ذكريات ومن هنا وهناك ( الجزء الثاني )

.

*****

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله أبوعالي

صورقيّمة ياأباتوفيق
تخفي ورائها كماً هائلاً من القصص
والذكريات المتنوعة بالتأكيد ولذا
ف (ماكوفكّه )من سردها قريباً ياأباتوفيق

مثل ما ذكؤت يا أبا ناهل كل يوم في تلك الفترة له ذكرى مختلفة
وإن شاء نكتب بعضها
بمعاونة الاحبة مثل غرم الله الفرنك وغيره

لك ولصاحب الموضوع تحياتي

*****

 

 

.

*****

سبق ان وعدنا أبا ياسر بكتابة بعض الذكريات ومنها:



كنت اعمل انا والأخ غرم الله الفرنك عام 1397هـ في سلك التعليم بمنطقة نجران وبالتحديد في مكان يسمى الحصينية وكنا نسكن في بيت الطين الواضح في الصورة وواضح قدامه جمس الفرنك وبجواره ونيتي الهايلكس وبجواره (مسفر قسقس وغرم الله الفرنك ومحمد التهامي ومحدثكم)

واعتقد اللي واقفين في يمين الصورة بعض الطلاب مع احد المعلمين الفلسطينيين

نعود لما هو آت من الذكريات ونقول:

كنت انا وابو سعيد بعد صلاة العصر نفرش فرشتنا امام الباب وننزل كفرات السيارات المبنشرة ونصلحها ونجهز واحدة من السيارات ونسيّر على احد البدو خلال العصرية نتونس ونوسع صدورنا ونستمتع بحياة البدو وبالصحراء وعيشتها
ومن اهم ما يقدمه البدو مع الغروب غير القهوة والشاهي "الغبوق" وهو حليب الابل الذي يحرص البدو عليه فور عودة الابل من المراعي وكذلك يحرصون على الصبوح أي حليب النياق في الصباح الباكر

وبحكم اني مدير مدرسة الحصينية الابتدائية في تلك الفترة فقد كان البدو يتمنون زيارتنا لهم ويهتمون بنا ومن عادة البدو الترحيب بالضيف واكرامه وخاصة البدو اللي يسكنون تلك المناطق

وفي يوم من الايام قررت انا وغرم الله زيارة بدوي اسمه صالح بن مرسل وكان مقاول نقل الطلاب إلى المدرسة وكان رجل كريم وممن يفرح بالضيف واتذكر ان له ولد يدرس بالمدرسة صف خامس اسمه حسب ما اتذكر "مسفر"

المهم وصلنا ورحب الرجل وسهل واخذ علمنا ورد علينا وكانت من اهم عوائد البدو انه يسمع علمك ويرد عليك وهو يجهز البن ويحمسه قدامك ثم يدقه ويركب الدله على النار ويجهز التمر والإقط وبعدها يجهز الشاهي وعلى الغروب تكون الابل والغنم بدأت في العودة للمراح

وبعدها قام حلب الابل وقدم لنا الغبوق وكان يجهز للعشاء ولكن رفضنا رفضاً تام وحاول قلنا بنمشي قبل الليل وبكل كلفه وافق على طلبنا

واكرمني أبو سعيد بقيادة الجمس (بحكم اني مدير وقرة الـ...) وانطلقنا باتجاه السكن اللي يبعد عن المكان بأكثر من خمسين كيلو والشمس قد غربت والهلال يالله ينور وما شين بسرعة عالية كما هي العادة ونسينا ان امامنا طرق للمرسدسات المتجهة للرياض عبر الصحراء

والشاحنات في الصحراء تسير على شكل مجموعات متجاورة وتشق لها عدد من الطرق المتوازية ويسيرون بسرعة عالية عشان التغريس (التغريز في الرمال) وعشان يساعدون بعض وتصبح طرقهم مع مرور الوقت مثل الحفريات
وهذا يعني ان عليك محاذتها أولاً ثم تقطعها إلى الطرف الآخر

واحنا شقيناها بدون ما ننتبه واصبح الجمس مثل اللعبه ينط من طريق في الاخرى وسلم الله ما انقلبنا وتعدينا الطريق وتوقف الجمس على مسافة وانطفى ونزلنا نتحمد الله ونضحك من الموقف ونشوف اغرضنا في الصندوق
ورجعنا نشغل الجمس وأبى يشتغل
حاولنا ولم تنجح كل المحاولات واحنا الآن نبعد عن مكان البدوي بمسافة قدرناها بعشرين كيلو أو اكثر والمشكلة ان ماعندنا شي نتغطى به لو نمنا في البر وكذلك نخاف من سواقين الشاحنات لو شافوا سيارة قريبه من طريقهم يعتقدون انهم قطاعين طرق وربما نتعرض لمكروه لا سمح الله

وكان الرأي النهائي نرجع للبدوي مشياً على الاقدام ولكن مع الحرص على معرفة مكان السيارة لو ما تمكنا من الوصول فقررنا نسوي خط بعصاة من نقطة التحرك ونحاول نتتبع طريق سيارتنا لانها تسير بكفره ممسوحة وكفره جديده

وفعلاً توكلنا على الله ومشينا إلى مقربة من البدو واصبحنا نسمع من بعيد صوت الغنم والجمال وكلاب الحراسة ولكن لم نتمكن من تحديد النقطة الصحيحة وبيننا وبينهم مثل الحرة ما تبان فيها طريق السياررات وخفنا نتوه أو تداهمنا كلاب الحراسة أو يعتقد البدو انا حرامية فيستخدمون السلاح وزادت الافكار والهواجيس
وقررنا العودة للجمس من جديد مشياً على الاقدام

وقي الحلقة القادمة نكمل القصة واحداثها

*****

 

 

صورة معبرة يا أبا توفيق
ذكرتني بجمس الأخ غرم الله الفرنك
وبيوت اللبن بنجران والعشاش بجيزان

 

 

حياك الله يا ابا توفيق وحيا ذكرياتك .
استمتعت كثيرا بهذه الحلقة واستمتعت اكثر باسلوبك التلقائي السهل غير المتكلف والذي يغري القارئ بتكملة الموضوع بمتعة ولذة .
استمر ايها الحبيب فكلنا آذن صاغية ( ما اخفيك ودي يكن حست بكم كلاب البدو وحتما الشردة واردة لا محالة وفي هذه الحالة الكلاب تحب الذي يشرد وتخاف من الذي يثبت في مكانه والله العالم وش ستكون حالتكم وحالة عراقيبكم ، واسأل مجرب ، كان عند العم شفلوت رحمه الله كلاب حراسة عند بيته ، وكان والدي يرسلني بصحبة اخي سعد رحمه الله عنده ، فإذا اقتربنا من البيت انقضت علينا الكلاب مثل الصاوريخ فإذا هربنا تبعتنا وإن وقفنا في مكاننا ونفذنا تعليمات الوالد بان لا نهرب رغم الخوف الشديد الذي يعترينا وقفت الكلاب واكتفت بالنباح )
استمر وفقك الله ولا تترك شيئا واتمنى لو يساعدك ابو سعيد ولو بمداخلة .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

 

 

وجدت نفسي مدفوعا للتعليق هنا

وربما لأن الحديث عن التعليم في نجران

فقد كنت في مجلس ضم بعض التربويين قبل أيام. ...فأقسم أحد الحاضرين ممن له خبرة طويلة في التعليم

أن الفضل في تعليم أهل نجران بالذات هو لأبناء غامد من المعلمين.....حيث تميزوا بالشجاعة والإقدام والحكمة

والمعرفة حيث يصلون إلى أماكن ومدارس لا يصل إليها غيرهم ويتعاملون مع نوعيات مختلفة من الناس

ومشارب مختلفة من الجماعات بقدرة فائقة. ...فقال أحدث الحاضرين تقول ذلك لأن أحمد موجود يقصدني....

فأقسم أنها كلمة حق يدين بها كثير ممن عاصر بدايات التعليم في نجران

شكرا لمن منح لنا الفرصة للكتابة هنا

وشكرا لك أخي أبا توفيق

 

 

.

*****

حياك الله يا أبا رمزي

انت وفقك الله رافقتنا فور صدور قرار تعيينا عام 1397هـ بسيارتك الـ "مارك تو" في رجلتنا الأولي لمنطقة نجران حيث تعين مجموعة من أبناء الوادي في منطقة نجران ووقتها كان يشرف على قطاع التعليم في المنطقة مكتب الاشرف بنجران ومديره الأستاذ / عبد العزيز بن أحمد العياضي وفي عام 1398هـ صدر قرار برفع مكتب الاشراف إلى ادارة للتعليم بنجران

لك الشكر على التواجد والمشاركه

*****

 

 

.

*****

حياك الله يا أبا ياسر في زاويتك الجاذبة لسرد بعض الذكريات والمواقف
المهم لا تركز على كلمة سرد ومشتقاتها

تم اختيار نجران للتعيين بناء على رغبة شخصية وتشجيع وترغيب من حبيب الكل غرم الله الفرنك اللي سبقنا بعامين في المنطقة واصبح واحد من اهل المناطق الصحراوية واتذكر من الزملاء الذين تعينوا بنجران في عام 1397هـ مع حفظ الالقاب والمكانة:
(مسفر قسقس, عبدالله أبو علامه "رحمه الله", محمد التهامي, عبدالله قسقس, عبدالله منصور, محمد أبو رياح, عبدالله طماس "رحمه الله", محمد الفاران, صالح سعيد مسعود, وغمد وزهارين كثير)

وكان قبلنا في المنطقة كثير من الزملاء ومنهم (غرم الله الفرنك, علي قباء, راشد عطية, سعيد هجاد, فرحه الزهراني, سعود الزهراني وغيرهم غمد وزهارين كثير)

وإن شاء الله نوفق لكتابة بعض المعلومات والذكريات عت تلك الفترة وعن ليلتنا مع الجمس والليل وما واكبه

لك خالص تحياتي

*****

 

 

.

*****

حيا الله أبا سهيل

كل المنصفين من اهل نجران يربطون النهضة التعليمية بنجران بأبناء غامد وزهران وكذلك يربطون التجارة بالغمد والدليل بن سحمي والباني وغيرهم من كبار تجار منطقة نجران

بن سحمي والباني يعدان سند لابناء غامد وزهران في المنطقة وكذلك عون لجميع المعلمين خلال الفترة الماضية السعوديين وغير السعوديين
فقد كانت دكاكينهم مفتوحة للمدرسين يشترون منهم بالتأجيل والتقسيط وأنا اتحدث عن الشيبان اللي اسسوا تلك التجارة أما الابناء والاحفاد فليس لي معهم مع الاسف علاقة حتى اكتب عنهم ولكن سمعتهم طيبة وهم فرع من ذلك الاصل

وإن شاء الله اقدم في هذه الزاوية شيء عن بدايات التعليم بنجران

لك ولمن اثنى على ابناء غامد تحياتي

*****

 

 

.

*****

توضيح للسكن في مركز الحصينية عام 1397هـ



وكما قال أبا ناهل
صورة قيّمة تخفي ورائها كماً هائلاً من القصص والذكريات المتنوعة

بريزة الماء تعني قاعة من الخرسانة على شكل عمود خارج منها بزبوز مياه مربوط بخزان عالي في بطن الوادي وبجواره بير مياه وعليها ماطور سطحي
وفي مكة المكرمة يسمون البرايز جامع

هذه من مشاريع المياه التي انشأتها وزارة الزراعة والمياه سابقاً لسقيا البدو في المناطق الصحراوية ولكن في الغالب المياه تكون "هماج" أي غير صالحة للشرب والملوحة فيها عالية جداً

وإن شاء الله نقدم صور آخرى لتلك المرحلة

*****

 

 

مازال الشوق يحدونا والفضول يتملكنا
لمعرفة تفاصيل أكثر ولاأنسى تلك الرسائل
التي كنت أستقبلها بشغف وقد دوّن على
غلافها (عبدالله صالح قسقس /حبونه /منطقة نجران)
وبالنسبة للغمدفقد تعيّن كثير من جماعتنا في
نجران من جيل الشباب كيوسف أبوعالي ومحمدغرامه
واحمدعبدالرزاق الفقيه وأنس العبّادي وغيرهم
وكان الأستاذ : عبدالله سفر خير معين لهم بعد الله هناك.