجهه ظُللاً ، ثم قال‏:‏ ‏‏(‏ويحك، أرسلني‏)‏‏.‏ ولكنه مضى على إصراره وقال‏:‏ لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالى أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة ‏؟‏!! (17)
وأما خارجياً فإنك لن تجد عناءً كبيراً في إثبات مدى التعاون القائم بين هؤلاء الليبراليين و بين أعداء الأمة من الدول الكافرة, بل كل ما عليك هو الرجوع إلى بعض التقارير التابعة لبعض مراكز البحوث الغربية و التي تنادي بدعم هذه الفئة واستغلال أنشطتها و منابرها لنشر الديمقراطية الغربية .(18) , وهم بذلك إنما يشابهون من نزل فيهم قول الله تعالى : ( وَالّذِينَ اتّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) التوبة 107

فقد ذُكر أن سبب نزول هذه الاَيات الكريمات, أنه كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهب, وكان له شرف في الخزرج كبير, فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه وصارت للإسلام كلمة عالية, شرق بريقه وبارز بالعداوة وظاهر بها, وذلك أنه لما فرغ الناس من أحد, ورأى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتفاع وظهور, ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم فوعده ومناه وأقام عنده, وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغلبه ويرده عما هو فيه, وأمرهم أن يتخذوا له معقلاً يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه ويكون مرصداً له إذا قدم عليهم بعد ذلك, فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك, وجاءوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته, وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية, فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: «إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله» فلما قفل عليه السلام راجعاً إلى المدينة من تبوك ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم, نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم مسجد قباء الذي أسس من أول يوم على التقوى. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه المدينة,(19) ,
فكم يوجد اليوم من ( جمعيات و أندية وملتقيات ضرارٍ ) ينشئها الليبراليون ويسعون دائما ً أن تحمل صفة الرسمية وأن يفتتحها بعض المسئولين , , ولو سألتهم عن أهدافها (لَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ ) , بينما هي (ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ )

وبعد هذا العرض الموجز لبعض ما يدعوا إليه ويمارسه من يتسمون ب(الليبراليين) في هذا العصر وما كانت تدعوا إليه وتمارسه تلك الفئة المعروفة بمخالفة المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , نجد أن الطائفتان قد اتفقتا في مجمل تلك الدعوات والممارسات إلى حد التطابق , مما يؤكد لنا أن دوافع كلا الفريقين واحدة , وعليه فلا ينبغي أن تستوقفنا المصطلحات كثيراً , بل الواجب العودة الى المصطلح الذي وصف الله ورسوله به من يقع في مثل هذه الأعمال ,وتحذير من وقع فيها ( بعلم أو دون علم ) من أن يكون شريكاً لهم في العقوبة , وكذلك ينبغي علينا أن نكون على حذر ممن شابهوا من قال الله فيهم ( هم العدو فاحذرهم ) .
والحمد لله رب العالمين,,,

 

 
























التوقيع

دعبوس بن دغيبيس الدغبوسي



من بلاد آكلي الدغابيس

   

رد مع اقتباس
قديم 05-13-2012, 05:06 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية دعبوس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
دعبوس is on a distinguished road


 


الليبراليون العرب هل هم حقاً ليبراليون؟

أحمد دعدوش



الليبرالية الجديدة تيار فكري حديث يُشكل امتداداً لليبرالية الكلاسيكية الغربية التي نشأت في كل من إنجلترا وفرنسا إبَّان عصر النهضة، والتي تُعدّ بمثابة منظومة أيديولوجية متكاملة تتناول كافة أشكال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما تمتد لتشمل المناهج العلمية والفكرية وتحدد أدواتها وآلية عملها. وتعود نشأة الليبرالية الجديدة إلى منتصف القرن الميلادي الماضي، كردِّ فعل لإخفاق الليبرالية الكلاسيكية في تجنيب العقل الأوروبي تبعات التطرف العقائدي، والذي استفحل مع بروز الحركات الفاشية والقومية، وحتى الشيوعية التي خرجت كسابقاتها من رحم الفلسفة المادية، وهي المرجعية الأم للعقل الأوروبي الحديث بكافة أطيافه.

ومع تراجع الليبرالية الكلاسيكية التي حُمّلت الكثير من أوزار الحربين العالميتين، بدأت مرحلة جديدة من النقد وإعادة البناء في محاولة لإنقاذ الثقافة الليبرالية الغربية، فظهرت «الكينزية» كتعديل ضروري وعاجل للاقتصاد الرأسمالي الكلاسيكي ليسمح للدولة بالتدخل وإدارة الأزمات، وفي الفلسفة والآداب بدأ المفكرون والنقاد بوضع تصوراتهم المختلفة لمرحلة «ما بعد الحداثة». وفي السياسة برزت مفاهيم التكتل والأحلاف والاحتواء. أما الميدان العلمي فقد شهد انحساراً لنزعة المركزية الأوروبية المتعالية، وبدأ العلماء يدركون أن معرفتهم بالكون ما زالت أقل بكثير من تحقيق آمال القرن العشرين في الإحاطة بأسراره.

وفي هذا المقال سنقوم بإضاءة بعض النقاط التي توضح الفرق الكبير بين الليبرالية الغربية وصورتها المستوردة في العالم العربي والإسلامي، انطلاقاً من حقيقة رئيسة مفادها أن الليبرالية الغربية كانت قد نشأت في ظل ظروف سياسية واجتماعية خاصة، وأنها ظهرت كردِّ فعل للاضطهاد الكنسي للعلماء من جهة، وللاستبداد السياسي والاقتصادي من قِبَل النبلاء والإقطاعيين الغربيين من جهة أخرى. وعبر تحالف السلطتين الدينية والسياسية الإقطاعية تمكن رجال الدين المسيحي من فرض سلطانهم على العقلية العلمية الأوروبية، وحرّموا على العلماء والمفكرين الخوض في الكثير من القضايا التي أعطيت صفة القداسة، ومن ذلك الاضطهاد الذي تعرض له الفلكي الإيطالي «غاليليه» لادِّعائه دوران الأرض حول الشمس وليس العكس، وهو الأمر الذي يتناقض مع رأي الكنيسة التي تبنّت نظرية «بطليموس» وألبستها مسوح القداسة.

أما الإقطاعية فقد أخضعت الطبقة العاملة لنظامها الطبقي الجائر، وهو الأمر الذي دفع الطبقة البورجوازية الناشئة للتحالف مع العمال والفلاحين في سبيل التحرر من نير الإقطاع وإحلال الفكر الليبرالي الذي يحقق للفرد حريته وكرامته. وفي المقابل، فإن واقع مجتمعنا الشرقي الإسلامي يكاد يختلف جذرياً عن هذا النموذج الأوروبي، فضلاً عن الفرق الكبير في المنهجين الفكري والسلوكي لدى الليبراليين العرب عما هو متعارف عليه في الليبرالية الغربية، وسنسعى لتوضيح ذلك من خلال المقارنة التالية بين الطرفين:

1 ـ لقد قامت حركة التنوير الأوروبية وفق تسلسل مرحلي تلقائي؛ بدءاً من العلمانية ثم الليبرالية وأخيراً الديمقراطية، بحيث لا يمكن عزل أي مرحلة منها عن الأخرى أو تجاوز اللاحقة منها السابقة، فكانت بداية النهضة الأوروبية مع حركة العلمنة التي تعني تحرر العقل العلمي من سلطان الكنيسة الجائر، وإعفاءه من الالتزام بالولاء لما يتناقض مع أولى بديهياته، ونادت بإطلاق حرية العقل في التجريب والملاحظة بعيداً عن المسلّمات الأولية المتناقضة في النصوص الدينية، ولم يكن ذلك يعني التملّص من الإيمان الديني عند معظم العلمانيين، بل كانت حركتهم موجهة نحو تخليص العقل من سلطان الكنيسة لعدم إمكان الجمع بينهما، ومن ثَم عزل الإيمان الغيبي (الميتافيزيقا) عن الواقع التجريبي المحسوس.

أما في الشرق؛ فقد عمد أتباع الليبرالية العربية إلى اختزال المراحل التسلسلية ـ السابق ذكرها ـ من تطور الحركة التنويرية من العلمانية والليبرالية والديمقراطية وبشكل مبتسر؛ إذ ينادي معظم الليبراليين العرب بضرورة التطبيق الفوري والراديكالي للمفهوم الليبرالي الديمقراطي الغربي دون تغيير، وكأنه وصفة سحرية يمكن من خلالها حل معضلات العالم العربي وبشكل فوري.

من جهة أخرى، يقتصر مفهوم العلمانية لدى الكثير من الليبراليين العرب على حتمية تناقض العلم مع الدين، وذلك بالمفهوم الكلي لكل من العلم والدين، دون النظر إلى أي خصوصية لهذا الدين أو ذاك، أو بحث في أوجه الخلاف بين الدين الإسلامي ـ الذي يراد عزله ـ وبين المنهج العلمي التجريبي الذي كان قد نشأ أصلاً تحت مظلة الإسلام في عصره الذهبي. إذ لم يرد في التاريخ الإسلامي أي ذكر لاضطهاد العلماء باسم الإسلام، كما لم تنشأ خلال العصور الوسطى أي طبقة كهنوتية تُخضِع لسلطانها طبقة أخرى تسمى طبقة العلماء، بل نجد أن معظم العلماء المسلمين الذين نقل لنا التاريخ إبداعهم العلمي في أي من فروعه، كانوا قد نشؤوا على التربية الدينية السائدة في ذلك العصر، والتي تقضي بترسيخ القاعدة العلمية الدينية من علوم القرآن والحديث والفقه والعقيدة واللغة، قبل أن يتوجه طالب العلم لاختيار التخصـص الـذي يـريـده مـن علـوم دينيـة أو تجريبية. ولم يحدث أن اشتكى أي من علماء الإسلام من التناقض الذي يمكن أن يحدث بين عقيدته الإيمانية والتزامه بتعاليمها السلوكية والشعائرية، وبين أبحاثه وتجاربه في كافة ميادين العلم التجريبي والطبيعي.

أما ما ينسب للإسلام من اضطهاد للفلاسفة فهو أمر خارج عن نطاق المقارنة؛ إذ لم يكن حظرُ معظم علماء الدين الإسلامي للفلسفة إلا حظراً لدراسة العقيدة بأدوات الفلسفة اليونانية التي كانت قد نشأت في مجتمع وثني لم يحظَ بنور الوحي والرسالة، وهو أمر لا يعدو أن يكون وضعاً للأمور في مكانها الصحيح، ولو أن البحث لم يتناول الإلهيات والغيبيات وظل مقتصراً على الجانب الطبيعي التجريبي لما وُجد في التاريخ الإسلامي شيء يُذكر مما يتشبث به النقاد، علماً أن الحظر الإسلامي للبحث الفلسفي لا يختلف في جوهره عن الحظر المطبق في الكثير من الدول الليبرالية اليوم على الفكر المناهض للثقافة الغربية.

2 ـ بناء على التسلسل المرحلي السابق ذكره، فإن الليبرالية الاقتصادية والأيديولوجية لم تنشأ في الغرب إلا بعد شيوع العلمنة وتخليص العلم من سلطان الكهنوت، وهكذا فقد كان من الطبيعي أن تثور العقلية العلمانية على أيديولوجيا التسليم بالمطلق ومنح العلم صفة النسبية. وتزامن ذلك مع تطلع الفرد للتحرر الاقتصادي من نير الإقطاع، وتحالف البورجوازية الناشئة مع الطبقة الكادحة التي أصبحت أكثر وعياً وثقافة، مما أدّى إلى تقلّص سلطات الإقطاعيين ومنح الطبقات الدنيا حرية العمل والتملك.

أما في النظام السياسي- الاقتصادي الإسلامي، فعلى الرغم من انحسار التطبيق العادل لتعاليم الإسلام في مراحل متعددة من التاريخ السياسي الإسلامي، إلا أن إلباس هذا التاريخ حُلّةَ الإقطاع الأوروبي ليس إلا محض عبث، وخصوصاً أن علماء الدين الإسلامي كانوا يشكلون صف المعارضة الأول للاستبداد السياسي على مرِّ العصور، ولم يكن التحالف المزعوم بين الفريقين على الشكل الذي يراد له أن يكون في قراءة الليبراليين لهذا التاريخ. فضلاً عن أن النظام الاقتصادي في المجتمع الإسلامي لم يكن إقطاعياً من أي وجه، ولا يمكن تبرير هذه القراءة للتاريخ بالنظر إلى أملاك السلطان وأصحاب الجاه مع غضِّ الطرف عن الحرية الاقتصادية في العمل والتملك، وانتشـار الأوقـاف التي كـانت تزيـد على كل ممتلكات السلطان - كما في بلاد الشام - وهذا أمر يتنافى مع أولى بديهيات الإقطاع.

3 ـ إثر ذلك التغيير العقلي والاجتماعي في المجتمع الأوروبي نشأ النظام الديمقراطي كتطور تلقائي ليحل بديلاً عن نظام التوريث الإقطاعي الملكي، وما كان ذلك ليحدث لولا تغلغل الفكر العلماني الليبرالي في المجتمع، والذي أشاع مبادئ الحرية الفردية وحق تقرير المصير، مما أدَّى إلى تدخل الأفراد في انتخاب السلطة الحاكمة، ومن ثم نشوء النظام الديمقراطي القائم على الاقتراع ورأي الأغلبية.

وفي المقابل نجد أن الليبراليين العرب قد تجاوزوا كل هذه المراحل سعياً لإحلال النظام السياسي الديمقراطي دون التعرض لليبرالية الأيديولوجية وسياقها التاريخي، بل لم يجد بعضهم ضيراً في الاستعانة بالخارج والاتِّكال على الغرب لإحلال هذا النظام بالقوة إن دعت الحاجة، دون التعرض لحقيقة نوايا هؤلاء الحلفاء وأطماعهم في المشرق الإسلامي التي لا يخفيها الغرب نفسه.

4 ـ لم يذكر لنا تاريخ النهضة الأوروبية أن أحداً من مفكري الليبرالية الغربية قد أقام مقارنة ذهنية بين المجتمع الأوروبي الذي ينتمي إليه وأي من المجتمعات الأخرى، كما لم يبادر أي منهم لاقتباس أي نظام سياسي أو اقتصادي من الخارج لإحلاله في أوروبا، سواء كان ذلك من جهة الاقتباس والإفادة من مجتمع يبادله الشعور بالندّية أو من جهة التقليد القائم على الشعور بالنقص. أما الليبرالية العربية فعلى النقيض من ذلك تماماً؛ إذ لم يسعَ مفكرو أي أمة من الأمم النامية في العصر الحديث إلى مثل هذا الاستنساخ المقصود للعقلية الغربية ومحاولة إحلالها كبديل عن الواقع المحلي، وبالشكل الذي ينادي به الليبراليون العرب منذ بداية ما يسمى بحركة النهضة العربية. يقول زكي نجيب محمود في كتابه (تجديد الفكر العربي): «هذا التراث كله بالنسبة لعصرنا فقد مكانته، فالوصول إلى ثقافة علمية وتقنية وصناعية لن يكون بالرجوع إلى تراث قديم، ومصدره الوحيد هو أن نتجه إلى أوروبا وأمريكا نستقي من منابعهم ما تطوعوا بالعطاء، وما استطعنا القبول، وتمثل ما قبلناه».

5 ـ الليبرالية الغربية تقتضي نسبية الحقيقة والموضوعية في النظر والقياس، ولعل إحدى أهم سِمَات العقل الليبرالي تتلخص في تجريد العقل وحياده، وتنزيهه عن الأفكار المسبقة والصور النمطية للأفكار والتصورات، ومنحه الحق في التجريب والقياس والنقد لكافة الظواهر دون تحيز؛ فالليبرالي الغربي يؤمن أن مرجعيته هي العقل وحـده، سـواء كـان العقل غربـياً أو شرقياً، مع تحيز في الكثير من الحالات للعقل الغربي انطلاقاً من مركزيته الأوروبية. أما الليبرالي العربي فقد وقع في الفخ الذي نصبه لخصومه «الإسلاميين» إذ نجده لا يقل تمجيداً وتقديساً لمرجعيته الليبرالية إلى حدٍّ يكاد يكون فيه مسلوب الإرادة أمامها؛ ففي الوقت الذي يُؤخذ فيه على «الإسلامي» تقديسه للنص الديني واعتماده التراث كمرجعية مطلقة، يظل هو متمسكاً بنصوص ومبادئ كبار مفكري العقلانية الأوروبية.

6 ـ امتـداداً لما سبق ذكـره؛ فإن الليـبرالي العربي يلجأ عادة إلى التبرير عند محاكمة الـغـرب على أخطـائه، بـل ـ يلـجأ لا شعورياً ـ إلى تحميل الذات المسؤولية عن كل خطأ وكأنه بات أسيراً لعقدة الذنب. وقد يتطور الأمر لدى بعضهم إلى إدانة شبه مطلقة لكل ما هو عربي - إسلامي، فتتحول دراسة التاريخ الإسلامي من النقد الموضوعي ـ بهدف طرح القداسة عنه ـ إلى بحث متعمد عن أخطاء الماضي وإدانة رموزه وتجريمهم، بل الافتراء عليهم إن دعت الحاجة، إلى درجة تشبيه «محمد الفاتح» بشارون وستالين في ترحيله نصارى القسطنطينية إلى أوروبا بالرغم من احتمائهم بتاجه السلطاني من ظلم الفاتيكان، ولا غرو - والحال هذه - في الادعاء أن الخليفة بعد الفتح قد تدثر «مرتاحاً بين الغلمان والحريم بعباءة كسروية» فقط لكـونه خـلـيفة علـى طريقة التوريث ولم يصـل إلـى الحـكم بصنـاديق الاقتراع الديمقراطي ورغـم أنف التـاريخ. [خالص جـلـبي، الـشرق الأوسط: العـدد (8310) بتاريخ 10 جمادى الآخرة 1422هـ]، والأمر ذاته ينسحب على «صلاح الدين» الذي لم يشفع له شيء من إنجازاته عندما اكتشف الكاتب الليبرالي أنه قد أمر بقتل السهرَوَرْدي المتهم بالزندقة، ثـم ترك مملكـتـه لوارثـي الحـكـم من أبنـائه وإخـوته بـدلاً من سعـيه لإحلال الديمـقراطية. [الكـاتب نفـسه، الشرق الأوسط: 4 ربيـع الثانـي 1426 هـ، 12 مايو 2005 العدد 9662].

وبهذه العقلية المنهزمة، لا يتورع الليبرالي العربي عن اللجوء المسرف لآلية النقد الذاتي في معالجته لكافة القضايا المعاصرة؛ إذ لا يرى في الاستعمار الأجنبي إلا قابلية داخلية للاستعمار، ولا يجد في احتلال العراق إلا خروجاً بعضهم قومياً عن المنظومة الدولية، بل لا تعدو المقاومة في العراق وفلسطين أكثر من لعبة خطرة لا يدرك «المتشددون» أبعادهـا، أمـا العولمة - بوجهها الأمريكي السافر - فتتحول لدى بعضهم إلى نتيجة طبيعية للتطور الديالكتيكي للمجتمع الإنساني (بالمفهوم الهيوماني الشامل) والذي ما زال يعمل على كتابة صفحات تاريخه الأولى.

وهكذا؛ فإن المفهوم الليبرالي العربي للغرب لا يتعدى كونه مفهوماً ذاتياً لا موضوعياً؛ بحيث تقتصر دراسة المجتمعين الإسلامي والغربي على تقصِّي النواقص في الأول، وتلمُّس المزايا في الثاني، وكأن الأمر لا يخرج عن آلية المفاضلة لنقل الأول إلى الثاني ليس إلا، وبغضِّ النظر عن تفهّم حاجة الأول، وأخطاء الثاني.

وهذا فخ آخر يقع فيه الليبرالي العربي؛ ففي الوقت الذي يلوم فيه «الإسلامي» على استسلامه لعقدة المؤامرة التي تحكم نظرته للآخر، يكاد هو يحصر مفهومه عن الآخر في نطاق التمثل والتقليد، وإذا كان الأول يحاكم الآخر انطلاقاً من الثقة بالذات، فإن الثاني يحاكم الذات انطلاقاً من انهزامه أمام الآخر، وهذا الأمر يتناقض أيضاً مع واحدة من أهم مسلّمات الليبرالية التي تنظر إلى كل من الذات والموضوع بحياد ونزاهة.

ختاماً:

فإن الليبرالية الغربية لم تنشأ في أوربا إلا بعد أن قطعت مرحلة طويلة من التطوير والتحديث، وكان الدافع لوجودها هو حاجة الفرد الأوربي إلى ذلك النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يضمن له حريته وكرامته، ويوفر له حاجاته المعيشية بشكل متوازن. وعليه، فقد كان حريّاً بالليبراليين العرب إذ رفعوا شعار تحقيق مصالح الفرد العربي والدفاع عن حقوقه، أن يُنعموا النظر أولا في خصوصيته وظروفه التي تحيط به، وأن يتجردوا وفقا للمفهوم الليبرالي من كافة المعطيات المسبقة التي تلقفوها عن الغرب، ثم يُعملوا عقولهم في استنباط نظام ليبرالي حر يكفل تحقيق كافة حقوق الفرد العربي، ويؤمّن له معيشة كريمة لا يعاني فيها من أي تناقض مع إيمانه الغيبي أثناء تفاعله مع معطيات الحياة اليومية. وعندئذ يمكن لغير الليبرالي العربي أن يطمئن في حواره مع من يدعي الليبرالية بأن الحوار سوف لن يكون عقيما.

 

 
























التوقيع

دعبوس بن دغيبيس الدغبوسي



من بلاد آكلي الدغابيس

   

رد مع اقتباس
قديم 05-13-2012, 05:13 PM   رقم المشاركة : 13

 


"التنويريون السعوديون" ..قراءة هادئة وسط الضجيج

د.مسفر بن علي القحطاني
الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن



عندما كثر الحديث عن الغلو والإرهاب في الآونة الأخيرة خصوصاً خلال العامين الماضيين ؛ برزت على السطح كثير من الأفكار التصحيحية والإصلاحية وأطراً عدة للخروج من مأزق التكفير والتطرف وتهم الجمود الفكري والانغلاق الفقهي الذي وجه نحو الخطاب الإسلامي المعاصر. فكانت فرصة مهمة للمراجعة وإعادة النظر في كثير من الأولويات وتراتيب العمل الإسلامي والإصلاحي عموما .

ونظراً لكون المقام منصباً نحو التطرف والغلو كأساس للمراجعات , كان لابد لهذا التطرف أن يغري البعض بأفكار متطرفة في المقابل , قد تتفق أو تختلف من حيث القوة ولكنها تعاكسه من حيث الاتجاه.

فظهرت على الساحة الفكرية – متزامنة مع وهج الانفتاح الإعلامي العولمي- أطياف متعددة لرؤى تجديدية كان بعضها شديد القابلية لأسر اللحظة الحاضرة والمعطيات الجاهزة والبيئة المحيطة. فلم تأت بجديد بقدر ما هو إسماع بالتجديد . وبرزت تيارات فكرية بُعثت من جديد في وطننا بعد ركود دام عقود من الزمن عاشت عصرها الذهبي في بعض الأقطار الإسلامية .
كان من أبرزها حضوراً في الأزمة الراهنة " التيار التنويري " أو " العقلاني " ذو الثقافة والفلسفة الإسلامية .وقد حمل إرثه الإصلاحي طليعة من المثقفين السعوديين , برز منهم على الساحة الإعلامية بعض الشباب المثقف والمتحمس أيضا للصدام والمستعد لخوض معارك البقاء والمنعتق من قيد الأيدلوجيات التقليدية أو الحركية, مما أدى إلى سجالات ومعارك اقصائية شهدتها ساحات الإنترنت وبعض صحفنا اليومية وسط مناخات فكرية قاسية وثقافات كانت تحرم هذا الطرح جملة وتفصيلا.
إن شيوع استخدام مصطلح " التنوير " في وصف هذا الفكر الناشيء من قِبل أصحابه وغيرهم , يدعونا لدراسة الامتداد التاريخي والفكري للفلسفة التنويرية التي نشأت في أوائل القرن السابع عشر الميلادي , والتي يحلم البعض بمحاكاتها كتجربة رائدة يمكن تكرارها في المجتمعات المماثلة .. حيث انطلقت بداية التنوير العقلي والتحرر من القيود الدينية والسلطوية بشكل واضح مع الثورة الإنجليزية عام 1688م ,كتب أثناءها "جون لوك" مقالته "حول التسامح " ثم مقالته في "الفهم الإنساني " والتي أدت إلى حراك ثقافي وسياسي منع الاستبداد الكاثوليكي وسمح للبروتستانت وغيرهم بحرية العبادة والتعليم , وقد صدر قانون " التسامح " 1689م ليجعل انجلترا في تلك الحقبة أكثر دول أوروبا حرية وليبرالية .

خلال القرن السابع عشر والثامن عشر الميلادي برز النتاج الفكري والعلمي لفلاسفة التنوير والذي أطاح بجانب كبير من العقيدة المسيحية , وجعل العقل آلة الفهم للطبيعة والكون والحياة , وأُسقط كل ما هو خارق للطبيعة أو غيبي , وبدأ النقد اللاذع لسلطة الكنيسة وهيمنتها الإقطاعية الاستبدادية على الفكر والسياسة والمجتمع . من خلال تبطين النقد في بعض الروايات الدرامية الفلسفية ؛كان أشهرها "إيلويز الجديدة " لجان جاك روسو , و"رسائل فارسية " لمنتسكيو , و "كانديرا" لفولتير , و" جاك القدري " لديدرو وغيرها من الروايات والمقالات , والتي أثارت الكنيسة وأتباعها فحرّمت قرأتها وتداولها في وقت انتشرت الصالونات الأدبية في كثير من المدن الأوربية كان أشهرها الصالونات الباريسية المحمومة بالنقد والإلحاد الذي بدأ يظهر على بعض الفلاسفة التنويريين.

في تلك الآونة برز النتاج العقلي الثائر على السلطة الكهنوتية التي جسدت القدر الإلهي المرسوم الذي لا يحيد عنه إلا هالك , وانتهى احتكار الرهبان والقساوسة للفلسفة والعلم . حينها توالدت النظريات الفلسفية العقلانية الصارخة على يدي " هيلفتيوس" و" ديكارت " و "سبنيوزا" بلغت قمتها وتطورها على يدي "هيجل" الذي تعدّ فلسفته الأعمق في الفكر الأوربي الحديث .

ثم خرجت النظريات الاجتماعية التنويرية فاتسق نظامها المعرفي في مشروع "كانت" و "فيكو" . كما برزت النظريات الاقتصادية من خلال "أدم سميث " و"ماركس" , ويعتبر " ميكافيلي " أول فيلسوف سياسي تنويري يضع مشروع الدولة المركزية البرجوازية , وبدأ المنهج التجريبي العلمي يتبلور على يدي " فرانسيس بيكون " و " نيوتن " و " غاليليو ".. , حينها تصاعد الحراك الفكري والثقافي إلى حراك اجتماعي وسياسي هيج الجماهير الفقيرة المقهورة في فرنسا وبقية الدول الإوروبية وحتى أمريكا الى انتهاج الثورة على الدولة والكنيسة .(1)

أمتد الأثر الفكري للثورة الفرنسية مع امتدادها العسكري وكذلك من خلال الاتصال الغربي بالمشرق الإسلامي وقد أوجد هذا الاتصال الثقافي ذو النزعة الطوباوية إلى تأثر بعض المثقفين المسلمين بمباديء التنوير الفلسفي والعقلاني كالطهطاوي والأفغاني وخير الدين التونسي والكواكبي وغيرهم , وانتشرت مؤلفاتهم وأفكارهم الإصلاحية في عموم البلاد الإسلامية حتى جاء الجيل الأكثر وعياً بالفكر التنويري الغربي كزكي نجيب محمود و العشماوي وحسن حنفي وجمال البنا والجابري وأركون ..فحاولوا تأطير الفكر والمزاوجة بينه وبين الفلسفة الاسلامية بنفض الغبار عن فكر ابن رشد وابن سيناء والفارابي وعموم الفكر الاعتزالي والباطني مما ولّد أجنة مشوهة بقيت حبيسة أسوار " المدينة الفاضلة " ولا أدري عن مدى صمودها لتغيرات العصر وتحدياته القادمة إذا تجسدت في أرض الواقع ؟!.

ومازالت هذه الأجيال التنويرية تتوارث الأفكار والرؤى القديمة نفسها التي وضعها جيل التأسيس الأول مع كثرة حديثهم عن ا لتحرر و التجديد والانعتاق من التسلط الديني التقليدي و الموروثات القديمة!! , بينما لا نجد نقداً موضوعياً للفكر التنويري الغربي يوازي نقدهم الشديد " للتراث الديني" و " العقل العربي " كما فعل الجابري , أو "الفكر الإسلامي " كما فعل أركون وحنفي وغيرهم , في حين كانت هناك مدارس بدأت تنشأ في الغرب لنقد فلسفة التنوير وثورته الدامية من كبار الفلاسفة كما فعل " ماركس " في نقد " برجوازية الثورة " و "فرويد" و "نتشه" في الثورة على العقل والتأكيد على الدور النفسي والغريزي من أجل النفاذ إلى ما وراء الواجهة العقلانية (2)...

وهنا أسأل إخواننا التنويريين السعوديين هل يعني هذا المسمى ( التنوير) الامتداد التاريخي والفكري لمن سبق من فلاسفة التنوير أم أنها ظاهرة إعجاب منبهر جاءت في لحظة عناد مع الواقع ؟ ..
بقي أن نعرف هل هناك ملامح فكرية عامة تجمع أطياف هذا التيار الناشيء ؟ .. الحقيقة أنني لم أطلع على رسم واضح يعبرون فيه عن سماتهم المنهجية ومعالمهم الفكرية بصراحة , وأعتقد أن لهذا مبرراته الزمانية والمكانية والردود الإقصائية المتوقعة , ولكني سأحاول جمع بعض الرؤى العجلى كمحاولة أولى لفتح باب المزيد من الدراسات العلمية و الموضوعية للدارسين و الباحثين في هذا الموضوع . ألخصها فيما يلي :
1- أن هذا الفكر مازال جديدا لجيل الشباب ومعالمه مازلت لم تهضمها ثقافتهم وبناءهم المعرفي السابق , مع شدة حماسهم لاطروحاته التجديدية، وليس من المتوقع إمكانية تنظيم ملفاتهم وأوراقهم المبعثرة في الفترة القادمة لاختلاف طبائعهم وموروثاتهم السابقة ومرور بعضهم بمراهقة فكرية حادة قد تبطل كل مشروعاتهم الإصلاحية .
2- الغلو في نقد المدرسة السلفية التقليدية وإظهار جمودها وانغلاقها على الواقع المعاصر مما حدا بكل الناقمين عليها والمخالفين لها أن ينظموا في خندق هذا التيار مع تباين أطيافهم وانتماءاتهم الفكرية , واعتقد لولا قميص النقد للسلفية وردة الفعل من المقابل لما اجتمعوا على هذا التيار في خندق واحد ليثأروا لبعضهم ويتنادوا في منتدياتهم " التحاورية" أو في واديهم المقدس " طوى " أو من خلال مقالاتهم في صحفنا اليومية .
3- الاعتماد في تفسير النصوص الشرعية والأحكام الثابتة على العقل المجرد والمصلحة الذوقية وتأويلها وتنزيلها على الواقع من خلال هذه الرؤية باعتبارها الأوفق لحياة الناس المعاصرة , ونقد الكثير من القواعد الأصولية بحجة تضييقها لمساحة المباح والعفو في الشريعة الإسلامية .
4- الدعوة لتجديد الفكر الإسلامي وتأطيره من جديد ، وربط النهضة بالمشروع الحضاري الشامل بالمفهوم الحداثي المعاصر .
5- نقد التيارات الإسلامية الحركية من غير تمييز واتهامها في مقاصدها بتسييس الدين لصالحها ووصمها بالانتهازية وربطها أحيانا بالعمالة لدول أجنبية .
6- التأكيد المستمر على خيار الديمقراطية في الإصلاح , والعمل على إقامة دولة المؤسسات وتحقيق مفهوم المجتمع المدني من خلال المنظار الليبرالي التقدمي .
7- الدعوة لـ" الإسلام المستنير " كمخرج من الجمود والتقليد الذي تعيشه بعض المجتمعات الإسلامية الخليجية , وكمفهوم للدين يتوافق مع ديمقراطية الغرب ومبادىء المجتمع المدني , كما تبرز أهميته في قابليته للتشكل لأي صياغة ليبرالية يستدعيها موقفهم القيمي , وهذا ما جعل التيار الليبرالي يتبناهم ويفسح المجال لهم في كثير من منابره الثقافية والإعلامية .
8- تجلية التاريخ الإسلامي- بدأ من عهد الخلفاء الراشدين –بدراسة سلبياته وإيجابياته وأسباب انحرافاته السياسية والفكرية, وتمجيد الأفكار والحركات الباطنية والاعتزالية والفلسفية كنوع من التحرر الفكري العقلاني والنهوض الثوري في وجه الرجعية التراثية .

إن هذه الملامح وإن كانت مشتركة عند الأكثر إلا أنها قد تزيد أو تنقص عند أفرادهم حسب ميولهم الثقافية وحاجة الوسط الذي يعيشون فيه لتغليب نوع معين من جوانب الإصلاح التنويري . والحقيقة أن هذا الفكر مع كل الإشكاليات المثارة عليه قد حمل معه صواباً كثيراً ورؤى تجديدية واقعية وغنية بالمعرفة وبالوعي الحضاري لبعض المشكلات و القضايا الإسلامية المعاصرة والمستقبلية .

إن رموز التيار التنويري السعودي لهم شهرتهم في الوسط الفكري المحلي والعربي , ولكني تعمدت عدم ذكرهم بأعيانهم في مقالي , لان أكثرهم لم يخرج بعد من مخاض هذه التجربة الفكرية , وفكره الإصلاحي لم ينضج ولم يستقر , كما أن البعض مازال ممسكاً بزمام حب الإثارة والبحث عن الشهرة الثقافية والصعود فوق أي ركام كان .

ولعل الظروف المتوترة التي تمر بها المملكة اليوم من جرّاء أعمال التفجير والتخريب الإرهابي أو من خلال الضغط والاتهام الخارجي يدعو الجميع لتجاوز مرحلة الاحتقان الحاصل بين هذا التيار التنويري وغيره من التيارات المحافظة , ويردم الهوة التي حفرتها الاتهامات المتبادلة بالوقوف خلف الغلو والتكفير . وبإعمال بسيط لفقه الاولويات والموازنات وحتمية المرحلة و طبيعة المواجهة فإن عوامل الاتفاق قد تتجاوز نقاط الافتراق وبشكل كبير , إذا وعينا حجم المتغيرات السياسية والاجتماعية القادمة .

إن الغرب في أزمته الراهنة في الشرق الأوسط بدأ يراهن من أجل إعادة تشكيل المنطقة و كسب التأييد الشعبي لإصلاحاته الديمقراطية على ما اسماهم بـ"الإسلاميين الليبراليين " وقد وعد أكثر من مسؤول أمريكي بالدعم المادي لفكرة " التسامح الديني" و " الإسلام المستنير " في المنطقة (3) , فهل يعي التيار التنويري موقعه الحالي في الأزمة الراهنة ؟.

وفي الختام .. أتمنى أن تكون قراءتي الموجزة للفكر التنويري السعودي هادئة رغم الضجيج وغبش الرؤية .. وأن نتعامل معها كظاهرة صحية تستوجب النقد والتقويم ولا أبريء نفسي و زلات قلمي من التجاوز والخلل .. ولكنها دعوة عامة للتحاور المثمر الجاد والتثاقف المستمر حتى لو فقدنا أدواته وضعينا أدبياته ..

 

 
























التوقيع

دعبوس بن دغيبيس الدغبوسي



من بلاد آكلي الدغابيس

   

رد مع اقتباس
قديم 05-21-2012, 06:35 PM   رقم المشاركة : 14

 

لقد ألقيت الضؤ ونقبت وأضفت وشرحت وفصلت 0 ونحن على ما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك شكرا لطرحك ونقلك وإضافاتك مع تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-21-2012, 11:47 PM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشيخ جهينة is on a distinguished road


 

ضيقتم واسعا
الأمر أبعد مما تكتبونه عن الليبرالية
الليبراليين مسلمون لا خلاف في ذلك
ومن أخرجهم من الدين هم خارجون عنه أصلا قبلهم
علمائنا اختلفوا في فهم أمور عظيمة فاصلة في الدين
فإن كان العلماء أنفسهم اختلفوا فإن الحق لا يجب أن يقتصر عليهم
فمن الخطأ الإنقياد وراء مذهب دون آخر من مذاهب أهل السنة والجماعة
فقديما كانت المرأة التي تكشف وجهها في شرعنا فاسقة لا دين عندها ولا مروءه
وعندما قرأنا ( الدين ) عرفنا أن الأمر أبعد مما كان يقال لنا وتحشا رؤوسنا به
فإن قال قائل بأنني ( ليبرالي ) في هذا الفهم ، فإن أبا حنيفة النعمان ومالك كانا ليبراليين من قبلي
عيبنا كعرب ولا أقول كمسلمين أننا نتبنى الأمر ثم ننطلق وراءه دون لأن نعمل العقل فيه
رغم أننا مأمورون بإعمال العقل إلا في ما ورد فيه نص
فكما ( قاس ) العالم على رأي من سبقه فإن ذلك متاحا لي ولكل عاقل أن يقيس
ألم يكن الجوال أبو كمرا (( حرام )) في بلادنا ثم أصبح حلالا وبكمرتين ؟
ألم يكن ( الدش ) حراما وأصبح العلماء يتسابقون إلى الظهور فيه ؟

أعود لصلب الحديث وأقول
قبل أن ( ننسخ ونلصق ) لابد أن نفهم أن هناك من لديه عقل ليفكر وليناقش
وكم أعجبني العنوان فدخلت لأشارك
فما وجدت غير نسخ ولصق المراد به تشويه هذا الفكر أو ذاك
ولهذا كتبت رأيي بعيدا عن كل ما طرح
لأنني ببساطة لم أقرأه ولا أرغب في ذلك
فليس عندي مقدس إلا القرآن والسنة الصحيحة وما عدا ذلك فيه وجهة نظر

وأعلم أن أحدا لن يناقشني فيما كتبت هنا
إما خوفا من الوقوع في ( الكفر ) الذي سأوصم به
أو خوفا من ( النقاش ) ذاته الموصل إلى الكفر
ولهذا سأختصر الأمر على نفسي وعلى الآخرين وأقول
كتبت رأيي ولبس أحد ملزم بالرد عليه
وهذا آخر دخول لي في هذا الموضوع

والله أحكم وأعلم

 

 
























التوقيع

وعند " جهينة " الخبر اليقين

   

رد مع اقتباس
قديم 05-26-2012, 03:58 AM   رقم المشاركة : 16

 

...


الحديث عن الليبرالية أو الحرية ليس مقصود به المساس بالمقدسات

.. لكن مشكلة الوضع الراهن .. أن بعض الاشخاص الحاليين باتوا مقدسات .. نقدك لهم يضرك

..

والايحاء الدائم بأن الحرية هي التطاول .. والسفور .. والخمر .. خطاب غير صحيح و مؤسف من بعض حبايبنا الصحويين

..


.. وهناك قوم مهووسون بتخويف العامة من الخطر الغير معروف لاجل أن تبقى سيطرتهم مستمرة عليهم

ويستخدمون عبارات كثيرة منها : اجندات خفية .. ليبرالية .. تغريب .. سفور المرأه .. زوار السفارات ..

..

يقول الدكتور سلمان العودة : بعض متطرفي الغرب يقولون : من لم يكن معي فهو ضدي .. بينما بعض متطرفينا يقول : من لم يكن معي فهو ضد الله ..

..

.. الوضع ياجهينة :

اسلاميون لم يروا من الاسلام الا نقاب المراه وعملها .. وقوم لم يروا من الليبرالية الا سفورها

وخلفهما قوم كثير .. يختصمون ...

ومسؤولين عاجبهم الحال
..

ولك وللدكتور عبدالله الخير


.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-18-2012, 05:54 PM   رقم المشاركة : 18

 

القبض على الناشط الليبرالي " رائف بدوي "



قالت الناشطة الحقوقية" سعاد الشمري " من خلال تغريدة لها أن الناشط الليبرالي ومؤسس الشبكة الليبرالية "رائف بدوي" اعتقل اليوم الأحد . وأضافت الشمري في تغريدة أخرى بأن البدوي أعلن اضرابه عن الطعام.

من جهة أخرى أكد أيضا الكاتب الليبرالي" وائل قاسم" وذلك من خلال تغريدة عبر موقع تويتر إلقاء القبض على الليبرالي السعودي رائف بدوي قائلا: تم القبض على الصديق العزيز رائف بدوي"مؤسس الشبكة الليبرالية" بلا ذنب ولاتهمة مطالب الافراج الفوري عنه أو اعتقاله معه.

هذا وكان رائف بدوي قد دون تغريدة له في وقت سابق قائلا"للأسف فبعد بيان تكفيري من قبل التكفيري "البراك" والبيان الأخير من 105 تكفيري لازالوا يريدون سجني فأهلا بالسجن ف"السجن لي حرية"

 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2012, 02:58 PM   رقم المشاركة : 19

 

الوالد نايف بن عوضه

دعبوس

الشيخ جهينة

أبو فارس

أحاسيس

شكرا لمداخلاتكم


سؤالي للمداخلين والقراء الكرام


هل للّبرالية دور فيما يجري في مصر الآن ؟؟؟؟

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir