من منا لم يسمع بأمير شعراء النبط الشاعر محمد بن لعبون ؟!
محمد بن حمد بن لعبون امير الشعراء النبط شاعر من قبيلة عنزة يعد من أشهر أعلام الشعر النبطي في الجزيرة العربية. عاش في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي (الثالث عشر الهجري). وله شعر غنائي جميل أشتهر باللعبونيات
ولد عام 1205هـ وتوفي عام 1247هـ. ولد في بلدة حرمة بنجد ثم رحل مع أهله إلى بلدة ثادق، ثم رحل لوحده إلى الزبير قرب البصرة في العراق. ثم ترك الزبير في إثر حادثة له مع حاكمها إلى البحرين ثم الكويت وبها توفي بالطاعون. نشأ محمد بن لعبون في بيت علم وأدب، ووالده الشيخ حمد بن محمد بن لعبون كان مشهوراً بمعرفته بالأنساب والتاريخ. ويدل شعر محمد بن لعبون على إطلاعه الأدبي وثقافته وتأثره بقصائد الأولين.[1] يلقب (بأمير شعراء النبط) لقوة قصائدة وجمالها له القصيدة المشهوره المسماة (المهملة) وهي عبارة عن حوالي 30 بيت كلها دون نقط وذلك لاشك بأنه دليل قاطع على تمكن الشاعر وقدرته على الابداع وفيما يلي جزء من قصيدته:
أحمد المحمود مادمع همــل
أو عدد ماحال واد له وسـال
أو عدد ماورد وراد الدحل
أو رمى دلوه وماصدر ومــال
أو حدا حاد لسلمى أو رحل
سار هاك الدار أو داس المحال
أحمده دوم على حلو العمـل
سامع الدعوى ومعط للســؤال
على الرغم من أن محمد بن لعبون عاش فترة من عمره في الكويت (14 سنة هجرية) إلا أن شعره لم يكن متأثراً بالبيئة الكويتية وظل يذكر الزبير ولعل ذلك لأنه خرج مكرهاً منها وقلبه معلق هناك وظل يذكر أحبته هناك وخاصة (مي) والتي حرم عنها بسبب سفره وزواجها ومن ثم وفاتها. كما إنه لم يكن مستقر الأقامة في الكويت حيث يسافر أحياناً للبحرين ثم يرجع للكويت. ومن المواضع التي ذكرها والتي يصف فيها موقعاً كويتياً[1]:
حي المنازل جنوب السيف
ممتدة الطول مصفوفة
أمشي على زبنها واقيف
في حبها الروح مشفوفه
دار الخدم والكرم والضيف
دار المناعير معروفة
عرف محمد بن لعبون بشعر المجون، وذكره الشاعر خالد الفرج :«فقد كان ميالاً إلى اللهو والبطالة» [2] وكانت هذه نظرة الناس إليه في ذلك الوقت. لكن للشاعر محمد بن لعبون قصائد تدل على تعلقه واهتمامه للدين والتي تقابل نظرة الناس إليه. وربما نظرة الناس له كانت بسبب اشتهاره بقصائد الغزل. وقد قال الشاعر[1]
بادره مادام لك فيها مهل
فالمنايا رايحات بك عجال
واسأل اللي يستجيب لمن سأل
هو يجيبك محتفى بك حيث قال
اسأله باسرار ما جاب الرسل
واسمه المخزون في علمه تعال
و الملائكة الكرام أهل المحل
و أولياه الموصلين به الحبال
يسمح اللي فات في وقت الجهل
واسع الإحسان وإن ضاق المجال
ومن قصائدة قصيدته التي قالها في البحرين حينما كان يحضر حفلا خاصا وكانت الراقصة قد رمت قاناعها وقد اتى اخوها فأراد ان ينبهها دون أن يحس اخوها به فقال هذه الابيات
يا علي صحت بالصوت الرفيع
يـا مـره لا تـذبـيـــن الـقــنــاع
يا عـلـي عـنـدكـم صفراً صنيع
سـنـهـا يـا عـلـي وقـم الـرباع
نـشـتـري يا عـلـي كـانـك تبيع
بالعـمـر مـيـر ما ظــنـي تـبـاع
شـاقـنـي يـا عـلي قـمرا وربيع
يــوم أنا آمر وكل امري مطاع
يوم أهـلـنـا وأهـل مـي ٍ جـمـيع
نــازلـيــن ٍ عـلـى جـال الرفاع
ضـحـكـتـي بـيـتـهـم وأنا رضيع
ما سوت دمعتي يــوم الـوداع
هــم بـرونـي وانا عـودي رفـيع
يا علي مثل ما تـبـرى الـيـراع
طـوعـونـي وانـا مـا كـنـت أطيع
وغـلـبـونـي وانــا قرم ٍ شجاع
دون مـي الـظـبـي وأم الـوضـيع
والـثـعـالـب وتـربـيـع الـشراع
راس ريـع ٍ دخـل في راس ريـع
مـسـتـطـيـل ٍ ووديـان ٍ وسـاع
يا ذا الحمام اللي لعى بغصون
وش لك على عيني تبكيها
ذكريني يا ذا الحمام فنون
قبلك بيوت القيل ناسيها
لا تطري الفرقا على المحزون
ما احب انا الفرقا وطاريها
يا من ينادمني على الغليون
والدلة الصفرا مراكيها
انت تلوموني ولا تدرون
والنار تحرق رجل واطيها
شفت البناجر في يده يزهون
توه اسبوع العيد شاريها
واللبة الصفرا زهت باللون
يوم أقبلت والنور غاشيها
عمره ثمان مع سبع مظنون
مشي الحمام الراعبي فيها
تليت ردنة وانتهض بالهون
وله قذلة بالمسك عابيها
يا من يباصرني أنا مفتون
روحي ترى فيها الذي فيها
ومن الولع والحب أنا مجنون
يا ناس أنا وش حيلتي فيها
أبو هيا طرب يشيل فنون
ما ثمن الدنيا وطاريها
****