.
*****
من روائع الشاعر المرحوم محمد بن حسن المالحي الزهراني
بـديـت باســــم العظيــم أول كــلام بـني=أحــلى مـن الدرر ومن اللـؤلؤ إذا انـتـثـرا
ثـم صـلاتي وتسـليـمي عـلـى المـــدنـي=خـيـــر الـبـريـات مـن بـدو ومــن حـظـرا
شـريعتـه عـمـت أهـل الشــام واليـمـني=والـبـــر والبــحـــر لـه بـرهــان مـشـتـهرا
أصله من أشراف مكـة في أول الزمني=وهـجـرتـه بـالـمـديـنـة بـعــدمـا انـتـصــرا
مـا حـثـنـي عالـكـلام اللـي يـساعـــدني=يـشـرح لـي القلـب والإنـعاش والصــدرا
أطـلـب بـهـا الـخـيــر من رب يوفقـني=بالـرزق يـعـطـيـه لــيس الــرزق منحصرا
وأرجوه وأدعوه يـوم أدعي يجـاوبني=يـجـيـرنـي مـن الحـسـد والـظـلـم والـكـدرا
إذا تـلـهـمـت لـوعــات تــلاوعــنـــــي=أبــات دمـعــي عــلــى الـخـديـن مـنـحـدرا
ماهـي بـطـمـعـه فـي الـدنـيـا فيرزقني=رب لـطـيـف بــــرزقٌ كــنـّه الــمـــطـــترا
إذا تـفـكــرت عـظـمـي حـلـّه الـوهني=والـشـيــب مـا هــو بـعـيـد شـي مـنـه ظهرا
أنـا سـقـيـم عـظـامـي ذُب تـجـالـدنــي=كـمـا مـريـض يـصـلـّونـه عـلـى الـجـمــرا
يـارب مـشـكـاي مـنـك إلـيـك فـاقبلني=وزيـّـتك لا تـلـقـّـيـنـي فــــي الـعــثـــرا
يـا وجـد روحـي وياغـبـنـي وياحزني=عـلـى الـخـطـيــّات عـلــى كــل مـا شـجرا
يـارب تـغـفــر خـطـيـّاتي وسـامحـني=واغـفـر لـي الـذنـب ذا يـثـقـل بـه الـظـهـرا
يـامـن وسـع كـل شـي عـلمه فعـلمني=إن كـنـت فـي معـوجـه وإن كـنت في قطرا
يـارب إن كـنـت فـي عـوجا فرجعني=إلـى طـريـق الـهـدى وأحـسـن بـي الـنـظرا
يـامـن هـو فـي ديـاجي الليل يسمعني=ويـسـمـع الـذّرّ لا سـارت عـلـى الـحـجـــرا
سمعت ذالنون يوم أدخض به السفني=سـبـح وهـلـل ورأى ثــلاث مــن الـغــــدرا
لـيـلا وبـحـرا وحـوتـا فـيـه مـنـدفـني=تـسـمـع أنـيـنـه وهـو مـكـظـوم مـنـحـشــرا
يـارب لا جــاء الـغـريـم أنـك تـثبتني=عـلـى الـشـهــادة ونـــوّر لـي فـي الـقـبـــرا
وإذا بــعـثـنـا فـي الـجـنـة تعـاوضني=بـالـحـور وقـصـور وأنـواعـا لـهـا ثـمــــرا
مـا عـاد شـيّ فـي الـدنـيـا ويعجــبني=إلا الـعـبــــادة وتـوفـيـنـي فـي الأجـــــرا
يـارب مـحـتـاج للـظـيـفــة تـظـيـفني=مــدة جـزيـلــة تـغـانـي الـعـالــة الـفـقـــــرا
الجسم في الأرض وأقدامي تسيـرني=وأنـا أتـمـلـمـل وجـوف الـلــيـل فـي سـهرا
أخشى من السطوة وأخاف أن تعذبني=والـنـار مـا أقــوى لـهـا بـردا ولا شـــررا
أرجــوك يــا رب جـهـنـم لا توردني=والـوالـديـن أنـجـهـم يـا رب مـن سـقـــــرا
يا صاحــب العقـل إذا ودك تصدقـني=خـذ مـن كـلامـي عـسى يحدث لـك الخبرا
عـنـدي نصيحة وأنا أهـديها بلا ثمني=مـن الـمـثـيـل الـذي عـنـده كـتـب وقـــــرا
وأوصـــي اللـي بـعـيـد لـيس يعرفني=تـبـقـى مـع اللــي بـعـد يـاجـي ويـفـتـكــرا
أوصيك في دينك المفروض والسنني=وأشـكـر وربـي يــزيــد لـكـل مـن شكــرا
أوصيك فالوالـديـن إن كان لـك ذهني=يـاويـل يـاويــل مـخـلـوقٌ لـهـم نـهـــــــرا
أوصيك في الجار ذالقربى فيالـوطني=فـالـنـار تـلـفـح قـطـيـر يــؤذي الـقـطـــرا
فــيـا خـسـارة عـلـى جـار يـحاربـنـي=وأحـاربـه عـنــد بـيـتـه كـل مـا حـظــــرا
وأيـضـا بـني عمك احذر لاتكون دني=تـبـيـعـهـم بـالـثـمـن يـا بـيـعــة الـخـســرا
إذا شـنـيـّوك صـاحبهـم على الحـسني=وأصـبـر عـلـيـهـم ولا قد خاب من صبرا
أحـفـظ لـسـانك ترى أنه يحدث الفتني=كـم مـن لـســان رمـى راعـيـه في الحفرا
إن اللـســان ذو ضــرب ولـه طـعـنـي=ولـه مـنـيـات تـخـطـف كـنـه الـصـقــــرا
أنـا تـحـيــــرت والأيـــام تــدهــرنــي=مـا عـاد نـقـوى ولا دهــره مـن الـدهــرا
وابـن آدمي كـنه الطاير على الغصني=مـالـهـا قـرار وهـو يمشي على الـخـطرا
صـلـى إلـهـي عـدد مـا هـلت الـمزني=ومـا تـدانـا ظــــلام وأطـلــع الـفـجـــــرا
عـلى الـنبي المصطفى ذا هـدّم الوثني=وجـاه جـبـريـل فـي لـيـل الـهـدى وسـرا
رحمه الله وغفر له واسكنه الجنه
*****